ولد دستوفسكي عام 1822ومات في 1881 وكان مريضاً طوال حياته بمرض الصرع ،
أخرج قصته الاولى "المساكين "التي ألفها في عام 1846ووثب بها الى مصاف الأدباء الأفذاذ .
تمتاز قصص دستوفسكي بأن أبطالها يتسمون بالأحساس والذكاء معاً، فقصصه تشيع الحنان والرقة في النفوس، وهي جميعاً دعوة إلى الخير وحب الأطفال وحماسة الأمومة ولذة التضحية وأرتفاع عن الحياة المادية. وحياته نفسه كانت مليئة بهذه العواطف ..وثلاثة يمثلون العبقرية البشرية،نابليون الذي يمثل عبقرية الإرادة، وأينشتين الذي يمثل عبقرية الذهن ،ودستوفسكي الذي يمثل عبقرية الإحساس..
والتجربة القاسية التي وقع بها قد أثرت في فنه تأثيراًعميقاً..
ففي عام 1849ألقي القبض عليه في بطرسبورج مع ثلاثين شاباً،بتهمة الأشتراك بجمعية سياسية، وكانت التهمة، أنهم يحتفلون بميلاد الكاتب الفرنسي فورييه ..الذي كان مشهوراً ببرنامج يقترحه لتغيير المجتمع، فهو ينص على تأليف جماعات لاتزيد عن 1600 شخص يعيشون معاً مستقلين متعاونيين مستقلين عن الجماعات الاخرى،وقيل أنهم تآمروا على ترجمة كتاب فورييه هذا،ومما زاد في هذه المؤامرة الخطيرة حينها، أن أحد الحاضرين قرأ خطاباً من أديب يدعى بلنسكي الى القصصي جوجول يوبخه فيه لأنه عاد الى الأيمان بعد الكفر.
وبعد أن ألقى رجالات القيصر القبض عليهم وقضوا سبعة أشهر، حكم عليهم بالإعدام، ثم قضوا شهراً آخر قبل التنفيذ ..وفي يوم التنفيذ ،نصبوا الأعمدة، وألبسوا المتهمين لباس الإعدام وحضر القسيس، ووقف الجنود مع بنادقهم .وربط المتهمون كل الى عامود، وتجهز الجنود لتلقي أوامر إطلاق النار. في هذه اللحظة المروعة جاء حكم القيصر، بأستبدال الحكم من الإعدام الى النفي أربع سنوات لسيبيريا..هذا الأختبارالمؤلم، حين وقف أمام الجنود ينتظر أطلاق النار جعله ينظر للحياة من موقف الموت،وهو موقف جدير بأن يغير النظرة والنبرة للحياة معاً وواضح أنه لم ينسه في كل ماكتب..وإحساس دستوفسكي في جميع قصصه ،إننا نحن بنو البشر كيان واحد تعددت أجزاؤه وأنفصلت ،ولكن انفصالها لم يمنع بينها التراحم والحب والحنان.فكلنا عندئذٍَ،بعد تأمل الموت ،أب، وأم، وأخ لأبناء البشرجميعاً..