لعلّك شاهدتها في أفلام رعاة البقر القديمة؛ إنها تلك الحشائش التي تتدحرج في شوارع بلدة خالية. هي بلون التراب ومغطاة بالأشواك ولا أحد يرى فيها جمالاً يسر ناظريه.
لهذا لم يكن كل من ديان كوك ولين جينشيل واثقين تماماً من إمكانية التقاط صور أخّاذة للأعشاب المتدحرجة.
عندما بدأتِ المهمة عرفا أن قواعد التصوير وتقنياته التقليدية لا تجديان نفعا في تلك الحالة. فالمصورون في الغالب يتجنبون التصوير في منتصف النهار،
حيث يسبب الضوء الحاد تبايناً غير مرغوب فيه. لكن في حالة الأعشاب فإن الظلال أضافت امتلاءً وعمقاً لمظهرها وحيد اللون. يقول جينشيل: "إذا كان الطقس غائماً فإن الأعشاب لا تبدو جميلة أبداً".
حاول الاثنان التقاط صور للأعشاب وهي تتفاعل مع المحيط، أي تلك الطريقة التي تتكوم بها في الفضاءات المفتوحة أو على جدران المخازن الكبيرة أو في المجمعات السكنية.
يعلم جينشيل وكوك أن سكان الغرب الأميركي يحاولون التخلص من تلك الأعشاب التي تغزو أراضيهم، لذلك فُوجئا عندما وجدا هناك تجارة تعتمد على بيع الحشائش المتدحرجة. كان الأمر مجرد دعابة بالنسبة لمايك ريغبي من ولاية يوتاه،
عندما أنشأ شركته في تسعينيات القرن الماضي وهو بعدُ في الجامعة. ويعمل لديه اليوم عدة موظفين -منهم ابنه البالغ من العمر سبعة أعوام (أسفل) الذي يحمل العشبة- يقومون بتعليـب الأعشـاب وشحنها إلى منظمي الحفلات والعاملين في مجال الديكور ممن يدفعون حتى ثلاثين دولاراً للعلبة الواحدة مـن أجـل الحصـول على أيقونة من الغرب. -دانيال ستون