الكفيف هو الإنسان الحقيقي الوحيد الأقرب للفِطرة ، اُضطُر لأن ينظُر إلى الروح جبراً ، فما تعلمَ الخديعة من ضوءٍ يتخفى في سبعة .. ، الظلام الدامس أضاء نور قلبُه ، فما أعجبه مظهره ولا ساءُه ، ما انشغل بنصف الرؤية ولا الظِل فعزه استغناؤه ، لو كان الجميع أكِفَّاءًا ، ما وُجِدَت عنصريّة ولا حروب عرقية قط ، ما عرفنا فرقاً شاسعاً بين فقيرٍ وغني حتى باللمس ، لو كان الجميع أكِفَّاء ، ما استهلكنا أكثر من ثُلثي ما يُنتجه العالم في وسائل التجميل والإعلانات ونوادي العُري وما شابه ، هُم ليسوا عُمياناً ، فالعميان حقاً هم من قَتَلَ الضوءُ نورَ قلوبهِم ، العُميان ياسادة هُم من شغلهم البصرُ عن البصيرة!