1. معنى ومصطلح كوردستان
2. تأريخ ومنشأ الكورد
3. كوردستان تركيا
4. كوردستان إيران
5. كوردستان العراق
6. كوردستان سوريا
7. تقسيم كوردستان
8. اللغة الكوردية
9. شخصيات كوردية
10. الكورد الفُيلية
11. عيد نوروز
12. الشبك
13. إمارات كوردستانية



كوردستان:

مصطلح كوردستان (كورد=القومية الارية الشهيرة ومعناها في الكوردية الشجعان أو الفرسان وستان=موطن أو مكان) فيكون المعنى بلاد الفرسان أو بلاد الشجعان وخلاصة الأمر إن صفة الشجاعة علامة مميزة و ملازمة للكورد عبر العصور المختلفة ، يطلق على المنطقة التي يعيش فيها الشعب الكوردي وهي تقع في المنطقة التي يطلق عليها اليوم تسمية الشرق الأوسط ، وتم استخدام هذا المصطلح لأول مرة في التاريخ في أواسط القرن الثاني عشر الميلادي ،عندما أقتطع السلطان سنجر السلجوقي جزءأً من إقليم الجبال للأغلبية الكوردية وأطلق عليها إسم كوردستان وعين عليها ابن أخيه السلطان سليمان سنة 1159م وكانت تشتمل على ست عشر ولاية .وينفرد بذكر هذه الحقيقة البلداني الفارسي حمد الله المستوفي القزويني المتوفي سنة 1350م . وكانت مصطلحاً إدارياً وسياسياً وإقليمياً وكانت مساحتها أصغر من كوردستان الحالية حيث كانت تشمل كل من كرمنشاه وهمدان ودينور وشهرزور وسنجابي .
علماً أن الرحالة الإيطالي ماركو بولو 1254-1323م سبق القزويني في إستعمال المصطلح ولكن مع إختلاف بسيط في التلفظ حيث أوردها بشكل كاردستان.
فيما يخص وضع المصطلح على الخرائط الجغرافية فإن إبن حوقل المتوفي سنة977م أول من دونه في خارطته لاقليم الجبال باسم (مصايف الاكراد ومشاتيهم). وفي فترة لاحقة ذكر محمود القاشغري في خريطته المناطق التي يعيش فيها الكورد وسماها ارض الاكراد عام 1076م.أما مصطلح العراق والذي يعني من الناحية اللفظية في العربية الاراضي النخفضة أو القريبة من البحر فاننا نلاحظ حتى الربيع الاول من القرن السابق لم يتجاوز حدوده الشمالية خط هيت تكريت [بل الذي كان معروفاً هو أرض ( ميزوبوتاميا ) وهو بالمعنى الحرفي للكلمة ( هبة اكبر نهرين في الشرق الاوسط - دجلة والفرات ) أو بلاد ما بين النهرين ويشمل كامل العراق الحالي وجزء من سوريا وبلاد الآناضول ] وبعبارة أخرى سلسلة جبال حمرين. وبهذا الشرح يتوضح لنا الجزء الجنوبي من حدود كوردستان العراق .

* وتحيط بكوردستان البلدان التالية :-
* من الشرق ايران.
* من الغرب تركيا وسوريا.
* من الجنوب العراق وايران.
* من الشمال تركيا وأذربيجان.

* تحديد مساحة كوردستان بشكل دقيق أو ترسيم الحدود لها ليس بالعمل السهل ، وقد ساعد في زيادة تعقيد هذا الأمر ما يلي:-
* تقسيم كوردستان من قبل الدول الإستعمارية الكبرى (خاصة بريطانيا وفرنسا)في أعقاب الحرب العالمية الأولى.
* قيام الدول التي تقاسمت كوردستان بتغير الحدود وذلك بتغير نسب الكثافات السكانية على الأسس القومية.
* عدم وجود إحصائات دقيقة ومحايدة للمناطق التي يسكن فيها الشعب الكوردي.
* الممارسات الشوفينية القومية العنصرية التي مورست من قبل الأنظمة الحاكمة والمسيطرة على كوردستان.

عموما ومن خلال الدراسات يمكن تحديد مناطق كوردستان ولو بشكل تقريبي ذاكرين ما تأكد من أرض كوردستان فقط نقول أن حدودها تبدأ من جبال أرات في الشمال إلى سلسلة جبال زاكروس في الجنوب ومن جبال زاكروس أيضا في الشرق الى أسكندرونة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.

* وتقدر مساحة كوردستان بـأكثر من 400000 كم مربع ، وتقع أراضيها في كل من الدول التالية:-
* 194400كم مربع في تركيا.
* 124900 كم مربع في ايران.
* 72000كم مربع في العراق.
* 18300كم مربع في سوريا.
* ومساحات أخرى في أذربيجان وإتحاد جمهوريات السوفيتية السابقة.

ويمكن ملاحضة هذا التوزيع من خلال الخارطة التالية--إضغط هنا --
فمن الناحية الستراتيجية لديها موقع مهم من العالم لربطها قارات العالم القديم-اسيا واوربا وأفريقيا .أما من ناحية الموارد الطبيعية ففيها نهرا دجلة والفرات والزاب الكبير والزاب الصغير وأراس وقزل أوزن وسيروان وغيرها كثير، وهناك بحيرات مثل بحيرة وان في كردستان تركيا وبحيرة أورومية في كوردستان إيران وأخرى .كما انها غنية بالمعادن والنفط حيث تنتشر الابار في اغلب مناطق كوردستان حيث يوجد في الجزء العراقي ابار خانقين وكركوك والموصل وفي الجزء التركي ابار سعرت وفي الجزء السوري ابار رميلان .كما تنتشر المعادن الاخرى مثل النحاس والكبريت والكروم والملح في كردستان العراق وتركيا والفحم الحجري في كوردستان ايران .كما ان الثروة الحيوانية وزراعة القطن والفواكه والخضروات وجميع انواع الحبوب كالاذرة والشعير والحنطة والرز وتعتبر من أهم موارد الدخل لسكان كوردستان.
يشكل الاسلام دين 95% من الاكراد وأغلبهم من المذهب الشافعي ومنهم من المذهب الجعفري ويعرف عنهم التمسك بأهداب الدين الحنيف تمسكاً قوياً وهذا ليس بعجيب فقد ذكرهم تبارك وتعالى في القرأّن المجيد { قُلْ لِلْمُخَلَّفِينَ مِنَ الْأَعْرَابِ سَتُدْعَوْنَ إِلَى قَوْمٍ أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ تُقَاتِلُونَهُمْ أَوْ يُسْلِمُونَ فَإِنْ تُطِيعُوا يُؤْتِكُمُ اللَّهُ أَجْرًا حَسَنًا وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } (سورة الفتح 16 ) فأورد ابن كثير شرح هذه الأية ( حدثنا أبي حدثنا ابن أبي عمر حدثنا سفيان عن ابن أبي خالد عن أبيه عن أبي هريرة رضي الله عنه في قوله تعالى "ستدعون إلى قوم أولى بأس شديد" قال هم البارزون قال ابن أبي عمر وجدت في مكان آخر حدثنا ابن أبي خالد عن أبيه قال نزل علينا أبو هريرة رضي الله عنه ففسر قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "تقاتلوا قوما نعالهم الشعر" قال هم البارزون يعني الأكراد ) وكذلك ورد في تفسير العلامة الألوسي ((روح المعاني 149/8 )) أن المراد بأولي البأس الشديد ((الكورد )) على بعض الأقوال ، ويتوزع الباقين على الاشوريين واليهودية واليزدية و الكاكية والعلوية غيرها من الاديان .

* ويسكن في كوردستان قرابة 39 مليون نسمة يتوزعون على الشكل التالي:-
* 20 مليون في تركيا .
* 9 مليون في ايران .
* 6 مليون في العراق .
* 1.5 مليون في سوريا .
* وأقل من مليون في أذربيجان .



تأريخ ومنشأ الكورد:


عاش الكورد قبل الميلاد بآلاف السنين في كوردستان أي الموطن الأصلي للكورد وقد خلق الله هذا الشعب كبقية الشعوب وأوجب عليه وعليها أن تتعارف أو تتدافع بالتي هي أحسن , وجعل الله في أفواه الكورد لغة كبقية اللغات في أفواه الشعوب, وجعل الله لهذا الشعب وطنا هي من أحب البلاد إليه شأن كل شعب يسكن أرضه ويحمي حدوده ويقيم عمرانه وحضارته. إن للكورد كبقية الشعوب أصلاً ضارباً في القدم وليس كما يحاول البعض تصويرهم على إنهم إما عرب إختلطت لغتهم بالعجمية أو كما يصورهم أعدائهم من الترك إنهم بدو الفرس فننصح كل من حاول الكتابة أن يدقق ويبحث بعلمية لأن ما يكتبه سيكون عليه كما قال الشاعر...


فما من كاتب إلا وتبقى كتابته وإن فنيت يداه

فلا تكتب بيدك غير شيء يسرك في الآخرة أن تراه

فأرضه أولاً هي مهد للحضارة وهذا ما لا ينكره عاقل فجبل الجودي وهو الجبل الذي رست عليه سفينة سيدنا نوح عليه السلام قال تعالى [ واستوت على الجودي وقيل بعداً للقوم الظالمين ] سورة هود\42 والذي يتحدث عنه العالم زينوفون إذ يقول إن اسم الجبل مأخوذ من كوردونيين [ الذي يذكره طه باقر عن بيروسوس وهو كاتب بابلي الذي يذكر الجبل بهذا الاسم ومعناه عندهم جبل الأكراد ] ، كما يذكر زينوفون في ( اناباز ) أو ( رحلة الألف ميل ) شعباً إسمه ( الكوردوخ )في عام 401-400 ق.م الذي كانت لهم صفات و خصائص و سماة مطابقة لأكراد اليوم ، وأطلق على أرض كوردستان إسم سوبارتو . وهؤلاء هم أحفاد الميدين والميدين أنفسهم هم أحفاد الكَوتيين والكاساي واللوللو وهي الشعوب التي سكنت جبال زاكروس قبل آلاف السنين .وأن أبا التاريخ هيرودوتس اليوناني الذي يذكر العناصر المكونة لجيوش اكسيرس قد ذكر الجيش الكرودي المذكور بهذين الاسمين: ساسبيرين والاردينز، في حين ان المؤرخين الايرانيين يذكرونهم باسم كورداه. ويذهب العالم الروسي ف. مينكورسكي في كتابه( الأكراد ملاحظات وانطباعات) إلى القول إنهم ينحدرون من القبائل القديمة التي سكنت غرب المنحدرات الشرقية لجبال طوروس وحتى زاغروس . وكلمة ( كور ) في السومرية تعني الجبل بحيث أن كلمة ( كوردي )تعني الجبلي في اللغة السومرية ، لهذا نركز دوما بتصحيح اللفظ من كردي والشائعة بين إخوتنا العرب إلى كوردي أي إستخدام الواو بدلاً من الضمة .
وقد أثبتت مباحث علمي الأنتروبولجيا والاتنولوجيا بالأدلة العلمية القطيعة، ان الكرد من الآريين وان هؤلاء الآريين قدموا هذه الجبال في عهد ما قبل التاريخ واندمج سكانها الأصليون فيهم بفعل الزمان والحضارة التي أحدثوها بها. فالخلاف الان بين العلماء منحصر في الزمن الذي قدم به هؤلاء الآريون الى هذه البلاد، ومن أين قدموا. وأحدث النظريات في هاتين المسألتين هي أنهم قدموا اليها ما قبل التاريخ من جهة اسكانديناويا. ومهما يكن زمن الهجرة ومكانها، فالذي لا يقبل الجدل ولا يتسرب اليه الشك بوجه من الوجوه هو ثبوت الحقيقتين التاليتين ثبوتاً تاماً في نظر العلماء الأخصائيين في علم الأجناس البشرية والأنساب:-
1 ـ أن الكرد أمة من الأمم الآرية ومن ذريتهم الخالصة.
2 ـ أن الكرد قدموا الى البلاد التي يسكنونها الآن منذ فجر التاريخ.
وهناك دليل آخر على أن الكرود من الأقوام الآرية القديمة وهو أن الدين الوطني الرسمي في كوردستان لغاية انتشار الاسلام كان " دين زرادشت " الذي لم يعرف إلا بين الأقوام الآرية، إذ كان ديناً وطنياً عاماً بين الآريين قاطبة. وبالرغم من مرور عصور مديدة على انقراض هذا الدين، فلا يزال يوجد في أنحاء كوردستان من هم متمسكين به ويبلغ عددهم ربع مليون شخص.
من الأدلة المهمة على كون الشعب الكوردي أصيل إنهم كانوا يتكلمون لغتاً لا تمت إلى أي من اللغات السامية المعروفة {العربية والعبرية والأكدية والأمورية . . . . . . الخ} ، وإنما تنتمي إلى المجموعة المعروفة بالهندواوربية والتي يتكلم بها {الكورد الحاليون والفرس والهنود وأغلب شعوب أوربا } وبدورها تشكل مع مجموعة لغات الأورال تاي { التي يتكلم بها الترك والمنغوليون والصينيون }مجموعة مجهولة أُطلق عليها إصطلاحاً مجموعة اللغات القفقاسية أو الاسيانية Asiatic . وتعود التسمية الاولى الى حقيقة ان بعض شعوب القفقاس تتكلم بلغات تعود بدورها الى مجموعة مجهولة كما ان هجرات شعوب كوردستان الاولى الى كوردستان قد جاءت من القفقاس .
كما يذكر المؤرخون أن الهجرات حدثت في الألف الثالث قبل الميلاد وكانت هذه الشعوب تسمى اللوللو lullu أو اللوللوبيين lullubi التي كانت تسكن المنطقة المحصورة بين نهري الزاب الأسفل وسيروان ( ديالى )أو ما يطابق محافظة السليمانية الحالية.ويرجح ان اندثار هذه الحضارة كانت منتصف الألف الأول قبل الميلاد.
والشعب الاخر الاكثر شهرة هم الكوتيون أو (الجوتيون ) Guti الذين استطاعوا بين القرنينالثالث والعشرين والثاني والعشرين قبل الميلاد من احتلال العراق وحموه لنا ما يقرب قرن من الزمان وموطنهم الاصلي غير محدد بدقة فقد يحتمل انه كان جنوب اللوللو او شمالهم وهو الارجح وقد يكونوا في الجنوب اولا ثم انتقلوا الى الشمال او كانوا موجودين في اماكن متعددة ثم ازيحوا من قبل الاقوام المجاورة. ان سبب هذا الشك يعود الى حقيقة ان اسمهم بالاضافة الى دلالات المحددة على شعب معين كان مصطلحا عاما يوصف به الكثير من الشعوب الجبلية الاخرى كما كان بلد الكوتيين Gutium وهي صيغة اكدية كان في كثير من الاحيان يطلق على المنطقة الجبلية شمال شرق وادي الرافدين او الجزء الاعظم من كوردستان العراق.وعمر هذا الشعب يقارب من عمر اللوللو.
وهناك إمارة أخرى لا تدع من شك في كونها أصل مهم من أصول الشعب الكوردي وهي إمارة كوردا . والشعب الاكثر انتشارا هم الخوريون Khurri المعروفون في المصادر العربية باسم الحوريين.وهذا الشعب كان يسكن ديار بكر وجميع ارجاء كوردستان الشمالية واقسام كبيرة من باقي كوردستان اي انه كان يسكن النصف الشمالي من كوردستان الكبرى .ويكاد هذا الشعب هو الوحيد الذي نعلم لغته بسبب من وجود مدونات بلغته تمت ترجمتها.
وكذلك من القبائل الكوردية المهمة هو الكوشيين أو (الكاشيين ) الذين كانوا يستوطنون جبال زاكروس وكانوا أقوياء البنيةاستولوا على كامل ارض سومر واكد بعد انسحاب الحيثيون منها وأقاموا دولة عضيمة استمرت 577 عاماً حكم خلالها 36 ملكاً وكانت عاصمتهم هي دوركوريكلزو الواقعة قرب عقرقوف حالياً.
وهناك قبائل كوردية أخرى كانت تعرف بالميديين وكانوا يتكلمون باللغة الهندو أرية ومن القبائل الأخرى القبيلة التي أقامت دولة اوراتو Urartu التي كانت مدينة توشبا الواقعة على ضفة بحيرة وان عاصمة لها.
وهذه هي الحضارات التي أنشأها الكورد في فجر التاريخ وقـد تأكـدت ولم تبق سوى شكوك أولئك الفاشيين حول هذه الدول وكورديتها ،ولكـن هناك دول وحضارات هناك بعض الشك كونها كوردية ولكن اللغة والأصل الهندو-أوربي والبنية الجسدية وكذلك عقدها للأحلاف مع الدول الكوردية تشير إلى كونها كوردية وهي:-

1. العيلاميين.
2. الحيثيين.



كوردستان تركيا:


في اعقاب انهيار الامبراطورية العثمانية التي دامت اكثر من 600 عام والتي كانت تسيطر في اوج قوتها على جنوب شرقي اوروبا و معظم دول الشمال الافريقي و دول غرب اسيا، ومنذ تأسيس الدولة التركية الحديثة من قبل مصطفى كمال باشا الملقب بأبو الاتراك " أتاتورك " على طرازالانظمة الغربية وقيامه باحداث التغييرات في النواحي الاقتصادية والسياسية و الاجتماعية واللغوية واقامة ما يسمى بنظام علماني قومي على غرار النظام الفاشي في ايطاليا والنظام النازي في المانيا اللذان ظهرا في الربع الاول من القرن الماضي واسسا كيانين قوميين في اوروبا ، دأبت تركيا الكمالية على اتباع سياسة قومية عنصرية وشوفينية. منذ ذلك الحين وتركيا تستمر في نهجها بفرض سياسة الاستبداد والقمع ضد كل الشعوب الغير ناطقة باللغة التركية كالاكراد والارمن والسريان والعرب والاقليات العرقية الاخرى كاليونان واليهود القاطنيين في اسطنبول والمدن الساحلية التركية . وقد مارست السلطات التركية المتعاقبة سياسة التتريك والتطهير العرقي بكل وحشية، ولغاية يومنا هذا لايزال الشعار NE MUTLU TURKIM DIYENA " كم سعيد من يقول انا تركي " الذي اطلقه اتاتورك هو النهج المتبع في تركيا ويمكن للمرء ملاحظته اينما يذهب في المرافق الرسمية والمدارس والساحات العامة في المدن التركية قاطبة وبالاخص المناطق الكردية. ذهب الارمن ضحايا السياسة الشوفينية للاتراك عندما ابيد ما يقارب مليون ونصف مليون ارمني في مجازر رهيبة دبرت لابادتهم جماعيا في السنوات الاخيرة من الحكم العثماني. طالت تلك السياسة الاقلية اليونانية كذلك فكان نصيبهم التشرد والتعرض الى النهب والسلب خصوصا بعد اندلاع الحرب مع اليونان سنة 1922. ثم جاء دور الاكراد حيث اتبع سياسة لاانسانية في التعامل معهم بغية مسح هويتهم القومية بابادتهم وتشريدهم من مناطقهم بعد انهيار ثورتي " آرارات " و درسيم في الثلاثينات من القرن الماضي.


وكوردستان تركيا لا تختلف كثيراً عن باقي أنحاء كوردستان فنفس التاريخ والأصل يشتركون فيه وجغرافيتهم الموحدة وكذلك كانت كوردستان الشمالية مركزاً لكثير من الإمارات الكوردستانية في العصور الوسطى . كما شهدت تركيا الحديثة ومنذ تأسيسها عام 1923 العديد من الثورات و الانتفاضات الدامية ضد الطورانية التركية والتي أخمدتها السلطات بوحشية . ومن أهم هذه الثورات ، كانت ثورة الشيخ سعيد، والتي اندلعت في عام 1925 و كانت في رأيهم بمثابة ثورة شعبية شملت عدة مناطق كردية، حيث كونت بعض الشخصيات الكردية لجنة أطلق عليها لجنة الاستقلال الكردي، في أعقاب إعلان قيام الجمهورية التركية و كان الشيخ سعيد يجوب القرى الكردية ويمارس توعية الفلاحين وإقناعهم بضرورة إقامة دولة كردية وتحريرها من الظلم التركي لكن الحكومة التركية استبقت الأحداث ولم تمهل الشيخ سعيد حتى يكمل استعداده للثورة فقامت ببضع الأعمال الاستفزازية على أثرها ثار الأكراد في عام 1924 وأعلنت قيادة الثورة إنشاء حكومة كوردية مؤقتة وفي عام 1925 احتل الثوار الأكراد مدينة خربوط الهامة، و تسمى الآن(الازيج)، بالتركية وتقدمت القوات الكردية حتى وصلت ديار بكر وكذلك كوردستان العراق وسيطرت على أكثر من ثلث كوردستان ككل وأمام هذا الزحف السريع جردت تركيا حملة عسكرية بمساعدة فرنسا وأخمدت الثورة بوحشية غير مسبوقة وأصدرت الحكومة التركية منذ ذلك الوقت أهم قوانين الطوارئ التي تطبق في المنطقة الكوردية حتى الآن.
والأكراد ومنذ ثلاث عقود ثاروا مرة أخرى وبقيادة أوجلان والتي ذاقت من وطأته تركيا الأمرين حتى ألقت القبض عليه بمعونة إسرائيل وأمريكا .ولحد الأن تمثل كوردستان تركيا بؤرة توتر والتي لا بد من يوم تنال فيه حقوقها وتكون دولتها مع باقي أجزاء كوردستان الكبرى ، كباقي الشعوب فهم ليسوا أفضل من الكورد في شئ.







كوردستان إيران:


عندما نتحدَث عن الحركات التحررية الكوردية في غرب كوردستان فإننا نعود – في أغلب الأحيان – إلى ماضيها وتجاربها وانتكاساتها وانشقاقاتها وواقعها الراهن، ولكن قلَة من المهتمين بها ينظرون إلى المستقبل وآفاقه والمخاطر التي يمكن أن تتعرَض لها في مسيرتها نحو الأمام وهي حركة منطقة جغرافية متوتَرة وتشَق طريقها في بحر لجَي شديد العواصف، ولم يسعفها الحظ يوما من الأيام لاقتناء سفينة قوَية وقادرة على تخطَي الصعاب..إنها حركة مجزَأة ممزَقة حسب رغبات وإشارات أعدائها وغير قادرة في هذه المرحلة على لمَ صفوفها وجبر أجنحتها المكسورة لجملة من الأسباب الذاتية والموضوعية، وفي مقدمتها الهجوم القمعي المتواصل للنظام العفلقي العنصري عليها منذ عقود طويلة في معركة غير متكافئة حقا. وهي في وضعها الحالي أشبه بقلعة "دمدم" الكوردية الأبية التي كانت محاصرة من كل أطرافها بجيوش المحتل الطوراني، أو ب"طروادة" التي أدخل الأعداء فيها حصانهم الغادر...ومن الأعداء من يرتدي عباءة المعارضة وينفي وجود شعب كوردي في سوريا ، كما ينكر وجود "قضية كوردية" على الإطلاق، ولكن بعض زعماء الكورد لا يزالون يعتبرون هؤلاء – مع الأسف – حلفاء محتملين مستقبلا. ( من كلام الأخ جان كورد )


في إيران كانت أول ثورة في القرن العشري تهدف إلى إقامة الدولة الكردية الكبرى المستقلة وقد استطاع سيمكو (إسماعيل آغا) أن يسيطر في الفترة 1925 - 1930على المنطقة الكردية غرب بحيرة اورميا وقام بالتنسيق مع الشيخ محمد البرزنجي في السليمانية كردستان العراق، وحققا معاً بعض النجاحات مما أخاف انجلترا فعملت على إضعاف الحركة.
و في عام 1925 سعى الحاكم الإيراني رضا خان إلى فرض سلطة طهران على كل الأراضي الخاضعة للدولة الإيرانية وأراد أن يتخلص من سيمكو والحركة الكردية لكن سرعان ما اندلعت ثورة أخرى في عام 1931 في جنوب كردستان إيران بقيادة جعفر سلطان وكانت محدودة وكانت بداية التحول في أهداف الحركة الكردية في إيران من المطالب القومية إلى المطالب الوطنية ففي عام 1944 تشكلت منظمة كردية باسم جمعية الإحياء الكردي ، والتي مهدت لقيام الحزب الديمقراطي الكردستاني في إيران وكان قاضي محمد وهو شخصية دينية و سياسية مرموقة في مهاباد من مؤسسي الحزب و كان برنامج الحزب: تحقيق الحرية في إيران و الحكم الذاتي في كردستان داخل الحدود الإيرانية و الإخاء مع الشعب الأذربيجاني وكل الأقليات غير الفارسية وبالفعل أعلن قاضي محمد في 1946 قيام جمهورية كردستان الديمقراطية ضمن الكيان العام الإيراني واستناداً إلى حقوق الشعوب في تقرير مصيرها ، وتم تشكيل الحكومة ورفع العلم كما تم عقد معاهدة بين الحكومة الكردية الجديدة وحكومة أذربيجان وحاول قاضي محمد التفاوض مع حكومة طهران حول علاقة جمهورية مهاباد وهي سلطة حكم ذاتي بالحكومة المركزية ولم تقبل إيران التفاوض وتمكنت من استعادة مهاباد وبسط سياداتها على الإقليم وانهارت الحركة الكردية.
واليوم كذلك الكورد ناشطون وسوف يتحقق الحلم مرة أخرى إن شاء الله .








كوردستان العراق:



لابد من وقفة موجزة عن تأريخ كردستان العراق للتعرف على الأكراد وموطنهم وأثر الأسلام فيهم ، حيث دخل الأسلام الى هذه المنطقة في زمن الخليفة العادل ( عمر بن خطاب ) رضىالله عنه وذلك سنة 16 هجرية وقد دخل الأكراد في الاسلام ، فأسلموا وآمنوا به مع وصول أول قافلة من المجاهدين من اخوانهم العرب الذين حمّلوا اليهم راية الحرية والعدالة والمساواة ، وخرجوا من ديارهم لنشر الاسلام وتعاليم القرآن لأخراج اخوانهم البشر من عبادة العباد الى عبادة رب العباد ومن جور الأديان الى عدل الاسلام . وبهذا خرج الأكراد من الحكم الفارسي الجائر ودخلوا في حكم الاسلام . وأصبحت أرض كردستان قطعةً من أرض الخلافة الاسلامية ، وأصبح الكرد جزءً من الأمة الاسلامية ، وكانوا في خدمة الدين وبدأوا بالجهاد وتقديم التضحيات في سبيل هذا الدين . وشاركوا في أغلب الفتوحات الاسلامية في مراحلها المختلفة وفي كافة العهود من عهد الخلفاء الراشدين مروراً بالأمويين والعباسين والعثمانين ، وكل ذلك من أجل اقامة شعائر الله وتثبيت حكم الله في الأرض ، وهي أصل وظيفة الانسان في الأرض .


وبعد نشوب الحرب العالمية الأولى خلال سنوات 1914 – 1918 تم الاتفاق بين حكــــومتي ( بريطانيا العظمى وفرنسا ) سنة 1916 بأسم اتفاقية ( سايكس ـ بيكو ) للأقرار على توزيع الأراضي الاسلامية والعربية التي كانت تحت سيطرة الخلافة الاسلامية أو ( الدولة العثمانية ) آنذاك في حال هزيمتها في الحرب .
وعند انتهاء الحرب في ( 11 / 11 / 1918 ) تم توزيع هذه الأراضي فعلياً بين الحلفاء ، وموطن الأكراد ( كردستان ) ايضاً وقع عليه التوزيع بعد معاهدة ( لوزان ) سنة 1923م وزعت على هذه الدول ( تركيا ــــ ايران ـــ عراق ـــ روسيا ـــ سوريا ) بالرغم من وعد الحلفاء للأكراد بوطن مستقل حسب البنود ( 61 – 62 – 63 ) من معاهدة ( سيفر ) 1920 على غرار القوميات الاخرى التى كانت تحت حكم الدولة العثمانية . ولكن لوجود بعض الأسباب المعقدة والسرية وبعض المصالح الخصوصية للحلفاء دفع بالحلفاء الى الغاء البنود الواردة في معاهدة ( سيفر ) بشأن حقوق الأكراد . اصبحت العراق مستعمرة بريطانية و تحول فيها الوضع من سيء الى اسوأ في كافة مجالات الحياة .
بعد انتهاء الحرب العالمية الاولى سنة 1918 بدأ الحلفاء بتنفيذ اتفاقية سايكس بيكو ، وكان العراق من نصيب بريطانياالعظمى ، وفي حينه كان العراق مكـــــــوناً من ثلاث ( ولايات ) ، ولاية الموصل الشمالية ذات الأغلبية الكردية وفيها محافظة الموصل وكركوك وأربيل وسليمانية ، والاكراد في العراق 95% هم سنة على المذهب الشافعي . ولاية بغداد في الوسط وكانت أغلب سكانهامن العرب السنة ، وولاية البصرة وكانت اغلب قاطنيها من العرب الشيعة . (( و وضع العراق تحت الأنتـــــداب البريطاني ، وتأسست الـــــدولة العراقية في بغداد يوم 10/ 11 / 1920 ولكن المندوب السامي البريطاني احتفظ لنفسه بحق الأشراف على ولاية الموصل دون تدخل ادارة الحكومة العراقية بذالك )) (( وفي آب 1921أقيمت حفلة لتتويج الامير فيصل واعتبر ملكاً على العراق وتم قبول العراق كعضو دائم في مجلس عصبة الأمم بتأريخ 28 / 1 / 1923 مشروطة بان يعالج العراق كل المشاكل التي تخض (الجنسيات والأقليات والأديان ) ، ويحترم حقوق الأقليات ويحفظ كرامتهم )).
الأكراد بداؤا بمطالبة حقوقهم بالأستقلال والتمتع بحكومة كردية مستقلة كماجاء في معاهدة سيفر 1920م ، ولكن بضغط من الحكومة التركية بقيادة ( كمال اتاتورك ) الغيت بنود ( 61 –62 –63 ) مـــن المعاهـــــدة وحـــــل محلها معاهـــدة لوزان في 20 / 11 / 1923 وجاء فيها (( من الضروري الحاق ولاية الموصل جنوب خط بروكسل بالعراق العربي مع مراعات الأكراد من الناحية الأدارية وتعين الموظفين المحليين والأهتمام بالثقافة الكردية )) . وفي سنة 1924 اعلن رسمياً الغاء الخلافة واعلان دولة تركية مؤقتة طورانية علمانية مكانها . ان النظرة المجردة الى ماحدث في باريس أثناء مفاوضات الصلح وما نجم عن هذه المفاوضات من مناورات ومساومات واتفاقات ومعاهدات بين الدول الكبرى ،تجعل المتتبع يتفق تماماً مع ما علق به الدبلوماسي الأمريكي ( جورج كنين ) على معاهدات الصلح حيث قال (( لقد دونت مآسي المستقبل في هذه المعاهدات بيد الشيطان ،فأقل مايمكن أن يقال عنها انها لم تستطع أن تجنب البشرية مأساة حرب عالمية ثانية ))
(( والحقت ولاية الموصل بالعراق بقرار من عصبة الأمم 16 / 12 / 1925 ، وثبت خط بروكسل بصورة رسمية وفي 18 / 7 / 1926 تم تصديق معاهدة بروكسل بين العراق وتركيا وقد اعطيت 10% من نفط ولاية الموصل للعراق العربي )) .
خلال الفترة ما بين عام ( 1920م – 1945م ) حدثت في العراق ثورات كردية عديدة ضد الحكومة العراقية ، وكانت اسباب تلك الثورات مزيجاً من الشعور الديني والقومي والشكاوى المحلية وعدم التزام الحكومة بالألتزامات التي على عاتقها التي وعدت بالوفاء بها وانتشار الفوضى والتخلف الأقتصادي والأجتماعي ، ومحاولات الحكومة العراقية حل القضية الكردية باستخدام القوة بدلاً من الحل السلمي .
وقد قاد الثورة الأولى والتي استمرّت من ( 1920م –1930م ) الشيخ محمود الحفيد وكان مركزها السليمانية ، وتبعه في الأربعينات ثورة الشيخ أحمد البارزاني وشقيقه ملا مصطفى البارزاني على مدى ثلاثين عاماً وأكثر .
(( وفي عام (1945م ) دخــــل العراق كعضو في الأمــــــم المتحدة بعد تأسيسها وتم اصدار قرار في عصبة الأمم بتحويل جميع المعاهدات والألتزامات والبيانات الدولية الى هيئة الأمم المتحدة دون تغيير وتحوير ، وبقيت هذه الألتزامات في ارشيف الأمم المتحدة دون الغائها )) .







كوردستان سوريا


يمتد تأريخ الكورد في سوريا الحالية إلى ما قبل التاريخ حيث الكورد هناك كانوا جزئاً من السوباريون والذين كانوا يعرفون بالهورو Huru أو الخوريون ، والعالم هورست كلينكل يقول " أن الهوريين بدؤوا بالظهور في سورية منذ مطلع الألف الثالث قبل الميلاد و استطاعوا تسلم القيادة السياسية في عدد من الحواضر السورية .


و بحسب بعض المصادر أيضا فإن مواطن الهوريين كانت تمتد غربا لغاية جبال أمانوس على الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط . إستمر الحوريون حتى القرن السابع عشر قبل الميلاد والذين إنفصلوا عن الشرق ليستقطبوا أقوام أرية كوردية أخرى ليشكلوا مملكة ميتاني ، والذين برزوا بشكل كبير في القرن السادس عشر قبل الميلاد.ولكن تحول الحكم من الأكراد الخوريون في كوردستان سوريا الى حكم الآشوريون عام 732 ق.م. ولكن هذا لم يستمر طويلاً حيث عاد الأكراد الميديون كقوة كبرى في شرقي كوردستان خلال القرن السابع قبل الميلاد فقد تمكنوا من القضاء نهائيا على الآشوريين عام 612 ق. م ثم تقاسموا مع حلفائهم البابليين بلادهم التي كان الآشوريين يسيطرون عليها . فنال البابليون كلا من جنوب البلاد ما بين النهرين و سورية و فلسطين حيث تشكلت الامبراطورية البابلية الثانية . أما الميديون فقد استردوا شمال ما بين النهرين و باقي كوردستان بكاملها بما فيها مناطق الهوريين و الميتانيين اضافة الى بلاد فارس و كبادوكية " مناطق الحثيين " في أواسط الاناضول حيث تشكلت امبراطورية ميديا الكبرى . ومع مرور الزمن تم في هذه الامبراطورية اختلاط كافة الفئات الكوردية فيما بينها بشكل عام بما فيها الهوريون و الميتانيون .
على أن خط الحدود التي رسماها بين امبراطوريتهما منذ ذلك الزمن يؤكد ما كانت عليه مواطن الهوريين و الميتانيين " أي شمال سورية الحالية و الجزيرة العليا " مناطق أساسية من كوردستان . إذ كان خط الحدود بين الامبراطوريتين بعد انحرافه غربا و اختراقه نهر دجلة الى الشمال من مدينة - أكاد - كان يتجه شمالا في قوس كبير الى الغرب من آشور و الموصل " تاركا إياهما ضمن كوردستان " ثم يتحنى غربا باتجاه شمال سورية الحالية ليجتاز نهر الخابور و يمر من جنوبجبل عبد العزيز و يجتاز نهر الفرات و يمر بجنوب جبل الاكراد ليصل الى الساحل الشمالي الشرقي للبحر الأبيض المتوسط .
تل موزان : قرب بلدة عامودة الذي اكتشف فيها جورجيو بوتشيلاتي قصر الملك توبكيش الهوري - وسبق الحديث عنه - ومن الآثار الهورية الرائعة هو ضريح " النبي هورو " الذي لايزال قائما منذ ذلك الزمن القديم سليما حتى اليوم في جبل الاكراد شمال غربي حلب . ولاشك في أن ما كان عليه هذا النبي من مكانة مقدسة بين الهوريين قد جعل اسمه يتمثل اسم الهوريين نفسهم . وهكذا نرى في ذلك كله ما يثبت بشكل قاطع استيطان الاكراد في شمال سورية منذ اقدم العصور ، وينفي نفيا قاطعا ادعاء الدكتور ذكار سهيل من أن الاكراد لم يستقروا في الجزيرة قط !.
حدثت الهجرات العربية إلى كوردستان مع الهجمات السامية المتمثلة بالآراميين الساميين والآشوريين هذا قبل الإسلام ، أما بعد دخول البلاد الإسلام وبالتحديد في عهد الخليفة المنصور ( 754-775م ) الذي كلف " يزيد بن أسيد " بالتوجه الى حران الواقعة بين تل أبيض جنوبا و أورفا شمالا لتحريرها من البيزنطيين وبعد أن نجح في مهمته فانه نظمها وأقام فيها . وفي هذه الفترة كانت هذه المنطقة من كوردستان هدفا لنزوح بعض القبائل العربية إليها و الأستقرار فيها كالقبائل اليمنية و بني قيس و النزارية . فكان ذلك هي المرة الثانية بعد الآراميين لتغلغل العناصر العربية الى هذه المناطق الكوردية و التي أصبحت فيما بعد على طرفي الحدود بين تركيا و سورية . و منذ القرن العاشر الميلادي و بعد اضمحلال الدولة العباسية و ضعف البيزنطيين في الغرب و كذلك انقسام الدولة السلجوقية التركية الى دويلات " أتابكية " و الصراع بينها و بروز بعض الامارات الكوردية تمثل دورها على مسرح التاريخ فان الشرق الاسلامي كان قد أصبح هدفا سهلا للصليبيين من الغرب ، ثم لقمة سائغة للمغول من الشرق ولما كان للاكراد الدور الرئيسي في الحروب الصليبية و الانتصار فيها ، فمن المعروف إن الدعم الكوردي للزعيم صلاح الدين الأيوبي كان يأتيه من جميع أنحاء كوردستان و تصله عبر تجمعه في الموصل و الجزيرة " بوتان " و ديابكر . وهذا ما يؤكد ثانية على كوردية الجزيرة في سورية الحالية .
أما بعد الحروب المذهبية بين الإيرانيين و العثمانيين على أرض كوردستان ثم احتلال العثمانيين للبلاد العربية منذ عام 1516م و الذين تقاسموا كوردستان مع الإيرانيين . فكان هناك كوردستان الإيرانية و كوردستان العثمانية التي من ضمنها كوردستان سورية التي عرفها العثمانيين باسم ولاية حلب العثمانية . كما ان تلك الامارات الكوردية السابقة الذكر قد أصبحت منذ عام 1747م تحت حكم الدولتين المباشر .
إن ما عاناه الاكراد من الفرس بين العهد المكدوني وأخيرا من العثمانيين ما لبث أن أصبح حافزا قويا أثار المشاعر ضد كل ما هو مجحف بحقهم كأمة لها كيانها خاصة لما كانت عليه العصور الحديثة آنذاك من خصائص الروح القومية بين الشعوب . فكان أن حدث انعطافهم التاريخي نحو المصلحة القومية الكوردية .الامر الذي أدى مجددا الى بروز إمارات كوردية حديثة و ثارت ضد العثمانيين المحتلين الذين نجحوا في القضاء عليها تباعا . وقد اخترنا من هذه الامارات في كوردستان ما كانت مناطق كل منها تشمل أجزاء من شمال سورية الحالية أبان احتلال العثمانيين للبلاد العربية و عدم وجود أية حدود سابقة وعلى الرغم من فشل هذه الثورات فإن الباب العالي كان يبقي على علاقته بتلك القاعدة الاجتماعية الكوردية التي كان بوسعه الاعتماد عليها في حروبه ، وكم من مرة نال البعض من زعماء هذه الثورات العفو السلطاني العثماني .
ان أولى هذه الثورات كانت في "امارة جانبولات=جنبلاط 1607م "وكان مركزها "كلس" التي كانت تشمل جبال الاكراد الى الغرب منها و كذلك منطقة حلب الى الجنوب الشرقي منها أيضا وبعد ان قتل العثمانيون أميرها " الأمير حسين " الذي كان يتولى شؤون الامارة من حلب لأنه لم يلتحق و رجاله بالسلطان العثماني في إحدى حروبه فما كان من أخاه "الأمير علي " إلا ان أعلى الثورة من حلب ولكن العثمانيين قضوا عليها .
كما أن إمارة بدرخان باشا خلال الاعوام ( 1812-1848 م ) كان مركزها " جزيرة بن عمر = بوتان " الواقعة في تركيا الحالية قرب الحدود السورية في أقصى الشمال الشرقي منها .
أما امارة إبراهيم باشا المللي فكان مركزها "ويران شهر" الواقعة الى الشمال من بلدة رأس العين وكانت تمتد الى الجنوب من رأس العين لمسافة تزيد عن "50" كم داخل شمال سورية الحالية أيضا و قد ثارت هذه الامارة بعد ان اتحد الاكراد و القبائل العربية التي كانت تستقر في هذه المنطقة منذ أيام العباسيين . إلا أن العثمانيين ضيقوا الخناق على إبراهيم باشا في جبل العزيز و قبضت عليه و أعدمته عام ( 1908 م ) ويقول السيد فؤاد عليكو و هو من أبناء المنطقة و العارفين بأحوالها أن إبراهيم باشا دفن في قرية "صفيا الحالية شمال مدينة الحسكة .
وعلى ذلك فان المناطق الكوردية من هذه الامارات في شمال سورية الحالية يثبت أيضا قدم استقرار الاكراد فيها و مدى ما كان بين هؤلاء الاكراد أصحاب الارض الأصليين و بين العرب و الآشوريين من علاقات وطيدة.
أما منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وما حدث للاكراد من مآسي بعد قضاء الاتراك على ثوراتهم الآنفة الذكر و غيرها . فان مناطق هؤلاء الاكراد في شمال سورية و بالاخص منطقة الجزيرة أصبحت مرة أخرى عرضة لتواجد بعض القبائل العربية فيها بدءا بقليل من الاعراب " الشوايا " الذين تبعثروا على ضفاف الخابور جنوب الحسكة .
وعن هذه الفترة فان السيد عبد الحميد درويش و هو من أبناء المنطقة و العارف بأحوال الجزيرة يقول في كتيبه " لمحة تاريخية من اكراد الجزيرة " كانت الجزيرة في أوائل هذا القرن يسكنها عدد قليل من السكان قدر آنذاك بحوالي أربعين ألف نسمة و كانوا ينتمون الى العنصر الكوردي و العربي و قليل من اليعاقبة. و كانت العشائر العربية في حالة البداوة و هي الطي و كانت تسكن جنوب القامشلي و الجبور و حول الحسكة ثم البكارة في منطقة جبل عبد العزيز و الشرابيين في منطقة رأس العين و عدد قليل من عشيرة "شمر" التي كانت في غالبيتها الساحقة في العراق . أما الاكراد فكانوا نصف حضر يسكنون الى الشمال من هؤلاء العرب وفي الجزيرة العليا جنوب سلسة جبل طوروس في العديد من القرى وهم ينتمون لعدد من العشائر الكوردية . وينقل عن السيد محمد علي إبراهيم باشا في مخطوطته المعدة للطبع تعداده للعشائر الكوردية الموجودة في الجزيرة عندما قامت عشيرة شمر عام ( 1904 ) بحملة واسعة ضد عشيرة الملية الكوردية التي كانت تنافسها على النفوذ في منطقة الجزيرة ، و ان العشائر الكوردية في الجزيرة آنذاك كانت ميران - سنان - آشيتية - عباسيان - اليان - دقورية- ملاني خضر - كيكية وهذا منقول عن شهادات العشرات من المعمرين عربا و أكراداً وعن العديد من المؤرخين و الوثائق المكتوبة .. مما يثبت و جود العشائر الكوردية المذكورة في هذه المنطقة منذ أمد بعيد ،على عكس ادعاءات الدكتور زكار من أنهم قدموا إليها بعد ثورة الشيخ سعيد عام 1925م .
أما بعد خروج العثمانيين من البلاد العربية في الحرب العالمية الأولى ( 1914-1918 ) واحتلال الفرنسيين و الإنكليز لها و اقتسامها بينها بموجب اتفاقية سايكس بيكو 1916 ، فان هذه الاتفاقية الاستعمارية قد اشتملت على تقسيم كوردستان العثمانية أيضا بحيث قسمت بين تركيا و كل من العراق و سورية اللتان أنشئتا حديثا ، وبقي القسم الشرقي من كوردستان تحت الحكم الإيراني . فكان أن حرم الاكراد من الانتفاع بمبدأ تقرير المصير للشعوب الواقعة تحت السيطرة العثمانية الذي أعلن رسميا آنذاك الامر الذي أصيب معه الاكراد باكبر نكسة عرفها تاريخهم الحديث .
وما أن تم رسم الحدود بين تركيا و سورية فان الخط الحديدي الذي أنشى بينهما قد قسم تلك العشائر الكوردية و العربية الى قسمين قسم بقي ضمن حدود الدولة التركية و القسم الآخر اصبح تابعا للدولة السورية .
وعن العشائر الكوردية التي أصبحت إلى الجنوب من هذه الحدود ، ينقل السيد عبد الحميد درويش في كتابه عن الاستاذ احمد مصطفى زكريا بتعرضه لهذه العشائر في كتابه (عشائر الشام 1917) حيث يقول "على أن السواد الأعظم من عشائر الاكراد يقطن محافظة الجزيرة و يمتد من أقصى شمالها الشرقي في قضاء ديريك قرب نهر دجلة و يتجه نحو الغرب الى قضاء القامشلي ثم الى ناحية رأس العين (ص658) ثم يعدد هذه العشائر من الشرق الى الغرب كما يلي " ميران- الحسنان- هاوركية- آ ليان- آشيتية -أطراف شهر- بوبلان- الموسينية- بينارعلي- ملاني خضر- دقورية- الكابارة- الكيكية-الملية " ص659-664 "
وما أن استقرت الاحوال في سورية بعد الاستقلال حتى بدأت الاوساط الشوفينية منذ أوائل الخمسينات تدعوا المسؤولين من اجل القيام بتطبيق سياسة التمييز القومي حيال الاكراد بهدف القضاء على تطلعاتهم القومية ، وذلك عبر اجراءات استثنائية من شأنها العمل على هجرة الاكراد من الجزيرة و صهروهم في المجتمع العربي وكان على رأس هؤلاء - محمد طلب هلال - ضابط الأمن السابق في الحسكة الذي جاهر علانية عام 1962 بكل ما يتعلق بهذه الاجراءات العنصرية و قام الاخذ بها ، فكان أن بدأ بتطبيقها في محافظة الجزيرة حيث تم أولا تنفيذ مشروع الإحصاء الاستثنائي بتاريخ 5-10-1962 الذي أدى الى تجريد 150 ألف مواطن كوردي في محافظة الجزيرة من جنسيتهم السورية و اعتبروا لاجئين بعد أن حرموا من حقوقهم المدنية و بعد سنوات تم تنفيذ المشروع الاستثنائي الآخر الذي سمي بالحزام العربي حيث جرى بموجبه مصادرة الاراضي التي كان يستقر فيها آلاف العائلات الفلاحية الكوردية و يستثمرونها أبا عن جد ووزعتها على العائلات العربية التي جلبت من الناطق التي غمرتها مياه سد الفرات و من مناطق داخلية أخرى و اسكنتها في قرى أنشأت لهم على طول الشريط الشمالي للجزيرة و المتاخم للحدود التركية ، فكان ان تم ما استهدفت اليه الأوساط الشوفينية و فصلي بين أكراد سورية و تركيا على طرفي الحدود . هذه الاجراءات الاستثنائية و سياسة التميز العنصري كان لها فاعليتها و تأثيراتها اللاإنسانية المباشرة على كافة الاكراد في الجزيرة دون غيرها من القوميات الاخرى سواء من الناحية الاقتصادية و أقلها ندرة العمل الزراعي و فرض العمل الاخرى ،أو الاجتماعية من حيث الفقر و الحاجة و التخلف أو الثقافية و حرمان الكثيرين من الاكراد من الارتقاء بمستواهم الثقافي عبر المراكز الثقافية و المعاهد العليا أو السياسية و منع الاكراد من مزاولة حقوقهم االثقافية الكوردية و ممارسة فلكلورهم الشعبي ، علاوة على معاناة المجردين من الجنسية و حرمانهم من الحقوق المدنية الامر الذي جعلهم محرومين من اللحاق بركب الحضارة البشرية المتطورة.
ومما زاد في هذه المعاناة عندما استقدمت الدولة آلاف الموظفين العرب الذين شغلوا الوظائف في مختلف دوائر الدولة و مؤسساتها و مدارسها و معاهدها الثقافية و قدمت لهم و لعائلاتهم التسهيلات اللازمة للسكن في الجزيرة في الوقت الذي منع فيه العنصر الكوردي من شغل هذه الوظائف ، حتى أنه منع من نقل مسكنه من مكان لآخر ضمن حدود المحافظة الادارية ، وإذا ما أراد بناء دار أو ترميمه أو شراء مسكن أو أراضي زراعية أو آ لية وجب عليه مراجعة الجهات الأمنية بخصوص ذلك .
أما أسلوب التعريب فقد شمل أسماء القرى و البلدات الكوردية المعروفة بأسمائها الكوردية منذ القديم و استبدلت بأسماء عربية تتبعا لما سبق لتركيا و قامت به في كوردستان الشمال حتى جبل الاكراد " منطقة عفرين " التابع لمحافظة حلب و المعروف بهذا الأسم منذ القديم قد استبدل باسم " جبل حلب " . و في هذا الخصوص يقةل المنصف العربي في مجلة الحوار ردا على المحامي ممتاز الحسن الذي يقول " إن الجغرافيا ترتبط ارتباطا و ثيقا بالتاريخ " . فيجيبه " نعم هذا صحيح وإلا لما رأينا مئات القرى و هي تعرف بأسماء كوردية منذ القديم ، ولو لم تكن هذه الأسماء كوردية لما تم تعربيها ، ترى لماذا تم تعربي الأسماء الكوردية و تركت الاسماء اليونانية و الرومانية و الصليبية و كذلك الفرنسيين الذين استبد لو اسم جبل ليلون باسم " جبل سمعان " ؟؟ ويتابع قائلا و سمي جبل الاكراد باسم جبل حلب بينما كان الأجدر أن يطلق على جبل سمعان اسم جبل حلب لأنه لا يبعد أكثر من (30)كم من حلب بينما يبعد جبل الاكراد عن حلب حوالي (90)كم خاصة وإنه يمتد داخل الاراضي التركية لمسافة (40)كم أيضا .






تقسيم كوردستان:

حوار مع الباحث و المؤرخ الكوردي
الدكتور كمال مظهر احمد

*اول سؤال سأبدأ به هو اول تقسيم حقيقي و فعلي لكوردستان كان بعد حادثة "جالديران" كما هو معروف، كيف كانت اوضاع الشعب الكوردي في تلك الاثناء، و كيف كانت حال الامارات الكوردية؟

د. كمال مظهر: اود الرجوع قليلاً الى الوراء، كانت حال الشعب الكوردي تأريخياً لا تختلف عن حال اعرق شعوب المنطقة، في الواقع ان الكورد هم ضمن اقدم شعوب منطقة الشرق الاوسط، و هذا ليس كلامي بل كلام الباحثين المتخصصين في هذا المجال من امثال البروفيسور الكبير (مينورسكي) و غيره، فكانت للكورد مثل شعوب المنطقة حالهم و حضارتهم و دورهم و دولتهم، حيث يستغرب البعض عندما يعلمون بأن شعوب زاكروس الشعوب الاصلية في جبال زاكروس التي تكون الشعب الكوردي مثل الكوتيين و اللولو و السوبارتيين و غيرهم. "الكوتيون" حكموا بابل لمدة ما لا تقل عن مئة سنة و لديهم اكثر من 20 سلالة حاكمة في بابل او مثلاً ان الامبراطورية الاشورية سقطت بيد الميديين الذين يدخلون ضمن الصنف الثاني للشعوب المكونة للشعب الكوردي، فالكورد، حتى في ظل الدولة العربية الاسلامية و ضمن الحضارة الاسلامية، كانوا يتمتعون بنفس الظروف التي تمتعت بها الشعوب الاخرى، و الاسلام لم يتدخل في قضاياهم و شؤونهم الداخلية، لذلك كانت لهم دولهم و اماراتهم قبل معركة "جالديران". هناك كتاب لشرف خان البدليسي "الدول و الامارات الكوردية" يتحدث عن هذه الدول و الامارات و معركة "جالدران" او الصراع الصفوي العثماني حيث ترك اثراً سلبياً كبيراً على مصير الشعب الكوردي الى أن ظهرت امبراطوريتان قويتان متصارعتان هما الامبراطورية العثمانية منذ القرن الثالث عشر و من ثم الامبراطورية الصفوية منذ بداية القرن السادس عشر و اواخر القرن الخامس عشر، المشكلة ان الصراع اصبح محتدماً بين هاتين الامبراطوريتين و على اساس مذهبي لأن الصفويين هم الذين اختاروا المذهب الشيعي و فرضوه فرضاً على ايران. يعني قبل ذلك ان التوجه السني في ايران كان اقوى من التوجه السني في المناطق الاخرى، اي في اصفهان قلعة من قلاع الشيعة في الوقت الحاضر، في يوم من الايام كانوا يعتبرون "معاوية" في صفوف الانبياء. فعندما اصبح الصراع قائماً على اساس طائفي انعكس ذلك على الشعب الكوردي الى درجة كبيرة، مع ذلك حتى بعد معركة "جالدران" سنة 1514 بقيت الدول و الامارات الكوردية تتمتع باستقلالها الذاتي دون ان يتدخل السلطان العثماني او الشاه الايراني في الشؤون الداخلية للأمارات الكوردية.
حتى الشيخ رضا الطالباني يشير الى هذه الحقيقة، حيث ينشد:
"له بيرم دى سليمانى كه دار الملكى بابان بوو"
أي اتذكر ان مدينة السليمانية كانت ملكاً لامارة بابان

يعني حتى ذلك الوقت في القرن التاسع عشر كانوا يتمتعون بالاستقلالية التامة، التغيير الاساسي يبدأ في اواسط القرن التاسع عشر مع الاندماج بالاسواق الرأسمالية مع ظهور الدول المركزية و بروز القوى الاستعمارية على صعيد المنطقة، من هنا يبدأ التغيير الجوهري في الموضوع.

*اعود الى العهد العثماني هل كانت في هذه الاثناء أي اثناء الحكم العثماني حركات سياسية او عشائرية كوردية ناهضت العثمانيين؟
د. كمال مظهر: كل افرازات الأندماج بالأسواق الرأسمالية العالمية كل هذه الافرازات طالت الشعب الكوردي ايضاً فتكونت النخبة الكوردية، النخبة المثقفة الكوردية الموسومة "ايليتا" هذه النخبة التي تفكر بأسلوب جديد حول المشاعر القومية التي تجلو فيها بوضوح منذ القرن التاسع عشر اثناء انتفاضة البدرخانيين ثم دور العائلة البدرخانية عموماً في الحركة القومية الكوردية. تصور في 1880 قام الشيخ عبيدالله النهري لأول مرة في تأريخ المنطقة ربما بعد الارمن فقط قبل الشعوب الاخرى التي ضمن الامبراطورية العثمانية، شعار الاستقلال السياسي عن الدولة العثمانية و كذلك عن الدولة الصفوية لأن حركته كانت واسعة و امتدت الى طرفي الامبراطورية و رفع شعار الاستقلال بوضوح. ان الوثائق الدبلوماسية الانكليزية و الروسية تتحدث عن هذا الموضوع، في سياق المقارنة مثلاً ان العرب هذا الشعب العظيم هو شعب كبير و له ارث حضاري مع ذلك ان شعار الاستقلال رفع من قبلهم لأول مرة في عام 1916 بينما رفعه الشيخ عبيدالله النهري سنة 1880. عندما تقرأ جريدة كوردستان 22/ نيسان 1898 تجد ان هذه الجريدة الى درجة كبيرة طافحة بالمشاعر القومية.
*كيف كانت ملامح ثورة الشيخ عبيدالله النهري او كيف اندلعت و كيف انتهت؟
د. كمال مظهر: اولاًبالنسبة لملامحها فقد كانت حركة تحررية بكل ماللكلمة من معنى كانت الحركة اتخذت اتجاهاً متسامحاً مع الاقليات المسيحية و هذا شيء مهم فنحن عندما نتحدث عن حدث تأريخي علينا دائماً ان نضعه في اطار الزمان و المكان و بالنسبة لأواخر القرن التاسع عشر ان العاطفة الدينية لم تتغلب فقد اتخذت الحركة اتجاهاً ديمقراطياً كهذا، فذلك شيء ايجابي و يسجل للحركة الكوردية و لانتفاضة الشيخ عبيدالله دون ريب.
*في أي زمن من الازمان كان هناك وجود لكيان كوردي او دولة كوردية لها سلطة و خريطة؟
د. كمال مظهر: سبقتك في ذلك، بداية حديثي قلت انه في الالفية الثانية والالفية الثالثة قبل الميلاد كانت شعوب زاكروس التي تكون اصل الكورد قبل مجيء الميديين لهم دولتهم و دولهم و قلت ان الكوتيين هم حكموا دولة بابل لمدة اكثر من قرن و اكثر من 20 سلالة، اعتقد على ما اتذكر 26 سلالة حاكمة كوتية. الدولة الميدية دولة متحضرة مع الاسف ان الميديين ما كانت لديهم كتابة فلذلك اثارهم قليلة و لكن من الثابت بأنها كانت دولة لها حضارتها و عاصمتها (اكبتانة) أي (همدان) الحالية و ان هذه الدولة بالتحالف مع البابليين في 612 ق.م قضت على الدولة الاشورية بالاضافة الى ذلك قلت ان شرف خان البدليسي له كتاب ضخم كتبه باللغة الفارسية و ترجم الى عدد من اللغات و ترجم الى اللغة الفرنسية و التركية و الروسية و ترجمت مرتين ايضاً الى اللغة العربية مرة طبع بالقاهرة و المرة الثانية طبع بالعراق من قبل المرحوم الروزبياني و الترجمة حصلت على جائزة المجمع العلمي العراقي فهذا الكتاب كتاب واسع يتحدث عن الامارات و الدول الكوردية التي كانت تتمتع بقدر غير قليل بالاستقلالية، حالهم حال الشعوب الاخرى.
*قبل مجيء الاسلام من كان يحكم هذه المنطقة، اي منطقة كوردستان؟
د. كمال مظهر: قبل مجيء الاسلام، ذكرت بأن اهل المنطقة كانوا يحكمون المنطقة على شكل امارات و على شكل دول الى ان اندحر الميديون في القرن السادس ق.م على يد الساسانيين، حيث بدأ التراجع السياسي في تاريخ الكورد القديم. في ظل الاسلام رجعت الحالة الى ما كانت عليها في السابق يعني مثل الشعوب الاسلامية الاخرى، الخلافة ما كان تتدخل الا اثناء الحرب. ان الامير الكوردي يقدم عدداً معيناً من القوات المسلحة و مقداراً معيناً من الاموال لخزينة الدولة و انهم كانوا يتمتعون باستقلاليتهم الكاملة.
*و ماذا عن مرحلة من قبل تسلم العثمانيين السلطة او الخلافة؟
د. كمال مظهر: هذا الذي ذكرته لك يعني بأنه مع سقوط الدولة العربية الاسلامية 1258 على يد هولاكو يبدأ التراجع بالنسبة للجميع، حتى بالنسبة للعرب انفسهم اصحاب الحضارة و اصحاب الدين فالتراجع شمل الجميع و استمرت عملية التراجع حتى اواسط القرن التاسع عشر، من هنا برزت النخبة و كذلك الافكار الجديدة و الاحتكاك بالحضارة الغربية و ما سميته بافرازات الاندماج بأسواق الرأسمالية العالمية.
*متى تنامى الشعور القومي عند الكورد؟
د. كمال مظهر: من يوم الى اخر بدأ هذا الشعور بالتنامي و ليس اعتباطاً بأنه في معاهدة سيفر في 10 اب 1920 بين الحلفاء المنتصرين و بين الدولة العثمانية المندحرة هنالك فصل خاص في هذه المعاهدة يتحدث عن استقلال كوردستان في مواد ثلاث (62 و 63 و 64) اذن هناك فصل كامل عنوان الفصل: كوردستان ، تحديد هوية الكورد، مواطنهم، تأسيس دولتهم و كيفية تأسيس هذه الدولة، مثلاً هنالك شعوب اخرى في المنطقة لا ذكر لها في معاهدة سيفر و الان هي دول فأذن كانت هنالك حالة معينة تتطلب الوجود الكوردي في معاهدة دولية على هذا المستوى.
*ما الذي حصل؟ الم يستطع الكورد ان يواكبوا التطور؟ لماذا تنصلت هذه الدول، لماذا تنصلت عصبة الامم؟
د. كمال مظهر: لم يقصر الكورد لم يقصروا ابدا، خاضوا غمار نضال تحرري واسع في جميع اجزاء كوردستان و دون استثناء و لكن قدر الكورد كان انه في هذه الاثناء انتصرت ثورة اكتوبر الاشتراكية في روسيا، اقول دائماً هذا القول و انا مقتنع به و على اسس علمية و استنباط النتائج. ان ثورة اكتوبر الاشتراكية جلبت الخير لجميع شعوب المنطقة ما عدا الكورد مع الاسف الشديد و هم ما كانوا يريدون ذلك ابداً و لكن السياسة هي مصلحة، الاتحاد السوفيتي اصبحت لديه حدود مشتركة مع ايران لمسافة 2.500 كم حدود مشتركة مع الدولة العثمانية و تركيا فيما بعد لمسافة 700 كم فكان على الاتحاد السوفيتي ان يحسب هذا الحساب،
ان الكورد بقوا محصورين في منطقتهم الجبلية ما كانوا بحاجة الى ان يخرجوا من هذه المنطقة الجبلية منّ الله عليهم بكل شيء طبيعة جميلة بما فيه الكفاية من الحاجات الاقتصادية الضرورية فلم يجدوا مخرجاً الى البحر، هذه الاشياء تفاعلت فيما بينها و انعكست سلباً على مصير الكورد فلذلك كان على الغرب و على الاتحاد السوفيتي كقطبين متناقضين ان يحسبوا الحساب لايران و ان يحسبا الحساب لتركيا و الحركة الكمالية اكثر مما يحسب الحساب للشعب الكوردي و حتى الشيخ محمود قدر هذا الشيء فبعث برسالة خاصة الى السلطة السوفيتية عن طريق القنصلية السوفيتية في تبريز هذا كان قدر الشعب الكوردي.
*كثيرا ما سمع بأن التاريخ يعيد نفسه عبر القرون و في الازمان ماذا تقول بالنسبة لهذا الوضع الذي نعيش فيه الان هل هناك تشابه هل هناك امل؟
د. كمال مظهر: التأريخ فعلاً يعيد نفسه و لكن بشروط، أي لا يمكن ان يعيد نفسه بصورة الية فمثلاً لنفرض عملية كيمياوية او عملية تتعلق بالطبيعة لا يمكن ان تعيد نفسها هكذا بصورة الية و لكن بصورة عامة التأريخ يعيد نفسه، نعم بعض مظاهر الماضي الان ايضاً نحس بها كالخلافات العشائرية على سبيل المثال هذه من بقايا الفكر الاقطاعي مع ذلك اؤكد دائماً بأنني لست متشائماً بل انني متفائل. لأن عجلة التاريخ لا يمكن ان تقف قد تتعثر الا انها تسير دوماً الى امام و بالنسبة لنا نفس الشيء، و مبعث تفائلي، هو ان الحالة انعكست بالنسبة لثورة اكتوبر انهيار النظام السوفيتي اعطى نتائج سلبية بالنسبة للجميع ماعدا الكورد يعني جاء لصالح الكورد، انتهى القطبان ، فالآن القوى الغربية لا تحسب ذلك الحساب لايران و تركيا كما كانت تحسب الحساب لهذين البلدين اثناء وجود الاتحاد السوفيتي فهذا عامل مساعد و اصبح الكورد فعلاً رقماً على الساحة رقماً يحسب له حساب فمن هذا المنطلق انا متفائل.
*لنعد مرة اخرى الى زمن الامارات الكوردية، برأيك لماذا لم تكن الامارات الكوردية على وئام كامل مع بعضها؟ لماذا لم تتحد هذه الامارات مثلما حدث في الامارات العربية المتحدة و مع كل تلك التطورات التي حصلت لماذا لم يفكر الكورد في تلك الاوقات بالتوحيد؟
د. كمال مظهر: انك تقارن بين حالتين مختلفتين.
ا الامارات الكوردية كانت متناحرة في العصر الوسيط قبل العصر الحديث و هذه حالة ثابتة في كل زمان و مكان كل الامارات الاقطاعية الاوروبية كانت متناثرة اكثر مما كانت الامارات الاقطاعية الكوردية، يعني في اوربا الامارات كانت متناثرة، و هذه هي طبيعة النظام الاقطاعي و الفكر الاقطاعي وهكذا، فالصراع كان شيئاً طبيعياً. اما ما حدث في الامارات العربية المتحدة فالعالم تغير والخليج اصبح له وزن اخر لحسن الحظ. اليوم ناقشنا رسالة ماجستير عن قطر وعن كيفية توحد هذه الامارات، العملية صعبة كانت جداً و استغرقت مدة طويلة و عالم اليوم قد تغير الى درجة كبيرة فهذا الشيء ايضاً يفرض نفسه على الواقع الكوردي دون ادنى ريب.
*هل للبعد الديني او الانتماء الديني وجود او حضور يحسبه الكورد في تعاملهم مع الدول الاجنبية المحتلة؟
د. كمال مظهر: تعلم ان الدين حالة حساسة، الدين يؤثر في العقل الباطن، اذ هو كامن. انك ترضع الدين مع حليب امك فلذلك لا تستغرب بأنني درست في الاتحاد السوفيتي و وجدت في جمهوريات القفقاس بل حتى بين الروس ان عنصر الدين رغم كل محاولات الدولة العلمانية السوفيتية مازال قوياً و مؤثراً، و رأيت هذه الحالة الغريبة مثلاً في باكو حيث شاهدت اكثر من مرة عندما يشيعون كبار المسؤولين كان الملا يتقدم على المشيعين و يقرأ الياسين او يقرأ القرآن ماكنا نتوقع ان نرى مثل هذه الحالة في الاتحاد السوفيتي فكيف بالنسبة للشعب الكوردي و بالنسبة للكل، عنصر الدين عنصر قوي، و لكن عندما يصطدم هذا العنصر بالمشاعر القومية او بالاحرى يستغل الدين للنيل من القيم القومية لأي شعب كان الفعل يكون رد فعل مشروع و باتجاه يتناقض مع من يتبنى مثل هذا الاسلوب من التعامل مع القوميات الصغيرة.
*هناك رأي يقول بأن الكورد التزموا بالدين و حافظوا عليه و اخلصوا له اكثر من بعض الشعوب لربما كان هذا سبباً في عدم حصول اتفاقيات مع الاجنبي.
د. كمال مظهر: فعلاً ان الكورد دخلوا الاسلام مخلصين له الى اقصى درجة و ليس ذلك لأن الكورد يختلفون عن غيرهم لا ابدأ، و لكن علينا ان نبحث عن الدوافع الحقيقية التي جعلت من الكورد ان يكونوا مخلصين للأسلام، قلت لك بإنه في ظل الساسانيين كان الكورد اصبحوا في وضع سيىء للغاية فعندما جاء الاسلام لم يأخذ منهم شيئاً بل اعطاهم اشياء خلصهم من هذا الحكم الجائر و لم يتدخل في شؤونهم فلذلك اخلصوا للدين الاسلامي الى درجة كبيرة و فعلاً ادوا دوراً متميزاً في الحضارة العربية الاسلامية و العديد من الاعلام في الحضارة العربية الاسلامية هم في الاصل كورد و هذا لم ينعكس سلباً على الواقع الكوردي لأن الحالة كانت هكذا يومذاك بالنسبة للكورد و غير الكورد، عندما يدب الانحلال في جسم هذه الدول و عندما نحتك في الحضارة الغربية فالحالة تنعكس، المشاعر القومية تفرض نفسها على الساحة و فرضت نفسها على الساحة و لكن مصالح الدول الغربية احياناً بل غالباَ كانت تصطدم مع طموحات الشعب الكوردي و الا ان الكورد لم يقصروا في نضالهم ابداً.
*نأتي الان الى الحرب العالمية الاولى، حيث اطاحت دول الحلفاء بدول الوسط و تقوضت الخلافة العثمانية، ما الذي عكسته تلك الحرب داخل كوردستان و داخل المجتمع الكوردي انذاك؟
د. كمال مظهر: فعلاً الحرب العالمية الاولى تركت اثاراً عميقة على الشعب الكوردي و على مصيره وانك تعرف بأنني الفت كتاباً سميته (كوردستان في سنوات الحرب العالمية الاولى). الفته في البداية باللغة الكوردية ثم ترجمه اخي و زميلي الاستاذ محمد الملا عبدالكريم الى اللغة العربية طبع مرتين حتى الوقت الحاضر و ترجم الى اللغة التركية و الى اللغة الانكليزية و الى عدد من اللغات، تقرأ هذه المآسي التي عاشها الشعب الكوردي في سنوات الحرب العالمية الاولى معاهدة سايكس بيكو معاهدة سرية عقدت عملياً بين فرنسا و بريطانيا و روسيا في 1916 فيها تقسيم المنطقة على الدول الكبرى و قد انعكست نتائجها تقسيم المنطقة على الدول الكبرى و قد انعكست نتائجها الى درجة كبيرة و بصورة سلبية على مصير الشعب الكوردي و هذا كان يتناقض في مضمونه مع مضمون معاهدة سيفر.
*برزت في تلك الاثناء عدة عشائر كوردية قاومت الاحتلال، كيف كانت حال تلك العشائر و ما هي ابرزها؟
د. كمال مظهر: ان العشائر ادت دوراً كبيراً في تلك الحركات و الانتفاضات التحررية و هذا ليس بشيء جديد بمعنى في ظروف الشعوب الاخرى التي تشبه ظروف كوردستان، كانت العشائر تؤدي دوراً كبيراً، لأن: اولاً الفلاحون ابناء العشائر يؤلفون الاكثرية و من ثم ليس بالضرورة ان رئيس العشيرة ان يكون مجرداً من المشاعر القومية ابداً فان رؤساء العشائر ايضاً يظهر بينهم من يحملون افكاراً قومية متطورة فهذه العشائر و هذه الحركات كانت تمثل الوجه المشرق للحركة الجماهيرية الكوردية. في العراق قاد هذه الانتفاضات بالدرجة الاساس في البداية الشيخ محمود و في ايران سمكو شكاك و في كوردستان تركيا الشيخ سعيد بيران و لكن مقابل الشيخ بيران هنالك الدكتور فؤاد مثلاً طبيب معروف و صعد على المشنقة مع الشيخ سعيد بيران جنباً الى جنب معه صعد فوق المشنقة فهذه الحركات تمثل كل الشعب الكوردي و الجماهير الكوردية مادامت تعبر عن طموحات الشعب الكوردي.
*حينما كانت الاحداث عاصفة في كوردستان الجنوبية كيف كانت احوال اجزاء كوردستان الاخرى؟
د. كمال مظهر: الحركة القومية التحررية في كوردستان العراق اتخذت منحاً ثورياً ربما اعمق الى حد ما من الحركات الثورية في الاجزاء الاخرى من كوردستان احد الاسباب الاساسية لهذا الشيء هو انك في كوردستان العراق تناضل ضد محتل اجنبي فيختلف هذا عن حالة النضال ضد مثلاً السلطة الحاكمة ضد مثلاً السلطة القاجارية او السلطة البهلوية في ايران او ضد الكماليين في تركيا ثانياً انني اطلعت على وثائق سرية كثيرة، ان البريطانيين جلبوا معهم اسباب الحضارة الينا و هذا الشيء لا ينكره حتى كارل ماركس. يقول (كارل ماركس) ان الرأسمالية الغربية من شأنها ان تجر وراءها حتى اكثر الشعوب بربرية اكثر الشعوب تخلفاً، فالوجود البريطاني رغم سلبياته الكبيرة لأن المحتل الاجنبي في كل الاحوال امر مرفوض، مع ذلك ان هنالك بعض الجوانب الايجابية لأن ترتبط بقضية الحضارة الغربية مثلاً على سبيل المثال المحتل البريطاني عندما بدأ يحتل الفاو منذ تشرين الثاني 1914 بدأوا في نفس الوقت يشيدون السكك الحديدة وعند انتهاء الحرب السكك الحديدية مع الجيش البريطاني عندما يتقدم وصلت الى بغداد و من ثم من بغداد وصلت الى كوردستان ايضاً و الى كركوك و خانقين. هذه السكك كانت تخدم الاهداف العسكرية البريطانية و لكن في نفس الوقت كانت وسيلة حضارية ساعدت على تفتح اذهان الناس عندما يرون هذه الاشياء، نعم الطائرات الحربية تقصف و لكن في نفس الوقت ان هذه الطائرات تجلب الانتباه الى حضارة الغرب فهذا الجانب مهم.
*استمر الاحتلال البريطاني للعراق و اعلن الانتداب ثم قامت ثورة العشرين كيف بدأت هذه الثورة وما هو مستوى مشاركة الكورد فيها؟
د. كمال مظهر: حركة التحرر في العراق بالنسبة لجميع القوميات و الأقليات بلغ شوطاً بعيداً قبل الاحتلال و بنيت جوانب من هذا الموضوع و في سنوات الاحتلال، طبعاً ان المحتلين تصرفوا تصرفات غير لائقة فأنفجرت الثورة في الفرات الاوسط و كانت ثورة تحررية و عقلانية و اسلوب التعامل مثلاً اشير الى شيء رائع في ثورة العشرين بيانات الثورة، وثائق الثورة كلها متوفرة في هذه المكتبة تستطيع ان تطلع عليها، مثلاً توصيات قادة الثورة للثوار: الرفق و الرحمة بالأسرى وان تتعاملوا معهم معاملة انسانية، هل تعلم كيف كان انعكاس هذا الشيء في مجلس العموم البريطاني و الصحافة البريطانية و كم رفع من قدر العراقيين، اننا اليوم نتعامل بأسلوب و كأننا لسنا من احفاد هؤلاء العظام فالثورة كانت ثورة مشروعة و فعلاً الثورة فرضت على البريطانيين التراجع و الثورة وضعت اللبنة الاولى للاستقلال و حتماً ان هذه الحركة الثورية مثل ثورة العشرين لا يمكن للشعب الكوردي ان يبقى بعيداً عن هذه الثورة و الفت كتاباً بعنوان (دور الشعب الكوردي في ثورة العشرين العراقية) ان الحركات الكوردية لم تكن لها دور كبير مثل جماهير بغداد او جماهير الفرات الاوسط السبب واضح لأن الانكليز وجهوا ضربة قاصمة الى الحركة التحررية عشية ثورة العشرين و في 1919 حزيران قضوا على حركة الشيخ محمود و نفي الشيخ محمود الى الهند فكان هنالك نوع من المد و الجزر في الحركات التحررية الكوردية مع ذلك هنالك اشتراك فعلي و خاصة في اربيل و في بعض مناطق كركوك اذ اشتركوا اشتراكاً فعالاً في ثورة العشرين.
*كيف كان تجاوب او حالة الجماهير عندما نفي الشيخ محمود الى الهند؟
د. كمال مظهر: هذا اثار استياء كبيرا الى درجة كبيرة و باعتراف الوثائق البريطانية ان الحركة القومية الكوردية في تلك المرحلة اصبحت محتواها الاصلي التركيز على اعادة الشيخ محمود و فعلاً هذا ادى دوراً كبيراً في ارجاع الشيخ محمود من منفاه في الهند و بالمناسبة اريد ان اشير الى بعض القوميين المتطرفين مع الاسف الشديد الذين لا ينظرون الى الامور نظرة علمية موضوعية، الشيخ محمود كان من الد اعداء بريطانيا و ان الشيخ محمود قضى فترة في المنفى تفوق ضعف الفترة التي قضاها اكبر وطني عراقي من امثال (الشيخ جعفر ابو التمن) اذ هو وطني كبير و لكن الشيخ محمود قضى ضعف المدة التي قضاها جعفر ابو التمن في المنفى مع ذلك ان بعض الاوساط وصفوا حركات الشيخ محمود او الشيخ بالعمالة لبريطانيا و هذا خطأ و لا موضوعية الى حد كبير.
*لنرجع الى موضوع العمالة لماذا هذه الاتهامات دائماً؟ لماذا هذه الادعاآت؟ نحن نعيش مع هذا الشعب العربي و بين ايدينا التأريخ العربي و لنا تأريخ و جذور اجتماعية و سياسية و تاريخية لماذا مازالت هذه الاتهامات قائمة حتى يومنا هذا؟
د. كمال مظهر: هذه وصفة جاهزة من اسهل ما يكون ان تتهم من لا يتفق معك في الرأي بالعمالة و لكن التأريخ لا يتحمل مثل هذه الاحكام و ان الوثائق السرية واضحة و ان قادة الكورد كانوا يناضلون و في اصعب الظروف لأن ما قاساه الشعب الكوردي لم يقاسه أي شعب آخر.
*من هم الذين يحضرون هذه الوصفات الجاهزة؟
د. كمال مظهر: القوميون المتطرفون والا فان البسطاء من الشعب العربي لايفعلون، في 1915 اثناء معركة شعيبة في منطقة السماوة الشعار الذي رفعه البسطاء من الناس هو (ثلثي الجنة لهادينا) يقصدون هادي مكوطر احد زعماء الناصرية و (ثلث الجنة لكاك احمد و اكراده) و لكن نرى ان القومي المتطرف المتعصب المنغلق الفكر هكذا يفكر و هكذا يتصور.
*هل كانت هنالك تيارات او حركات و ثورات اخرى غير ثورة الشيخ محمود تزامنت مع ثورته؟
د. كمال مظهر: نعم هنالك حركات كثيرة جداً لم تكن هذه الحركات في مستوى حركات الشيخ محمود و لا تنس ان منطقة السليمانية وارثة للأمارة البابانية، النخبة في السليمانية تكونت بسرعة مثلاً احدى المدارس الرشدية العسكرية الاولى التي فتحت في العراق فتحت في مدينة السليمانية هذه الاشياء ادت الى ان يكون الاستعداد الثوري في هذه المنطقة اكثر من الاستعداد الثوري في المناطق الاخرى و لكن المناطق الاخرى لم تقصر ايضاً مثلاً منطقة برزان، قبل الشيخ محمود بدأت حركاتهم الثورية من قبل الشيخ عبد السلام و قد اعدم من قبل الاتحاديين.
*هل كانت هذه الحركات حركات عفوية تندلع اثر سجن او قتل رئيس عشيرة كوردية او كانت مخططاً لها او كانت لها برامج خاصة ضد الاحتلال؟
د. كمال مظهر: حركات عفوية ايضا تعبر عن استياء معين لنفرض مثلاً بأنه القي القبض على الزعيم الفلاني او قتل الشخص الفلاني فحدثت انتفاضة مفاجئة.
*انتفاضة انتقامية، و بالانتقام تنتهي المسألة؟
د. كمال مظهر: لا لا لا… هنالك تراكم كمي للحقد في العقل الباطن و يأتي العامل المساعد للانفجار، فالحركة العفوية ايضاً جزء من الحركة القومية و من الحركة التحررية و الحركات العفوية لدى كل الشعوب، كم من الحركات العفوية التي وقعت و تحولت الى اساس لانتفاضة شعبية عارمة على سبيل المثال العقداء الاربعة، قضية العقداء الاربعة في البداية بعض الاشياء العفوية تحولت الى، او مهدت السبيل الى مثل هذه الحركة او الانتفاضة التحررية في عام 1941
اللغة الكوردية

قبل البدأ بدراسة اللغة الكوردية بشكل مختصر نرد على القائلين بأفضلية لغة على على أُخرى إذ ينهى الجدل في هذا الموضوع ( ابن حزم ) ـ رحمه اللـه ـ بقوله ( وقد توهم قوم في لغتهم إنها أفضل اللغات ، وهذا لا معنى له لأن وجوه الفضل معروفة ، وإنما هي بعمل واختصاص ، ولا عمل للغة ولا جاء نص في تفضيل لغة ، كما وأنه جاء في الذكر الحكيم في سورة إبراهيم [ وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم ] ( الآية/4 ) وقال تعالى في سورة الدخان [ فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون ] ( الآية/58 ) وقال تعالى في سورة فاطر : [ وإن من أمة إلا خلا فيها نذير ] ( الآية/24 ) وقال تعالى في سورة الروم : [ ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم ، إن في ذلك لآيات للعالمين ] ( الآية/22 ) ليست اللغة في الإسلام ، وفي بقية الأديان الأخرى أداة تفضيل وتقدم أحد على آخر ، بل هي وسيلة للفهم وإدراك الحق في ضوء أحكام ومبادئ الشريعة السماوية.
تنتمي اللغة الكردية إلى فصيلة اللغات الهندو-أوربية ، قسم اللغات الهندو-آرية . وكانت هذه اللغة تكتب قبل الاسلام من الشمال الى اليمين بابجدية مستقلة ، لها شبه عظيم بالأبجدية الآشورية والأرمنية . وقد تركت هذه الأبجدية بعد الاسلام اكتفاء بالأبجدية العربية التي هي لغة القرآن المبين . و أما الصلة التي تربط اللغة الكوردية بهذه المجموعة اللغوية ، فهي بالاضافة إلى وجود آلاف من المفردات الأفستية والبهلوية والفارسية القديمة في اللغة الكوردية، هي وجود القواعد اللغوية المتقاربة من حيث تصريف الأفعال وتركيب الجمل وكذلك من حيث التغيرات الدلالية وعلم الأصوات اللغوية، وحتى من ناحية تقسيم الكلام الدلالية وعلم الأصوات اللغوية، وحتى من ناحية تقسيم الكلام إلى مقاطع، إلا أن هذا الانتماء إلى هذه المجموعة اللغوية لا تعني بأية حال من الأحوال عدم استقلال اللغة الكوردية بين لغات العالم الحية؛ حيث بالرغم من وجود التشابهات الكثيرة بينها وبين لغات هذه المجموعة من النواحي المذكورة، إلا أن لها أصولها وقواعدها وتطوراتها ودلالاتها واشتقاقاتها الخاصة، وهي ليست فرعاً من أية لغة أخرى، حيث رغم القرابة اللغوية بينها وبين الفارسية الحالية مثلاً، إلا أنها لغة خاصة، حافظت على استقلاليتها، كما دلت جميع الدراسات الصوتية والأتنوغرافية والدراسات المقارنة التي قام بها العالمان الألمانيان آ­"روديجر" و"بوت" عام 1840 حيث أثبتا نتيجة دراسات متواصلة في المقارنة اللغوية بين الكلمات الكوردية واللغات الايرانية، على أن الكوردية بقواعدها ومفرداتها وأصولها وأصواتها، لغة خاصة مستقلة رغم انتمائها إلى اللغات الايرانية. وأيد هذا الرأي، بعد ذلك، المستشرق الروسي "بيتر ليرخ" في أبحاثه القيمة التي نشرها بعنوان: "دراسات عن الكورد" باللغتين الروسية والالمانية عام 1857 و 1858 في سان بترسبورك آ­ـ ليننغراد ـ آ­ وكذلك بحثه القيم: آ­ دراسات عن كورد ايران عام 1856 آ­ بترسبورك آ­ باللغة الروسية. وأيد هذا الرأي أيضاً مستشرقون بارزون، أمثال: رينان ، ودورن وارش ، وميولر ، وجابا. يقول الميجر آ­ أدموندس الاخصائي في تأريخ الكورد في مقالة له نشرت في مجلة جمعية آسيا الوسطى العدد 11: "أصبح من الوضوح بمكان أن اللغة الكوردية، ليست عبارة عن لهجة فارسية محرفة مضطربة، بل إنها لغة آرية نقية معروفة لها مميزاتها الخاصة وتطوراتها القديمة. وكذلك فإن مينورسكي البحاثة المختص باللغات الشرقية، ينفي ذلك، ويعتقد أنه بينما تنتمي اللغة الفارسية إلى المجموعة الجنوبية الغربية، فإن اللغة الكوردية تنتمي إلى المجموعة الشمالية الغربية، وأنها تتصف بشخصية متميزة تماماً عن اللغة الفارسية، ويورد الدلائل اللغوية التي تثبت الفروق القائمة بين كل منها، وفي الفروق الجوهرية بين اللغة الكوردية والفارسية، يذكر العلامة توفيق وهبي ثلاثة فروق متتالية:-
1ـ لاتعرف الفارسية الحديثة قاعدة التي كانت تستعمل لبنائي المتوسط والمجهول في الفارسية القديمة والافستية، كما أنها تركت حتى قاعدة بناء المجهول المتداولة في الفارسية المتوسطة التي كانت بدورها قد تركت قاعدة بنائي المتوسط والمجهول العائدة للفارسية القديمة. أما اللغة الكوردية فتحتفظ بقاعدة البناء المتوسط والمجهول التي لاتعود إلى الفارسية الحديثة، ولا اللغات الايرانية المتوسطة كالفرثية والفارسية، بل إلى العهد الهندي آ­ الايراني، وكون هذه القاعدة على وشك الاهمال في الأفستية والفارسية القديمة، لدليل يثبت قدم الكوردية وأصالتها.
2ـ نبذت الفارسية الحديثة بناء المفعول في الأزمنة الماضية للأفعال المتعدية، الذي كان متداولاً في الفارسية المتوسطة والفرثية المتوسطة وفي الفارسية القديمة، أما اللغة الكوردية فتحتفظ ببناء المفعول في الأزمنة الماضية للأفعال المتعدية، وقد احتفظت بهذا الغرض بصنفين من الضمائر الشخصية.
أـ الضمائر الملكية.
ب ـآ­ الضمائر الفاعلية.
3ـ تركت الفارسية الحديثة استعمال ضمير الوصل، أما اللغة الكوردية فتحتفظ به.
ولتوضيح بعض المسائل ننقل هنا خلاصة ما كتبه صاحب جغرافية ملطبرون منذ أكثر من مائة سنة في بيان معنى كلمة ـ ايران ، يران ، حسبما هو شائع في الشرق أو " ايرانة ، آريانة " ، كما هو معروف في الغرب ، وفي تطور اللغات " الايرانية=لآرية " التي استعملت بين الأمم الايرانية ذات المدنيات الكبيرة فقال:-
" ان الأقدمين كانوا يفرقون بين الآريين والاسقوثيين " التتار " كما كانوا يميزون بين كلمت " توران وايران "، حيث وجد مكتوباً على مباني صخرية كلمة " آريانة " وهي عين اسم " آريان " الذي كان معروفاً لليونان . إلا أن بعض العلماء من اليونان لم يكونوا يطلقون هذا اللفظ إلا على شرقي ايران الحالية ، خراسان وأفغان ، ولكن هيرودوتس نص على عموم اطلاق لفظ ايران على جميع البلاد الواقعة بين نهر السند ، وبين وداي دجلة والفرات شرقيها وغربيها ، لأن أهل ميدية ايضاً كانوا يسمون آريين بلا شك ".
وان أقدم لغات آريانة هذه هي لغتا الزند والبهلوان . أما اللغة الزندية فكانت لسان الكتب الايرانية القديمة المسماة بزنداوستا ، حيث كانت تسود هذه اللغة المناطق الشمالية من هضبة ايران ابتداء من غربي بخارى الى أذربيجان ، ولا تزال هذه اللغة مقدسة عند المجوس في هذه العصور الأخيرة كلغة السنسكريت التي هي مقدسة عند علماء الهنود . ويؤيد هذا بأن بين هاتين اللغتين القديمتين كثيراً من الأصول المشتركة.
وأما اللغة البهلوية أي لغة الأبطال والمحاربين ، فالظاهر انها كانت مستعملة في العراق العجمي وميدية الكبرى وعند البرثة أيضاً " مقاطعة فارس " ، وذهب بعضهم الى ان هذه اللغة هي اللغة الوحيدة التي كانت تستعمل في قصور ودواوين الملوك الذين هم من نسل قيروش . نعم إن فيها كثيراً من الكلمات الكلدانية والآشورية بفعل الجوار والسلطان . ثم أن كتب المجوس ترجمت من القديم من الزندية الى البهلوية . وتوجد بهذه اللغات ايضاً كتابات منقوشة من عهد الساسانيين . وهذا دليل على انها كانت مستعملة في الدواوين بعدهم ايضاً ، إلا انهم رفضوا تدريجياً ابتداءً من سنة 211 الى سنة 632م استعمال لغة البهلويين الذين ورثوهم في المجد والحضارة . فذهبوا الى جبل البرثة وادخلوا في جميع البلاد الايرانية الخاضعة لهم حينذاك بأوامر ملكية وقوانين صريحة اللغة الفارسية أي لهجة اقليم فارس " مقاطعة شيراز الحالية " ، وحقاً أن هذا أسهل من البهلوية كما ان هذه اسهل من الزندية.
ولما استولى العرب على البلاد الايرانية كلها وقضوا على دولة فارس بها في القرن السابع ميلادي، فقدت هذه اللغة بهجتها ورونقها . وفي سنة 977م في عهد الديالمة لما أرادوا احياء احدى اللغات الايرانية القديمة ذات المدنيات الزاهية ، وقع اختيارهم على أقربها اليهم عهداً وأحدثها نشوءاً وهي لغة فارس السابق ذكرها ، إلا أنهم وجدوها قد تغيرت احوالها واندسرت معالمها باختلاط كثير من الكلمات العربية وغيرها من اللغات المجاورة بها ، ولكن الشعراء وأرباب الخطابة والبيان انتخبوا من هذه اللغة وغيرها من اللغات الايرانية القديمة مثل الزندية والبهلوية ـ الكردية القديمة ، لهجة سهلة الألفاظ كثيرة المعاني عذبة الأصوات فسموها باللغة الفارسية الحديثة وهي الشائعة الآن في بلاد فارس.


فيتخلص من هذا كله أن الأمة الكردية من أقدم الأمم الايرانية التي أسست حضارة زاهية في هضبة ايران الكبرى ، فأمتد سلطانها من وادي السند شرقاً الى وادي دجلة والفرات غرباً ، وأن لغتها الكردية سادت باسم اللغة البهلوية او البهلوانان ، أي لغة الأبطال والمحاربين ، في جميع الأمبراطورية الايرانية الأولى التي قضى عليها الاسكندر المكدوني ، حيث عقبتها بعد مدة يسيرة دولة ملوك الطوائف ، الذي يقال لهم في التواريخ الفارسية الاشكانيون ، وهم الذين كانوا يتنازعون السيادة الايرانية العليا حيناً من الدهر ، الى أن تغلب على الجميع ملك اقليم فارس ، فأسس امبراطورية فارس ثانية دعيت فيما بعد بالساسانية . وأصبحت كلمة فارس مترادفة مع كلمة ايران ، تطلق على كل ما هو ايراني قديماً كان أو حديثاً ، مما أدى الى وصف الامبراطورية الايرانية الأولى ايضاً بالفارسية مع أنها كردية بهلوية . لأن الأمة الفارسية مع عراقتها في الحضارة الايرانية والمجد الفارسي أحدث عهداً من شقيقتها الأمة الكردية التي سبقتها في تأسيس الحضارة الايرانية الأولى. هذا وقد كتب أكثر الأدباء والعلماء الأكراد مؤلفاتهم بعد الاسلام في الفنون والعلوم بغير لغتهم، كافارسية والعربية والتركية أخيراً. ومع هذا هناك عدد غير قليل منهم لم ينسوا لغتهم الوطنية ايضاً من ثمار قرائحهم ونتائج افكارهم فخلفوا لنا مخطوطات كردية كبيرة في مختلف الفنون والمعارف.










شخصيات كوردية


أهم الشخصيات الدينية, العلمية والأدبية الكوردية في العصر الاسلامي :-

الصحابي جابان أبو ميمون : صحابي كوردي عاشر رسول الله صلى الله عليه واله وسلم بالمدينة المنورة، ويعتبر رمزا لدخول الكورد المبكر في الاسلام حتى قبل الفتح الإسلامي للعراق
و مناطق الكرد في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب. لم تتوفر عن الصحابي جابان الكردي معلومات كثيرة، وهو عرف باسم أبي ميمون نسبة لابنه ميمون الكوردي الذي نقل الحديث وروى بعضه عن أبيه الذي سمعه من رسول الله صلى الله عليه واله وسلم . ورد ذكر جابان الكردي في بعض المصادر الإسلامية مثل (أسد الغابة في معرفة الصحابة ) لابن الأثير و في (الإصابة في تمييز الصحابة ) لابن حجر العسقلاني .





صلاح الدين الأيوبي : أحد أهم الشخصيات في التاريخ الإسلامي، يذكر له المسلمون
قيادته حملة تحرير بيت المقدس من احتلال الصليبيين في القرن الثاني عشر الميلادي،
وكذلك العديد من الإنجازات والإصلاحات السياسية والعمرانية في كل
من مصر وبلاد الشام .
صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي بن مروان، كردي مسلم ولد في تكريت بالعراق سنة 1138م، وتعود جذوره إلى منطقة حرير شمال غرب أربيل، سافر مع والده وعمه إلى الموصل ليدخلوا في خدمة صاحبها عماد الدين زنكي، ثم أخيه نور الدين .
شارك مع عمه أسد الدين شيركوه الذي قاد جيش نور الدين زنكي في حملته إلى مصر لنجدة العاضد الفاطمي ضد خصومه، وهناك تولى الوزارة وقيادة الجيش ولقب بالملك الناصر، ثم أنهى حكم الفاطميين وأصبح صاحب السلطة في مصر واستقل بها.
بعد وفاة نور الدين زنكي شهدت الشام اضطرابات دعي صلاح الدين إلى ضبطها، فقام هناك بتهدئة الأوضاع وتوحيد البلدان حولها وبدأ إصلاحات فيها وكذلك في مصر التي بنى قلعتها الشهيرة والعديد من المدارس والمستشفيات، وتتابعت إنجازاته حتى دانت له البلاد وأصبحت دولته الأيوبية تمتد من النوبة في أقصى جنوب مصر إلى بلاد الأرمن شمالا والجزيرة والموصل شرقا، وحينها بدأ يكرس جهده لمواجهة حملات الصليبيين وغاراتهم.
غادر صلاح الدين مصر آخر مرة سنة 1182م متوجها إلى الشام لمواجهة الصليبيين بنفسه، ودخل معهم في معارك عديدة حتى جاءت المعركة الحاسمة في حطين سنة 1187م التي كسرت شوكة الصليبيين وفتحت أمام جيوش صلاح الدين الطريق لتحرير القدس في نفس العام وقبلها استرداد طبرية وعكا ويافا إلى ما بعد بيروت.عرفت عن صلاح الدين مزايا عديدة وضعته في مكانه من التاريخ الإسلامي، فقد كان حاكما عادلا يجلس للقضاء بنفسه ولا يحكم بالشبهة وقد بلغ عدله جنود أعدائه الصليبيين من الأسرى الذين أمر بمعاملتهم برفق في الوقت الذي كان فيه الصليبيون يقتلون أسرى المسلمين.تمكن صلاح الدين من توحيد شتات المسلمين بعد تفرقهم في دويلات متناحرة هيأت للصليبيين السيطرة على أراضيهم ومنها بيت المقدس سنين طويلة، وكان رجل سياسة وحرب بعيد النظر، كما أنه عرف بعطائه وإنفاقه في سبيل الله حتى إنه لم يدخر لنفسه مالا ولا عقارا، وكان يهتم بإصلاح الشؤون العامة من عمران ومجالس علم وحلقات أدب. وكان فقيها درس الفقه الشافعي والحديث والعقيدة وتعلم على يد كبار فقهاء ومحدثي عصره مثل قطب الدين النيسابوري وأبي طاهر السلفي وأبي الطاهر بن عوف وعبد الله بن بري النحوي وغيرهم. توفي بدمشق سنة 1193م وكان عمره سبعة وخمسين عاما، وتفرقت دولته بعده بين أولاده.



# ابن خلكان : أبو العباس أحمد بن محمد : قاض ومؤرخ وأديب كوردي مسلم ولد عام 608 هـ 1211م في أربيل بالعراق، . كان من أئمة العلماء و اشتهر كقاض و مؤرخ و أديب . تنقل بين حلب و دمشق و تولى قضاء دمشق عدة مرات وتتلمذ على يد كبار الفقهاء مثل المؤيد الطوسي وتفقه بالموصل على يد الكمال بن يونس وبالشام على يد ابن شداد، ولقي كبار العلماء وبرع في الفضائل والآداب . أشهر آثاره كتاب " وفيات الأعيان و أنباء أبناء الزمان ". توفي بدمشق .
كان ابن خلكان عالما وإماما فقيها، وقضى معظم حياته في مصر والشام، واشتغل بالقضاء في مصر ودمشق التي أصبح قاضي قضاتها، وتوفي فيها عام 681هـ - 1282م.
اشتهر ابن خلكان بمؤلفه الشهير وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، الذي يتناول التراجم الشخصية للشخصيات العربية والإسلامية البارزة منذ العصر الجاهلي حتى عام 654هـ، ويحتوي على سير لـ (826) شخصية، ويعتبر هذا الكتاب مرجعا أساسيا لدراسة التاريخ العربي والإسلامي وقد ترجم إلى العديد من اللغات.


سعيد النورسي: الشيخ العالم والفقيه بديع الزمان النورسي، أثر في تاريخ تركيا الحديثة
بعلمه ومكانته، وخاض معارك سياسية مدافعا عن القرآن الكريم والإسلام
الذي اعتبره دائما أهم من القومية، عاش حياة حافلة بالإنجازات العلمية في قضايا الفقه والشريعة، وتعرض للأسر والنفي والملاحقات.
ولد سعيد عام 1877م في قرية نورس الواقعة شرقي الأناضول بتركيا، حفظ القرآن الكريم مبكرا، وتتلمذ على أيدي المشايخ والعلماء. وكان ذا ذكاء وبداهة ودقة ملاحظة وقوة ذاكرة وقدرة كبيرة على الاستيعاب والحفظ، الأمر الذي جعله ينال الإجازة العلمية وهو ابن أربعة عشر ربيعا.
تبحر في العلوم العقلية والنقلية، وحفظ الكثير من كتب علم الكلام والمنطق وكتب التفسير والحديث الشريف والفقه والنحو. كما عكف على دراسة العلوم الكونية الطبيعية في الرياضيات والفلك والكيمياء والفيزياء والجيولوجيا والجغرافيا والتاريخ والفلسفة الحديثة، وتعمق فيها إلى درجة التأليف في بعضها فسمي بـ "بديع الزمان" اعترافا من أهل العلم بذكائه الحاد وعلمه الغزير واطلاعه الواسع.
أسس الاتحاد المحمدي عام 1909 رداً على دعاة القومية الطورانية والوطنية الضيقة، كجمعية الاتحاد والترقي وجمعية تركيا الفتاة، وتجول عام 1910 بين القبائل والعشائر الكردية في مدينة وان يعلمهم أمور دينهم.
عين النورسي عام 1912 قائدا لقوات الفدائيين الكرد الذين جاؤوا من شرقي الأناضول، واشترك هو وتلاميذه عام 1916 في حرب الدولة العثمانية ضد روسيا القيصرية.
رفض جميع الوظائف التي عرضت عليه من قبل الدولة إلا ما عينته له القيادة العسكرية عام 1918 من عضوية في دار الحكمة الإسلامية التي كانت تضم كبار العلماء والشعراء والشخصيات، فنشر في هذه الفترة أغلب مؤلفاته منها تفسيره (إشارات الإعجاز في مظان الإيجاز)، (المثنوي العربي النوري)، (السنوحات)، (الطلوعات)، (لمعات)، (شعاعات) وسواها باللغة العربية.
اعتزل النورسي الناس عام 1923 في مدينة وان وانقطع للعبادة على جبل أرَك، ورفض تأييد حركة الشيخ سعيد بيران ضد حكومة مصطفى كمال أتاتورك، لأنها تؤدي إلى اقتتال المسلمين فيما بينهم وإراقة دمائهم، وهذا لا يجوز شرعا حسب رأيه.
ورغم موقفه إلا أن الحكومة التركية ألقت القبض عليه ونفته إلى مدينة بوردور جنوبي غرب الأناضول، ثم نفي إلى مدينة بارلا في شتاء 1926 على أمل أن يلقى حتفه في بردها القارس، لكنه أمضى في منفاه ثماني سنوات ونصف السنة، ألف فيها معظم رسائل النور التي تصدى بها للعلمانيين والقوميين ودعا إلى إنقاذ الإيمان وعودة الإسلام إلى الحياة، وعودة المسلمين إلى دينهم وقرآنهم، وتحكيم شرع الله في سائر أمورهم وأحوالهم، ونسخت هذه الرسائل يدويا ونشرت من أقصى تركيا إلى أقصاها.
توفي النورسي عام 1960، ودفن في مدينة أورفه، ثم نقل رفاته إلى جهة غير معلومة.



ابن الأثير

# ابن الأثير : عز الدين بن الأثير . ولد في مدينة " جزيره " - كردستان تركيا . أحد كبار المؤررخين في العصر الاسلامي ، تمتع بثقافة واسعة و صاحب القائد صلاح الدين الأيوبي في معاركه . أشهر أعماله كتابه " الكامل في التاريخ " في 12 مجلدا ، يبدأ فيه بالتأريخ منذ بدء الخليقة و حتى عصره معتمدا على منهج علمي مع ذكر شامل لكافة مظاهر الحياة و بشكل شمل معظم أنحاء العالم المعروفة آنذاك . تعتمد كتبه على النقد و التعليل و الابتعاد عن الزخرفة الفظية مع تحليل ممتاز جعل رجال الفكر في الغرب يعتبرونه أحد أهم المؤرخين في تاريخ العالم .

# زرياب : ولد ببغداد . يعتبر أكبر موسيقيي العصر الاسلامي . أعجب الخليفة هارون الرشيد بموهبته مما كان سببا في حقد و حسد أستاذه اسحق الموصلي عليه و تهديده له ففر مكرها الى الأندلس حيث نال رعاية الخليفة هناك و قام بتأسيس أول مدرسة لتعليم الموسيقا معروفة حتى الآن . أبدع زرياب في كافة أصناف الموسيقا فقام باختراع شكل " الموشح " و ابتكر العديد من المقامات الجديدة و أضاف وترا خامسا للعود و أدخل تحديثات هامة في أساليب التلحين و الايقاع . كان لزرياب و موسيقاه تأثيرا هاما على تطور الموسيقا الأوربية.



# بديع الزمان الهمذاني : ولد في همذان - كردستان ايران 969 م ، من رواد الأدب العربي و الفلسفة ، اخترع شكل " المقامة " و حقق شهرة كبيرة في عصره . من أبرز آثاره " الرسائل " ، "المقامات " ، " الديوان ". تصور مقاماته الحياة اليومية لعامة الناس بشكل كوميدي و هي تعتبر من روائع الأدب العربي .





# الدينوري : أبو حنيفة أحمد بن داوود . ولد في دينور - كردستان ايران . من كبار علماء النبات و الفلك في العصر الاسلامي . كان مثالا في اتقانه العديد من العلوم و تمتع احترام كبير من معاصريه . درس النبات في مناطق مختلفة معتمدا على التجريب و الاستنتاج و المقارنة كما أقام مرصدا فلكيا في بيته. أشهر أعماله كتاب " النبات " الذي أصبح عمدة لطلاب الطب و علم الأعشاب فلا يتخرج أحد الا بعد أن يستوعبه و يؤدي الامتحان فيه.




ابراهيم و اسحق الموصلي :من يهود كردستان المتأسلمين . الأب ابراهيم الموصلي : كان أشهر مغنيي عصره و كان صديقا للمهدي و الرشيد ، ولد في الكوفة و قام بتدريس الموسيقا بالموصل و أشتهر بالتلحين و الغناء . توفي في بغداد سنة188هـ .

# الابن اسحق الموصلي : ولد في الري، كان ذو معرفة واسعة الا أنه ركز على الموسيقا قبل كل شيء و كان من أنصار المدرسة الكلاسيكية. برع في التلحين و الايقاع و ألف ألحانا و كتبا عديدة. يقال أنه أول من وضع تصنيفا للمقامات الشرقية و استطاع أن يتفوق على معاصريه. توفي سنة 235 هـ.


إسماعيل بن علثي (أبو الفداء )
# أبو الفداء : اسماعيل بن علي الأيوبي : جغرافي و سياسي و شاعر، ولد بدمشق و يعود نسبه الى شاهنشاه بن نجم الدين بن أيوب أخو السلطان صلاح الدين الأيوبي . برع في علم الجغرافية و كان ملكا على حماة وبقي ملكا عليها حتى بعد خروجها عن سيطرة الأيوبيين . كان له مجلس علمي شهير و كان يرعى العلماء و يساعدهم . أهر آثاره كتابه " تقويم البلدان " الذي نال به شهرةواسعة و ظل أهم كتاب في علم الجغرافية باللغة العربية حتى العصر الحديث . توفي أبو الفداء سنة 732 هـ .


# ابن فضلان : أحمد بن العباس. أحد أشهر الرحالة في الاسلاميين، قاد رحلة الى بلاد البلغار و الخزر و الروس استجابة لطلب ملك الفولكا. سجل تفاصيل غاية في الأهمية عن البلاد التي مر فيها. يعتبره مفكرو الغرب أحد أبرز أعلام التواصل الحضاري بين الشرق و الغرب. تفاصيل حياته و وفاته ليست معلومة بشكل كاف.



# ابن شداد : أبو المحاسن بهاء الدين. مؤرخ و سياسي كردي، ولد في الموصل و درس ببغداد. اشتهر بالحكمة و رجاحة العقل. ولاه السلطان صلاح الدين الأيوبي قضاء العسكر و بيت المقدس، و قد رافق صلاح الدين في حروبه و دون أخبارها و وقائعها. عينه الملك غازي بن صلاح الدين قاضيا على حلب و بقي هناك حتى وافته المنية. أشهر كتبه " النوادر السلطانية و المحاسن اليوسفية " في وصف سيرة السطان صلاح الدين الأيوبي.


مُحُو إيبو شاشو : من سهل (جُومَه) في منطقة عفرين، هو أول من أطلق الرصاصة الأولى ضد الاستعمار الفرنسي.




إسماعيل سيمكو : إسماعيل آغا بن محمد باشا بن علي خان بن إسماعيل خان، زعيم قبيلة
الشكاك الكوردية في إيران، ولد نهاية القرن التاسع عشر، ويعرف بلقب سيمكو الشكاك.
قام بحركات انتفاضية ضد الدولة القاجارية ا لإيرانية والعثمانية والروسية على
حد سواء، حيث قتل الإيرانيون والده محمد آغا وشقيقه جوهر آغا .




عبيد الله النهري : أول من أعلن مبدأ الدعوة إلى توحيد الكورد وإنشاء كوردستان المستقلة، وقاد ثورة ضد العثمانيين والإيرانيين في القرن التاسع عشر، هو عبيد الله الشمزيني
من كوردستان الشمالية التي أصبحت تابعة لتركيا بعد ذلك، لقب بالنهري
نسبة إلى منطقة نهري التي ينتسب إليها، وهو عالم ديني ومرشد للطريقة النقشبندية .



محمود الحفيد البرزنجي : زعيم قبيلة برزنجة الكوردية الكبيرة، قاد أول حركة كردية مسلحة ضد البريطانيين قبل تأسيس الدولة العراقية واستمر بعدها، تعرض للنفي أكثر من مرة، لكنه كان يعود للعمل المسلح في محاولة للحصول على حكم مستقل في إقليمه بالسليمانية .






سعيد بيران : هو أبرز زعماء الكورد في تركيا وأول من قاد حركة مسلحة ضد سلطة الزعيم التركي كمال أتاتورك، للمطالبة بحقوقهم القومية التي وعدهم بها أتاتورك ثم تراجع عنها . ولد سعيد بن محمود بن علي في قرية بالو عام 1865م، وهو سليل أسرة دينية نقشبندية، حفظ القرآن الكريم ودرس الفقه والشريعة الإسلامية، وأصبح مرشدا للطريقة النقشبندية في بالو عقب وفاة والده وانتقال الزعامة الدينية إليه. خاض الشيخ سعيد العمل السياسي منذ بدء تأسيس الجمعيات في الدولة العثمانية عام 1908، وأقام صلات مع العائلات الكردية الكبيرة في المناطق الكردية المختلفة، وعرف عنه انشغاله بالعلم وسعيه لتحديث علوم الدين ورغبته بإنشاء جامعة في مدينة وان الكردية على غرار الجامع الأزهر، لكن المشايخ التقليديين والحكام الأتراك وقفوا ضد رغبته. تولى عام 1924 رئاسة جمعية آزادي الكردية التي قررت القيام بحركة مسلحة شاملة ضد الحكم التركي للحصول على ما وصفوه الحقوق القومية للشعب الكردي، بعدما تراجع أتاتورك عن وعوده للكرد بمنحهم حكما ذاتيا في مقابل مساعدتهم له في حروبه ضد أعدائه، وبعد اعتقاله بعض قادة جمعية آزادي.نشبت حركته المسلحة قبل حلول ربيع عام 1925 وسرعان ما امتدت المعارك إلى 14 ولاية تمثل معظم الأراضي الكردية جنوب شرقي تركيا، وشارك فيها نحو 600 ألف كردي ومعهم مجاميع من الشركس والعرب والأرمن والآثوريين كما تقول الروايات الكردية، وتمكن المقاتلون الكرد من تحقيق مكاسب عسكرية مهمة وحاصروا مدينة ديار بكر الإستراتيجية، لكن قوات أتاتورك فكت الحصار وتمكنت من قمع الحركة بشدة وقسوة. حاول الشيخ سعيد أن ينجو بمقاتليه عبر دعوته لهم للتراجع، لكن القوات التركية أحكمت الطوق حولهم، واعتقلت الشيخ سعيد وقادة الحركة أواسط أبريل/ نيسان 1925، وحكمت عليه بالإعدام الذي نفذ بحقه مع 47 من قادة الكرد يوم 30 مايو/ أيار من نفس العام.



قاضي محمد : رئيس ومؤسس أول دولة كوردية في التاريخ الحديث،
ويعتبره الكورد بطلا أسطوريا ورمزا للحرية والكفاح في تاريخهم.
هو ابن القاضي علي بن قاسم بن ميرزا أحمد، ولد لأسرة غنية عام 1901
في مدينة مهاباد الإيرانية القريبة من مناطق الحدود الإيرانية
مع الاتحاد السوفياتي ( سابقا ).
عُرف عن قاضي محمد اهتمامه بأمور العلم والشريعة والفقه الإسلامي، وإتقانه مع لغته الكردية الأم العربية والتركية والفارسية والفرنسية إلى جانب إلمامه بالإنجليزية والروسية. عين مسؤولا ثقافيا في مهاباد عندما افتتحت أول مدرسة بالمدينة، حيث شجع الناس على تعلم العلوم والفنون لمواجهة ما كان يوصف بالاضطهاد والظلم بحق الكرد، عارض القبلية بشدة، وعرف عنه تواضعه واهتمامه بالفقراء. وتشير الكتابات الكردية إلى التأثير الكبير لشخصية قاضي محمد بين مختلف طبقات الشعب الكردي. تأثر قاضي محمد بالأفكار الديمقراطية والوطنية، وانضم في ثلاثينيات القرن المنصرم إلى حزب خويبون الذي تأسس عام 1927. عام 1942 تأسست جمعية بعث كردستان، وتركز نشاطها في مهاباد، ثم تحول اسمها عام 1945 إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني وكان بزعامة قاضي محمد، وكان برنامجه يتلخص في تحقيق الحرية بإيران، والحكم الذاتي لكردستان داخل الحدود الإيرانية، والإخاء مع الشعب الأذربيجاني وكل الأقليات غير الفارسية، وانتشرت شعبية الحزب في المنطقة وضمت مختلف فئات الكرد. استثمر قاضي محمد ظروف ضعف الحكم في طهران ووجود القوات السوفاتية في الأراضي الإيرانية، ليعلن يوم 22 يناير/كانون الثاني 1946 قيام ما عرف بجمهورية مهاباد أو جمهورية كردستان الديمقراطية بالوصف الكردي، وانتخب رئيسا لها. حاول التفاوض مع حكومة طهران حول علاقة جمهوريته بوصفها سلطة حكم ذاتي بالحكومة المركزية، لكن الحكومة الإيرانية ردت في ديسمبر/كانون الأول 1946 بإرسال حملة عسكرية (بعد انسحاب القوات السوفياتية من إيران) نجحت في القضاء على الجمهورية الكردية الفتية. اعتقلت القوات الإيرانية قاضي محمد، وحكمت عليه محكمة عسكرية بالإعدام إلى جانب عشرات من مساعديه، ونفذ فيه الحكم نهاية مارس/آذار1947 بساحة جوار جرا بمهاباد التي أعلن منها ولادة جمهوريته.


# أحمد خاني : أديب و مفكر كردي ، ولد في احدى القرى بكردستان تركيا وتنقل بين بايزيد و بدليس و أورفة للتحصيل العلمي . يعتبر رائد الأدب الكردي و أحد مؤسسي القومية الكردية . أهم أعماله ملحمته الشهيرة " مم و زين " التي ترجمت الى العديد من اللغات العالمية، بالاضافة الى بعض الدواوين الشعرية .



# ابن النديم : محمد بن أبي يعقوب أبو الفرج. ولد في بغداد. كان من المعتزلة الشيعة، أهم كتبه " الفهرست "و هو أول تصنيف دقيق و موضوعي للحركات الثقافية التي ظهرت في عصره. عبد الرحمن الكواكبي : ولد في حلب من أصل كردي. كاتب و مفكر و صحفي درس الشريعة الاسلامية و عمل في الصحافة. أسس جريدة الشهباء و اشتهر بمعارضته للحكم العثماني الاستبدادي فسجن عدة مرات و نفي الى مصر بسبب ذلك، توفي في مصر مسموما من قبل الأتراك على الأرجح. أشهر أعماله " طبائع الاستبداد " و " أم القرى ".


إبراهـيم هنـانو: قائد ثورة الشمال
( 1869 ـ 1935 م )
إبراهيم هنانو من أبرز القادة الذين ساهموا في قيادة النضال ضد الاستعمار الفرنسي، وكان قائد الثورة السورية في الشمال، وهو من المجاهدين الشجعان، وهبه الله قوة الجَنان، وطلاقة اللسان، ومحبة للحرية لا حدود لها.
ولد إبراهيم بن سليمان آغا بن محمد هنـانو سنة (1869 م) في قرية (كَفْر تَخـاريم) الواقعة غربي حلب والتابعة لقضاء (حـارم)وتلقّى إبراهـيم هنانو دروسه الابتدائية في حارم، ثم دخل المدرسة الثانوية ونال شـهادتها، ثم توجّه إلى الأسـتانة (إستانبول) عاصمة الدولة العثمانية، ودخل المدرسة الملكية فيها
توفي 12 تشرين الثاني/ نوفمبر (1935 م).




مصطفى البارزاني : رجل أثار الجدل وشغل المنطقة لنحو ربع قرن، يصفه الكورد بالزعيم الخالد، ويطلق عليه خصومه أوصافا تبدأ بالدهاء ،لكن أحدا لا يستطيع أن ينكر على الملا مصطفى البارزاني إصراره وقدرته على المناورة السياسية وزعامته للحركة الكوردية في العراق طوال عدة عقود .سمي بالملا لمكانة عائلته الدينية التي ورثتها عن جده وأبيه، وبدأ في عمر مبكر رحلة العمل المسلح، فقد شارك على رأس قوة من مائتي مقاتل في حركة الشيخ محمود الحفيد عام 1919 بينما كان في السادسة عشرة فقط، وسافر عام 1920 إلى تركيا مبعوثا من أخيه الأكبر أحمد البارزاني للتنسيق مع الشيخ سعيد بيران الذي قاد بعد ذلك حركة واسعة ضد حكم أتاتورك، وبعد ذلك بنحو عقد كان قد بدأ رحلة طويلة من التحرك المسلح ضد الحكومات العراقية حتى موته.
في عام 1932 شارك بصحبة أخيه في مقاتلة القوات العراقية المدعومة من البريطانيين، لكن الحركة فشلت، ونفي الملا مصطفى إلى السليمانية عام 1933 حيث بقي عشر سنوات ليهرب بعدها عائدا إلى قريته بارزان التابعة لأربيل شمال العراق.
في عام 1945 عاد لمقاتلة القوات العراقية، لكن حركته انتهت ليتوجه إلى مهاباد الإيرانية حيث أعلنت أول جمهورية كردية بمساعدة السوفيات عام 1946، وليتولى هناك قيادة جيش الجمهورية الناشئة بعد أن منحته موسكو رتبة جنرال حتى لقب لفترة بالجنرال الأحمر.
كان من بين قادة جمهورية مهاباد القلائل الذين تمكنوا من الهرب قبل انهيار تلك التجربة الكردية في نفس عام إنشائها، فقد نجا من جيش شاه إيران الذي اقتحم مهاباد وأعدم رئيسها ومساعديه، لكنه قبل ذلك كان قد أسس في مهاباد الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي عرف آنذاك بالبارتي، وأرسل مساعديه إلى السليمانية ليعقدوا أولى مؤتمرات الحزب هناك.
هرب إلى الاتحاد السوفياتي بعد أن ضاقت به السبل، ولم يعد منها إلى العراق إلا بعد ثورة تموز 1958 التي أطاحت بالملكية، حيث استقبله زعيم الثورة عبد الكريم قاسم بحفاوة ومنحه الكثير من الامتيازات، لكن ذلك لم يكن كافيا لحل المشكلة الكردية، فاستأنف الملا مصطفى عام 1961 حركته المسلحة ضد قاسم التي استمرت هذه المرة أربعة عشر عاما متصلة برغم تغير الوجوه والنظم الحاكمة في بغداد.
في عام 1975 عقد العراق اتفاقية مع إيران أنهت طهران بموجبها دعمها لحركة الملا مصطفى، فانهارت قواته على الفور وبدأ من جديد رحلة لجوء إلى إيران ثم إلى أميركا قبل أن يموت هناك عام 1979 متأثرا بمرض السرطان.
خلال حياته تقلب البارزاني في تحالفاته مع أطراف عديدة لدعم حركاته المسلحة، فقد تحالف مع إيران وسوريا وأميركا وبريطانيا والاتحاد السوفياتي وإسرائيل من أجل تحقيق أهدافه، لكن خصومه الذين يعترفون بدهائه السياسي والعسكري يتهمونه بتفويت فرص عديدة للحل وبالارتهان للقوى الأجنبية التي دعمته على حساب الأمن العراقي لا سيما من خلال علاقاته الوثيقة مع إسرائيل، أما أنصاره فيقولون إنه من وضع القضية الكردية على الطاولة الدولية وإنه فعل ما كان يتوجب فعله لخدمة قضية الكرد حسب وصفهم.




جلال الطالباني : أول رئيس كوردي للعراق منذ تأسيسه قبل أكثر من ثمانين عاما،
وزعيم حزب الاتحاد الوطني الكوردستاني، تميز بتغير تحالفاته وإقامته
علاقات متحولة شملت مختلف الأطراف، على سيرة معلمه القديم الملا مصطفى البارزاني
الذي ما لبث أن انشق عنه ليؤسس لنفسه كيانا سياسيا وعسكريا سحب
جزءا من سلطة العائلة البارزانية في كوردستان العراق .
ولد جلال حسام الدين الطالبانى صيف عام 1933، وانضم إلى الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة البارزاني الأب نهاية الأربعينيات من القرن الماضي، وخلال بضع سنين أصبح عضوا قياديا في الحزب.
درس الحقوق في بغداد، وبدأ نشاطاته الخارجية مبكرا، فقد سافر عام 1957 إلى موسكو ودمشق مروجا لدولة كردية، وأقنع الحكومة المصرية بفتح إذاعة كردية من القاهرة.
عمل في الصحافة الكردية السرية منها والعلنية، وخدم كضابط مجند في الجيش العراقي قبل أن يصبح من قادة البيشمركة الكردية في حركة البارزاني المسلحة عام 1961، لكنه استمر في العمل السياسي رئيسا للوفد الكردي المفاوض مع الحكومة العراقية عام 1963، وممثلا للبارزاني في جولة شملت عدة دول أوروبية في نفس العام.
بدأت تحولات الطالباني العلنية بدءا من عام 1965، حينما شكل مع آخرين جناحا منشقا عن الحزب الديمقراطي الكردستاني، وشارك مع الحكومة العراقية العام التالي في حملة عسكرية ضد قوات الملا مصطفى فيما اعتبره كثير من الكرد وصمة في تاريخه، لكن فصيله المنشق انحل عام 1970 بعدما عقد الملا مصطفى اتفاقا مع الحكومة العراقية فيما عرف ببيان 11 مارس/ آذار.
في عام 1975 أسس الطالباني في دمشق -التي منحته جواز سفر دبلوماسي- حزبه الحالي الاتحاد الوطني الكردستاني بعد قليل من انهيار قوات البيشمركة وخروج الملا مصطفى من العراق إثر اتفاق الجزائر بين العراق وإيران، وتبنى اتجاها يساريا وأصبح لاحقا عضوا في الاشتراكية الدولية، لكن علاقاته بالغرب لا سيما الولايات المتحدة وفرنسا تواصلت بقوة.
في عام 1976 بدأ الطالباني حركة مسلحة ضد السلطة المركزية، وتمركز نشاطه العسكري في منطقة السليمانية التي أصبحت بعد ذلك معقله، ومع بدء الحرب العراقية الإيرانية مطلع الثمانينيات فشلت محاولات السلطة المركزية للتفاوض معه، وقد استغل تلك الحرب للمناورة في علاقاته بين إيران وسوريا من جانب والسلطة في بغداد من جانب آخر، الأمر الذي دعم مركزه في كردستان لا سيما بعد وفاة البارزاني الأب عام 1979.
يتهمه بعض الشيوعيين العراقيين بالتعاون مع المخابرات العراقية ورئيسها آنذاك برزان التكريتي حينما قام بالهجوم لصالحها على موقع للحزب الشيوعي العراقي في منطقة بشتا شان المعزولة شمال العراق في مايو/أيار 1983 وارتكاب ما يصفونه بالمجزرة هناك، كما يتهم بالتعاون مع القوات الإيرانية خلال الحرب، وقد تعرضت قواته لانتكاسة بعد عام 1988 مع نهاية الحرب وسيطرة الجيش العراقي على كردستان مما اضطره للجوء إلى إيران، لكن صلاته بالرئيس السابق صدام حسين تواصلت.
أسس الطالباني لنفسه إقليما وحكومة في السليمانية منذ انسحاب الإدارة المركزية من كردستان عام 1992، لكنه دخل في صراع نفوذ على المنطقة مع مسعود البارزاني، وخاض الطرفان حربا ضروسا منذ عام 1994، وكادت قوات الطالباني أن تقضي على قوات مسعود تماما بعد أن دخلت معقله في أربيل عام 1996، لولا أن الأخير استنجد بالرئيس السابق صدام حسين الذي أرسل قوات طردت مقاتلي الطالباني الذين هربوا مع زعيمهم إلى إيران.
احتفظ الطالباني بعلاقات جيدة مع الأميركيين قبل غزو العراق وبعده، ودخل منذ البداية في العملية السياسية تحت إشرافهم وأصبح عضوا في مجلس الحكم، ثم اختير رئيسا مؤقتا للعراق ربيع عام 2005، وجدد انتخابه من قبل مجلس النواب لرئاسة من أربع سنوات في أبريل/نيسان 2006.

عبد الرحمن قاسملو : هو أبرز زعماء الكورد في إيران خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وواحد من المثقفين الكورد الذين روجوا لقضايا ومطالب شعبهم.
ولد عبد الرحمن قاسملو عام 1930 في وادي قاسملو المجاور لبلدة رضائية بإيران، درس في العراق وأتم دراسته في أوروبا حيث حصل على شهادة الدكتوراه من تشيكوسلوفاكيا.
انتخب عام 1973 سكرتيرا للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني بينما كان يعمل محاضرا في جامعة براغ بتشيكوسلوفاكيا، قبل أن ينتقل إلى فرنسا ليعمل في جامعة السوربون أستاذا في اللغة والتاريخ الكردي.
في أواخر عام 1978 عاد إلى كردستان الإيرانية ليؤسس هناك فروعا لحزبه، واستولى أتباعه على مقاليد الأمور بالمناطق الكردية في الاضطرابات التي عمت البلاد خلال الثورة الإيرانية.
في أعقاب الثورة الإسلامية شعر الكرد بسير الأمور ضدهم، وتقول الروايات الكردية إنهم منعوا من المشاركة في كتابة الدستور الإيراني عام 1979 بسبب كونهم من السُنة، ولم يحصلوا في ذلك الدستور على ما يعتبرونه حقوقا قومية فجرت مواجهات مسلحة بين الكرد والقوات الحكومية كان دور قاسملو فيها قياديا، وتم إعدام أعداد كبيرة من الكرد الإيرانيين في محاكم خلخالي الشهيرة.
حصل قاسملو على دعم العراق في مواجهته للحكم الإيراني، لكن ذلك الدعم لم يكن كافيا لمواجهة القوات الإيرانية التي أخمدت الحركة الكردية بقوة.
حاول بعد ذلك تحقيق مكاسب لشعبه عن طريق المفاوضات، وبعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية في أغسطس/آب 1988، دعا قاسملو للحوار مع وفد إيراني رسمي في فيينا، لكن الدعوة كانت على ما يبدو محاولة لإيقاع الزعيم الكردي في فخ إيراني.
خلال وجوده في فيينا لغرض التفاوض مع الوفد الإيراني، تم اغتيال قاسملو مع اثنين من مساعديه يوم 13 يوليو/تموز 1989، واتهمت المخابرات الإيرانية بتنفيذ عملية الاغتيال، وغداة الانتخابات الرئاسية الأخيرة في إيران أعلنت السلطات النمساوية أنها تمتلك وثائق تؤكد ضلوع الرئيس الإيراني الجديد أحمدي نجاد بالمشاركة في اغتيال قاسملو.


# عبدلله أوجلان : مؤسس وزعيم حزب العمال الكوردستاني في تركيا، قاد حركة مسلحة
ضد الحكومة التركية على مدى خمسة عشرين عاما، ويعد بطلا قوميا مناضلا
في نظر الشعب الكوردي . ولد عام 1949، في بلدة أومرلي إحدى قرى ولاية أورفه الواقعة جنوبي شرقي تركيا على مقربة من الحدود السورية، انخرط في التنظيمات اليسارية منذ وقت مبكر من حياته، وفي عام 1972 ألقي القبض عليه وسجن لمدة سبعة أشهر بسبب نشاطات موالية للكرد.
أسس أوجلان حزب العمال الكردستاني عام 1978 بالاشتراك مع أقرانه من الطلاب الكرد ذوي الميول الشيوعية، ليحل محل حزب التحرير الوطني لكردستان، وفضل الكفاح المسلح على "إضاعة الوقت على القضية الكردية في جدال سياسي" حسب رأيه، سعيا لقيام دولة كردستان الكبرى المستقلة. واتخذ لنفسه لقب (أبو APO).
قاد الحزب بزعامته صراعا دمويا عام 1984 ضد قوات الأمن التركية، كما اتجه إلى تصفية معارضيه من الأحزاب الكردية الأخرى.
اتخذ من دمشق ملجأ له خلال مرحلة اضطراب العلاقات التركية السورية، وأنشأ معسكرات لتدريب مقاتلي حزبه في سهل البقاع اللبناني الذي كان تحت السيطرة السورية. وقد أغلق بعض هذه المعسكرات عام 1992 بعد ضغط من تركيا على سوريا ولبنان.
حاول فتح حوار سياسي مع الحكومة التركية، فأعلن عام 1993 هدنة لوقف إطلاق النار رفضت الحكومة التركية الاعتراف بها، وكرر محاولاته بإعلان هدنة ثانية عام 1995 وثالثة 1998 وباءت كلها بالفشل.
اضطر أوجلان إلى ترك دمشق بعد تحسن العلاقات بين تركيا وسوريا، ولجأ في أكتوبر/تشرين الأول 1998 إلى روسيا، ثم تنقل بطائرة خاصة بين عدة عواصم أوروبية رفضت استقباله. ثم انطلق نحو كينيا بجواز سفر قبرصي مزور، وأقام في مبنى السفارة اليونانية في نيروبي بصفة رجل أعمال يوناني.
تمكنت قوة خاصة من القوات التركية من خطفه من كينيا في فبراير/ شباط 1999، ونقل إلى تركيا لتدينه محكمة أمن الدولة العليا بتهمة الخيانة العظمى ومسؤولية قتل ثلاثين ألف شخص، وأصدرت قرارا بإعدامه يوم 29 يونيو/حزيران 1999.
لم يتقدم أوجلان أثناء المحاكمة بأي دفاع في مواجهة الاتهامات، لكنه قدم اعتذاره لأسر الضحايا من الأتراك الذين قتلوا في أعمال العنف التي نفذها حزبه، كما طالب أعضاء حزبه بتسليم السلاح وترك أعمال المقاومة المسلحة، وأبدى استعداده لأن يكون وسيطا بين تركيا والكرد بشرط عدم إعدامه.
أيدت الولايات المتحدة قرار إعدام أوجلان باعتباره "إرهابيا دوليا" إلا أن هذا القرار أثار استياء الاتحاد الأوروبي الذي اشترط على تركيا إلغاءه لنيل عضوية الاتحاد، فألغى البرلمان التركي عقوبة الإعدام على أوجلان وحولها إلى سجن مؤبد صيف 2001.



# كما برز من الكرد في العصور الوسيطة شخصيات هامة أخرى جديرة بالذكر مثل الشعراء الكرد " الملا جزيري " و " فقيي ته يران " و " بابا طاهر همذاني "، و المهندس المعماري " المؤنس " و الموسيقيين " صفي الدين أورماوي " و " محمد الخطيب أربيلي " و المؤرخ " شرفخان بدليسي " و الرياضي الفلكي " محي الدين أخلاتي "، و فقهاء مثل " ابن صلاح الشهرزوري " و " سيف الدين آمدي ".. و في العصر الحديث نجد رائد الشعر الكلاسيكي العربي " محمود سامي البارودي " و الشيخ الفقيه " سعيد النورسي " و الباحث اللغوي " محمد كرد علي " و " جميل صدقي الزهاوي


عيد نوروز

ما هي معاني نوروز، وما هي مفهوم كلمة نوروز..
نوروز ـ أي اليوم الجديد ، وهو اليوم الأول للعام الشمس الكوردي الجديد، واليوم التاسع لشهر آذار حسب التقويم اليوناني ، أو اليوم الحادي والعشرين من أذار في التقويم الغربي ، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل مع النهار، يحتفل الشعب الكوردي بهذا اليوم منذ آلاف السنين، ويعتبره عيداً قومياً ووطنياً.
وقصة نوروز باختصار كما هي معروفة للكورد وكثيرين من أصدقائهم في العالم هي قصة شعب يئن تحت الظلم والقهر على أيدي جلاوذة مستبد سفاح يدعى (زهاك) ظهرت دمَلتان في منكبيه على شكل ثعبانين، يصف له أطباؤه مخ الشباب دواء، فيأمر بقتل شابين كرديين كل يوم، فينتشر بذلك الفزع والرعب بين صفوف الشعب، ولكن طباخيه الذين سئموا تلك الجريمة النكراء يكتفون بقتل شاب واحد كل يوم ويتركون الآخر ليهرب إلى الجبال، حيث تألفت من الناجين عصابات مناوئة للنظام الاستبدادي البشع، إلى أن يظهر حداد يدعى (كاوا) يرفض أن يقضي الملك على أولاده وبني قومه، فيحمل مطرقته ويذهب إلى القصر ليهوي بها على رأس الطاغية ويحرَر العباد والبلاد من ظلمه وعدوانه، فيشعل الشباب النيران على رؤوس الجبال إيذانا بانتهاء شتاء حكم (زهاك) وقدوم ربيع عهد الحرية...... ، ونصب على العرش حاكم جديد، باسم فريدون، من نسل شيدين، وقد عم في عهده الخير والحرية والبركة. وحينما يحتفل الشعب الكوردي في هذا اليوم، إنما يعبر عن مباهج هذا اليوم المجيد في تاريخه، والذي سموه بـ نوروز والتي تتكون من كلمتين كورديتين (نوي)والتي تعني الجديد ، و(روز)والراء بثلاث نقط تعني يوم أو كدلالة على العهد ، فتعني اليوم أو العهد الجديد.
إن الاساطير المختلفة عن مناسبة هذا اليوم، تعطي تفسيرات مفادها حتمية النور على الظلام، العدالة على الظلم والاستبداد، ولكن مهما كان السبب، سواء الفرحة بنهاية عذابات برد الشتاء القارص، وحلول فصل الربيع الجميل، أو فرحة التحرر من حكم الظالم الجائر وانتزاع الحرية وانتشار الطمأنينة، فأن هذا اليوم أصبح للشعب الكوردي تقليداً خالداً يحتفل به منذ آلاف السنين.
أن الشعب الكوردي يحتفل بهذا اليوم القومي ويصون مراسمه في كل زوايا كوردستان، فحينما يوقد الكورد النار، التي تذكر بالنار التي همشت بجسد الحاكم الجائر، إنما يسهمون في إقامة استعراض ومهرجان، ويخطرون بذلك كل الظالمين والمستبدين، بأنهم سيلاقون مصيراً مشابهاً لمصير ضحاك أو أكثر روعاً.
لقد صح الشعراء الكورد بالتغني بهذا اليوم القومي المجيد، وأمتلأت ملاحمهم بصداه.
والشعب الكوردي المتعطش للحرية والاستقلال، يقيم الأفراح والمباهج في هذا اليوم القومي المجيد، معتبراً أياه عظيماً متوارثاً عن التقاليد القومية، التي تمجد الانعتاق من الاستبداد والظلم.





إمارات كوردستانية

1. أمارات ما قبل الإسلام.
1. قبائل اللوللوبي.
2. الدولة الكًوتية.
3. .إمارة كوردا
4. دولة كاردونياش الكاشيية.
5. المملكة الخورية الميتانية.
6. مملكة ميديا.
7. دولة العيلاميين.
8. حضارة الحيثيين.
2. أمارات ما بعد الإسلام.
1. الحكومة الدلفية 210-285 هجرية .
2. الحكومة الراوية 230 ـ 618 هجرية.
3. الحكومة الساجية 366-368 هجرية .
4. الحكومة السالارية بأذربيجان 300 ـ 420 هجرية .
5. الحكومة الشدادية بأريوان 340-645 هجرية .
6. الحكومة الحسنونينة بهمدان 330 ـ 405 هجرية.
7. الحكومة الدوستكية و المروانية بديار بكر 350 ـ 467 هجرية.
8. الحكومة الكاكويهية بكرديتان 398-433 هجرية .
9. الحكومة الشانكارية ببلاد فارس 412-658 هجرية .
10. الحكومة الكوكبرية بأربيل 500-630 هجرية .
11. الحكومة التاربكية اللور الكبير 550 ـ 827 هجرية.
12. الحكومة الكرتية بخراسان 643-785 هجرية .
13. الأتابكة الزنكيون.
14. الحكومة الايوبية 567 ـ 685 هجرية .
15. إمارة بابان.
16. إمارة سوران....الأمير محمد الأعور.
17. الدولة الزندية.
18. الحكومة البراخوئية ببلوجستان 1172-1300 هجرية .
19. إمارة بدر خان الأريزي....عدالة بدر خان الأريزي.
20. إنتفاضة يزدان شير (بوتان ).
21. حكومة الشيخ محمود.
22. جمهورية مهاباد.













الكورد الفُيلية

الفيلييون أكراد ، وهم يسمون في العراق بـ( الأكراد الفيليين ) ، أي أنهم جزء لا يتجزء من الشعب الكوردي ، سكنة الجبال ، على إمتداد سلسلة جبال زاكروس . رغم أنهم في ايران يسمون بـ( اللور ). ولهم أقليمهم الخاص بهم في أقصى جنوب كوردستان يسمى ( لورستان ) وهو يضم أقاليم ( إيلام ) التي هي عاصمة ( زرين آباد ) ، وكذلك ( كرمنشاه ) التي عاصمة ( لورستان ) ، وكما هو معروف فان ( اللور ) يتألفون من أربعة بطون كبيرة هي :- الور الصغير ( الفيلييون ) ، واللور الكبير ، والبختياري ، واللك. وهناك بحوث واسعة وكثيرة حولهم ، وحول اصل كلمة (فيلي) ، التي يرحج علاقتها وأصلها بكلمة ( بهلي ) و( بهلوي ) ايضا.
علماً إن اللور والفيليون هما مترادفان للكورد القاطنين جنوب شرق كوردستان العراق وإقليم لورستان في إيران ، وهم طيف كبير من الشعب الكوردي الأكبر ، ويشتركون معه في المنشأ والتاريخ ... واللغة ... والنضال ... وقد تجنى البعض على هذا الشعب وأراد سلبه قوميته ولكن شهادات التاريخ ترد هذه الإدعائات الشوفينية القومية الفارغة ومن هذه الشهادات ، شهادة المؤرخ الكبير ياقوت الحموي (1179-1229م) صاحب معجم البلدان وهو من اوثق المصادر الجغرافية التاريخية، في تعريف اللور مانصه:- (( اللر بالضم وتشديد الراء وهو جيل من الأكراد في جبال بين أصبهان وخوزستان وتلك النواحي تعرف بهم فيقال بلاد اللر ويقال لها لرستان ويقال لها اللور أيضا ))"ج 5 ص 16 " . فيكون قولنا الكورد الفُيليون أو الكورد اللوريون على قياس قولنا الكورد الصورانيون ، الكورد البادينيون، الكورد الكورانيون ، الكورد البطانيون الخ ...
وطبق هذا تجد ذكره عند الجغرافي الاصطخري المتوفي في 957 ميلادية - في كتابه ((صور الاقاليم والمسالك والممالك) . ويتحدث المؤرخ ورجل الدولة ( رشيد الدين فضل الله الهمداني ) الذي عاش وخدم في زمن الاليخان المغولي (غازان ) في كتابه ( مكاتبات اصولي ) عن (( الاتابك الكوردي )) افراسياب الاول حاكم لورستان الكبرى في الفترة ( 1288-1296 م ) ويصف قيامه بزيارة الايلخان المذكور . وكان قد اعلن الثورة على سلفه ارغون قبلها. وكيف استقبل بحفاوة واكرام ، وكيف ان ( غازان خان ) عمد الى قتله اثناء عودته الى مقر حكمه ، على يد قائده ( هرقدق) .
وفي كتابه (( نزهة القلوب )) للمؤرخ والجغرافي الشهير ( حمد الله ابن المستوفي القزويني) الذي انجز تأليفه في العام 1339 م - 740 هـ ، تجد الكثير عن امارتي لورستان الكبرى والصغرى . ومما يقوله :- (( ان مواطن اللور الكورد تنقسم اداريا الى لورستان الكبرى وهي المنطقة الجبلية ومايليها من السهوب شرقا (ضمن الحدود الايرانية اليوم ) ولورستان الصغرى ( واكثرها يقع ضمن الحدود العراقية الحالية غربا) .
ويثبت ابن المستوفي مبلغ الخراج الذي كان يجبي منهما خلال الفترة المنحصرة بين 1335 - 1340 م بمليون دينار ايلخاني سنويا. يدفع منه تسعون الفا فقط للديون ( اي الخزينة المركزية ) والباقي يستقل بصرف الاتابك ( اي حاكم الاقليم ). اما (( عبد الله المازندراني )) مؤلف كتاب ( رسالتي فلكية ) في العام 1364 فيذكر ان اتابكة لورستان كانوا يعينون اولا من قبل الحكام الايلخانيين ( احفاد هولاكو ) وعندما انتاب سلطة هؤلاء الضعف استقل الاتابكة باقليمهم .
ويثبت فضلا عن هذا قوائم بالضرائب التي كانت تحصل من هذين الاقليمين وهي تقل كثيرا عن المبالغ التي وردت في قوائم ابن المستوفي. ومما اغفله المؤرخون او ذكره بعضهم ذكرا عابرا دون تفصيل - ان العراق العربي وقع تحت حكم الاكراد الفيليين ((اللور)) مدة ست سنوات وان اميرهم ((ذو الفقار احمد سلطان ماوصللو)) حاصر بغداد بجيشه وفتحها واتخذها عاصمة له واوجد خلال ذلك حاميات عسكرية كوردية في سائر المدن العراقية التي دانت له بالطاعة، من شمال سامراء حتى البصرة. واليك هذا التفصيل على ايجازه كما ورد في كتاب (البدر الطالع ج 1 : ص 270) ونقله الستاذ عباس العزاوي في كتابه (العراق بين احتلالين ج 3 : ص 360).
(( في السنة 930 للهجرة الموافق للسنة 1523 ميلادية، هاجم بغداد، الامير ذو الفقار رئيس قبيلة (موصوللو) من عشيرة كلهور الكوردية وكان امير لورستان - وضمها اليه. وبعد ان وطد امره في بغداد استولى على معظم المدن العراقية. وخوفا من الدولة الصفوية كاتَبَ السلطان (سليمان القانوني) واحتمى به. لكن الشاه طهماسب الاول الصفوي هاجم العراق ودخل بغداد في العام 936 الهجري الموافق للعام 1529 ميلادي وجرت معركة كتب النصر فيها للفرس على الاكراد، وقتل الامير ذو الفقار، واخضع الشاه طهماسب العراق لسلطته ثم رجع الى مقر ملكه بعد ان عين على العراق (بكـ لو محمد خان) وفوض اليه ادارة شؤونه)). في الواقع ان السلطان سليمان القانوني رحب باقتراح الامير ذو الفقار مبدئيا على ان كتب التاريخ العام بمصادرها الايرانية والغربية تجمع بأن موافقة السلطان العثماني وترحيبه لم يتعديا حدود الكلام والوعود، فقد كانت جيوشه منشغلة في حروب اوربا وبخاصة حصار (فينا) ومواجهة الحلف العسكري الغربي.
وفي اعتقادي ان هذا الاحتلال الكوردي للعراق العربي كان واحدا من اسباب استقرار الكورد في العاصمة العراقية وسائر الحواضر الاخرى. واعود الآن الى اصل كلمة الفيلية والفيلي: ان اقدم ما وقفت عليه من ذكر صريح للتعبير مقرونا بكلمة (كورد) ام بكلمة (لور) في كتب التاريخ المدونة والمطبوعة. يعود الى ما يقارب ثلاثة قرون مضت. واليك بعض الامثلة:- تتحدث الحوليات التاريخية الايرانية عن ثورة (اللور الفيليين والبختيارية) في زمن فتح علي شاه. وهذا هو النص:-
((... مع ان مدينة كرمنشاه بقيت هادئة، فان سائر البلاد كلها حتى همدان وشوشتر كانت تغلى غليانا. وعندما حاول اللور الفيليون والبختياريون ان يغنموا اكثر ما يمكن اغتنامه من الفراغ الذي خلفته فترة خلو العرش الفارسي)). ورد هذا النص في كتاب جمس فريزر James Frazer المطبوع في لندن سنة 1744 م عنوانه (تاريخ نادر شاه الملقب سابقا بطهماس خان The History Of Nadir Shah Formerly Colled
جريمة التطهير العرقي ضد الكرد الفيلية
تعد جريمة التطهير العرقي احدى اشكال الجريمة الدولية ، ويراد بالجريمة الدولية هي العمل غير المشروع المنصوص عليه في قانون العقوبات او الاتفاقيات ا الدولية او قواعد القانون الدولي والذي تمتد اثاره الخطيرة الى كل المجتمع الدولي ، وهذه الجريمة تعد من الجرائم العمدية التي ترتكب عن قصد وتمس الامن وسلامة المجتمع الدولي وان الفاعل لها لا يعفى من المسؤولية ولا يمنح حق اللجوء وانه لا يتمتع بحصانة دستورية او قانونية كما لا تسقط الجريمة المذكورة بمرور الزمان .وتعد من جرائم الحرب اذا ارتكبت اثناء الحرب ومن الجرائم ضد الانسانية اذا ارتكبت اثناء السلم . وهذه الجريمة هي من اصناف جريمة ابادة الجنس البشري وتعني التدمير المتعمد للجماعات القومية او العرقية او الدينية او الاثنية حيث انها من الجرائم القديمة في التاريخ وارتبطت بالحكم النازي وبنظام صدام حسين .
وهذه الجرائم لسيت من صنف الجرائم السياسية وانما هي من الجرائم العمدية العادية الخطيرة ، وهي تكون كذلك حتى ولو كان القانون الداخلي يجيزها ، ولدى الرجوع الى المادة الثانية من اتفاقية منع ابادة الاجناس البشرية لعام 1948 تبين ان التدمير الكلي او الجزئي للجماعات القومية او الاثنية او العنصرية او الدينية من قتل او تعويق جسدي او روحي او اخضاع الجماعات عمدا لظروف قاسية او التعقيم والحيلولة دون الانجاب او نقل اطفال من الجماعة عنوة وفصلها عن ذويها يعد جريمة ابادة جنس بشري وهو ما تعرض له الشعب الكردي من نظام صدام وبخاصة الكرد الفيلية .
لقد جرت حملات التهجير الاولى ضد الكرد الفيلية من طلائع النازية العربية الاولى بقيادة رشيد عالي الكيلاني حيث تم تسفير عشرات الالاف منهم بحجة انهم من التبعية الايرانية رغم انهم عراقيون ومن سكان العراق من مئات السنين كما بينا ، كما تصاعدت موجات التهجير والتسفير بعد ثورة تموز 1958 بسبب التوتر بين نظام الحكم في بغداد وطهران فكان الضحية هم المدنيون .
وفي عام 1963 استلم النازيون العرب السلطة في بغداد وارتكبت من الحرس القومي جرائم بشعة ضد الكرد الفيلية وبخاصة ما عرف بجرائم حي الاكراد في بغداد والسبب في ذلك ان حي الاكراد كان معقلا للحركة الوطنية للحزب الديمقراطي الكردستاني وللحزب الشيوعي العراقي والمكان الذي يسكن فيه العديد من التجار الاكراد وهو ما شكل مصدر الخطر على نظام حكم الحرس القومي – النازي في بغداد .
الا ان الفترة السوداء في تاريخ الكرد الفيلية هي منذ توقيع اتفاقية اذار عام 1970 وحتى عام 1988 حيث قام نظام البعث والنازية العربية بقيادة صدام بممارسة ابشع صنوف الاضطهاد والجرائم الدولية ضد شعب امن مسالم يحب الحياة والحرية فقد قامت السلطات بتهجير واخفاء مئات الالاف من البشر بلغ عددهم مايقارب مليون انسان دون ذنب سوى انهم من خيرة ابناء العراق لا يسجدون لصنم ولانهم من الكورد واغلبهم من اتباع المذهب الشيعي وهم يمسكون عصب الحياة التجارية في العراق ولهم دور كبير في الحركة الوطنية العراقية . وما يزال اكثر من 10 الاف انسان مختفى في سجون النظام كما صار العديد منهم حقولا للتجارب للاسلحة البايولوجية والكيماوية وفقا للوثائق التي تم العثور عليها ومنها ما قامت به الوحدة العسكرية رقم 5013 من الصنف الكيماوي من الحرس الجمهوري .
ويقول الدكتور كمال قيتولي في رسالته عن محنة الكرد الفيلية ما يلي : بدأت عمليات تهجير هؤلاء المواطنين بتاريخ 4/4/1980 حيث تم تهجير العوائل بعد مصادرة كل ممتلكاتهم ووثائقهم الشخصية (الجنسية العراقية ، هوية الاحوال المدنية ، شهادة الجنسية العراقية ، دفتر الخدمة العسكرية ، رخصة القيادة ، هوية غرفة التجارة بالنسبة للتجار ، هوية اتحاد الصناعات العراقي بالنسبة لاصحاب المشاريع الصناعية ، وثائق الممتلكات ، الشهادات المدرسية والجامعية ، والخ) .
ثم يقول : ان القيادة العراقية العليا وبأمر من صدام حسين اتخذت هذا القرار السري واعتبرت شرائح معينة من المجتمع العراقي (الاكراد الفيليين والفرس وبعض العرب) تبعية ايرانية او ذوي اصول ايرانية وذلك بالرغم من ان هؤلاء مولودين هم واباؤهم واجدادهم في ارض العراق والبعض منهم تمتد اصولهم الى فترة ماقبل ظهور الاسلام . وكان الغرض من هذه السياسة هو التحضير للحرب العراقية – الايرانية التي بدأت ايلول من عام 1980. لقد بلغ مجموع العراقيين المهجرين الى ايران خلال الفترة من 4/4/1980 لغاية 19/5/1990 حوالي مليون فرد حسب احصائيات الصليب الاحمر الدولي والهلال الاحمر بعد اتهامهم بالتبعية لايران .





الشبك
جزء من مقالة أحمد شوكت

الشبك هم بناة الموصل القدماء، و ربما كانوا اول من بنى هذه المدينة الكوردية و سموها قديما قلعة "نواد شير" و العديد من المصادر التاريخية الرصينة و المعتمدة حتى يومنا هذا، يشير الى ان "نواد شير" الكوردي – الميدي هو الذي شيد قلعة حصينة على الضفة الغربية لنهر دجلة قبل قدوم الاشوريين الى المنطقة بنحو خمسة قرون في الاقل، لتكون محطة تتوقف فيها القوافل التجارية القادمة من الشرق عبر الطريق التجاري القديم الذي كان يسمى بطريق (حرير) او (طريق القطار) و بالكوردية (ريكَاى قه تار)، و كان هذا الطريق يربط الشرق بالغرب على سواحل البحر الابيض المتوسط حيث تربط مدينة الموصل –حلب- سواحل البحر في لبنان و فلسطين من جهة، حلب – اللاذقية و بانياس من جهة اخرى، تتخذ المسار القديم نفسه، أي طريق القطار، و بهذه المناسبة فان كلمة (قطار) مشتقة اصلاً من اللغة الكوردية التي تلفظ الكلمة (قه تار) و التي تعني السير رتلا او تعني الرتل – سواء كان من الدواب او العربات – نفسه ايضاً و قد ادعى الكثيرون من المؤرخين و الكتاب الذين تعرضوا للشبك و اصلهم بأن احداً لم يقطع باصلهم، و سبب ذلك يعود الى امرين:-
اولاً : انهم لم يكونوا على علم بلغتهم و تاريخ وجودهم في المنطقة .
و ثانياً : انهم لم يمسكوا بالمفتاح الذي يفتح لهم مغاليق اصولهم وهو موطنهم و حركة الاقوام على ارض هذا الموطن عبر التاريخ او ان بعضهم تعمد تشويه اصولهم – لغرض في نفوسهم – و القفز على حقائق التاريخ و وقائعه.
وإن الشبك لم يعرفهم المؤرخون بهذا الاسم الا متأخراً – في اوائل القرن العشرين او اواخر القرن التاسع عشر - فكيف يمكن القبول بعروبتهم او تركيتهم او اية تسمية اخرى ظن البعض ظنا و افتراضا او افتراء انها تدل عليهم ؟... افليس غريبا ان نقرأ في مصدر تاريخي ان اسمهم "شوك" بالواو و ليس بالباء و دونما الاشارة الى أي مصدر اخر ؟..لقد ورد في كتاب "مسالك الابصار في ممالك الامصار" مانصه: الشوك ، و هؤلاء الشبك حكمهم شنكاره و شوانكاره ) و ما يبعد بعضهم عن بعض في موازنة العقول ، الا انه لايحلون بينهم من دماء تطل ، و مواثيق فيما تحل، و فيهم كرم و سماح ، تقصدها الفقراء و تنزل في قراهم و تقيم في ضيافتهم و قراهم و لهم فيها و لها فيهم حسن الظن..) فكيف تعددت الاسماء و القوم واحد ؟..و الحقيقة ان هذه التسمية (شوك) و ما الحق بها "فضل الله العمر شهاب الدين احمد بن يحي" من اسماء (شنكاره و شوانكاره) لم تظهر لدى احد المؤرخين من جيله و يبدو واضحا انها من بناة افكاره وحده و الا لكنا وجدناها او عثرنا على احداها في المعاجم القديمة او الحديثة او في احد المصادر التاريخية ، فلقد تناول تاريخ الموصل و اهلها مؤرخون كثر، فهذا "سليمان صائغ الموصلي" وهو من مؤرخي بدايات القرن العشرين يقول ما نصه: "ومن عشائر الموصل الاعجمية هم التركمان و اصلهم من قبيلتي (آقوينلو و قره قوينلو) و قد اقبلوا الى الموصل في حملة (اوزون حسن) فاستوطن بعضهم (تلعفر) و فيها ايضا من تغلب و بعضهم اقاموا في شرقي دجلة على الشواطيء.. ثم شبك و باجوان (باجوران) و هؤلاء اقبلوا من بلاد الفرس الا اننا نجهل تاريخ مجيئهم الى الموصل و لغتهم خليطة من الكوردية و الفارسية و التركية، و قرى الباجوان هي عمر كان و تبراخ زيارة وتل يعقوب و بشبيثا، اما قرى الشبك فهي عليرش و ينجيكا و خزنه وتلاره و قرى اخرى عديدة اطراف سنجار)و الحقيقة ان "الموصلي" اخطا كثيرا في انه اخذ الشبك برقاب الباجلان، فلم يميز بينهم، فاذا كان الباجلان (الباجوان او الباجوران) كما يسميهم على هواه العربي وقد اقبلوا من بلاد الفرس فهذا لا يعني ان الشبك ايضا قد قدموا من البلاد نفسها وهم بناة الموصل القدماء، وهم الذين فرض عليهم الباجلانيون فرضا دونما ارادتهم و اضطروا الى القبول بهم و ايوائهم لانه والي الموصل – حين قدومهم من بلاد الفرس – ملكهم الارض وسلطهم على الشبك لاسباب سياسية وردا على مواقف الشبك من حملة نادرشاه على الموصل و تعاطفهم معها.. بل و ايوائهم العديد من افراد جيش نادرشاه حين اجتاحهم مرض الملاريا حتى فتك بقائدهم "جيلوخان" على ان المؤرخ "الموصلي" قفز فوق وقائع التاريخ و خلط بين الشبك و الباجلان لانه كان على يقين تام بحداثة وجود الباجلان في المنطقة فاراد سحب هذه الحداثة على الشبك ايضا ليسهل و يبرر طردهم منها و من ثم الاستيلاء على موطنهم، ثأرا و انتقاما لمواقفهم السابقة.
كما ان (الموصلي) قد اخطأ ايضا جغرافية بينة في اسماء قرى الشبك و الباجلان، فقرية "عمر كان" هي وحدها التي تسكنها اغلبية باجلانية اما بقية الاسماء التي ذكرها، فكلها قرى الشبك باستثناء قرية تلاره التي لفظها و كتبها خطأ ايضا، فهي تلفظ "تلياره" و يتناصفها الشبك و الباجلان و قد كانت اصلا للشبك و دخلها الباجلان في القرن التاسع عشر. و علاوة على كل ذلك، فليس هناك أي وجود للشبك في اطراف سنجار، و لقد خلط المؤرخون كلهم بين طائفة "الباباوات" الايزدية و الشبك خلطا مقصودا في زمن كان تكفير الايزيدية رائجا فاراد بذلك "الموصلي" تكفير الشبك ايضا، على ان "للموصلي" فضلا في تأكيد كوردية الشبك و الباجلان من حيث لغتهم و انتماؤهم القومي. على ان كوردية الشبك و الباجلان تأكد منذ بدايات القرن العشرين في مصادر كثيرة: "ان هذه الأجيال الثلاثة (الصاليه و الباجوران و الشبك) و ان تباينت اديانها و اختلفت مذاهبها الا ان بينهم جامعة واحدة تجمع اصحابها و تأخذ رقابهم و تسوقهم جميعا الى عنصر واحد وهو العنصر الكوردي في الأصل و على الأغلب و ان كان بينهم العديد من الفرس. و هذه الرابطة هي ملامح الوجه و تقاطعه، فانك ترى الباجوران (الباجلان) و الصاليه (الكاكائيه) و الشبك كالكورد، مفتولي الخلق، شديد العضل، طول النجاد، لطيفي الاطراف، سمر البشرة، فتى الانوف، يغلب على عيونهم الدبسة (لون بين السواد و الحمرة) و على شعرهم السواد، اسنانهم بيضاء، براقة متناسقة، متضامة، و افواههم واسعة و صدورهم رحبة و غير ذلك من الفصول المميزة للكورد و بالخصوص يغلب على اخلاقهم الحنف و العنف و الهمجية و العنجهية، على نوع لا ترى الا في الكورد، و أشر من ذلك انها معقودة بالحقدو الضغينة اللتين يخفيهما للمداهنة و تظهرهما العزة حتى انه "يلقاك و العسل المصفى يجتنى من قوله و من الفعال العلقم – كما قال فيهم احد الشعراء" و الحقيقة ان الكاتب في مقاله هذا قد اصاب كبد الحقيقة من ناحية و تجنى عليهم من ناحية اخرى. فقد اكد ان الصارليه و الباجلان و الشبك كورد، حتى في سماتهم الانثروبولوجية التي مازالت تسود ملامحهم و تميزهم عن الاقوام و الاعراق الأخرى، و لكنه تجنى عليهم عندما وصفهم بكونهم يكنون الحقد و الضغينة، فانه من الشائع جدا، لدى كافة شعوب المنطقة، ان الكورد عموما، طيبو السريرة و على نياتهم و يعيشون بقدر كبير من السذاجة و البساطة الى حد انه ليس هناك من مجلس يخلو من القفثات و النكات التي تصور سذاجاتهم و قلة حيلتهم و بطء بديهيتهم، فهل مثل هؤلاء القوم يكنون الحقد و الضغينة؟؟ على انهم لا يسكتون على ضيم و لا يقبلون بالغدر و الطعن في الظهر بعد السلام و الامن. و لكن اخلاقيات الشعوب قابلة للتطور و التغير وفقا لمعطيات العصر و متطلبات الموقف و انماط الحياة في كل مكان و ليست هناك ثوابت اخلاقية تصلح لكل زمان. و على ذلك فان الشبك كورد مئة بالمئة، الشبك جيل من الناس، الكوردي العنصر، مبثوثون في قرى ولاية الموصل، و ليست لهم كتب دينية حقيقة" و يسرد الكاتب اسماء ثلاث و ثلاثين قرية لهم و يستطرد بان لهم قرى اخرى على تخوم بلاد ايران من جهة الموصل، و هذا يؤكد ماورد في الموسوعة البريطانية تحت المادة الشبك طائفة اسلامية كوردية الاصل تقطن ولاية الموصل، (shabek:islamic Section of kurdish orrigin live mosul state) فهل بقى هناك ما يدعو "احمد حامد الصراف" و "عباس العزاوي" و "ثامر عبد الحسين العامري" و غيرهم الى الافتراء على الشبك و الادعاء بانهم عرب او ترك. وقد كانت كافة المصادر التي اشرنا اليها، و اقتبسنا منها نصوصا، منشورة في زمان ادعائهم و افترائهم؟ و هذا يؤكد بلا ريب ان دوافع هؤلاء و سواهم، كانت اما نابعة عن حقد دفين او مغرضة، و الهدف واضح.. و هو تأجيج الصراع القومي و تبرير التعريب و الاحتلال و الاستلاب.
و يبدو واضحا ان النخبة السياسية العراقية كانت و ماتزال، منذ بداية تأسيس الدولة العراقية الحديثة و حتى يومنا هذا، تسعى بكل الوسائل و تحت تأثير مبدأ الغاية تبرر الوسيلة، الى تعريب المنطقة ارضا و سكاناً كجزء من ثوابت الامن القومي العربي، لان تلك النخبة كانت على يقين تام بانها ستكون مهددة دوما بالصحوة القومية ما لم يتم تدارك التركيب القومي التعددي للشعب العراقي، ان هاجس الخوف هذا من تعدد القومية، هو الذي دفع بالعديد من كتاب النخبة السياسية (المؤسساتية) الى الافتراء على وقائع و حقائق التاريخ و تشويهها، و مازال هو الهاجس عينه الذي يدفع الكثيرين الى اعادة كتابة تاريخ العراق.. اما اصل الباجلان – البيجوان، الباجوران، الباجوان – و الذين يطلق عليهم الشبك، بالإملاء الكوردي "بةجلانطةل" فواضح لالبس فيه، وفقا لما ورد في المصادر التاريخية المعاصرة و لما يرويه شيوخهم و عجائزهم و مثقفوهم. ولاحقة "طةل" تستخدم فيه لهجة "ماضؤ" الكوردية للدلالة على الجمع فاذا اراد الكوردي الشبكي لفظ اسم او كلمة بصيغة الجمع، اضاف اليها لاحقة "طةل" وهي تعني بالكوردية "الشعب" مثال ذلك: "كور – ابن" تصبح في الحالة الجمع: "كورِة طةل – ابناء او اولاد" و هكذا.. "كناضة – بنت – كناضة طةل - بنات" و "سثة – كلب - سبة طةل - كلاب" و "هةسث – فرس – هةسث طةل – فراس او افراس" و "مةهان – حصان – مةهانطةل – حصن - خيل". فالبةجلانطةل.. (الباجلان) هم اخر النازحين من بلاد الفرس الى العراق.. الى مدينة الموصل حيث يقول عنه المؤرخ و ضابط الاستخبارات البريطاني "المجرسون" في كتابه او تقريره الموسع تحت عنوان "ملاحظات عن قبائل كوردستان الجنوبية بين الزاب الاعظم و ديالى Notes on the tribes of southern kurdistan between the grater zab and dialah, June, 1919. Mager, E. soane." مانصه:(مؤسس هذه الاسرة الباجلانية هو (عبدال بك الباجلاني) من اهالي دياربكر، و ينحدر اصلا من احدى العشائر الكرمانجية المقيمة قرب تلك المدينة. و في العام 1630م رحل عبدال بك الباجلاني الى منطقة "زهاو – زهاب" و استولى عليها و فرض عليها سلطانه على سكانها الناطقين باللغة البهلوية او بالاحرى اللغة الكلهرية غير الوضحة المعالم. ولكن هذه الاسرة اضطرت للرحيل عن المنطقة (زهاو – زهاب) بعد ان خسرت اخر معاركها مع (محمد على ميرزا) و ذلك في القرن التاسع عشر حيث تم توقيع معاهدة ارضروم الاولى في 31/5/1847 و اعيدت المنطقة بموجبها الى ايران". على ان المترجم "فؤاد حمه خورشيد" يعلق على ذلك في هامشه فيقول: (قبل توقيع معاهدة زهاو (زهاب) عام 1639 بين الدولتين العثمانية و الصفوية، كانت المنطقة التي يقطنها الكوران اليوم، بما فيها منطقة زهاو (زهاب) و تلال (كرند و باوانيج) و الاراضي الممتدة شرقي زهاو برمتها، موطنا للكلهر من الكورد الا ان الكلهر جردوا من اراضيهم بعد وصول عبدال بك الباجلاني اليها عام 1630م قادما من المناطق الشمالية و اخضاعه سكانها لاسرته و الذي اطلق عليهم لقب (طوران) و سلم السلطان العثماني مراد الرابع باشلق زهاو بعد ان انتزعه من الصفويين بموجب تلك المعاهدة، لباشوات الباجلان بقيادة عبدال بك الباجلاني و اصبح الباشلق يمتد من جبال هورامان شمالا و حتى تلال كرند شرقا. كما ان زعيم الباجلان هذا يعتبر مؤسس مدينة زهاو الحالية. و بقي باشوات الباجلان يديرون هذا الباشلق حتى وثوب القاجاريين على السلطة في فارس فتمكنوا من ازاحة اخر باشا باجلاني من حكم زهاو في عام 1806 بعد ان عينوا محمد على ميرزا حاكما على كرمنشاه، فدخلت الاسرة الباجلانية في معارك طاحنة مع الحكام الجدد حتى اضطرت للرحيل عن المنطقة بعد ان خسرت اخر معاركها و للمزيد من المعلومات راجع:
1-soan, E.E., short antology of guran poetry, J.R.A.S. January, 1921, part 1, P. 58.
2-Minorsky, V(The Guran), B.S.O.A.S. 1948, Vd X1 part, 1, P. 58-86.
3-soan, E.E., (Report on the sulaimania.) District of: kurdistan, calcutta, 1918, P. 73.
و تذكر هذه المصادر الثلاثة التفاصيل ذاتها مع بعض الاختلافات و لكنها تؤكد على ان نزوح الباجلانيين من زهاو (زهاب) الايرانية الى الموصل و كركوك كان في منتصف القرن التاسع عشر ومع توقيع معاهدة ارضروم الاولى في نهاية ايار 1847. و هكذا يؤكد ان الشبك اقدم منهم في الموصل وفقا لكل المصادر التي تناولتهم. و علاوة على ذلك، فقد اكد الدكتور "احمد عثمان ابوبكر" في مقال له بعنوان "كوردستان في عهد السلام، القسم الخامس و العشرون، بعد الحرب العالمية الاولى" نشره في ص 60 من المجلة "الثقافة" العدد الثالث، السنة الثالثة عشرة 67، اذار 1986 نقلا عن الوثيقة البريطانية المرقمة 81 of (371) (3406) (139152) (6857) (June 8th, 1918). Major E. Soan.: على المعلومات نفسها مع بعض الاختلافات ايضا راينا نقلها هنا لتعميم الفائدة: (الباجلان: ان ثمة عشائر كوردية لم يكتب عنها او كتب القليل جدا بشأنها، و منها عشيرة الباجلان. و تجدر الاشارة الى هذه في بعض الاحيان لفائدة ذلك و تتضمن الوثيقة المرقمة (كما اشرنا اليها اعلاه) ملاحظات عن بعض عشائر كوردستان كتبها الميجرسون في خانقين، و حتى طبعت في حينها، وقد جاء فيها عن عشيرة الباجلان ما يلي: 1-العشيرة، الاقسام: جومور و فرانلو. الاقسام الفرعية لجومور هي سايكوند، حاجيلار، غريب وند، شيره وند، جار كالاو، هموند، داوده وند، و جليل اغا. الاقسام الفرعية للقازانلو هي حاجي خليل، ولي اغا، عبدالرحمن اغا، رؤساء الجومور، مجيد اغا، بارويز اغا، مبارك، جهان، باخش، قادر اغا، و محمد امين اغا، اما رؤساء القازانلو – ولي اغا – عبدالرحمن اغا – عيدان اغا – حاجي خليل اغا. القوة – نحو 300/ عائلة. كان مع مجيد اغا قبل الحرب الاولى حوالي 80 فارسا، و مع محمد امين اغا و ولي اغا 400 فارس. في الوقت الحاضر العشرة موزعة و لا قوة لها. الموقع -أ- جومور، قسم في سهل باجلان الذي يحده شمالا –نهير عباسان، جنوبا – طريق نحو كرمنشاه، شرقا – تلال داري ديوان و بيشيكان. غربا – نهر سيروان و تلال اغا داغ. ب-قازانلو – قسم منهم في سهل كودرا و يحده شمالا و غربا نهر سيروان. جنوبا – بابا بيلاوي و جبل مورواريد، شرقا – اغ داغ. و قسم منهم في بيبوغ بين الموصل و الزاب الصغير بقيادة علي اغا قازانلو، و قسم منهم في القرية المسماة باجلان قرب كركوك بامرة عبدالرحمن اغا". في الحقيقة ان قسما من الباجلان النازحين الى قرية "بايبوغ" قد نزح فيما بعد الى قرى "النوامران" و "تلياره" و "باريما" و "اومةر قابسنى" و "فةديلة" و "خور سةبات"، فالشبك غالبا ما يطلقون على هذه القرى: "هؤزطةلى بةجلانطةلى" و كلمة "هؤز" بلهجة الشبك تعني "قرية". على ان الميجرسون يذكر في تقريره ايضا ملاحظات عامة هذا نصها كما ترجمها الدكتور "احمد عثمان ابوبكر": "الرئيس الحالي – مصطفى باشا باجلان، رجل مسن حازم و قد حمل ميله الموالي للانكليز لحد التضحية باملاكه للحلفاء للحفاظ على عهده معنا.. كان سابقا في الخدمة المدنية التركية و مديرا في اوقات مختلفة في العزيزية و البدرة و له معرفة تامة بالسكان العرب في تلك النواحي و كذلك بعشائر كوردستان الجنوبية. انه كوردي صميمي منتم للكرمانج الخالص. وهو ثقة و مصدر كبير لتأريخ العوائل الكرمانجية الرئيسية. و كان دوما معاديا للعثمانيين.. كان في مختلف الاوقات متمردا او منفيا و له سمعة عريضة في البسالة في معارك العشائر. و سيكون اداة فعالة و متحمسا لأي مشروع للحكم الذاتي الاوتونومي لكوردستان. وهو متزوج من اسرة بابان الارستقراطية التي تعتبر من اقدم العوائل الكرمانجية البحتة في كوردستان الجنوبية. و اسم زوجته اسماهانم" و كما يلاحظ، ان العلاقة الباجلانية – البريطانية كانت وطيدة جدا منذ بدايات القرن العشرين، على الرغم من ان الوالي العثماني في الموصل وفي خانقين و كركوك، و بايعاز من الباب العالي (السلطان العثماني) كان قد منحهم المال و الجاه و اسكنهم في العراق و سلطهم على اراض زراعية واسعة و قطاع واسع من الفلاحين الكورد في منتصف القرن التاسع عشر حين اضطر اغلب الباجلانيين الى النزوح عن (زهاو) الايرانية بعد هزيمتهم امام الحاكم الايراني محمد على ميرزا. انني اشير الى هذه العلاقة هنا لكي اعود اليها فيما بعد لانها كانت سببا مباشرا لاحتدام الصراع بين الشبك و الباجلان و من ثم تكريس عداء تقليدي بينهما، و كان هذا العداء التقليدي جزءاً اساسيا من السياسة البريطانية في العراق بعد تأسيس الدولة العراقية الحديثة. و يواصل الدكتور (احمد عثمان ابوبكر) ترجمة التقرير البريطاني فيقول تحت عنوان: "تأريخ الاسرة – ان الجد الاصلي لباجلان كان مواطنا في مقاطعة دياربكر من احدى قبائل الكرمانج الساكنة بقرب تلك البلدة. و قد هاجر هو حوالي سنه 1630م الى زهاب (وكانت مقاطعة تركية انذاك) و استولى عليها من سكانها الفلاحين الناطقين باللغة الفهلوية. و قد سلم السلطان مراد الرابع زهاب له و فرض عليه واجب تقديم 2000 من الفرسان عند الطلب و ضريبة سنوية مقدارها ثلاثمئة الف قرش (300000). ان هذا الجد كان يسمى عبدالله بيك باجلان – و الحقيقة ان الاسم ورد باللغة الانكليزية عبدال بك باجلاني – اما لقب الباشا فمنح لأول مرة لاحمد باشا باجلان الذي حارب نادر شاه في باثاق و استمر باشاليف زهاب في الوجود حتى عهد عثمان باشا والد مصطفى باشا في السنين الاولى من القرن التاسع العشر. ثم فوض على عائلة باجلان و الفلاحين المنتمين اليها ان يحاربوا محمد على ميرزا معتمدين على انفسهم وقد اضطروا على تخلية زهاب. و على اثر توصية لجنة ارضروم التي كان عثمان باشا عضوا فيها.. اختارت عائلة باجلان ان تبقى في الرعية العثمانية و نزحت الى خانقين التي لا تزال مقرا لها. ان ما تسمى العشيرة كانت و لاتزال تجمعا للفلاحين من مختلف العشائر التي بقايا عشيرة تركية من الشرق كانت تستقر في همدان في زمن سابق و يشكل هذا القسم قاعدة لعدة تجمعات لهم بقرب الحدود مثل دركزبنلو.. و سكان قازاني التي كانت تعرف سابقا ايضا بأسم قازانلو و قبل حصول أي ارتباط بباجلان. و توافد على زهاب نوع من السكان يتحدثون بلهجة فهلوية هجينة لا تزال هي لهجة قسم منها موجودا من الباجلان وهذا على النقيض من لغة العائلة و التي هي كرمانجية خالصة. و يتمتع العضو الرئيس من العائلة حتى الان بنفوذ واسع على العشيرة بالرغم من انه ليس برئيسها في الحقيقة اما قسم جومور فهو اقل تأثيرا بنفوذه. في الوقت نفسه يملك قسم قازانلو القوة الاوفر من حيث عدد المحاربين و المزارعين. و ينتمى هؤلاء جميعهم الى السنة على المذهب الشافعي". ان الكورد و ان كانوا على مذهب السني الشافعي، فان هذا لم يمنع الكثيرين منهم من التشيع علاوة على ان قسما كبيرا من العشائر الكوردية دخلت الطرق الدينية التصوفية كالقادرية و النقشبندية و البكتاشية و القزلباشية فيما بقى قسم منهم محتفظين بأديانهم و مذاهبهم السابقة كالايزيدية و النصرانية و حتى الزرداشتية القديمة واليهودية، فقد كان رئيس وزراء اسرائيل السابق (اسحاق رابين) كورديا من سكان (اكري - عقرة) في كوردستان العراق. على ان اختلاف و تباين المعتقدات الدينية عند الكورد لم يكن سببا في الصراعات القومية و السياسية و حتى القبلية، فالشائع عند الكورد ان الدين عندهم عادة و ليس عبادة. و بغض النظر عن مدى صحة هذه الشائعة او افترائها، فان ظاهرة الالتزام الديني و العشائري و الحرص على اداء الطقوس الدينية و خاصة الاسلامية، تطغي بشكل واضح على عموم الشعب الكوردي و بشكل لافت للنظر. و بناء على ما اسلفنا، تأكد لنا ان الباجلان كورد، كرمانج، غرباء عن مناطق التي استقروا فيها و مازالوا يعيشون فيها و لكن ما السر في انقسام افخاذ و اقتسام العشيرة الواحدة و وجودها في مناطق متباعدة عن بعضها جغرافيا؟! و بنظرة تحليلية لتسلسل الأحداث يمكن القول بأن النزوح لم يكن سهلا و كانت الهجرات الجماعية تواجه دوما رفضا و صراعات قبلية عشائرية، فعندما نزحت عشيرة الباجلالان من موطنها الاصلي (دياربكر) و المناطق المحيطة بها الى منطقة (زهاو او زهاب) لاشك في انها واجهت مقاومة شديدة و خاضت من اجل الاستيلاء معارك طاحنة كان النصر حليفها في النهاية لما كانت تتمتع به من الشجاعة و البسالة و كثرة الفرسان و دعم السلطات العثمانية لها ضمان ولاء المنطقة لها ازاء العدو التقليدي لها (الدولة الصفوية الايرانية) أي بمعنى اخر ان العشيرة الباجلانية كانت مطية لأغراض عثمانية سياسية. و حينما احتدمت الصراعات السياسية بين الدولتين العثمانية و الصفوية و كانت الاولى قد الت الى الضعف و الانهيار و اصبحت الرجل المريض في العالم و تكالب قوى الاستعمار الغربية، وظفت العشيرة الباجلانية مرة اخرى لتكون مطية للمصالح الاستعمارية البريطانية خاصة، و تطلب منها ذلك الدخول في معارك اخرى حتى خسرت اخرها و اضطرت الى النزوح من الاراضي الايرانية الى الاراضي العراقية التي كانت قد دخلت تحت النفوذ الانكليزي، فاذا كانت العشيرة قد حصلت لها على موطئ قدم في منتصف القرن التاسع عشر في خانقين و كركوك و الموصل، فانما كان بدعم السلطات العثمانية انذاك و التي كانت تكن العداء و الكراهية الشديدين للكورد (الشبك) في الموصل قبل ذلك بأكثر من قرن من الزمان. و بالعودة الى قراءة احداث حصار نادر شاه للموصل سنة 1743م نجد ان الوالي العثماني على الموصل انذاك (حسين بك الجليلي) كان قد قرر الدفاع عن الولاية و عدم الاستسلام للجيش الغازي، فاصدر من اجل ذلك فرمانا بجمع الناس (اهالي الولاية و ضواحيها) داخل اسوار الموصل ليسهل عليه الدفاع و تكون المقاومة اكثر جدوى و تأثيرا و تستغرق اطول فترة. و لكن الكورد (الشبك) كانوا قد رفضوا الانصياع لذلك الفرمان العثماني و استقبلوا جيش الغزاة الذي كان معظمهم يتحدث باللغة نفسها، ومن هنا نشأ عداء اهل مدينة الموصل للكورد حتى انني كنت غالبا ما اسمع في مجالس المواصلة (الموصليين) القدماء بأن الشبك هم من جماعة نادر شاه! و بعد ان فشلت الحملة الفارسية على الموصل و في حصارها لها سنة كاملة بالفشل و من ثم الهدنة و عقد الصلح. كان الكثير من جيش نادرشاه و خاصة اولئك الذين كانوا قد اصطحبوا عوائلهم، قد اندسوا في قرى الشبك و استقروا فيها و بدأوا بالدعوه الى التشيع فتشيع معظم الشبك على ايديهم. و عندما وفد الباجلانيون (بةجلانطةل) الى المنطقة بدعم من السلطان و امتلكوا الارض و النفوذ، كانت الفرصة الذهبية قد توفرت للسلطات في الموصل، للثأر من الشبك بواسطة الباجلان، و كان النظام الاقطاعي قد بدا يستشري في المنطقة حيث كان بعض عرب الموصل – و خاصة الارستقراطيون المرتبطون بالسلطات العثمانية – قد بدأ بشراء او الاستيلاء على الاراضي الزراعية في منطقة المرج – منطقة الشبك – فما كان من الباجلان الا الارتباط بهولاء الاقطاع و اقامة مصالح مشتركة معهم و بدعم حكومي. فوجدت هذه الحالة مقاومة شديدة افرزت عدة معارك و صراعات دموية و اغتيالات في صفوف الاقطاعيين و الاغوات الذين كان الشبك يطلقون عليهم اسم (سثاهي – او ميرة با) لما كانت الحالة قد افرزت من مظالم و اضطهاد و سلب و اقتطاع الاراضي الزراعية الخصبة بالقوة، مما اضطرت البةجلانطة ل الى تبني كل الوسائل لاستمالة الكورد الشبك و جعلهم يتجاوبون معهم، حتى انهم تشيعوا فعلا ولكن الشبك ظلوا يناصبونهم العداء و الكره و الرفض و يعدونهم غرباء، غزاة لا مكان لهم في موطنهم، مما ادى الى تمزيق العشيرة الى طوائف و اقسام و انتشارها فرادى او عائلات في عدة قرى و من ثم اضمحلال الهيكل العشائري و القبلي للباجلان باستثناء رؤسائهم و اغواتهم الذين ظلوا و حتى يومنا هذا عملاء للسلطات الحكومية بغض النظر عن نوعية هذه السلطات. فعندما كانت السلطة الانكليزية، كان اغوات الباجلان عملاء لها و موالين على حساب بني قومهم، و عندما اصبحت السلطة العراقية ملكية، ظل ولاؤهم لها، و بعد انقلاب 1958 و تأسيس الجمهورية العراقية، ظل هؤلاء الاغوات على ولائهم للسلطة و استمر هذا الولاء حتى بعد قيام السلطة البعثية الدكتاتورية حتى يومنا هذا، سواء بصيغة الانتماء الحزبي ام التعريب القومي مع وجود استثناءات قليلة جدا، و لذلك استمر عداء الشبك الكورد القوميين لهم حتى اليوم. فالباجلان بشكل عام، باستثناء رئيس فخذ واحد من افخاذ القازانلو وهو (فاضل اغا الباجلاني) لم تنم فيهم روح الكوردايتي التي طغت على معظم الشبك. عاش الشبك عصرهم الذهبي في عهد الامارة الزنطية في الموصل، وذلك عندما ساءت علاقة (صلاح الدين الايوبي) بامراء هذه الامارة مما اضطره الى الاستعانة بالكورد الزرارية من اهله، فجاء بقسم كبير منهم من قرى الزرارية مثل (بيرمام و صلاح الدين و بيرخال و اجندكان و هدوين و غيرها)، و زرعهم في مرج الموصل – منطقة الشبك – الذي كان يقطنه الكوران و الروزبيان و الباراميون و السورجي و الهركية و بعض الزيبارية و الشكاك و ذلك في اواخر القرن الحادي عشر حيث كان الزراريون ظهيرا قويا للشبك و ساهموا في تشكيل وحدة قومية قوية ضد مؤامرات الامارة الزنكية مع ملك (اربيل) انذاك مظفر الدين الكوكبري – وكان هذا صهرا لصلاح الدين الايوبي، على ان حنكة صلاح الدين السياسية افشلت تلك المؤامرات بنقل الزراريين و توحيدهم مع الشبك ليكونوا بذلك قوسا امنيا يحيط بالموصل من شمالها و شرقها و جنوبها أي من الماء الى الماء، فلم يعد بمقدور الامير الزنكي القيام بأي تحرك عسكري مشترك بأتجاه اربيل، كما يؤكد ذلك الشاعر و الباحث الكوردي (عبد الخالق سرسام) شاركه الزرارية كعشيرة في الحروب (27) جاء اسم عشيرة الزرارية عشيرة الصلاح الدين بشكل واضح في جيش صلاح الدين او كاسماء و ابطال و خير دليل على ذلك في ص 220 من الفتح القسي)22 أي انه كان يستعين باهله و عشيرته الزرارية في الملمات. لقد ظل الشبك ردحا طويلا من الزمن يقاطعون الباجلانيين حتى بعد تشيعهم، فلم يكونوا يقبلون بمصاهرتهم او التعامل معهم حتى اضمحل نفوذ الباجلان العشائري و لم يعد لرؤسائهم تلك السطوة التي كانوا يتمتعون بها في بداية نزوحهم الى المنطقة، و لم تتحسن علاقاتهم الاجتماعية الا بعد تطبيق قانون الاصلاح الزراعي في منتصف القرن العشرين حيث عادت بموجبه ملكيات الفلاحين الشبك الى سابق عهدها و لم يعد نفوذ الاغوات الباجلان كما كان، على ان العداء التقليدي بين الشبك و الباجلان ظل حديث الاجيال اللاحقة بسبب من استباق الباجلانيين الى الاستعراب و الانخراط في حزب السلطة العراقية (حزب البعث العربي الاشتراكي) و مساهمتهم الفعالة في كتابة التقارير الحزبية الى الدوائر الامنية و المخابراتية عن الناشطين الكورد من الشبك و علاقتهم بالثورة التحررية الكوردية على الرغم من الموقف القومي المتميز الذي اتخذه احد اغوات الباجلان اثناء ثورة ايلول 1961-1969 وهو (فاضل اغا الباجلاني) الذي اوى في داره اكثر من خمسين عائلة كوردية من المرحلين عن ديارهم و التقاسم معهم لقمة العيش بضع سنوات حتى تمكنوا من العودة الى المناطق المحررة من كوردستان او النزوح الى مدينة الموصل. و الجدير بالذكر هنا ان (فاضل اغا الباجلاني) هو احد احفاد (علي اغا قازانلو) الذي ورد ذكره في تقرير الميجرسون: (وتقطن جماعة اخرى من فرع قازانلو في قرية (بايبوخ Baibukh) بين الموصل و الزاب و يتزعمها علي اغا قزانلو)(23) على ان الزعامة القبلية لم تعد كما كانت في الايام الغابرة ان لم تكن قد اندثرت، ولولا عودة السلطات العراقية الحالية و منذ بضع سنوات الى تكريس المشيخة و الزعامات القبلية و العشائرية من جديد لتأسيس مراكز قوى دكتاتورية صغيرة يسهل شراء ولاءاتها و السيطرة عليها، لاندثرت الزعامة القبلية الى الابد في العراق، ولكن.. للانظمه الدكتاتورية الشمولية في شعوبها شؤوناً و شؤون و لهذا دفع النظام العراقي بكاتب مثل (ثامر عبد الحسين العامري) الى تشويه اسم الباجلان و تحريفه الى (بيجوان) و الادعاء بنسبهم العربي العريق على الرغم من انهم كانوا و مازالوا كوردا من اصل كرمانجي خالص. و على الرغم من ان الكورد، منذ اقدم العصور و حتى بداية القرن التاسع عشر، كانوا يشكلون اغلبية سكان الموصل مما دفع بالرحالة الانكليزي الشهير (جيمس سليك بكنغكهام James Slik Pakingham) الى القول حين زار الموصل في العام 1816م ما نصه: (سكان الموصل بنسب متساوية من الكورد و الترك و العرب)(24). على الرغم من تعدد حملات التعريب المنظمة و كثرة الهجرات العربية و التركمانية عبر عدة مراحل تأريخية و خاصة في عهود السلاجقة و البويهيين و القرةقونيلو و الاق قوينلو و غيرهم. على ان المدينة ظلت حتى يومنا هذا تضم ثلث سكانها من الكورد و لاتتجاوز نسبة العرب فيها الثلث بأي حال من الاحوال على الرغم من اخضاع الكثير من الكورد و التركمان و الاشوريين و الايزدية للتعريب القسري خلال العقود الثلاثة الاخيرة من القرن العشرين. اما من يسمون بالسادة الهواشم، فشأنهم شان الباجلان غرباء عن منطقة الشبك. نزحوا اليها من بلاد الاناضول في وقت متأخر ايضا بعد ان طاردتهم السلطات العثمانية لأنهم كانوا من الفرق الباطنية في الاسلام، فلم تقبل بهم الاغلبية السنية التركية بل ان بعضهم لم يتورع عن تفكيرهم و اقامة الحد عليهم مما اضطرت هذه الفرق الى الادعاء بأنها تؤمن بطريقة تصوفية تحت اسم (الفتوه) ومن ثم تحولت هذه الفتوه الى ما يسمى بالأخيه او الكاكئية: (كانت الكاكائية تدعى (الفتوه) و انتشرت في الاناضول باسم (الاخيه)، انتشارا هائلا)(25) و كان ظهورها اواخر الدولة السلجوقية كطريقة من طرق التصوف – كما اشار الى ذلك (السمعاني) في (قاموس الاعلام، الجزء الثاني، ص 802) – و هؤلاء السادة الهواشم، وان كانوا ما زالوا يدعون بأنهم ينتسبون الى اهل البيت النبوي، فانهم ليسوا سوى ترك كاكائية و بكتاشية و قزلباشية و هذه النحل الثلاث تفرعت عن (السبأية و الحروفيه و الصفوية و العلوية المغالية و الباطنية): ان الباطنية في بلاد الترك عندما رأوا مقاومة عنيفة في الجهر بعقيدتهم، تستروا بالتشيع و مالوا الى الابطان – بل كانوا باطنين – فانصرفت عن انها (مبدأ صوفي) يدعو للأخاء بل انقلبت الى النحلة او عقيدة من عقائد الغلاة و تقحصوا بأثوابها)(26). فلما لم يتمكنوا من مقاومة القوة التي كانت قد جندت لمطاردتهم و ملاحقتهم، تسللوا الى كوردستان الجنوبية فرادى وجماعات حتى وصل قسم منهم الى ديار الشبك في الموصل، فوجدوا في هذه الديار فرصتهم الذهبية لما كان عليه من تشيع، و طيب السرية و السذاجة و ميل لتقديس رجال الدين و المشايخ و الملالي علاوة على ما كان يسود المنطقة من جهل و امية" فاندفعوا في التبشير بعقيدتهم سراً في اواخر القرن التاسع عشر فما كادوا ان كسبوا نفراً قليلاً الا و بدأت الحرب العالمية الثانية و قامت الدنيا و لم تقعد الا بعد سقوط عروش و اختلاف مراكز القوى و النفوذ و تأسيس الدولة العراقية الحديثة في العام 1920 و زحف التعليم و التنوير شيئاً فشيئاً الى القرى القريبة من الموصل و من ثم افتضاح امرهم لدى عامة الشبك و انحسارهم عن السادة الهواشم و طقوسهم الغريبة العجيبة. و كورد فعل طبيعي لتحصين مواقعهم و قدسيتهم التي كادت تطغى على الشيوخ و المسنين و العجائز الشبك، بدأوا بالتبشير بالتشيع و المغالاة في حب اهل البيت و الاتصال بالمراجع الدينية في النجف و كربلاء و قيادة قوافل من الشبك الى زيارة المراقد المقدسة هناك في شهر محرم من كل عام و نشر الدعاية بأن الشبك كلهم يتبعونهم فجنوا بذلك شر جناية على الشبك و الباجلان و الكاكائية ايضا حيث اختلطت العقائد و المذاهب و الطرق الصوفية في بعضها لدى الباحثين و الكتاب الذين طالما تعرضوا لهم. على ان الحقيقة ظلت شاخصة لدى عامة الشبك الذين طالما رفضوا ان يقال عنهم بكتاشية او قزلباشية او كاكائية، و من الطريف حقا ان معظم الشبك يكنون الكره و النفور من الكاكائية (الصارية) و يعدونهم كفاراً فلا يصاهرونهم و لا يتعاملون معهم، و تكاد العلاقات الاجتماعية مقطوعة بينهم، و خاصة بعد ظهور كتاب "احمد حامد الصراف" الذي اتخذ من احد شيوخ الكاكائية "ابراهيم الباشا" مصدراً رئيسياً لمعلوماته و تجنى كثيراً على حقيقة الشبك من حيث اصلهم و عقائدهم.
من اعداد: عفرينا كوردا منقول للفائدة تحياتي