خالد السهيل
عبقرية الشبكات الاجتماعية على الإنترنت، أنها غدت عدسة ثالثة لا ترحم المقصر أو المخطئ. ولا يحتاج من يتتبع تلك الشبكات إلى كثير جهد، من أجل أن يكون في حالة تواصل مع ما يهمه من موضوعات وأحداث. وأصبحت هذه الشبكات بالنسبة إلى شريحة كبيرة في مجتمعاتنا، تمثل مصدر المعلومة عن حال الطقس وعن أوضاع الأمطار وعن الطرقات المزدحمة.
وفي أحداث كثيرة، مثلت هذه الشبكات الاجتماعية على الصعيدين الدولي والمحلي أداة من أدوات التواصل والتفاعل والحفز، وأحيانا التحريض ونشر الكراهية أيضا.
وحيثما توجد الأفكار يوجد من يدعمونها أو يعارضونها، لكن علينا أن نعترف أن تلك القنوات الإلكترونية أصبحت المحطة الأولى لتلقي المعلومة بالنسبة لشريحة كبيرة في مجتمعنا. ولا يمكن أبدا القول إن بالإمكان التحكم في هذه المعلومة أو حجبها،
إذ صار بإمكان كل إنسان أن يقول ما يريد وأن يلصق على حائطه ما يشاء من إشارات ومعلومات يراها هو حقائق لا يرقى إليها الشك.
إن وجود مساحات من الكيدية والتعامل غير الموضوعي من خلال بعض هذه القنوات، لا ينفي أنها جعلت صحافة الإنسان تغدو أمرا واقعا، لا يمكن حجبه ولا الحد من تأثيره. والحل الوحيد الذي ينبغي الإنصياع له، هو التصالح مع هذه الشبكات، وجعل الحقائق متاحة للجميع، وعدم محاولة الاستذكاء على الناس، بل التواصل معهم بمنتهى الهدوء، وقيادتهم باتجاه رأي عام حقيقي. إذ إن غياب صانع الرأي العام،
يفتح الأبواب لآخرين كي يوجهوا البوصلة وفقا لأجندات قد لا تكون وطنية. وهذه المعضلة تحتاج إلى عمل حقيقي تحت الشمس، وشفافية تتطلبها روح العصر وتقنياته المتجددة، واستيعاب لبعض الأصوات المرتفعة أحيانا،
لأن جيل الشبكات الاجتماعية تعود في تلك الشبكات على أن يتكلم بمنتهى الحرية ولا يمكن لمبدأ: كل تبن أن يردعه أو يخيفه، لكن اللين والحوار هو أفضل أسلوب للتواصل مع هذه الأجيال الإلكترونية.
*نقلاً عن "صحيفة "الاقتصادية" السعودية