في فرنسا يعتقد 7 من 10 أشخاص أن مايكروسوفت غيرت العالم أكثر من أبل هذا ما أظهره استطلاع أُجري هناك مؤخرًا . وأعتقد اننا سنحصل على ذات النتيجة لو أجرينا الاستطلاع نفسه في دول أخرى. لأن الكثير من الناس (مازالوا) يستخدمون منتجات مايكروسوفت أكثر من منتجات أبل، على الأقل في الحواسيب الشخصية التي (مازالت) هي أهم جزء في الحوسبة. في هذه الأيام لن تجد اسم ستيف جوبز دون ذكر العالم “ستيف…يغير العالم” “ستيف….يغير صناعة التقنية” ودعونا نكون صريحين. دعونا نعطي له حقه بوصفه واحدًا من أكبر رواد الأعمال في التاريخ، بوصفه رائد مذهل وصاحب رؤية، وأنه بالفعل غيّر وجه الكثير من الصناعات، مثل الموسيقى والأفلام، وبالطبع الحوسبة الشخصية. ولكن من حيث التأثير الكبير على العالم؟ مايكروسوفت تفوز . مايكروسوفت أعطت العالم أمرين مهمين
• كانت مايكروسوفت أول شركة برمجيات حقيقية.
• مايكروسوفت وضعت جهاز كمبيوتر على كل مكتب وفي كل منزل.
في نهاية المطاف ، مايكروسوفت هي التي جعلت الأجهزة الحاسوبية سلعة في متناول الجماهير. إذا لم يكن هذا واحدًا من أهم الأحداث في التاريخ ، لا شيء يستحق أن يكون كذلك . قد يقول بعض الناس أن مايكروسوفت استطاعت تحقيق ذلك بسرقة ابتكارات أبل مثل واجهة الاستخدام الجميلة. أولاً, ابل اشتهرت بنسخ تلك الواجهة من زيروكس PARC أيضًا -كما قال ستيف ” كبار الفنانين يسرقون” – . ثانياً, الشخص الذي يغيّر العالم ليس هو الذي يأتي بفكرة، بل الذي ينفذها، وأبل فشلت في ذلك في حقبة الثمانيناتXerox PARCأول ماكنتوش تم إنتاجه كان إبداعاً بحد ذاته ,حيث أظهر للعالم إلى ماذا تؤول إليه صناعة التكنولوجيا, لكنه حقق فشلاً تجارياً في ذلك الوقت, إذ فشلت أبل في إدراك أولوية السوفت وير, بشكل خاص برامج السوفت وير المعدة من قبل شركات أخرى ” third party software” وهذا ما كان ينقص الماكنتوش. كون مايكروسوفت شركة برمجيات جعلها تبني نظام أعطى الآلاف المجال للإبداع وهذا ما جعل الكمبيوتر الشخصي أرخص وأكثر قيمة وسنة بعد سنة زاد استخدامه من قبل الناس “طبعًا لقانون مور الفضل في هذا التطور أيضا” , وساعدت مايكروسوفت الكثير من مخترعي البرمجيات بالصعود وكانت لهم إلهاماً, في الوقت الذي كان من السخيف أن تنشأ شركة تعتاش من بيع البرمجيات. قد يكون تكامل نظام مايكروسوفت مع القطع الصلبة “الهاردوير” غير مثالي ويحتوي على الأخطاء البرمجية “والسبب الأكبر لاحتواء نظامهم على تلك الاخطاء بسبب التزامهم ولمدة 20 سنة بالتوافق مع الكثير من البرمجيات, إنها خدمة كبيرة لكثير من المستخدمين وللعالم, بالمقابل لم يكن على أبل الاهتمام بتلك الأمور بسبب عدم وجود هذا العدد الهائل من البرمجيات أصلاً في بيئتها ”ومع ذلك استخدم نظامهم الكثير من الناس وأحبوهModel Tكبرت أبل جدا في هذه الأيام وأصبحت فعالة لدرجة أنها تستطيع توفير أفضل منتج بأفضل سعر, ولكن عندما حدثت ثورة الحواسيب الشخصية, كان الماكنتوش مثل المرسيدس و مايكروسوفت كـ Model T من فورد , كان Model T بشعاً , غريبًا , ورخيصًا !, وكونه رخيصًا جعله بمتناول الملايين ليغير وجه العالم ويغير رواد صناعة السيارات. أخيرًا استطاعت أبل الانتقام . فهي تمتلك حصة الأسد في ثورة الحوسبة المتنقلة …من الهواتف الذكية إلى الأجهزة اللوحية التي تعادل حجم ثورة ثورة الحواسيب الشخصية. قد يزعزع أندرويد عرش iOS , ولكن أبل مازالت تمتلك إلى الآن زمام الهيمنة. قد ننظر بعد 20 سنة إلى هذه اللحظة ونرى أن أبل تركت أثر في الصناعة كما فعلت مايكروسوفت في الثمانينات ولكن إذا أردنا أن ننظر إلى اللحظة الحالية. من الجلي أن مايكروسوفت هي التي تركت أثرًا أكبر في العالم . صراحة جميعنا يحب منتجات أبل وكونهم رائعين لا يغير من حقيقة أن الشركة التي جعلتنا نلاحظ قوة البرمجيات وجعلتها متوفرة على وجه كرتنا الأرضية هي مايكروسوفت