لو أملك ما تملك
الضرير صفة من لا يرى والأصم صفة من لا يسمع والكسيح صفة من لا يمشي ولكن هل هذا يعني انهم عاجزون؟
كنت اقرأ كتابا في علم النفس السلوكي وفيه فصل عن التنمية الذاتية وبين صفحات الكتاب صعقت بقصة الدكتور عثمان الذي قرر اقاربه المتأخرين عقليا ان يقتلوه لأنهم اعتبروه عارا على العائلة فمنذ ولادته ولد كسيحا ضريرا,ولكن اباه رفض تلك الفكرة,وساعده على ان يتعلم فأحضر استاذا للمنزل كي يدرسه,ويوما بعد يوم وسنة بعد سنة دخل الدكتور عثمان الى الجامعة ونجح بامتياز ولم يكفه هذا حتى قدم على الدكتوراه وأخذها وكل هذا النجاح والقدرة الهائلة عند ذاك الضرير الكسيح الا ان الذي صعقني اكثر واكثر انه حفظ القرءان منذ صغره وهذا لا يحصل كثيرا من المبصرين الماشيين فكيف من ضرير وكسيح !
فبعد انهائي للكتاب نسيت للحظات كل ما فيه وتذكرت قصة الدكتور عثمان فقررت ان اكتب مقالي هذا لعلي اساعد القليل في تقوية ارادتهم وانبههم ان عمرهم ووقتهم ماض لا محالة وانهم ان لم يغتنموا وقتهم هذا فلن يغتنمه احد لصالحهم بل قد يغتنمه الكثير لمصالحهم فهل يرضى الانسان ان يسلب منه منزله او سيارته ؟ طبعا لا فكيف اذا يرضى بأن يسلب وقته؟
الوقت والحياة والليل والنهار والتعب والراحة والحزن والسعادة والعلم بما نجهل كلهم يحتاجون لادارة والادارة الجيدة تحتاج لارادة والارادة الجيدة تحتاج لعقل والعقل يحتاجك انت فأنت صاحبه ولا احد يستطيع ان يتحكم بع الا انت,والافكار سببا للتفكير والتفكير يأتي من العقل فبما انك صاحب عقلك فإذا انت صاحب افكارك والافكار تتحول الى سلوك,فانا كنت افكر في ان اكون بطلا في في كرة القدم فوضعت ما فكرت به في الفعل وفكرت به مرارا وتكرارا فحصلت بعد هذا على ما فكرت به وهو بطلا في كرة القدم,فالحزن قرارا والسعادة قرار فإذا اردت تكون حزينا ففكر بالحزن واذا اردت ان تكون سعيدا ففكر بالسعادة.
الذي الهمني اياه الدكتور عثمان لا يقتصر على انه نجح رغم اعاقته,بل نبهني لأمر مهم وهو ان العاجز هو عاجز الفكر لا عاجز الجسد,فكم ضرير يرى اكثر ممن يرى,وكم من كسيح سعى وتسلق الجبال والذي رزق قدمين وها هو جالس في سريره متعب بسبب سهرته البارحة.
حقا ان الضعيف العاجز هو الذي لا يستطيع ان يفكر في شيئ,يقولون انهم لا يملكون المال فأقول لهم انتم لا تفكرون كيف تجلبون المال ثم يقولون ليس لدينا وقت فأقول انتم لا تخططون لوقتكم ثم يقولون ان الظروف صعبة جدا فأقول ان الظروف السيئة تجعل منكم خبراء المستقبل وأتذكر بهذا الزعيم هتلر الذي وصل لحكم البلاد رغم ان حصار العالم له.
واخيرا الخص لك عزيزي القارئ ما اقصده من مقالاتي الصغيرة هذه,وهو انك تستطيع النجاح اذا اردت فقط واذا خططت فقط واذا عزمت وتوكلت على الله فقط,أما ان اردت ايجاد الاعذار فاستمع لكلام الناس الذين لا يخافون عليك فهم اكثر الذي يعرفون تقديم الاعذار لك ولفشلك,فلا تسمع الا لمن يخاف عليك اسمع لأهلك اسمع لاخوتك اسمع لأقاربك كعمك وخالك ولا تأخذ كلام اي احد كما هو بل عدل عليه كما انت تريد وخذ منهم الزبدة فعقلك ملكك فأنت المسؤول عما يصدر منه.
بقلم عمر الفاكهاني