تقييم لأداء الأفضل والأسوأ في قمة نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2014 بين العملاق الإسباني والعملاق البافاري...
من هجمة مرتدة نموذجية تُدرس في كتب الهجمات العكسية، وضع ريال مدريد قدمًا في نهائي لشبونة 2014 على حساب حامل اللقب «بايرن ميونخ» في المباراة الأولى التي جمعتهما على ملعب سنتياجو برنابيو في نصف النهائي مساء اليوم الاربعاء.
البايرن بدأ مهاجمًا منذ البداية باختراقات مستمرة من آرين روبن وتوني كروس وريبيري، وغلبت على لاعبيه تعجل تسجيل هدف السبق، أما الريال فانتظر وتريث حتى جاءته اللحظة المناسبة لخطف الهدف الافتتاحي من هجمة مضادة شارك فيها معظم عناصر الفريق لتنتهي بقدم كريم بنزيمة في مرمى مانويل نوير.
سيناريو هو الأول من نوعه في تاريخ مواجهات الفريقين، فلم يسبق للريال الفوز بهدف نظيف في الذهاب، لكن دائماً ما كان يتمكن من بلوغ المباراة التالية عندما يفوز في المباراة الأولى التي تقام على البرنابيو، حدث ذلك في مناسبتين، الأولى في نصف نهائي 2000 عندما فاز 2/صفر، أما الثانية فكانت في ثمن نهائي 2006 عندما فاز 2/3.
هذه كانت الحكاية والآن مع تقييم جول لأداء الرجل الرائع والرجل المخيب:
رجل رائع: فابيو كوينتراو - ريال مدريد
إمتاز ريال مدريد عن البايرن اليوم في سرعة الارتداد، المنافسة المحتدمة في الليجا الإسبانية لم تؤثر بالسلب على الفريق من النواحي البدنية والتكتيكية كما كان متوقعًا، على النقيض من البايرن الممل في التحضير والبطيء في العودة إلى مناطقه الخلفية.
الظهير الأيمن البرتغالي «كوينتراو» كان أكثر العناصر التي تميزت بتأدية الدورين الدفاعي والهجومي بإتزان كبير، لم يستطع آرين روبن مراوغته في أي مرة وكان يُجبره على إعادة الكرة إلى أحد زملاءه في الوسط تارة توني كروس وتارة أخرى باستيان، وهذا كان يُبطيء من سرعة هجمة البايرن.
ما فعله الظهير الهولندي الشاب «ألكسندر بوتنر» في مباراة مانشستر يونايتد والبايرن الأولى على ملعب أولد ترافورد طبقه كوينتراو «حرفيًا» لكنه أضاف الجديد عليه فيما يخص الاستعداد الدائم للمساندة الهجومية مع كريستيانو رونالدو، ليصنع هدف الفوز الوحيد بعد هجمة مرتدة رائعة، فيها كل فنون كرة القدم، من لمسة واحدة وسرعة ومهارة وذكاء في التحرك من دون كرة سواء من كوينتراو أو من كريم بنزيمة.
أعتقد أن جوارديولا لم يُتابع مباراة نهائي كأس ملك إسبانيا جيدًا بين ريال مدريد وبرشلونة الأسبوع الماضي، لو تابعها ربما لغير طريقة لعب فريقه بعدم المبالغة في العرضيات وبتحويل روبن على الجهة اليسرى، فقد عانى ميسي الأمرين من وجود كوينتراو!.
رجل مخيب: إيسكو - ريال مدريد
لماذا كان الاستحواذ للبايرن؟ لماذا كان البايرن الأخطر في عدة هجمات؟
وسط ملعب الريال لم يكن في أفضل حالاته في عملية الربط بين الخطوط وبعضها البعض، وذلك لأن إيسكو عاش توهان حقيقي في الزحام الكبير الذي خلقه الثلاثي «كروس، باستيان ولام» في منطقة الوسط، فلم يظهر بنفس المستوى الذي كان عليه في الثلاث مباريات الأخيرة له مع الريال خاصةً ضد البرسا في نهائي الكأس بالعودة إلى الخلف في التوقيت السليم والربط بين الوسط والهجوم. كان يعتمد في الكثير من اللقطات على قوة مودريتش في استخلاص الكرة وذكاء تشابي ألونسو في التغطية داخل المنطقة.
مستوى إيسكو تأثر بكثرة تغيير مركزه كما هو واضح، أُعتمد عليه في مركز الجناح الهجومي وفي مركز الجناح الأيسر وفي مركز صناعة الألعاب، وأخيرًا في دور الإرتكاز، كان مثل التائه ولم يظهر ما في جعبته وتغييره جاء متأخرًا جدًا.
وإذا كان إيسكو لا يستحق إلا درجتين فقط من خمس فالأمر ذاته يخص ظهير البايرن «رافينيا» لانعدام مساعدته للوسط والهجوم بالصورة الكافية ولسقوطه في الكثير من الأخطاء أمام بنزيمة ورونالدو كادت تؤدي لأهداف مُحققة. كذلك باستيان لم يكن على ما يرام رغم الراحة التي حصل عليها في الجولة السابقة امام مانشستر يونايتد وحتى كروس يستحق النقد على مردوده.