أخيراً.. ظهر الدُب راح المصور بول نيكلين يخوض في المياه الباردة لأحد الأنهار بمنطقة يوكون في كندا، حيث نصب كاميرا آلية مزودة بزناد يعمل من بعد.
ثم ربض يترقب مرور دُب على مقربة من الكاميرا. سبق لهذا المصور أن رأى الكثير من الدببة تطارد أسماك السلمون في النهر، ولكن الأمر استغرق منه هذه المرة 15 يوماً قبل أن يأتي دب رمادي ويبدأ في تفحص غطاء الكاميرا اللامع.
وقع نيكلين في غرام منطقة يوكون لجمالها الطبيعي الخلّاب، إذ كان يحب التقاط صور لجبالها الشامخة وأنهارها الجليدية. ولكن سرعان ما حدث تدفق بشري على مناجم الذهب في الإقليم عام 2011، بعدما تم استخراج رواسب معدنية في شمال داوسون؛
مما حدا بنيكلين إلى تغيير موضوع تحقيقه الصحافي الذي جاء من أجله. يقول: "تحول الموضوع من قصة صحافية توثق الطبيعة بصور جميلة، إلى قصة خبرية عن التعدين في منطقة برية".
عاشرَ نيكلين المنقبين عن الذهب وخالطهم في الفنادق والحانات فاستمع إلى رواياتهم عن دوافع قدومهم إلى منطقة يوكون، وعن افتتان الكثير منهم ببريق الذهب وإغراء المال. وبعيدا عن المناجم، كان نيكلين يرغب في اقتناص روح المنطقة البرية...
وحيواناتها. بعد أن ابتعد الدب الرمادي عن الكاميرا، تناول نيكلين بدلة الغوص التي كان قد وضعها إلى جانب شجرة. كانت البدلة قد تصلبت لدرجة التجمد بفعل البرودة الشديدة، فراح يدوسها بقدميه بقوة لإذابة الجليد المتراكم فوقها،
ثم لبسها وطفق يخوض في النهر مرة أخرى لاسترداد كاميرته. أظهرت آخر لقطة التقطتها الكاميرا صورة دب كان من الواضح أنه محب للاستطلاع.
-دانيال ستون