بداية هل النظام سائدا فى الكون ...
النظام لا يكون سائدا بدليل إنهيار ملايين النجوم على نفسها والثقب الأسود ..نحن نرى فى دوران الكواكب حول الشمس نظاما ونهمل أن هناك ملايين الكواكب والأجسام تبتلعها النجوم والثقب الأسود .
نحن ننسى أن كوكبنا كان فى البدء من ضمن مكونات الشمس ونهمل أن الشمس ستبتلعنا فى يوم ما .
ولكن دعونا نركزفى قضية ما يرونه نظاما وأن هناك قوى خفية مسئولة عن حفظ النظام وحركة ودوران الكواكب .
ما نحاول طرحه فى هذا الموضوع قد تم تناوله من خلال مقالات مختلفة فى هذه الساحة ولكن يبقى الهدف هنا هو تركيز الأطروحات حول فكرة النظام الكونى فى شريط واحد .
فى عرضنا لكتاب كون ملحد تأليف ديفيد ميلز..وترجمة الرائع واكد ..
تم التطرق إلى هذه النقطة بشكل جيد وسنبدأ بطرح الرؤية التى تناولها .
**مقدمة لابد منها .
تزخر كتابات دعاه الخلق الكامل في يومنا هذا باشارات الى مايسمونه القوانين الفيزيائيه او القوانين الطبيعيه وبعض المصطلحات التقنيه محاولين اشعار القاريء او المستمع بان استخدامهم لمثل هذه المصطلحات سيضفي على طروحاتهم نوعا من العلميه وتؤهلهم للظهور بمستوى اكاديمي محترم .
ولكننا عندما نخضع طروحاتهم ومحاضراتهم(( العلميه )) الى نقد علمي حقيقي يتبين لنا حقيقتان :
1- فالخلائقيون لايفهمون او يسيئون استخدام تلك القوانين مخالفين بذلك المنهج الصارم لتلك القوانين .
2- ويبدو كذلك بان اغلب هؤلاء لايبدو عليهم بانهم يفهمون وبشكل واضح المعنى الحقيقي لما ندعوه بالقوانين الفيزيائيه .
والتعريف البسيط والمباشر للقوانين العلميه والفيزيائيه : هي انها وصف بشري للظواهر الكونيه والطبيعيه .
فعلى سبيل المثال وبعد ان قام اسحق نيوتن بدراسه حركه وسلوك الظواهر الطبيعيه وحركه الاجرام السماويه اقترح قانونه المشهور عن الجذب العام والجاذبيه واصفا بتفصيل باستخدام معادلات رياضيه دقيقه مدارات الكواكب القريبه من الارض .وكذلك فعل جريجور مندل حين قام بتضريب انواع مختلفه من النباتات مقدما نظاما عاما لقوانين الوراثه واشتق مستخدما هذه القوانين طرقا جديده لتضريب النباتات للحصول على انواع جديده ومحسنه .
هذه القوانين تم تحديثها وتطويرها وتنقيتها على يد علماء في مراحل لاحقه وساعدهم في ذلك التطور الحاصل في تقنيات المختبرات الامر الذي رفع مستوى دقه وشموليه هذه القوانين .
ان التغاضي عن الالتزام بدقه هذا التعريف وحدوده العلميه – البشريه الواضحه يحاول المدافعون عن نظريه الخلق الالهي بان هذه القوانين تحكم سلوك وحركه الكون كلها فقانون الجاذبيه هو الذي يسبب سقوط الاشياء الى الاسفل او ان قوانين الكيمياء تتحكم بتفاعلات الجزيئات وسلوك المواد .
ان ادعاءات كهذه بان القوانين الطبيعيه هي التي تتحكم بما حولنا من طبيعه تعكس فهما محرفا وخاطئا عن العلم ولنفترض ان مراسلا صحفيا قد كلف بتغطيه مباراه لكره القدم وبعد انتهاء المباراه يكتب تقريره الصحفي ملخصا فيه اهم الاحداث ونتيجه المباراه فهل من المعقول ان نقول بان ماكتبه الصحفي في تقريره عن نتيجه المباراه كان السبب في هذه النتيجه ؟
من هذا المثال نفهم كيف انه من السخافه ان يكون وصف العلماء لكيفيه تصرف الطبيعه تاثيرا على كيفيه حركه هذه الطبيعه او اي تاثير على نتيجه هذه الحركه او السلوك ؟
من هنا نستطيع ان نفهم لماذا يرفض اصحاب نظريه الخلق الالهي حقيقه ان القوانين الفيزيائيه هي عباره عن ملاحظات بشريه لمجريات طبيعيه ويصرون بدلا عن ذلك بان قوانين الطبيعه موجوده وبشكل كامل منفصل عن الانسان وبذلك فهي ناتجه عن تدخل اله صانع لهذه القوانين وهو يتحكم بواسطه هذه القوانين التي خلقها هو في كل شيء من حولنا .فلو كان هذا الفرض صحيحا لكان الانسان اذن هو خالق هذه القوانين ولما احتجنا الى ادخال عامل خارجي اسمه القوه الالهيه صانعه القوانين .
واذا اعتبرنا ان العلماء هم (( من يمنح القوانين )) فهذا لايعني باننا نقترح ان سلوك الطبيعه لايمتلك اسباب حيث ليس هناك اي عالم حقيقي سيقول بان سلوك الطبيعه اعتباطي او انه يحدث بطريقه لايمكن حسابها والتنبوء بحدوثها.وفي الحقيقه فان هدف العلم هو (( اكتشاف وفهم ماهو دقيق ومحكم والكشف عن كل العلاقات السببيه والتي تعمل وتؤثر في الكون )) ،ولكن الخلائقيون وبفهمهم الخاطيء والمتعمد بان قوانين الفيزياء هي التي تسبب وتحدد كيفيه تحرك الكون ،يتغاضون بهذا الفهم الخاطيء عن الحاجه الماسه لتعقب والبحث عن الاسباب الحقيقيه والتي تقدم لنا توضيحا وتفسيرا عن الاسباب .
فعلى سبيل المثال فلو تساءلت لماذا وبعد ان تقطع مسافه باتجاه السماء تعود حجاره مقذوفه الى السقوط على الارض فليس من الصحيح علميا ان اقول بان ذلك بسبب قانون الجاذبيه فالجاذبيه او قانون الجاذبيه هو الاسم والوصف الذي حددناه للظاهره المعنيه والسبب الحقيقي الذي يقف خلف حقيقه تجاذب الاجسام كلها في الطبيعه لايزال غامضا .
صحيح ان اينشتاين قد اثبت بان الكتل الهائله الحجم تؤثر على المكان – الزمان مظهره بذلك وجود قوه جذب تؤثر وتؤدي الى هذا الانحراف .ولكن لماذا هناك قوه جذب ؟ مثل هذه الاسئله لاتزال بدون اجابه قاطعه واكيده فمن السذاجه اذن نكتفي بالقول بان هذا التاثير سببه قانون الجذب العام .اعتقد بانه قد اصبح واضحا بان مايدعى بالقانون الطبيعي والذي يستخدمه الانسان في حل بعض المشكلات لايزال عباره عن وصف للظاهره ووضعها في شكل تعبير رياضي وليس هو السبب في حدوث الظاهره .
ان مايدعى بقانون السببيه والذي طالما استخدم من قبل فلاسفه ورجال الدين عباره عن لعبه مسليه يقومون بها وليست قانونا علميا يصف ظاهره ما .
وكما لاتزال قوانين الفيزياء عاجزه عن تفسير الكثير وعاجزه عن الكشف عن اسباب حدوث ظواهر معينه تفشل السببيه تماما في المساهمه باعطاء اي تفسير لايه ظاهره علميه او وصفها .
فلنفترض ان سيارتي رفضت ان تستجيب لكل محاولاتي لتشغيلها وقمت بعرضها على ميكانيكي مختص والذي بعد ان فحصها قال لي ان السبب هو قانون السببيه فلكل شيء سببا كما تعلم ،فهل سيقنعني مثل هذا الرد ؟ الن اشعر بان هذا الميكانيكي يحاول ان يسخر مني