بهلول بن عمر الصيرفي المتوفى سنة 195 هجرية كان من صحابة الإمام موسىالكاظم ع وكان عالماً كبيراً استدعاه هارون الرشيد وطلب منه العون له في عمل القضاء فأجابه بهلول:-إني ﻻ أصلح للقضاء
فقال هارون:-أهل بغداد يطبقون أنك صالح له
قال بهلول؛-أنا أعرف بنفسي من أهل بغداد فإن كنت صادقاً بأني ﻻ أصلح للقضاء ،فهو ما أقول
وإن كنت كاذبا فالكاذب ﻻ يصلح للقضاء
فاصر هارون على توليه منصب القاضي
فطلب بهلول منه المهله حتى الصباح وفي اليوم التالي خرج بهلول من داره يرتدي ثيابا رثه وقد امتطى عصاه وهو يركض بها في طرقات بغداد وهو يصيح بالناس تنحوا كيﻻ تطئكم فرسي
فاتهمه الناس بالجنون ولما وصل خبره إلى هارون تبسم قائﻻ ((ما جن بهلول ولكن فر بدينه))
أقول إنما فر بدينه من القضاء وليس من هارون فلو دعاه لمنصب وزاره أو مشابه ربما قبله ولم يعتذر كما فعل نظيره علي إبن يقطين الذي كان وزيرا لهارون ولم يمنعه الإمام الكاظم ع وطلب منه الاستمرار في الوزاره عوناً للمؤمنين لقد فر من القضاء لخطورة هذه المهمة وحساسيتها فقد ورد القاضي على جرف من النار وإن عدل اللهم باعد بيننا وبين المعهد القضائي