السومرية نيوز/ البصرة
إنطلقت في البصرة، الخميس، فعاليات ملتقى السياب الإبداعي الأول بمشاركة عشرات الشعراء والنقاد العراقيين، وذلك ضمن إطار الاحتفاء عربياً بالمنجز الشعري للشاعر بدر شاكر السياب بمناسبة مرور خمسين عاماً على رحيله.
وقال رئيس اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة الشاعر كريم جخيور في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "ملتقى السياب الإبداعي إنطلقت فعالياته اليوم في قاعة عتبة بن غزوان بمشاركة ما لايقل عن 90 شاعراً وناقداً من معظم المحافظات"، مبيناً أن "الملتقى جاء ضمن إطار المبادرة التي تبناها اتحاد الأدباء والكتاب العرب عندما اعتبر العام الحالي 2014 عاماً للإحتفاء عربياً بمنجز الشاعر العراقي بدر شاكر السياب لمرور خمسين عاماً على رحيله".
ولفت رئيس الاتحاد الى أن "الملتقى الذي يستمر ليومين ونسعى لجعله تقليداً سنوياً يتضمن قراءات شعرية ونقدية، كما تتخلله فعاليات فنية تشمل تقديم كورال (إنشودة المطر)، وكذلك أوبريت بعنوان (السندباد البحري)، كما ستعقد إحدى جلسات الملتقى في بيت الشاعر السياب"، معتبراً أن "طموح الاتحاد كان أكبر لكن تأخر إقرار الموازنة بسبب التقاطعات السياسية حال دون تحقيق طموحنا".
من جانبه، قال وكيل وزارة الثقافة طاهر الحمود في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "العراق سبق الدول العربية الأخرى بالإحتفاء بالسياب من خلال إقامة الملتقى في البصرة، حيث من المؤمل أن تبدأ الدول العربية فعاليات عام السياب خلال النصف الثاني من العام الحالي"، موضحاً أن "الملتقى نظمه اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة، أما الوزارة فسيكون لها برنامجها الخاص بمناسبة عام الإحتفاء السياب، ويتضمن البرنامج فعاليات فنية وطباعة كتب تخص منجزه الشعري".
وأشار الحمود الى أن "الملتقى كان ينبغي أن يكون عربياً وليس محلياً باعتبار أن المناسبة تستند على قرار عربي، لكن قلة التخصيصات المالية بسبب تأخر إقرار الموازنة إضطرت الاتحاد الى اقتصار الدعوات على شعراء ونقاد من داخل العراق".
وبحسب عضو اللجنة التحضيرية للملتقى الشاعر عبد السادة البصري فإن "السياب لو لم يكن مبدعاً ومجدداً للشعر العربي لما لاقى منجزه الشعري هذا الكم الهائل من الاهتمام على المستويين العربي والعالمي، فهو خلق شعراً عربياً جديداً"، معتبراً في حديث لـ"السومرية نيوز"، أن "المؤسسات الثقافية الحكومية غير مهتمة بالسياب بدليل ان بيته الواقع في قرية جيكور ظل مغلقاً ومفاتحيه تحتفظ بها هيئة الآثار، بينما كان من الأجدر أن يكون البيت مزاراً أدبياً ومركزاً لتراث السياب".
يذكر أن بدر شاكر السياب يعد أبرز رواد حركة الشعر الحر في العراق وعلى المستوى العربي، وقد ولد عام 1926 في قرية جيكور، وهو ينحدر من عائلة بصرية ذات وجاهة اجتماعية، ودرس اللغة العربية ومن ثم الإنكليزية في دار المعلمين ببغداد، وعمل مدرساً ومن ثم موظفاً إدارياً في مؤسسات عدة آخرها مصلحة الموانئ العراقية، وتوفي داخل المستشفى الأميري في الكويت عام 1964 بعد صراع مرير مع المرض، ودفن جثمانه بمقبرة الحسن البصري في قضاء الزبير، ومن دواوينه التي نشرها في حياته "أزهار ذابلة"، "غريب على الخليج"، "الأسلحة والأطفال"، "حفار القبور"، و"المعبد الغريق".
وقد واجه السياب مثل الكثير من الشعراء والأدباء العراقيين من مجايليه ظروفاً قاسية بسبب مواقفه السياسية، حيث اعتقل وفصل من الوظيفة مراراً، وفي عام 1952 اضطر إلى الهرب متخفياً بجواز سفر مزور إلى إيران، ومنها انتقل إلى الكويت قبل أن يعود إلى العراق، وكان قبل إكمال دراسته منتمياً إلى الحزب الشيوعي ثم فصل منه ووجه له انتقادات لاذعة عبر اعترافات نشرها بصيغة سلسلة مقالات خلال عام 1959 في جريدة (الحرية) البغدادية تحت عنوان "كنت شيوعياً"