19/4/2014 15:10:00
شارع المتنبي تلعب الثقافة دورا مهما في حياة الانسان لاسيما في تعزيز جانب التعاون و الالفة بين المجتمعات، وقد واجه المثقفون خلال الاعوام الماضية الكثير من المشاكل والتحديات اثناء انتقائهم الكتب او بيعها او استيرادها من دول الجوار.
شارع المتنبي نراه اليوم وهو يكتض بالناس من جمهور الثقافة والابداع، لاسيما خلال ايام العطل والجمع مما يشكل ظاهر حضارية لافتة لاسيما بعد خروج العراق من مرحلة مظلمة لازمته لعقود.
ونرى ازدهار شارع المتنبي من حيث كثرة اعداد الكتب وانواعها واقبال الناس عليها، لكن المشكلة تكمن في ان الكثير من رواد ذلك الشارع صاروا يتجولون لالقاء النظر على الكتب فحسب لا لغرض الشراء وبالتأكيد ان لذلك اسباب من شأنها ان تثير في مخيلتنا التسائلات.. هل لازال المجتمع يهوى الصور لا الكتابة؟ وهل بات شغف القراء بمطالعة الكتب بارداً؟.
مثقفون وكتاب وقراء ابدوا ارائهم لـ
PUKmedia حول اسباب انحسار اعداد مقتني الكتب حيث بقول لنا احمد جبر وهو كاتب : " ان الكتب الورقية باتت مهددة بخطر الانقراض بسبب اسعارها الباهضة يقابل ذلك وفرة الوسائل التكنلوجية الحديثة كالانترنت، اذا باتت الاخيرة متواجدة في كل مكان و سهله الاستخدام فنجد اكثر القراء صاروا يطالعون كتبهم عبر الانترنت، لذا نلاحظ الكتب الورقية بدأت تنحسر".
ابو حسين وهو احد بائعي الكتب في شارع المتنبي يقول لـ
PUKmedia " خلال العامين 2007 و 2008 لاحضنا تراجعا واضحا في المشهد الثقافي ومر شارع المتنبي بفترة عصيبة بسبب تدهور الوضع الامني فأصبح القراء والكتاب والطلبة يترددون للمجيئ الى شارع المتنبي بعدما كان هذا الشارع مزدهرا، خصوصاً بعد التفجير الكبير الذي حدث في شارع المتنبي قبل اعوام وراح ضحيته الكثير من رواد الشارع، لذا فان التخوف موجود ولا زال لدى الكثير من رواد هذا الشارع المهم، لكن نأمل بقادم الايام ان يكون الوضع افضل، لاسيما واننا خلال تلك الفترة تضررنا كثيرا حيث كنا نجلس لاسابيع واشهر ولا نستطيع بيع كتاباً واحداً".
رزاق صاحب مطبعة الفرقان في شارع المتنبي يقول لنا " الكتب اصبحت مثل فصول السنة الاربعة كل موسم وله سوق كتبه الخاص، احياناً الاقبال يكون على الكتب التاريخية واحيانا اخرى يكون على الكتب السياسية لكن في الفترة الاخيرة اصبح اقبال الطلبة على الكتب الخاصة باقليم كوردستان كبيرا وزاد شغفهم لقرائة حياة العم جلال طالباني، واحيانا من اجل تعليم اللغة الكوردية ولا ننسى ان اغلب الطلاب يدخلون في مجال اللغة الكوردية بسبب اقساطها الرخيصة ولسهولة دراستها".
ندى وهي مواطنة تتحدث لـ
PUKmedia " إن شارع المتنبي من الاماكن الجميلة جدا وله مكانته الخاصة بين المثقفين لكن الوضع الامني احيانا يمنعنا من القدوم والتنقل باروقته، لا سيما مع قطع الطرق خلال ايام الجمع والعطل والرسمية، نأمل من آمانة بغداد وباقي الجهات المعنية ان تهتم بهذا الشارع وتعمل على ادامته وتطويره".
ابو عامر احد مدراء دور النشر في بغداد يؤكد لـ
PUKmedia " إن الحكومة العراقية لم تفسح المجال لنا لاستيراد وتصدير الكتب وان اكثر كتابنا لا يستطيعون نشر كتبهم خارج العراق الا باسم شخص اخر يعيش في البلاد نفسها، اي انه "اذا كان الكاتب يريد النشر في عمان فيجب ان ينشرها باسم شخص اردني، وهذا الامر قيد عملنا منذ عهد النظام المباد والى الان، واحيانا عندما نستورد كتب تبقى في الحدود لاشهر بسبب الوضع الامني ولا تمرر الى اراضي الوطن الا بالرشوة وغيرها ، هذه معوقات جعلت عملنا يتراجع كثيرا وبات من الصعوبة علينا جلب الكتب التي يطلبها منا المواطن، حتى مشاركاتنا في معارض الكتب دائما ما تكون بمشاركات خجولة وليست بالحجم المطلوب بسبب عدم استطاعتنا المشاركة خارج العراق والسبب يعود الى الحكومة التي تفتح الباب امام القراء والكتاب و اصحاب المطابع ان ينخرطو في مجالهم وان ينفتحوا على دول العالم.
بينما يتحدث لنا ابو علي وهو احد بائعي الكتب على ارصفة المتنبي قائلا :" الثقافة ماتت وتلاشت لدى الكثير من المواطنين، نلاحظ ان الشباب يهتمون بالكتب التي تحمل صور النساء، فيما يزداد طلب الفتيات والنساء على كتب الابراج والطبخ، ارى ان الثقافة تراجعت بشكل ملحوظ لذا يجب ان يكون هناك برنامج خاص لتوعية المجتمع باهمية تلك الكتب المرمية على الارصفة كون انها ثمينة ليس بسعرها فحسب وانما ثمينة بقيمتها الثقافية".
PUKmedia شيماء طالباني / بغداد