أمامُك ينهمرُ الكوثرْ
أيَّ طريقٍ تسلكُ تُسْعَدْ
أيَّ طريقٍ يُنهي شكّكْ
وأمامُك ينهمرُ الكوثرْ
إنّا في أعطيناكَ دليلا
لا تبقى في الشكِّ ذليلا
هل يرضى فكرُكَ تحويلا
من نور الزهراء إلى الأبْتَرْ
ارفع قدرَك لا تترَدّدْ
واطلب طهرَكَ واتبَعْ مسْلَكْ
يوصل للفردوس الأكبرْ
هل بغضُكَ للزهراء جمالُ
أو نقصُكَ للزهراء كمالُ
أو تأخير الزهراء حلالُ
وحرامٌ أنْ تتّبعِ الأجْدَرْ
بضعةُ خيرِ الخلق الأَمْجَدْ
مَنْ فيها الهَمُّ جلا وتفَكّكْ
لرسول الله العطرُ الأذْفَرْ
يشتَمُّ بها الجنَّاتِ فيسلو
فتذوبَ همومُ النفس وتخلو
والعيش بذكر الكوثر يحلو
البُشْرُ هي الزهراء وأكثرْ
عانِقْ مجدَكَ واحْذَرْ تجْحَدْ
إيّاكَ يباعدُ شرُّكَ خيْرَكْ
إيَّاكَ تصُمُّ السمعَ فتخْسَرْ
أمُّ أبيها هو يدعوها
وأبٌ للأمجاد أبوها
لِمْ تأْبى النورَ وتجفوها
ما ذلك إلاّ داءٌ يُجْتَرْ
مشكاةٌ مازالت تتوَقّدْ
لسناها الصبحُ الشاكرُ يضحكْ
بشذاها العنبرُ صار مُعَنْبَرْ
يرتاحُ الطيرُ بها لحنا
لولاها الكونُ بلا معنى
فبها نسمو وبها طبْنا
وبها النّاجي يوم المحْشَرْ
لو هديُ الزهراء بنا فرْقَدْ
ما عاث المفسدُ أو (شَبَّكْ)
ما كان الطيّبُ في المخفَرْ
واهٍ ضيّعْنا مَنْ صَمَدَتْ
في وجه الزُّورِ وما سكتتْ
في الصخر الأمنعِ قد كتَبَتْ
لا لنْ أعطي الطاعة للشّرْ
ما الذهبُ المحضُ وما العسْجَدْ
ما النرجسُ ما معنى الليْلَكْ
إن لمْ يلْتَفّ على المحوَرْ
دُوروا حول البضعةِ فاطمْ
فبها الصبحُ المشرقُ باسمْ
حلْمٌ يبْهجُ ليل النّائمْ
إنْ نامَ وللمنكرِ أنْكَرْ
هلْ شدَّكَ سحْرٌ بزَبَرْجَدْ
أو لحنُ العازفِ قد هزَّكْ
لكن هلْ لا مسْتَ الجوهرْ
أصلُ اللون وأصل الفنِّ
نبعُ الطهر ونبع الحُسْنِ
والأروعُ في جنةِ عدْنِ
من فيض الزهراء هو المصْدَرْ
من فاطمةِ الزهراء تمدَّدْ
واترُكْ عنكَ الأُفُقَ الأضْنَكْ
في أفُقِ العصمةِ روحُكَ طُهْرُ
لا يصدرُ منك الثَّمرُ المُرُّ
بل إنّكَ بين العالمِ دُرُّ
أبَداً شمسُكَ لن تتكَوّرْ
لوِّنْ حالك لون العسْجَدْ
فالعَسْجدُ من زهراءَ تنَسَّكْ
نُسُكٌ ما خيَّبَتِ المُضْطرْ
مَنْ جاءَ بساحتها يسألْ
يسمو نفْساً عادَ مُهَلَّلْ
لا لنْ يجلو عنك القسْطَلْ
فاقرِبْ منها واكْسَبْ حيدرْ
اظْهِرْ فرحةَ عبْدٍ مَجّدْ
قِيَماً فيها تُرضي ربّكْ
الفرحةُ في المولدِ بُتَّرْ
تزرعُ في قلب الحاقد شوْكا
تُربكُ عزمَ المبغضِ ربكا
أبليسٌ لِمْ لا يعشقُ ديكا
الدّيكُ بذكر الكوثرِ كَبَّرْ
بحق الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها والسر المستودع فيها ارحم فقيدتنا الغالية الحبية الطيبة أم السادة ونّور عليها في قبرها واجعل قبرها روضة من رياض الجنة وتقبلها لديك بقبول حسن واحشرها مع من أحبت في الدنيا مع محمد وآله الأطهار النجباء والفاتحة لها ولوالدينا ووالديكم وللمؤمين والمؤمنات جميعا
حسين إبراهيم الشافعي
سيهات