عودة مهاجرعاشق للوطن
لماذا أتيتُ......بَعدَ غِيابِ اَلسِّنِينْ؟
أتيتُ لتلبيَ نِداءَ الشوقِ وَالْحَنِينْ؟
أم عُدتَ سَهواً مَعَ أسرابِ اَلضَّائِعِينْ؟
أم اشتقت لأحضانيَ بِعَبِق اَلْيَاسَمِينْ؟
عُدتَ بَعدَما أصبَحتَ في اَلسِّتِّينْ؟
فأهلا بِعودتكَ مَعَ اَلْعَائِدِينْ
..........................
ما تَغَيُّر شيء..أنتَ الذي تَغَيُّرْ
صُورُكَ مازالت عِنْدِي
حِينُهَا كُنتَ أُصْغَرْ
أعطَيـتُكَ نَشْوةَ اَلشَّبَاب
أنَسَيتَ ....أمْ تَتَذَكَّرْ؟
كَم نِمتَ عَلى أصابِعي
وَأَنْشَدَتْ شِعراً بِفُستانيَ الأحْمَرْ
سَقَيتُكَ مِنْ رَافِدِيّ
وإذا طلبتَ ... أعطيتُكَ أكْثَرْ
كُنتُ أخفيك بينَ طيّاتي
عِندَما يُفَتِّش اَلْعَسْكَرْ
أنَسيتَ كُلّ هذا
أمْ إِنَّك تَتَذَكَّرْ
عُدتَ لِموطِنِ ولادتِكَ
فَالوِلادَةُ لا تَتَكَرَّرْ
أعطَيتُكَ كُلّ شيء
وَما شَعَرتُ يَوماً
بِأَنَّنِي أَخْسَرْ
.................................
تَركتَني وَحيداً... وحيداً
تَركتَني ..أَتَكَسَّرْ
بينَ رماح الغَدرِ وَقنابِلَ الغُزاةِ
وَطَعَناتُ اَلْخِنْجَرْ
ما رَدَّتْك دُموعيَ ولا اَلشِّعْرَ
ولا سَيفَ.. عَنْتَرْ
رَحَلتَ تارِكاً أشعارَكَ
والقَلَمَ وَالدَّفْتَرْ
حَفضتُها تَحتَ وِسادَتي
ذو العِطرِ اَلْمُعَفَّرْ
فَتعال وَارْقُدْ بِسلام
وبِردائيَ فتَدَثَّرْ
.................................
ما أبعَدتُكَ عَنّي
بَلْ أبعَدكَ حاكمٌ تَجَبّرْ
وكما دانَكَ سَيُدانُ ويُقْهَرْ
كُلّكُمْ عَائِدُونَ إلى
أحضاني ولكن تَصَبَّرْ
وسَيَرتَدي الحاكِمُ نَفْسَ اَلرِّدَاء
الذي بِه تَتَسَتَّرْ
فَنِم اليَومَ وارقُدْ بِسلامٍ
ولا تَقْهَر..... ولا تَقْهَرْ