يعتقد بعض المجتمعات القديمة وبعض الفئات الحديثة منها، أن المرأة عنصر حقير في المجتمع، وليس لها أي قيمة ذاتية، وقد رتبوا على ذلك رؤى عديدة ، تعزى جميعها إلى
امتهان كرامة المرأة، منها:
١ أن المرأة لعبة بيد الرجل، وقد خلقت لخدمته وأغراضه، وليس لها هدف إلاّ ما يحقق
أحلامه ومتعته وخدمته.
٢ أنها عنصر الخطيئة والشر في المجتمعات، وأن وساوس الشيطان لآدم إّنما كانت عن
طريق المرأة، إذ الشيطان خدع حواء، وهي خدعت آدم.
٣ أنها مصدر إثارة الغرائز والشهوات ، وأن الميل إليها من المفاسد الأخلاقية، لذا ينبغي
. للرجل أن يرتاض على العزوبة فرارًا من الميل إليهاهذه الرؤية التي تبناها الشرق والغرب، قديمًا وحديثا ً، والتي تعبر عن عقيدة فئة ، التي
تنظر إلى المرأة نظر ة احتقار ، والتي صاغت مجمل القوانين والأعراف التقليدية المتصلة
بموقع المرأة في الأسرة والجتمع، الذي لا يسمح بتغيير العادات والتقاليد.
ولما طلعت شمس الإسلام، وع مت أفكاره العادلة حياة البشرية ، أخرج المرأة من
ظلمات الجاهلية إلى نور الاعتراف بكينونتها الإنسانية المساوية للرجل في الحقوق
والواجبات و شرع لمختلف شؤوا تشريعات عادلة ، أتئ تاريخ احتقارها ليبتدئ عهد
جديد للمرأة، تشاهده وتستفيد منه المرأة بكامل حريتها وإرادتها المظفّرة بروح الدين الجديد وثقافته . وأبطل ما ذكروه من أسباب تدل على احتقارها،