TODAY- 26 September, 2011
برشلونة تشهد آخر مصارعة للثيران قبل سريان قرار الحظر
مصارعة الثيران ..أصبحت تاريخا في كاتالونيا
أغمد المصارعون السيوف في قلوب ستة ثيران في آخر مباراة لمصارعة الثيران تشهدها مدينة برشلونة قبل أن يبدأ إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا تنفيذ الحظر الذي تقرر على تلك الرياضة الراسخة في إسبانيا منذ قرون.
ثماني عشر ألف تذكرة للمباراة التاريخية بيعت عن آخرها، وصرخ الجمهور المتحمس "الحرية..الحرية" وهو يشاهد المصارعين الثلاثة "الماتادورز" يدخلون الحلبة استعدادا لمصارعة ستة ثيران في ساحة "مونيومنتال" الشهيرة.
كان أول المصارعين هوان مورا الذي يبلغ الثامنة والثلاثين من عمره ، ثم زميله الماتادور الأسطوري نوزيه تومي وأخيرا الماتادور الشاب سرفين مارين، وهو في الثامنة والعشرن من العمر.
وكان برلمان إقليم كاتالونيا قد صوتوا في العام الماضي بالموافقة على حظر مصارعة الثيران في الإقليم بعد أن نجحت جماعات الدفاع عن حقوق الحيوان في جمع 180 ألف توقيع على التماس للبرلمان بدراسة القضية.
ووصف الموقعون على العريضة مصارعة الثيران بأنها "بربرية"، لكن مؤيدي الرياضة قالوا إنهم سيستأنفون الحكم في المحكمة العليا الاسبانية.
ومن بين ابرز المصارعين الذين استعرضوا مهاراتهم في مباراة الأحد المصارع الأسطوري خوسيه توماس.
يذكر أن تذاكر هذه المباراة التاريخية التي تشهدها مدينة برشلونة بيعت في زمن قياسي.
وتقول سارة رينسفورد مراسلة بي بي سي في اسبانيا إنه تم تداول تذاكر الدخول في السوق السوداء بسعر يصل إلى خمسة اضعاف ثمنها الأصلي.
وتضيف مراسلتنا أن مثل هذا الحشد الكبير صار أمر نادر الحدوث في حلبة المصارعة في برشلونة المعروفة باسم (لا مونمينتال) في الفترة الأخيرة.
وكان هذا التراجع في شعبية اللعبة أحد الأسباب التي دفعت البرلمان الاقليمي في كاتالونيا إلى التصويت لمنعها.
وتقول مراسلة بي بي سي إن هناك أيضا ازديدا في الوعي بشان حقوق الحيوان، إضافة إلى رغبة القوميين الكاتالونيين في تمييز أنفسهم عن بقية أجزاء اسبانيا وتقاليدها.
يذكر أن مصارعة الثيران مسموح بها في بقية الأقليم الاسبانية ما عدا جزر الكناري.
ويامل معارضو مصارعة الثيران في تمديد هذا الحظر لكي يشمل كل أنحاء البلاد، لكنهم يواجهون مهمة أكثر صعوبة في المناطق الأكثر تمسكا بالرياضة مثل مدريد.
وتقول مراسلة بي بي سي إن العديد من مؤيدي هذه الرياضة لا يعيرون اهتماما للحديث عن القسوة التي تتعرض لها الثيران ويقولون إنها رياضة ذات تاريخ طويل وتجب حمايته والحفاظ عليها.
ويأمل عشاق رياضة مصارعة الثيران في إلغاء ذلك الحظر عندما ينجحون في جمع نصف مليون توقيع على التماس جديد يقدم للبرلمان في كاتالونيا مع طموح أكبر في إعلان تلك الرياضة أصلا من أصول الثقافة الإسبانية ويتعين الحفاظ عليه.