سعيد بن جبير (رض)
هو ابو عبد الله سعيد بن جُبَير بن هشام الاسدي بالولاء , مولى بني والبة بن الحارث , بطنٌمن بني اسد بن خزيمة .وسعيد هذا من التابعين , وقد اشتهر بالفقه والزهد والعلم والتقوى وهو علم كبير في التفسير , لذا سمّي بجهبذ العلماء وقد عاصر الامام السجاد علي بن الحسين(ع) وكان يصلي خلفه في المدينة , وكان ممن كتب القرآن , فأخذه خالد القسري وارسله إلى الحجاج بن يوسف الثقفي والي العراق , فلما رآه قال له: انت شقيّ بن كسير ... فقال سعيد : امي اعرف بأسمي منك وقد سمّتني سعيد بن جُبَير , قال : ما تقول في الخلفاء ؟ قال : لست عليهم بوكيل , انما استُحفِظتُ امر ديني قال : ايهم احب اليك ؟ قال ارضاهم لله , قال : فأيّهم ارضى لله , قال : علم ذلك عند ربي يعلم سرّهم ونجواهم ... قال : ابيتَ ان تصدقني ؟ .. قال : بل لم احب ان اكذب , فأمر الحجاج بقتله (فأُخرج ليقتل فلما ولى ضحك , فأمر الحجاج برده وسأله عن ضحكه , فقال : عجبت من جرأتك على الله , وحلم الله عليك , فأمر الحجاج بذبحه ) , فقال سعيد وجهت وجهي للذي فطر السماوات وألارض حنيفاً مسلماً وما انا من المشركين ... فقال الحجاج شدوّه إلى غير القبلة ... فقال : اينما تولوا فَثََمَّ وجهُ الله , فقال : كبوّه على وجهه , قال : منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارةً أخرى ... ثم ضُربت عنقه... قال ابن الاثير لما سقط رأسُ سعيد إلى الارض هلّل ثلاثاً , افصح بمرة ولم يفصح بمرتين , ولما قتل التبس عقل الحجاج , وكان يقول قيودنا قيودنا , وإذا نام يرى سعيداً في منامه آخذاً بمجاميع ثوبه , ويقول : يا عدو لببه فيمَ قتلتني ؟ فيفز من نومه مرعوباً مذعوراً وهو يصرخ مالي ولسعيد بن جُبَير ؟ ثم لم يلبث بعد مقتله غير خمسة عشر ليلة حتى هلك وكان أستشهاد سعيد في شعبان سنة 95 للهجرة وهوابن 49 سنة.وقيل ان الحجاج الثقفي ولاّه القضاء في الكوفة باديء الامر ثم عزله لوشاية جماعة من الكوفيين ضده ... والحقيقة ان ولآءه لأهل البيت عليهم السلام وتعلقه الشديد بهم هو الذي اوغر صدر الحجاج عليه وحمله على تصفيته وقتله .