نعم سوف ياتي .. يوم يقول الناس ماذا كان يصنع اباؤنا بهذا و هذا .. اذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام اخبر (بمعنى الحديث) انه سياتي زمان يقول الناس كنا نرى اباؤنا يفعلون هكذا << يقصد الصلاة " اي انهم لايعرفون شيء عن دينهم " وسوف يعود بهم الزمن الى الجاهلية " فكيف بهؤلاء اللذين لايعلمون شيء عن الدين ان يعلمون عن التطورات والتكنلوجيا التي نعيشها " ..
الان كل شيء يعمل الكترونياً " (الحكومات, الاسواق, البنوك, المدارس,... وغيرها الكثير) العلم نفسه تحول تحولاً سريع اتجاه التطور القائم على الامنهجية .. و تستمر هذه الارشفة " حتى نصبح في عالم الكتروني .. و بعدها لاندري ماللذي سيحصل " عندما تضيع هذه المعلومات القيمة التي اعتمدنا على التكنلوجيا الحديثة لحفظها (حفظ الآف السنوات من العمل و التاريخ الصحيح و الاختراعات و البحوث ...الخ) الان اصبح التاريخ الالكتروني (مانشاهده ومانقراه في الانترنت) غير موثوق لانه كل واحد يستطيع التعديل على ماينشر ويستطيع صنع تاريخه بنفسه " هنالك بعض المصادر الموثوقة ولكن الى متى ستستمر بتزايد القرصنة و الفيروسات التي انتشرت انتشار لا متناهي في الحاسبات و كذلك كثرة المواقع الغير موثوقة .. وعدم مراعاة الناس من اين اكتسبوا المعلومات التي يبحثون عنها !!
قد يكون هنالك اشخاص مازالوا يعتمدون على الكتب ولكن .. معدل اهتمامنا بالكتب و البحث فيها بدء يتناقص و بسرعة غير معقولة.. لانه صار من السهل العثور على المعلومة التي تريدها بالبحث في الانترنت بدل تصفح كتااب مكون من مئات الصفحات " هذه فائدة .. ولكن لننظر ماذا سنخسر " بعد سنوات " فالنتصور ماسيكون عليه الحال بعد سنوات " من الان "
لكن هنا كلنا نتسال عن كيفية انهاء هذي التكنلوجيا المنتشرة في جميع ارجاء العالم !!! الله وحده يعلم مايخفي لنا القدر ..
__________________________________________________ _______________
للاماننة منقول:
المصدر
__________________________________________________ _______________:
يتساءل الكاتب عن كيفية هذه النهاية...وليته تساءل عما يجب فعله تجاهه هذه الحقيقة التي يتعامى عنها الجميع.
ليته قال انه يجب التوقف عن الاعتماد على الالكترونيات..ولكن يبدو انه ممن قد اصابهم مرض تبنيج الضمير..بطرح حديث لايحمل القارئ مسؤلية مباشرة.
لايريد ان يطالب باجراء صارم وجدي تجاه هذا الموضوع...فان الذي يكون كذالك في لسان الناس رجعي وفي نفوسهم له طموح مفرط ومثالي لايطاق.
بينما هذا مايجب ان يكون..
توقفوا عن الكذب على انفسكم.
لماذا تظنون ان التخلي عن هذه التكنولوجيا هذه البدعة التي تمردت على الفطرة سيودي بكم الى مصير اسود؟
وهل تظن ان ممواكبة هذا الركب المجنون سيجعلك في امان...انتم والذي ينصحكم, تشبهون رجل لديه طفل احضره الى مدينة الالعاب...وبعد دخلا شعر الطفل ببهجة شديدة
وحماس جعلت اطرافه ترتعش من شدة الفرح والحماس والرغبة..ثم يأتي الاب ويجلس هذا الولد على حجره ويقول له: ولدي هذه الالعاب كلها مشاكل وتلهي الانسان عن ماهو اهم...وبينما هو ينصح الطفل مشغول بماراقبة الاطفال الذين يلعبون ويفكر في اي لعبة يختار..وفي كل مرة يشعر الاب بان ابنه منشغل عنه هزه لينتبه له..فيتصنع الطفل دور
الفاهم..ثم يكمل الاب حديثه ويقول: بني صحيح انها مسلية ولكنها تضرك لانها تتحرك حركة لاينسجم فيها البدن مع نفسه ويؤثر على الدورة الدموية..وبينما هو يتحدث كان الطفل
يفكر في اللعبة التي خلف ابيه متى ينتهي دور الذين يلعبون حتى ياتيه الدور.
كذالك انتم مهما كان النصح فيكم..فهو تقريبا لاينفع لانكم في جو كالسد بينكم وبين الحقيقة..سد رفيع طوله ستمئة متر وعرضه خمسمئة متر.
لن تعوا ما اقول حتى تصفوا اذهنكم لمقالي..
وهذا المقال
الى من يحب الانترنت...رجاءا ادخل لانك مسؤول عن نفسك
ان الرسائل القصيرة في الانترنت ... من الواضح انها كانت فعالة جدا لاسباب تفوق الحصر كدورها في ثورة مصر وغيرها ان الناس صاروا يتواصلون بهذه التقنية ولكني بصراحة لم اعجب بها كثيرا..لسبب واحد..وهو ان نتيجة استخدام هذه التقنية هي : تحويل الافكار الى شيئ تافه..ركزا على كلمة تافه...الاشياء لا تستطيع قولها في 140 حرف ...لان الحقيقة لايمكن ان يعبر عنها بهذه الطريقة..اي فكرة مهمة حول اي موضوع تتطلب قدرا من التفكير و التركيز و الكفاءة وتناول الموضوع من جوانب متعددة...الى اخره وكل هذا مستبعد في هذه البيئة الانترنتية فهذا يسبب وجود نزعة تستطيع ان تراها في الحركات الناشطة التي تستخدم هذه الوسائل الانترنتية بفعالية ..نزعة و كأنها ضغط عليهم نحو التحول الى ما يشبه اسلوب الطوائف الدينية.. بحيث
[لتعاليم الاساسية]...افكار تقولها بشكل مختصر وسريع ولا تملك أي كفاءات ولا تأخذ باعتبارها وجهات النظر المختلفة المؤثرة في النتيجة و.. و..وهكذا...وهذا خطر جدا على الادراك العقلي عند من يقتني هذه الاجهزة وهي بمثابة الة لاعادة هيكلة الادراك عند من يقتنيها وجعله جاعلة منه حيوانا يشبه الانسان..ضعيف الادراك الى اقصى حد ويمكن لنا ان نجعل احدا من الذين انغمسوا في استخدام هذه الاجهزة وامضوا اوقاتا طويلة جدا خلاف المعتاد ان يشرب البول برضا من نفسه
دون ادنى جهد في اقناعه وهذا المثال لاجل تقريب الصورة وليس الاساءة ابدا...
ولاحظوا ان استخدام هذه التقنية لن يقتصر فقط على مدة زمنية محدودة...بل تعامل وكأنها دائمة الاستخدام ومسلمات العصر...فقيسوا مدى الضرر الذي
ستحدثه هذه التقنية بعد مدة طويل تنحدر فيها الاجيال اجيال تالفة وكل جيل يصاب بالتلف الادراكي اكثر من الجيل الذي قبله.
ولذالك وانا كأستاذ لاحظت ان الطلاب لم يعودوا يقراون كالسابق قبل وجود هذه التقنية....وصار تعليمهم اصعب من ذي قبل لبلادة اذهانهم وسطحية
تفكيرهم الملحوظ على احصاء واسع جدا ومخيف.
وانا لدي اصدقاء يقولون انهم لم يعودوا يستطيعون استخدام المراجع التي استخدموها قبل ثلاثين سنة وكذالك طلابهم لايفهمون عليهم.
لانهم يشاهدون الفقرات الطويلة بعيون مشدوهة وغير معتادين على التعامل معها...وهذا يدل على ان التقنية بات تاثيرها قد وصل الى طريقة عمل خلايا الدماغ
وليست المسألة حالة مزاجية..
واما بالنسبة الى الانترنت...
الانترنت تقنية محايدة تم تطويرها خلال الثلاثين سنة الاخيرة وسمح باستحدامها للاغراض الشخصية في التسعينات الى ان وصل الى ماهو عليه اليوم كطاع اقتصادي ومالي ولكن ام ارى اي دراسة تاكد على ان الانترنت ايجابي بل العكس فقد ساهم الانترنت في تضييق افق الناس وجعلهم افرادا يظن الواحد منهم انه يعيش في عالم ومعتقاد خاصة به وام الذي يقول هذا من حقهم ويعرفون ما يفعلون ..فانا اقول لهم ان هؤلاء يقعون في حلقة شيطانية مفرغة وفي احابيل التطرف بصورة متزايدة والتقديس لاشياء بلا وعي ولا مبرر حقيقي
واما الحل فهو بسيط....ايقاف هذا الخطر بترك استخدامه وايجاد البديل السليم.
القائل: نعوم تشومسكي..عالم نفس في فرع المعرفة والادراك.
الكاتب والمفصل: جبل الجليد ... طالب جامعي وباحث في شؤون الانسان الطبية والصحية.
___________________________________________