السومرية نيوز/ نينوى
شحت البدلات "النيلي" من الأسواق، وحجزت جميع الأفران المتخصصة بطبخ "القوزي" الفاخر، واستعين بمطربين معروفين، والسبب، الدعاية الانتخابية في نينوى.
أسلوب جديد باتت تعتمده بعض الكتل في الترويج لقائمتها الانتخابية، يعتمد على ملابس محددة ووجبات دسمة، مع بث "الإشاعات" الداعمة للمرشحين، الأمر الذي ضاق مواطنون به ذرعا وانتقدوه بشدة.
وفق ذلك يقول المواطن محمد جاسم 30 عاما، أنه "ذهب الى السوق بصحبة شقيقه لشراء بدلة بلون أزرق غامق، لكنهم لم يفلحوا بالعثور على أي واحدة، حيث شحت وارتفعت اسعارها"، مبينا أن "أصحاب المحال أكدوا قيام بعض الكتل بشراء البدلات (النيلي) كجزء من داعيتها الانتخابية".
أما المواطن عمر إبراهيم 20 عاما، فهو يقول، إن "جميع الأفران المتخصصة بشوي القوزي محجوزة، ولا تستقبل الزبائن الاعتياديين الراغبين بالحصول على القوزي اللذيذ في ولائمهم، وبالتالي اضطروا لطبخه في المنزل".
ويبدي المواطن عبد الرزاق علي 40 عاما، امتعاضه من بعض الكتل الى الاستعانة بمطربين معرفين، مبينا أن "إحدى الكتل قامت بتأجير المطرب حسام الرسام، وإقامة حفلة في فندق نينوى الدولي، وعند تهافت الشباب بالذهاب الى الحفلة، اتضح أنها داعية انتخابية صريحة".
واعتبر عبد الرزاق، ذلك "طريقة غير أخلاقية تستخدمها بعض الكتل لحشد اكبر عدد من الناس لحضور حفل إعلان قائمتها".
ولم تقتصر الدعايات الانتخابية في نينوى على استمالة الناخبين بالقوزي والبدلات الأنيقة والمطربين، لن تعدتها الى الصرف بإفراط شديد على الدعاية الانتخابية، حتى أن كلفة دعاية بعض الكتل وصلت الى مليار دينار، بحسب مراقبين.
وبهذا الخصوص يقول المواطن هاشم محمد 50 عاما، إن "بعض الكتل قامت بتأجير فنادق كاملة لشيوخ عشائر وناخبين من مناطق متعددة، وتحمل تكاليف باهظة جدا"، معتبرا ذلك "إسراف شديد ناجم عن الفساد وسرقة أموال الشعب، وبالتالي سيرجعون الى سرقة الأموال في حال انتخابهم مجددا".
ويرى هاشم أن "الأجدر بالكتل كان بناء مدارس أو صرف تلك الأموال على شيء ينتفع فيه الناس، بدل تبذيرها".
وبدوره يقول رئيس إسناد عمليات أم الربيعين زهير الجلبي، "مضت دورتين انتخابيتين، ولم يقر قانون الأحزاب الذي يلزم الأحزاب والكتل والمرشحين كافة بالكشف عن مصادر تمويلهم"، مشيرا الى أن "استغلال المال العام لا ينبغي أن ينسى".
ويتابع الجلبي أن "المحافظ أثيل النجيفي كان عريف حفل كتلة متحدون، بالرغم من أنه محافظ ثاني اكبر محافظة بالعراق"، لافتا الى أن ذلك "استغلال للمنصب والمال العام، والناس باتت تعرف من هو النزيه من عدمه".
يذكر أن الانتخابات البرلمانية تعد الحدث الأكبر في العراق، كونها تحدد الكتلة التي ترشح رئيس الوزراء وتتسلم المناصب العليا في الدولة، ومن المقرر أن تجري في 30 نيسان 2014، وإثر ذلك بدأت الحركات السياسية تنشط في عدة اتجاهات لتشكيل تحالفات من أجل خوض الانتخابات.