من كلمات القشور و للباب جبران خليل جبران
لا ليست الحياة بسطوحها بل بخفاياها و لا المرئيات بقشورها بل بلبابها ولا الناس بوجوههم بل بقلوبهم
لا و لا الدين بما تظهره المعابد و تبينه الطقوس و التقاليد بل بما يختبىء في النفوس و يتجوهر بالنبات
لا و لا الفن بما تسمعه بأذنيك من نبرات و خفضات أغنية
أو من رنات أجراس الكلام في قصيدة أو بما تبصره بعينيك من خطوط و ألوان صورة
بل الفن بتلك المسافات الصامتة المرتعشة التي تجيئ بين النبرات و الخفضات في الأغنية
و بما يتسرب إليك بواسطة القصيدة مما بقي ساكنا هادئا مستوحشا في روح الشاعر
و بما توحيه إليك الصورة فترى و أنت محدق إليها ما هو أبعد و أجمل منها
لا يا أخي ليست الأيام و الليالي بظواهرها
و أنا، أنا السائر في موكب الأيام و الليالي ليست بهذا الكلام الذي أطرحه عليك
إلا بقدر ما يحمله إليك الكلام من طويتي الساكنة
إذن لا تحسبني جاهلا قبل أن نفحص ذاتي الخفية
ولا تتوهمني عبقريا قبل أن تجردني من ذاتي المقتبسة
لا تقل هو بخيل قابض الكف
قبل أن ترى قلبي أو هو كريم الجود
قبل أن تعرف الواعز إلى إكرامي و جودي
لا تدعني محبا حتى يتجلى لك حبي بكل ما فيه من النور و النار
ولا تعدني خليا حتى تلمس جراحي الدامية.
راقت لي هذه الكلمات