TODAY - 22 September, 2011
وجبة شهية بين السماء والأرض
بعد بيروت ودبي.. الآن في جدة
المطعم المعلق تجربة تستحق الإقدام عليها لملامسة متعة تناول الطعام بين السماء والأرض
سلطان الترك قصد مدينة جدة منذ بضعة أسابيع لغرض قضاء شهر العسل، وذلك بحسب نصيحة من زملائه، وخلال تجوله بالسيارة على الكورنيش الشمالي بجدة، لفت نظره مطعم معلق على ارتفاع 50 مترا تقريبا، وهو ما استوقفه قليلا، ثم قرر المضي في طريقه، لا سيما أنه كان قد احتشد مجموعة من المارة لالتقاط الصور، إلا أن زوجته أصرت على أن يستكشفا المطعم، وهو الوقت ذاته الذي التقتهما فيه «الشرق الأوسط» على أبواب المنتجع، وأكدا مدى حماسهما لمثل هذه التجربة، التي تعد جديدة نوعا ما بالنسبة لهما، خاصة أنه لم يسبق لهما أن شاهدا أمرا مماثلا له.
لكن فكرة إنشاء مطعم معلق ليست بالغريبة إطلاقا، خاصة أنها موجودة في 22 دولة على مستوى العالم، لكنها تعتبر جديدة في السعودية، كما أن هيئة السياحة والآثار – وهي الجهة المسؤولة عن السياحة في المملكة - صنفته كأحد أفضل المطاعم الموجودة حاليا في جدة، وذلك بالنظر إلى فكرته، والخدمات التي يقدمها لزبائنه.
المطعم المعلق عبارة عن مركبة تتسع لـ32 شخصا، وتتكون من 8 طاولات، حول كل طاولة 4 مقاعد، يكون الوصول إلى تلك المقاعد عبر استخدام رافعات تتوفر فيها احترازات ووسائل السلامة، وبإشراف نخبة من المختصين، حتى يتمكن نقل الزبائن من الأرض إلى قمة المطعم، لتمتد مدة الوجبة إلى 45 دقيقة.
يشرف على المطعم، وعلى الوجبات خصيصا، طاقم كامل من أمهر الطهاة، مهمتهم تقديم أشهى وألذ المأكولات، بالإضافة إلى عاملين يقومون بتقديم الخدمات الملائمة والمنسجمة مع الأجواء للزبائن، إلى جانب عاملين مختصين بالأمن والسلامة، من شأنهم الحرص على سلامة الزبائن.
وعلى الرغم من أن متعة هذه المطاعم يسودها الخوف والخطورة، فإن الإقبال عليها دليل على أن الناس باختلافهم يبحثون عن كل جديد، دون النظر للخطورة التي قد تعود عليهم، وهو الأمر الذي علق عليه جاد قصاص، أحد المشرفين على المشروع، بأن المطعم حاصل على أفضل شهادة ألمانية متخصصة في السلامة، لافتا في الوقت ذاته إلى أنه لم يسبق أن حدثت حوادث في دولة في العالم بالمطاعم المماثلة.
فالقائمون على المطعم الواقع بين السماء والأرض في جدة، عروس البحر الأحمر، كما يحلو لأهلها تسميتها، عدّوه الأكبر من حيث الحجم مقارنة بالمطاعم الأخرى في العالم، باعتبار أنه يتسع لـ32 شخصا، فيما يتسع مثيله في العالم لـ22 فقط، وبحسب جاد الذي بين في حديث مع «الشرق الأوسط» أن فكرة إنشاء المطعم المعلق سوف تكون مؤقتة، نظرا لتكاليفه العالية.
فالفكرة جاءت فقط لإنعاش السياحة بجدة، لا سيما أن افتتاحه تزامن مع مهرجان جدة هذا الصيف، إلى جانب كونه فكرة جيدة للتسويق للمنتجع الذي لا يتجاوز عمره سبعة أشهر، لافتا إلى أن المطعم المعلق بمدينة جدة مثله مثل أي مشروع يقام بالسعودية، يراعي خصوصية المجتمع السعودي من حيث التصميم، والمساحة، وتقديم الخدمات.وحول أسعاره التي رآها البعض مبالغا فيها، يقول: «تعد أسعارنا الأفضل على مستوى العالم مقارنة بالمطاعم المعلقة الأخرى، التي نتفوق عليها بالحجم والخدمات، كما أن الفكرة هي الأولى من نوعها بالسعودية، إلى جانب أن المطعم موجود لفترة محدودة، كما أن تكاليف الرافعة في اليوم الواحد تبلغ 40 ألف ريال (10.66 ألف دولار)».
واستطرد في الحديث بقوله: «سيبدو واضحا لأي شخص سبق أن زار دبي أو بيروت، أن أسعارنا جيدة ومدروسة مقارنة بالمدينتين المذكورتين، ففي دبي يتم احتساب الوجبة للشخص في المطعم المعلق بـ750 درهما، وفي بيروت بـ250 دولارا، أي ما يوازي 1000 ريال سعودي».
وفي السياق ذاته كان أمين عام الغرفة التجارية الصناعية بجدة، عدنان بن حسين مندورة، قد صرح في جولة قام بها للمطعم المعلق، بأن المطعم يدل دلالة واضحة على تطور المنتج السعودي، والقوة والرسوخ للسياحة الداخلية.
ويعتبر المطعم المعلق في جدة (غرب السعودية) محط أنظار الزائرين، خصوصا من يقدمون لجدة من خارجها، حيث تعتبر أول محطة للقادمين من الخارج لتأدية نسك العمرة، كونها تبعد 80 كيلومترا عن مكة المكرمة، وهو ما يعطيها مكانة أكبر أهمية في نفوس القادمين من خارج المملكة، بالإضافة إلى مكانتها في نفوس السعوديين، كونها ثاني مدينة إدارية بين المناطق السعودية بعد العاصمة الرياض.