لمرأة ترد "الاتهام" .. وفي المانيا "الرجل بنصف عقل"
"المرأة كالشجرة تتقلب مع تغيير الفصول" و" أحسن طريقة لتجعل المرأة تغير رأيها هو الموافقة عليه", هذا ما قاله أحد الفلاسفة وأكده العديد من الشباب السوريين معتبرين أن "عاطفة المرأة المبالغ بها السبب في تغييب نصف عقلها ".
وهكذا وجد وليد (30 عاما) الذي يعمل تاجرا بعد خبرة طويلة بالتعامل مع النساء أن "70 % منهن بنصف عقل وربعهن بلا عقل وعدد قليل فقط بثلاثة أرباع عقل".
وأرجع وليد سبب هذا الاستنتاج إلى "تجاربي في إقناع المرأة بأي شيء أريده وجعلها تسير على هواي بكلمة مدح لجمالها أو أناقتها".
فيما أكد منذر ( 25عاما) وهو موظف في بنك خاص أن "عاطفة المرأة هي محور حياتها, فإن كانت رياح الحب مستقرة تراها بكامل إنتاجها العملي، وينهار ما أنجزته مع أول أزمة عاطفية سواء مع خطيبها أو زوجها ".
من جهته رفض يعقوب ,صحفي, استعمال مصطلح أن المرأة بنصف عقل وفضل القول أنها "لا تستعمل كامل عقلها لغلبة العاطفة على حياتها وحتى بأكثر الأمور عقلانية، ففي أي نقاش يكون رأيها بالقضية المطروحة بحسب اتجاهها العاطفي نحو أحد الفرقاء المتخاصمة حتى لو كانت المؤشرات تؤكد خطأه وزيف ادعاءاته".
في المانيا الوضع مختلف
اذا كانت الاراء كلها في سورية بالكاد تساوي عقل الرجل بالمرأة في احسن الاحوال فان أوليفر ,الألماني المستشرق, يكشف لنا اختلاف هذا المفهوم بين سورية وألمانيا ويقول إن "الصورة في ألمانيا تختلف تماماً عن الواقع السوري, فهناك يعتبرون أن الرجال بنصف عقل، وحتى الرجال يعترفون بتفوق المرأة لأنها الأفضل بكل شيء, ففي المدرسة خطها أجمل، كما أنها أثبت تميزها بالأبحاث، وحتى بالقيادة وطريقة ركن السيارة تفوقت على الرجل .. كما تطلق الألمانيات النكات على بدائية الرجل".
رجال تقف على أطلال عقلها الذي سلبته النساء
سؤالنا أثار الضحك لدى عماد ( 45 عاما) الموظف, وقال "بالفعل الفتاة هي بنصف عقل لكنها بعد الزواج تغدو بعقل ونصف لأنها بعد عدة جولات من الخلافات الزوجية المفتعلة من قبلها تكسب عقل الرجل وتتركه تائها يتذكر أيام العزوبية".
وأيده سعد الله قائلا " ليست النساء بنصف عقل بل الرجال, لأنهم يستمعون لثرثرة النساء وينفذون رغباتهن".
أما (باسم 35 عاما) ويعمل رساما فأشار إلى "نسبية الأمر بين النساء, لكن أغلبهن ليس لديهن بعد نظر أو إحساس بالأوضاع الحالية, فتجدها تطالب زوجها بثياب تشبه ما ترتديه أم فلان أو مرت فلان، مع علمها الكامل بمحدودية المدخول واستحالة تقليد ذوي الدخل المرتفع, وعلى الرجل تدبير نفسه".
وللنساء وجهة نظر أخرى
وكان لا بد ان نسأل بعض النساء حول هذه الصورة السائدة في مجتمعنا حول قدرات النساء الذهنية ، حيث قالت لنا نهال (طالبة بكلية التجارة ) قالت إن "دهاء المرأة يكمن بإيحائها للرجال بأنها بنصف عقل ( منشان ياخدوها على قد عقلها وهي بتعمل اللي بدها يا)".
اما سهام (الطالبة ) تساوي بين النساء والرجال على طريقتها الخاصة فتقول "النساء ,طبعا, بنصف عقل, والرجال أيضا. ويتبين ذلك عندما يبحث كل منهما على نصف عقله الضائع حينما يقرر الزواج ولا يعلمان نتيجة هذه الخطوة بفقدان عمدي للنصف الأصلي في حال رغبا بالاستمرار في الحياة ".
لكن روزا (ربة منزل) رأيها مختلف حيث تعتبر بأن "سبب اتهام المرأة بذلك هو انحصار اهتماماتها بالأولاد والمنزل كنتيجة لسجنها بين أربعة جدران، وفي حال كان الرجل مكانها سوف نراه هو بنصف عقل".
من الناحية العلمية الرجل والمرأة متساويين من الناحية العقلية
من جهته, أكد الطبيب راغد هارون الاختصاصي بالأمراض النفسية والعصبية أن "وزن دماغ الرجل أثقل بمئة غرام من المرأة" لكنه أوضح أن هذا الفرق "يظهر في حال استعمل كلا من الرجل والمرأة كامل عقلهما عندها سنجد فروق في الأداء والمحاكمة العقلية، لكن الحقيقة أن الإنسان بشكل عام لا يستعمل إلا 5% من عقله, مما يعني مساواة الرجل مع المرأة من الناحية العقلية ".
وتابع هارون "ولكن لا ننفي أن المرأة تمر بفترات تقلب تسبق أيام طمثها بسبب الاضطرابات الهرمونية لديها مما يؤثر على قراراتها, فتكون أكثر ترددا وتعاني من الغضب والتململ، ومع ذلك تبقى الكائن الألطف لأنها لا تميل إلى عداوانية الرجل ويكون موقعها في المناصب الحساسة بالدول مهماً للسعي للسلام والقرارات البعيدة عن العنف".