سماحة المرجع الشيرازي دام ظله: على العراقيين جميعاً المشاركة في الانتخابات
قام بزيارة المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله، جمع من وكلاء سماحته في محافظة البصرة، ومسؤولي وأعضاء مؤسسة أهل البيت صلوات الله عليهم الثقافية من البصرة، وذلك في بيته المكرّم بمدينة قم المقدّسة، يوم الأربعاء السادس عشر من شهر جمادى الثانية 1435 للهجرة، 16 نيسان/ أبريل 2014م، واستمعوا إلى توجيهاته القيّمة.قال سماحته: خلال مئات السنوات الأخيرة، وحسب ما سمعتُ عندما كنت في كربلاء المقدّسة، أن البصرة كان فيها الألوف من العلماء والخطباء والفضلاء، وعملوا على لملمة الشيعة وتوجيههم بثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم. وقبل تلك السنين كان الكثير من غيرهم أيضاً ممن عملوا، أمثال مؤمن الطاق وغيرهم ممن كانوا يعملون بوصايا الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم في تثقيف الناس بثقافة أهل البيت صلوات الله عليهم.كما كانت البصرة، قبل قرابة نصف قرن، وأطرافها من القرى والأرياف والبساتين، تشهد إقامة المجالس الحسينية أكثر من المجالس الحسينية التي كانت تقام في العراق كلّه، بما فيها النجف الأشرف وكربلاء المقدّسة وبغداد والكاظمية وسامراء المقدّستين. فالذين من قبلكم عملوا، فكانت هذه الكثافة الضخمة من المجالس الحسينية بالبصرة.وأكّد سماحته: كل إنسان سيذهب إلى ربّه، ولذا عليه أن يعمل حتى تقلّ حسراته بالآخرة أو لا يتحسّر أصلاً. فكل أولئك الذين عاشوا من قبلكم وأدّوا واجباتهم ومسؤولياتهم وعملوا وأرشدوا الناس، قد ذهبوا إلى ربّهم، كل حسب نيّته، وبمقدار نشاطه وأخلاقه. وفي هذا اليوم تقع المسؤولية عليكم وعلى أمثالكم، وعلى غيركم من العلماء والخطباء والفضلاء.وأوضح سماحته: إنّ امتحانكم أنتم الآن هو بالنسبة للجيل الآتي وكيف سيكون، فانظروا كيف تؤدّون امتحانكم تجاه أهل البيت صلوات الله عليهم. فالمهم جدّاً هو العمل بوصية مولانا الإمام الصادق صلوات الله عليه، أي لملمة الشباب، حتى يكون شباب اليوم مثلكم غداً، أي لا يتجاوزون إطار أهل البيت صلوات الله عليهم.وشدّد سماحته بقوله: ربّوا الشباب على عقائد أهل البيت صلوات الله عليهم، وعلى أخلاقهم وتاريخهم وثقافتهم، ولا تدعوا واحداً منهم يفلت من أيديكم. فعليكم بالشباب، بنين وبنات، وسواء في الجامعات والمدارس، أو في الحوزات العلمية، أو العاملين في الأسواق والدوائر، وفي غيرها من الأماكن. فإذا تربّى الشابّ على تربية أهل البيت صلوات الله عليهم، فسيكون في المستقبل مثلكم، يوجّه الألوف إلى أهل البيت صلوات الله عليهم. وأيّ واحد من الشباب يتربّى على خلاف تربية أهل البيت صلوات الله عليهم، كالتربية العلمانية أو الفاسدة، فسيكون بالمستقبل سبب فساد الكثير من الشباب.وأضاف سماحته: لاشكّ أن هذا العمل فيه مشاكل ومتاعب، ولكنه يستحقّ تحمّل التعب والمشاكل. بالإضافة إلى أن هذا العمل هو مسؤولية، ففي الحديث الشريف: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».علماً بأن مسؤولية العلماء أكبر، وفي الوقت نفسه مقامهم أكبر وأرفع بلا شكّ. فعليكم بالجدّ، وشمّروا عن سواعدكم أكثر، واعملوا بأخلاق أحسن، وإخلاص أحسن، ونشاط أكثر، في سبيل لملمة شباب البصرة.وأكّد دام ظله: إنّ العراق يشهد دائماً، توافد الكثير من الناس من خارجه، وذلك بمناسبة زيارة الإمام الحسين والإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليهما، وزيارة باقي المراقد المقدّسة، والذين يأتون من خارج العراق، بالنتيجة يحتكّون بشباب العراق، فإذا كان الشاب العراقي والشاب بالبصرة مؤمناً، وأخلاقه حسنة، ونشطاً، فسيتأثر الآخرون به ويأخذون عنه انطباعاً جيّداً، وهذا يعني التأثير عالمياً.وبيّن سماحته: نعم، إنّ دوركم صعب جدّاً ومهم جدّاً، وفي الوقت نفسه لهذه الصعوبة والأهمية أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى، والأجر على قدر المشقّة.جدير بالذكر، أنه وبعد توجيهات سماحة المرجع الشيرازي دام ظله، طرح عدد من الحاضرين أسئلة مختلفة، على عدد من مسؤولي مكتب سماحة المرجع الشيرازي دام ظله. وكان من الأسئلة المطروحة هي رأي سماحة المرجع الشيرازي دام ظله حول الانتخابات العراقية القادمة، فكان الجواب مايلي:يرى سماحة المرجع الشيرازي دام ظله بأنّ العراق يمرّ اليوم في منعطف خطير، ولذا على جميع العراقيين، رجالاً ونساء، أن يشاركوا في الانتخابات.كما إن سماحته لا يدعو إلى أية قائمة، وعلى العراقيين أن يقوموا بأنفسهم وبذمّتهم بالتحقيق في القوائم المرشّحة.وفي نهاية هذه الزيارة، قام الفنان سيف البصرة، أحد أعضاء الوفد الزائر، بإهداء لوحة رسم جميل بريشته، يصوّر جريمة العدوان الآثم الذي قام به زمرة من المنافقين في اعتدائهم على بيت النبوّة وحرقهم باب بيت بضعة النبيّ صلى الله عليه وآله، مولاتنا السيدة فاطمة الزهراء صلوات الله عليها.
المصدر: مؤسسة الرسول الأكرم