لا اعرف ما بالي هذه الأيام ،
أشعر بالفراغ الداخلي ، الخمول ، الكسل ، وعدم الرغبة في فعل أي شيء
، أيامي كعادتها متشابهة مضجرة مملة ، لا أحداث جديدة ، لا أخبار مفرحة ولا حتى محزنة ،
أراقب عيون أمي أحيانا لما تلمع ببريق الحنين ،
هل جربت شعور فقدان أخيك الأصغر الذي كنت توبخه يوما ،
تعاتبه على أفعاله الطفولية حينا ، وتجلسه في حجرك حينا أخرى تمسد على شعره ،
تشاهده يكبر عاما بعد عام ، هل جربت؟!
أتمنى الإجابة لا لأنه شعور خانق مؤلم حد الموت !
ربما لا تبوح أمي ما يجري بسريرتها ،
ولكنني أعلم أنها تتألم وتتجرع الوجع ك السم يجري في أوردتها حتى يقتلها .
شعور العجز شعور ذليل ،
ترى من تحبهم يتألمون أمامك دون أن يكون باستطاعتك عمل شيء ،
أذكر عندما زرت خالي الأصغر في المشفى برفقة أمي وأختي ،
كان نحيلا شاحبا أذبله المرض ، لم أستطع وقتها إلا أن أبكي ،
رفعت رأسي لأمنع نزول دموعي ولكني لم أستطع ،
نعم هذا شعور العجز الذي أكرهه وأحتقره بشدة !
ربما تراقبني الآن روحك يا خالي من السماء، تطوف في الجنة هناك ،
روحك صافية مرتاحة خالية من المرض ،
النور يشع من وجهك وإبتسامتك لا تفارقك لحظة كما اعتدت منك هنا حتى في أيام مرضك ،
ربما سأكبر ووتشغلني الحياة بأمورها وأنساك
، ولكنني لن أنسى الابتسامة التي كانت ترتسم على وجهك ،
ولم تفارقك حتى آخر لحظة !