القدسُ
محرابُ الجهادِ بها ،
وعينٌ حائرهْ ..
ملّتْ تـُراقبُ في مُحيطِ السورِ
أجنادَ اليهودِ
و ظُلمَةَ المُستعمرهْ ..
والأرضُ من تحتِ المكانِ مدامعٌ
ودموعُ ذاكَ الوجدِ تبدو خائرهْ ..
وسألتـُها :
ما بالُ طيّبةِ الغرامِ حزينةٌ ؟!
ما باستطاعةِ حيلَتي
من أجلِ بسمتِكِ الجميلة
أنْ تعودَ
فتُهدرهْ ..
قدْ أوْمأتْ تلك الملاكُ بطرفِها
نحوَ الحجارِ الشامخاتِ
كأن فيها ألف ألف حكايةٍ
والصخرُ يقتُلهُ الحنينُ
ودمعةٌ ،
والشوقُ يُلهبهُ
فيبكي مجدهُ الفاني
فتسمعُ في الجدارِ
أنينهُ قدْ هاجَ ، أضحى
قرقرهْ ..
ونظرتُ من تحتِ الجدارِ
وليتني لم أنظُرهْ ..
وعرفتُ ما سببُ انعتاقِ الدمعِ
بل ، من حدّرهْ ..
قد راعَني
كيفَ ابنُ جنبِ الصدرِ
تحرقهُ المآسي
كيفَ يُضحي مجمعَ الآهاتِ
يحضُنها ، فيغدوا
مقبَرهْ ..
طأطأتُ رأسي ..
يا حبيبةُ ..
لستُ أقدرُ أنْ أضحّي ..
لستُ بيبرْساً ولا حتى صلاحَ الدينِ
لا أو عنترهْ ..
وعِداكِ آلافٌ ، أنا وحدي هُنا ..
والعمرُ عمرٌ واحدٌ ..
يرضيكِ هلْ أنْ أخسرهْ ؟!
عذراً ،
إليكِ المعذرهْ ..
_
ومضيتُ ألتحفُ الهوانَ
وأمتطي ظهرَ الخيانةِ
خائفاً ..
ومشاعري مُتحجّرهْ ...
__
لا زلتُ أرقُبها ، الدموعَ تحدّرتْ
تلكَ التجاعيدُ الحزينةُ في الجدارِ
تهُدُّني ...
والغيمُ ترقُبني
أأرجعُ نحوها؟!
أم انثني ، وأقول ذا قدرٌ ..
وربّي قدّرهْ .؟!
__
وأفقتُ من حُلمي الكئيبِ
نفضتُ عنّي القهقرهْ ..
حممُ الكرامةِ في دمي
والقلبُ صاحَ بعزّةٍ ..
لا تنسَ أمجادَ الصحابةِ ، خالدٌ عمرٌ
سليمانٌ وجندُ المفخرهْ ...
ونحرتُ ذُلّي عائداً ..
بيدي الهَوانُ ، وأدتهُ ..
ودفنتُ تلكَ المسخرهْ ..
___
يا قدسُ قدْ عادَ الّذي
يوماً رماكِ بسهمِ غدرٍ
في منامٍ
يتسميحُكِ معذرهْ ..
بالموتِ عادَ وبالرّدى
واليومَ تحلو الزمجرهْ ..
والنسفُ حِلٌّ بالعِدى ..
منْ عافَ ظُلماً دمّرهْ ..
إنَّ الهلاكَ محقّقٌ
والعيشُ عيشُ الآخرهْ ..
لـ © #المرابط / محمود عيّاد