كشفت مصادر في الإدارة الأميركية أن واشنطن أرسلت مزيدا من ضباط المخابرات إلى العراق الذي يشهد تصاعدا في وتيرة أعمال العنف، التي حصدت الجمعة عشرات الضحايا جراء هجوم مزدوج استهدف تجمعا انتخابيا في بغداد.
ونقلت رويترز عن مصدرين حكوميين ومسؤول أميركي سابق قولهم إن فريقا رفيع المستوى من وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) في العراق حاليا، لتقييم المساعدة المحتملة للقوات العراقية في معركتها ضد الجماعات المسلحة.
وتشير المصادر الأميركية إلى أن تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" يتمتع بسيطرة على أراض تمتد من محافظة الأنبار بغرب العراق إلى شمال سوريا، كما أن للتنظيم وجودا في بعض المناطق قرب العاصمة بغداد.
وفي محاولة لمواجهة العنف المتزايد الذي يمارسه مسلحو هذا التنظيم، قال مصدر حكومي، طلب عدم نشر اسمه لحساسية الموضوع، إن كبار المسؤولين السياسيين الأمريكيين اجتمعوا في واشنطن هذا الأسبوع لبحث تردي الوضع الأمني في العراق.
وفي موازاة ذلك، ارتفع عدد ضباط المخابرات الأميركية في بغداد حسب ما أكدت المصادر في واشنطن، كما عمدت الإدارة الأميركية منذ يناير الماضي إلى إرسال مساعدات عسكرية للعراق، من بينها طائرات استطلاع بدون طيار.
وقال المسؤول الأميركي السابق إن مسؤولين من القيادة المركزية في البنتاغون يعملون عن كثب مع الجيش العراقي، لكنهم نصحوا بعدم القيام بعمليات كبرى بسبب مخاوف من أن القوات العراقية غير جاهزة لهذا النوع من الحملات.
هجمات دموية
وتزامنت هذه التسريبات مع مقتل 33 شخصاً على الأقل وإصابة 91 شخصا بجروح في تفجير سيارتين مفخختين استهدفتا تجمعا انتخابيا في أحد الملاعب الرياضية شرقي العاصمة العراقية بغداد، حيث كان يجتمع نحو 10 آلاف شخص.
وتبنى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" الهجوم الذي استهدف التجمع الانتخابي لكتلة "صادقون" المقربة من جماعة "عصائب أهل الحق"، بينما كانت تعلن عن قائمة مرشحيها للانتخابات البرلمانية.
ووقع هذا الهجوم الدامي قبل الانتخابات التشريعية في 30 أبريل الجاري في ظل تواصل أعمال العنف، التي حصدت منذ بداية العام 2014 أرواح أكثر من 2800 شخص، وفقا لحصيلة تعدها فرانس برس استنادا إلى مصادر أمنية وعسكرية وطبية.