عبدالحميد أبو سليمان: ضرب المرأة في القرآن يعني ترك منزل الزوجية، وليس بمعنى العنف ضدها,,
الضرب الجسدي: - وقد أحصى الباحث وجوه المعاني التي جاء فيها لفظ ( الضرب ) ومشتقاته في القرآن الكريم فوجدها ستة عشر وجهاً كما يلي :
1- { وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا } [النحل : 76]
2- { وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ } [النساء : 101]
3 - { فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا } [الكهف : 11]
4 - { أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ صَفْحًا أَنْ كُنْتُمْ قَوْمًا مُسْرِفِينَ } [الزخرف : 5]
5- { كذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ } [الرعد : 17]
6- { وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ } [النور : 31]
7- { أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي فَاضْرِبْ لَهُمْ طَرِيقًا فِي الْبَحْرِ يَبَسًا } [ط-ه : 77]
8- { فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ } [الأنفال : 12]
9- { وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ } [البقرة : 61]
10- { وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثًا فَاضْرِبْ بِهِ وَلَا تَحْنَثْ } [ص : 44]
11- { فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ } [محمد : 4]
12- { فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ } [الحديد : 13]
13- { وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ } [النور : 31]
14- { فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ } [محمد : 27]
15- { فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْحَجَرَ } [البقرة : 60]
16- { فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْبًا بِالْيَمِينِ } [الصافات : 93]
- فإذا أمعنا النظر في الآيات السابقة نجد أن معنى الضرب فيها : العزل ، والمفارقة والإبعاد ، والترك
- فالشيء يضرب مثلا : أي يستخلص ويميز حتى يصبح جلياً واضحاً .
-والضرب في الأرض هو السفر والمفارقة .
- والضرب على الأذن : هو منعها من السماع .
- وضرب الصفح عن الذكر : هو الإبعاد والإهمال والترك .
- وضرب الحق والباطل تمييزهما وتجليتهما مثلاً .
- وضرب الخُمُر على الجيوب : هو ستر الصدر ومنعه من الرؤية .
- وضرب الطريق في البحر : شق ودفع الماء جانباً .
- والضرب بالسور بينهم : عزلهم ومنعهم عن بعضهم بعضاً .
- وضرب الذل والمسكنة عليهم : نزولهما بهم .
- وضرب الأعناق والبنان : بترها وفصلها ، وأبعادها عن الجسد .
- أما باقي ما ورد من كلمة ( الضرب ) ومشتقاتها فيما سبق من ضرب الأرجل ، والوجوه ، وضرب الحجر ، وضرب الضغث ، وضرب الأصنام باليمين ، فهي بمعنى دفع الشيء بقوة وخبطة ولطمه .
- وهكذا فإن عامة معاني كلمة ( الضرب ) في السياق القرآني هي بمعنى العزل والمفارقة والإبعاد والدفع .
- فما هو المعنى المناسب لكلمة الضرب في سياق فض النزاع بين الزوجين واستعادة روح_ غير مفهوم هذه الجملة_ في قوله تعالى { وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا } [النساء : 34- 35] .
- والمعنى المناسب للضرب هنا هو الإصلاح والوفاق هو الهجر في البيت بعد الهجر في المضجع .
- ويلاحظ أن القرآن الكريم لم يعبر بلفظ ( الضرب ) ولكن عبر بلفظ الجلد ( بفتح الجيم وتسكني اللام ) حين قصد إلى الأذى الجسدي بقصد العقاب أو التأديب كما في قوله تعالى : { الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ } [النور : 2] وذلك من الجلد ( بكسر الجيم وتسكين اللام ) لأنه موضع الإحساس بالأذى والألم الخارجي ، وهو المقصود بالضرب .