كم هي نعم الله كثيرة لاتعد ولاتحصى ولاتحد ولاتحصر (وان تعدوا نعمة الله لاتحصوها)فقد اودع الله في التراب الذي يملا سطح الارض وفي الماء المالح الذي يملا البحار والمحيطات نعما كبيرة تظهر في حفظ الانسان ووقايته من الاوبئة والامراض وحمايته من الاضرار والاخطار.
واليك بيان هاتين النعمتين الكبيرتين اللتين لايفكر بهما احد ولايكترث بأهميتهما .
1- نعمة التراب:-
لنذكر ما حدث للامام علي(ع) حين ضربه أشقى الاشقياء ابن ملجمالمرادي بالسيف المسموم على قرنه الشريف وهو ساجد لربه في صلاة الصبح حتى وصل السيف الى بياض دماغه فخر على الارض في هذه اللحظه التي خضبت فيها لحيته الشريفه من دم رأسه جعل ياخذ التراب من ارض المسجد ويحثو به على جرحه ! لماذا فعل ذلك؟
لقد اثبت علميا ان التراب وهو سيليكات الكالسيوم وماشابه هو بيئة رديئة جدا لنمو وتكاثر الجراثيم وخاصة اذا كان التراب جافا ونظيفا فعندما حشا الامام علي (ع) جرحه بالتراب كان يعلم انه مسحوق جيد لقطع الدم ووسط مناسب لقتل الجراثيم وشبيه بذلك ما نراه من وضع بعض الناس الرماد على الجرح ولايؤذيه.
ولهذا السر العظيم في التراب جعل الشارع في الاسلام دفن الميت في التراب من الاوساط المانعه لنمو الجراثيم والتعفن والتفسخ وقد كشف عن بعض الجثث المدفونه باعلى الروابي حيث يكون التراب جافا.
فوجدت الجثه محافظه على نظارتها لم يمسها سوء بعد مضي العديد من السنين .
اذا تذكرنا كيف جعل الشارع الطهارة بالتراب شرطا لطهارة الاواني التي شرب منها الكلب وادركنا السبب في ذلك وهو ان التراب عند مسحه بالاواني مع الماء فانه يزيل جرثومه الكلب التي تعيش على لسان الكلب فيقتلها ولولا ذلك لانتقلت الى الانسان وعرضته للموت او الخطر.
ولولا ان التراب يغطي صعيد الارض لكان سطح الارض بؤرة لتكاثر الاوبئة والجراثيم والامراض فجعل الله التراب افضل مادة تمنع ذلك التكاثر والنمو وما ذلك الا رحمهمن الله بعباده من حيث لايشعرون.
ومن فوائد التراب الاخرى انه يعتبر عازلا حراريا جيدا وذلك لانه ناقل رديء للحرارة والتراب ايضا يحمي التربه من ان تنفذ الى داخلها الحرارة او البرودة مما يحافظ على رطوبتها في الصيف ويمنع تجمد الماء الذي فيها في الشتاء كل ذلك من ايات الله تعالى في الارض ومظهرا من مظاهر التقدير والتدبير.
2- نعمة الماء المالح:-
واما الماء المالح فهو يغطي اربعة اخماس سطح الكرة الارضية بملوحته الشديدة التي جعلها الله رحمة للبشرية فماء البحر بوضعيته الحاضرة هو اكبر قاتل للجراثيم والاوبئة ولو لم يكن مالحا لكان اكبر وسط مساعد لنمو الجراثيم وتكاثر الاوبئة التي تغزو البسيطه وتهدد حياة الانسان. فسبحان من جعله مالحا أجاجا ليحمينا من الاخطار والاضرار علما بان جميع اوساخ العالم تصب في النهايه في المحيط وهو بملوحته الزائدة يزيل كل اخطارها المتوقعه ويستهلك فسادها ويدرأ عنا أخطارها وامراضها .
فسبحانه من اله يدفع عما كل البلايا ويحفظنا من كل داء ومكروه من حيث لانعلم فنعمه المجهوله اكثر من نعمه المعلومه وهذا عدا عن وجود الملوحة في في ماء البحر يجعل كثافته اكبر من الماء العادي فيمنعه من التجمد في الشتاء حتى درجة (-10) مما يسمح للاسماك ان تعيش فيه.