القاسم بن الكاظم (عليه السلام)
هوالقاسم بن الامام موسى بن جعفر عليهما السلام شقيق الامام علي الرضا (ع).توارى عن السلطة العباسية بعد استشهاد ابيه , وانتقل من المدينة الى الكوفة , ومنها استقر في (سورى) ناحية القاسم في منتصف المسافة بين الحلة والديوانية , توفي سنة 192هـ عن عمر42 سنة ومرقده في هذه الناحية , وهو بناء حديث ذو صحن واسع وعليه قبة ضخمة والى جانبها مئذنتان شامختان وعلى الضريح شباك من الذهب الخالص وتغلف المرايا ذات الاشكال الهندسية جدران الحرم وسقفه من الداخل وقد كسيت الجدران بالرخام الفاخر بأرتفاع مترين وهناك الكتابات القرآنية على القاشاني الملون تحيط بالحرم مما يدل على الاهتمام المتزايد من ذوي الخير والصلاح والشهامة ببذل الاموال الطائلة في بناء وتعمير وتطوير هذا المشهد والمرقد العلوي الهام .عاصر القاسم بن الامام موسى الكاظم (ع) اربعة من الخلفاء العباسيين هم المنصور والمهدي والهادي والرشيد وعندما هاجر الى الكوفة ثم قرية (سورى)كان كاتما لاسمه ونسبه وبقي في قرية (بأخمرا) وطلب اللجوء الى احد افراد القرية بعد ان سمع ابنته تقسم بصاحب بيعة الغدير ولما سأله وجيه القرية وصاحب الدار عن اسمه ونسبه اجاب ان اسمه *غريب* واشتغل عنده في سقاية الماء وجلبه من البئر الى دار الضيافة , وخلال هذه المدة اطلع شريف القرية على احوال هذا السيد الغريب واشتغاله بالصلاة والدعاء والخشوع , وقد انبعث من جبهته نور ادرك عنان السماء !! كما انه اثبت شجاعة نادرة في مقاومته اللصوص الذين حاولوا السطوا على بيوت القرية اثناء غياب وجهائها في رحلة صيد , وقام بمطاردتهم وقتلهم ممازاد في اعجاب واكبار جميع وجهاء وشرفاء القرية بهذا الشاب الغيور وقاموا بتزويجه من ابنة شريف القرية وصاحب دار الضيافة الذي نزل الغريب في داره وبضيافته بالرغم من معارضة النساء لعدم معرفتهم بأصله ونسبه لكن صاحب الدار قال لهن : يكفي ما رأيت عليه من وسامة وهيبة وخشوع وصيام نهار وقيام ليل وشجاعة وفروسية وتلك سجايا النبلاء . وتزوج غريب بنت رئيس الحي في موكب من الفرح والبهجة الا انه كثيرا ما عانى من الم الغربة والبعد عن الاهل , وظل الحزن الدفين ما انفك ينخر في قلبه الرقيق حتى اسرع اليه المرض وظل طريح الفراش , فلم يكد يفارق ذكر اللهطرفة عين فأشتد مرضه واهل الحي تجمعوا عنده وقد تباطأت انفاسه ودنا اجله مما دعاه الى ان يفصح عن هويته الحقيقية وذكر اسمه ونسبه الطاهر فأجهش الجميع بالبكاء والعويل , معاتبين النفس على التقصير تجاه حفيد الرسول الاعظم (ص) وسلالة البيت العلوي الطاهر وابن الامام الكاظم (ع) ثم قاموا بكل خشوع واجلال ومهابة بحمل الجثمان الطاهر الى شاهق الحي عند موضع اختاره بنفسه حيث وري الثرى , ولقد توفي قبل اخيه الامام علي الرضا (ع)سنة 192هـ ولم يخلف عقبا وذكره اخوه الرضا (ع) إذ قال ((من لم يقدر على زيارتي فليزر اخي القاسم )) .ويضم المرقد مكتبة عامرة بالمجلدات القيمة وقد شيدت حسينية داخل الصحن . وهناك كرامات باهرة صدرت من هذا السيد الجليل ,لذا فأن الزائرين لا ينقطعون عن مرقده الشريف طيلة ايام السنة .