السمك ( المسموط ) على الطريقة السويدية !!
للشعوب تقاليد غريبة في تناول الطعام يقف وراءها تاريخ طويل للأغذية السائدة في هذه البيئة او
تلك، ويوم لم تكن هناك ثلاجات وثلج فقد درج اهل الجنوب في العراق خلال حقبة الخمسينيات وما قبلها على تناول السمك بعد تجفيفه والحقيقة أن عملية التجفيف لا تتيح لأحد غير سكان تلك المناطق أن يأكل تلك السمكة المجففة التي يطلق عليها ( المسموطة ) .. ولكن هل يصدق القارىء أن السمكة المسموطة هي طريقة شانعة في إحدى القرى السويدية !!
لقد تفرد المتحف الاسكندنافي الذي فتح في شمال السويد مؤخرا ، بدعوته للزوار ان يتذوقوا طبقاً من السمك يسمى (الرنجة ) - من جنس السردين - المتخمر ؟ ان طبق الرنجة او كما يدعوه السويديون
(المعتق) الذي تتميز به الاجزاء الشمالية من الدول الاسكندنافية ، اشتهر لمذاقه اللاذع حتى ان البعض لايطيق رائحته ، وهنا المكان الوحيد في العالم ، يؤكل فيه الرنجة بهذه الصورة.
يقول مدير مشروع ذلك المتحف السيد ستين بايلن ، ان المتحف يعبر عن ثقافة البلد ، اذ يأتي الزوار الى قرية سكيبس مالن - احدى القرى الصغيرة التي تشتهر بالصيد - ايام السبت ليتعرفوا على طبق الرنجة .. متى قدم للمرة الاولى ؟ وكيف يحضر ؟ وما الذي يعنيه في ثقافة هذه القرية الصغيرة ، ومن سيحظى منهم بتذوقه لو كانت لديه الجراة لذلك !!.
الغريب في الامر ، ان المتحف يعرض لطبق الرنجة فقط .. فما السر في ذلك يا ترى ؟
يرى السيد بايلن ان طبق الرنجة يمثل جزءا من ثقافة هذه المنطقة التي تقدم الرنجة على هذا النحو، وان الزوار القادمين الى المتحف القارب
( بهيئة قارب )، سيشعرون بدفء المكان ويدركون ان الطبق يعود الى القرن الخامس عشر عندما كان الرنجة يحفظ بالملح .
ويحكي التأريخ هناك ان احد الطهاة نسي ان يضع كمية كافية من الملح لسمك الرنجة الذي اراد حفظه ، ففسد السمك ، وبدأ الطهاة بعدها بطريقة جديدة لحفظه ، يعرضها المتحف للزوار .. تبدأ باصطياد السمك
اواخر الربيع ثم يوضع في محلول ملحي يملأ براميل خشبية لعدة ايام ، ويعرض بعدها لاشعة الشمس
اثناء الصيف بضعة شهور ليتخمر وينقل في صفائح صغيرة الى المخازن.
وعادة ما يباع في الاسبوع الثالث من اب ، ليسمح اصحاب المحال للرنجة ان يعتق بصورة جيدة، ويقدم مع البطاطا المسلوقة وشرائح البصل والصلصة الحارة والطماطم ، اما كيف يؤكل ، فما عليك سوى متابعة الفيلم الذي يعرض في صالة المطعم حيث تأكل ( المسموطة السويدية ) !! مع الموسيقى الحالمة وانت تقضم الرنجة والامر يعود اليك في ان تحب الطبق او ..؟!
في المتحف تجد كل ما يعني بسمك الرنجة ، مدخله الامامي المزين ببرميل كبير اسود اللون ، ليسمع الزوار اصوات الرنجة بعد ان يخفضوا رؤوسهم ليروه ، اذ
يأمل السيد بايلن ان يصل عدد
الزوار الى عشرة الاف في العام لاسيما ان المتحف الذي خطط له منذ
عام 1982 يحظى باهتمام الزوار
من المانيا وروسيا وفنلندا
وفرنسا.
منقول