بعد أن انتهى يوم عمله الذي يستمر عشر ساعات كاملة، يقوم عامل المناجم الظاهر في الصورة بإحراق الفحم من الساعة الرابعة حتى الساعة العاشرة والنصف ليلاً. بعد أن تخمد ألسنة اللهب يتحول الفحم إلى قطع من الكوك،
وهو نوع من الوقود الشديد الاحتراق تستخدمه عائلته للطهي والتدفئة. كما يمكن لزوجته أن تبيع منه ما زاد عن الحاجة في السوق القريبة في رانشي بشمال الهند.
ينظر المصور روب كيندريك إلى عامل المناجم ويقول: "لهذا الرجل ثلاثة أطفال، ولي طفلان؛ الفارق الوحيد بيني وبينه هي ظروفنا المختلفة".
تقع القرية التي يعيش فيها الرجل داخل مجمع مناجم حيث يعمل ستة أيام في الأسبوع؛ إذ ينقل فوق رأسه سلالاً من الفحم يبلغ وزن الواحدة منها 30 كيلوجراما،
أي حوالى أربعة أطنان يومياً، لقاءَ أربعة دولارات تقريبا. ليس ثمة سوى فرص قليلة لتفادي الدخان واستنشاق هواء نقي. ذلك أن حرائق الفحم تنفث في الجو سديم سخام لا يتوقف بفعل نيرانها التي ظلت تحترق خامدة دون لهب منذ عقود من جراء الحوادث وسوء الإدارة. وهذه النار التي يتحلق حولها أطفال القرية، تضيف المزيد من الدخان والسخونة للجو الخانق.
أمضى كيندريك بضعة أيام في القرية لكسب ثقة الأهالي، ثم بدأ في التقاط الصور. يقول عن هذه التجربة مُتعجباً من جلَد الرجل وثباته: "كنت بعيداً بنحو مترين عندما التقطت هذه الصورة، ومع ذلك كادت يداي تحترقان بحرارة اللهب".
قبل أن يغادر كيندريك القرية، التقط صورة جماعية لعائلة عامل المناجم ثم طبع نسخاً منها عند إستوديو في القرية وأعطى نسخة للأب "مُشرق الوجه" على حد وصف كيندريك.