بسم الله الرحمن الرحيم
اللهُم صلِّ على محمدٍ وآلِ محمدٍ واللعنة على اعدائهم ومخالفيهم من الجن والانس اجمعين وعجل فرجهم يارب العالمين


رويَ عن ليث بن أبي سليم، قال: سمعت رجلاً من الأنصار يقول: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مستظلّ بظلّ شجرة في يوم شديد الحرّ، إذ جاء رجل فنزع ثيابه ثمّ جعل يتمرّغ في الرمضاء(الصحراء) يكوي ظهره مرّة، وبطنه مرّة، وجبهته مرّة، ويقول: يا نفس ذوقي فما عند الله عزَّ وجلَّ أعظم مما صنعت بك. ورسول الله ينظر إلى ما يصنع، ثمّ إنّ الرجل لبس ثيابه ثمّ أقبل فأومأ إليه النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيده ودعاه فقال له: "يا عبد الله لقد رأيتك صنعت شيئاً ما رأيت أحداً من الناس صنعه فما حملك على ما صنعت؟".

فقال الرجل: حملني على ذلك مخافة الله عزَّ وجلَّ. وقلت لنفسي: يا نفس ذوقي فما عند الله أعظم ممّا صنعت بك. فقال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم: "لقد خفت ربّك حقّ مخافته فإنّ ربّك ليباهي بك أهل السماء"، ثم قال لأصحابه: "يا معاشر من حضر أدنوا من صاحبكم حتّى يدعو لكم"، فدنوا منه فدعا لهم وقال: "اللّهمّ اجمع أمرنا على الهدى، واجعل التقوى زادنا والجنّة مآبنا"1
-------------------
1- م. ن، ج 83، ص 52.