النتائج 1 إلى 6 من 6
الموضوع:

ما هي التاوية الصينية؟

الزوار من محركات البحث: 178 المشاهدات : 3442 الردود: 5
جميع روابطنا، مشاركاتنا، صورنا متاحة للزوار دون الحاجة إلى التسجيل ، الابلاغ عن انتهاك - Report a violation
  1. #1
    مؤسس
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: كوكب الارض
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 1,708 المواضيع: 240
    صوتيات: 2 سوالف عراقية: 0
    التقييم: 443
    مزاجي: برتقالي
    المهنة: مهندس زراعي
    أكلتي المفضلة: تنتوني
    موبايلي: سمبيان !!!!
    آخر نشاط: 7/July/2024
    الاتصال: إرسال رسالة عبر Yahoo إلى Ali Onger
    مقالات المدونة: 109

    1 ما هي التاوية الصينية؟



    رمز التاو(الانسجام الكلي بين قطبي الوجود، الانثوي والذكوري)، ويبيِّن الخط الفاصل المتلوِّي أن هذين القطبين

    دائما التداخل واحدهما في الآخر، وتُظهِر الدائرة الصغيرة ضمن كلٍّ منهما إمكان التحوُّل من الواحد للآخر


    في الصين هنالك ثلاث عقائد متداخلة مع بعضها البعض رغم تمايزها التاريخي والتفصيلي:

    ـ الكونفوشيسية، والبوذية (القادمة من الهند)، ثم التاوية.

    الكونفوشيسية تعالج علاقة الفرد بالمجتمع والدولة وتعلم الانسان كيفية تطبيق النظام. البوذية تعالج علاقة الانسان بذاته وخالق الكون.

    اما التاوية فتعالج علاقة الانسان بالحياة والوجود بأجمعه، وكيفية خلق التناغم الكلي في داخل الانسان وفي خارجه حتى بلوغ (التاو) أي الانسجام الكلي. وهي تعتبر اكثر العقائد حضورا وتأثيرا في الحياة الصينية. وتحتوي على جوانب عديد تتعلق بالكثير من تفاصيل الحياة الانسانية والوجود الكوني.

    ان اقدم مصادر التاوية الفلسفية تعود الى كتابين أساسيين: الأول وهو الـ” يیکنك”، ألفه “لاوتسه” الذي يعتبر مؤسس التاوية، في القرن الـ 3 ق.م. والثاني هو الـ”چنگ تسی”، ويضم مجموعة من الأمثال والمواعظ، صنفه “چنگ تسي” بعد فترة قريبة من صدور الكتاب الاول.

    من اقوال لاو تسه: الانحناء هو الاستقامة / الفراغ هو الامتلاء / الاهتراء هو التجدد / امتلاك القليل هو حقُّ الامتلاك.

    ومن اقوال (چنگ تسی): لأن هناك قبحاً يرون في الجميل جمالاً / لأن هناك جمالاً يرون القبيح قبيحاً / الوجود واللاوجود يأتي كل منهما من الآخر/ يتكامل الصعب والسهل / يتوازن الطويل والقصير/ يتساند العالي والمنخفض / يتجاوب الصوت والصمت / يتتابع القبل والبعد / لذلك وحده الحكيم لا يتدخل في مسار الأشياء وبدون كلمات يعلم / مادامت هناك حياة، هنالك موت، ومادام هناك موت، هنالك حياة. بوجود ما هو صحيح يوجد ما هو خطأ، وبوجود ما هو خطأ يوجد ما هو صحيح. هذا هو ذلك، وذلك هو هذا كذلك. هل يوجد فعلاً فارق بين هذا وذلك؟ عندما ينعدم التناقض بين هذا وذلك، نبلغ (التاو ـ الانسجام الكلي). .

    جوهر التاوية

    التاوية مثل كل عقيدة، تحتوي على جانبين مختلفين: الجوهر الفكري ثم المكملات الاسطورية الشعبية. ففي التاوية كما في كل عقيدة، مع الاساس الفكري هنالك الكثير من التصورات الروحیة والطقوس والحكايات الرمزية والمعتقدات الشعبية، وغيرها. فهي تدعو إلى احترام الذات والانعزال عن الحياة العامة، واتباع نوع من التصوف والعبادة التأملية والتي ارتبطت باليوغا الخاصة بها.

    أما جوهر التاوية والذي يمكن ان يفيدنا في رؤيتنا للحياة وللمجتمع ولا يتعارض مع اية عقيدة او دين، فيمكن تحديده بالفكرة التالية:

    ـ ان الوجود بأجمعه، بما فيه الوجود الانساني، يتكون من قوتين او طاقتين متكاملتين: (ين ـ يان) وتكتب أيضاً (ينغ ـ يانغ) ولفظها الصحيح هو(ینگ ـ یانگ). ويمكن ترجمتهما بعدة كلمات: المؤنث ـ المذكر/ البارد ـ الحار/ المنفعل ـ الفعال / السالب ـ الموجب. هذه (الثنائية تكاملية) بمعنى انه أي طرف منها لا يوجد الاّ مع الطرف الآخر. فليس هنالك ليل دون نهار، شهيق دون زفير، ذكر دون أنثى، عالي دون واطي، ساخن دون بارد.. إلخ؛ وكلٌّ منهما يحمل معه قدرة التحوُّل نحو الآخر.

    أما كلمة (تاو) تعني (طريق الانسجام) للتوازن والتكامل بين طاقتي الوجود. او بمعنى آخر، القوى المطلقة والغاية القصوى لكل الوجود.

    ان الفلسفة التاوية تعتقد أن كل شيء في الوجود إما (مؤنث) أو (مذكر).. نعم كل شيء : البشر والحيوان والنبات وجميع المواد وأعضاء الجسد والسماء والأرض وحتى الغذاء والدواء. مثلاً، النهار مذكر والليل مؤنث، الحر مذكر والبرد مؤنث، المالح مذكر والحلو مؤنث، الحديد مذكر والخشب مؤنث.. الخ.

    من صفات ونماذج اليان: فهو: الذكورة، الموجب، النهار، الوضوح، الشمس، البياض، السماء، الجنوب، اليمين، الامتلاء، الفعل، الحركة، السخونة، الاقتحام، الزيادة، الاتجاه نحو الخارج.

    من صفات ونماذج الين: الأنوثة، السالب، الليل، العتمة، القمر، السواد، الارض، الشمال، اليسار، الفراغ، الانفعال (أي تلقي الفعل)، السكون، البرودة، الاستقبال، التناقص، الاتجاه نحو الداخل.

    من تطبيقات التاوية:

    ان مبدأ (التاو) او البحث عن التوازن والانسجام بين ثنائيات الوجود قد تم تطبيقه في الكثير من مجالات الحياة الاجتماعية في الصين، منها:

    ـ (الطب الصيني)، وهو من اهم مجالات التطبيق التاوي، فهو قائم على الفكرة البسيطة التالية: ان جسم الانسان يحتوي على هاتين الطاقتين (اليان الحارة، والين الباردة). ان الصحة تعني التوازن بين هاتين الطاقتين، والمرض يعني الخلل في توازنهما. وتسري الثنائية ايضا على اعضاء الانسان. فجلده مثلا، يغلب عليه ”اليان” لأنه خارجي، وداخله “ين” وهكذا كل أعضائه الداخلية خارجها يغلب عليه ”اليان” وداخلها ”ين”. تُعتبَر أحشاء الإنسان المحمية من العوامل الخارجية أعضاء (ين)، بالمقارنة مع الجلد والعضلات التي تُعتبَر(يان). تعتبر الرجلين (ين) والذراعين (يان). كما تُصنَّف الأحشاء نفسها إلى أعضاء جوفاء، كالمعدة والامعاء والمثانة، التي تقوم بأعمال التحويل والتصريف، وتُعتبَر(يان)، وإلى أعضاء غير جوفاء، كالكبد والطحال والرئة، التي تقوم بأعمال التركيب والتخزين، وتُعتبَر( ين). كذلك هنالك مجاري (قنوات) لهاتين الطاقتين في جميع أنحاء الجسم، ولكل نوع منهما ثمة مراكز تحكم منتشرة في أنحاء البدن الخارجي. ان الأمراض محاولة كيان الانسان لإصلاح عدم توازن معين في بدنه ناتج عن تخلخل سلوكه اليومي وتغذيته. وهذا يعني انه يجب ألاّ يُنظَر إلى الامراض كعدوٍّ بل كصديق: فالمرض ليس دومًا قصاصًا أو علامة ضعف، بل هو رد فعل الجسم من اجل اجبار الانسان الى اعادة التوازن في سلوكه. ويعاد هذا التوازن من خلال تحسين السلوك وكذلك الاغذية والادوية العشبية والوخز بالابر، من اجل اعطاء فرصة للطاقة للتحرك في أنحاء الجسم وتقليل الطاقة الزائدة، وزيادة الطاقة الناقصة. فمثلا لو كان المرض بسبب زيادة في طاقة اليان وقلة الين، فأن المريض عليه ان يستهلك اغذية فيها طاقة الين (الباردة) ويمتنع عن اغذية اليان (الحارة). وهنالك ايضا ادوية وتمارين معينة تساعد في عملية التوازن.

    كذلك طبق مبدأ (الين واليان) على الكثير من مجالات الحياة، مثل رياضة المبارزة الصينية (كونفو)، وتمارين التوازن (تايچی کوین) و(كي كونغ). بل طبقت التاوية حتى على تنظيم سكن الانسان (فانگ تشو) حيث تبنى المدن والبيوت وتنظم دواخلها بصورة تحترم التوازن بين طاقتي الين واليان. فينصح مثلا ان يكون اتجاء الرأس عند النوم نحو الشمال والشرق، لأنه اتجاه (ين) يمنح الهدوء والخدر، أما وضعنا في العمل فيحسن ان نتجه نحو الجنوب والغرب لأنه اتجاه (يان) فعال ومنشط.

    فكرنا الوسطي:

    حسب علمنا، بأننا أول من استخدم (الثنائية التاوية) في علم الاجتماع (راجع الفصل الثاني من كتابنا ـ الذات الجريحة، الذي صدرت طبعته الاولى عام (1997). فالثنائية التاوية قد استخدمت أساساً في تحليل وضع الفرد الانساني وكذلك على الوجود الطبيعي والكوني، لكنها لم تستخدم في رؤية المجتمع الانساني، أي في (علم الاجتماع). وقد اطلقنا على طريقتنا هذه بالتحليل الاجتماعي (الفكر الوسطي).

    استنبطنا رؤيتنا هذه بالتحليل الاجتماعي، من خلال المقارنة بين (الثنائية التاوية) التي هي (ثنائية تكاملية)، مع (الثنائية التناقضية) السائدة خصوصاً في ثقافة شعوب البحر المتوسط، الغربية والشرقية، أي العالمين الاوربي والعربي، وبالذات في الاديان السماوية. وهي (ثنائية الأحسن والأسوأ). بينما الثنائية التاوية هي (الثنائية الانسجامية) حيث كل طرف لا يكتمل إلاّ بالطرف الآخر.

    طبعا هذا لا يعني اننا ننفي (ثنائية الخير والشر، والجيد والسيء). نعم هنالك (ثنائية خير وشر)، لكنها تابعة تماما لـ (ثنائية الين واليان التكاملية)، كيف؟

    الجواب: ان الخير هو الانسجام والتكامل بين الثنائيات، اما الشر فأنه ينتج من تخلخل الانسجام والتوازن بين هذه الثنائيات، والمغالات في دور أحد الطرفين على حساب الطرف الآخر. فمثلا، ان توازن (البرد والحر، الليل والنهار، الرجل والمرأة، الدين والدنيا، الحداثة والاصالة، الدولة والشعب، الواجب والمتعة، الفرد والمجتمع...)، هو الخير، وغلبة أحدهما على الآخر، هو الشر.

    ان (الوسطي) هو أولاً وأخيراً من يعتمد على مبدأ النسبية في التعامل مع ثنائيات الوجود. الخير لا يكمن إطلاقاً في أحد طرفي الموجودات، ولا الشر يكمن في الطرف الآخر. الخير والشر يكمنان في الطرفين معاً وفي آن واحد: البرد وحده هو الشر، كذلك الحر وحده هو الشر، والانسجام والتوسط بين الاثنين هو الدفء والراحة للانسان والطبيعة. الخير يكمن في انسجام الثنائيات، والشر يكمن في تناحرهما. الأنثى وحدها هي الوحشة والجفاف، والذكر وحده هو السأم والموت، الانسجام والتوافق بين الاثنين هو الحب والخصب والحياة. بين الماضي والمستقبل هناك الحاضر، والحاضر هو الخير وهو الواقع، وهو الماضي والمستقبل بآن واحد. ان الشر لا يكمن في النار وحدها بل في الثلج أيضاً، أما الخير فيكمن في وسط النار والثلج، أي الماء الجاري من اتحادهما، وهو الارتواء والخصب وسر الحياة.

    التوفيقية والوسطية:

    كثيراً ما يساء فهم نظريتنا (الوسطية) باعتبارها نوعاً من التوفيقية والنفعية المتغيرة. الحقيقة أن هناك فرقاً بين هذين المفهومين. التوفيقية هي محاولة الجمع بين النقيضين جنباً الى جنب والمناورة بالاعتماد على كل منهما، بينما الوسطية هي البحث عن الاعتدال بين موقفين متطرفين بتناقضهما. لوأخذنا معتقدين متضادين مثل العلم والدين، فإن التوفيقي يحاول أن يكون بنفس الوقت متديناً جداً وعلمياً جداً دون أي محاولة لأيجاد منطق واحد يجمع بين الموضوعين، إذ تراه ينتقل من حالة التزمت الديني الى حالة التزمت العلمي حسب المزاج والظرف والمصلحة. أما الوسطي فانه يبحث عن المنطق الواحد الذي يجمع بين العلم والدين مع تشذيب كل منهما من جوانبه المتطرفة. أي أنه يعتمد على مبدأ يفترض فيه أن القوى الغيبية والالهية يمكنها أن تكون حقيقة موجودة ومسؤولة عن انبثاق الدين، لكن هذا لا يمنع أن تكون هذه القوى أيضاً مسؤولة عن العلم ومانحة للانسان القدرة على التفكير والابداع.

    المجتمع الوسطي:

    بناءاً على هذا فإن أي مجتمع لن يبلغ الاستقرار والأزدهار إلاّ بتوازن ثنائياته وتكاملها: الدولة والمجتمع، القوى السياسية والقوى المدنية، الدين والعلم، الانتاج والابتهاج، المدينة والريف.. ومن بين كل ثنائيات المجتمع، فإن ثنائية (المرأة والرجل) هي الأكثر أهمية، في جميع النواحي البيولوجية والروحية والتربوية والاقتصادية والسياسية. دائماً المجتمعات التي تعيش حالة عنف وتوتر وقمع هي المجتمعات التي يبلغ فيها تخلخل التوازن بين الرجل والمرأة حده الأقصى، حيث السيطرة الحاسمة لعناصر الذكورة ورموزها: الفحولة والأبوة والقوة والعمل والعقل (الخالي من العواطف والضمير) والسلاح والحديد والجفاف والصراخ والفردية. كل هذه العناصر (الذكورية) هي ضرورية ومفيدة للمجتمع في حالة التخفيف من سيطرتها بموازنتها وامتزاجها مع عناصر الأنوثة : الأمومة والليونة والراحة والعواطف والخضرة والرطوبة والهدوء والروح الجماعية.

    لهذا فان المجتمع الأمثل هو المجتمع الذي يتمكن من تحقيق التوازن بين مكوناته الذكورية والأنوثية، في الدولة والادارة والقانون والدين والثقافة والتربية وجميع مكونات الحياة المادية والروحية,
    من بحث لسليم مطر منقول للفائدة تقبلوا تحياتي وكما احب ان انقل لكم بعض الحكم التاوية الطريفة و المفيدة عسى ان تفيدكم

    يحكى أنه كان لتاويي حصان يستعمله في شتى مجالاته المعيشية من حرث وزع وحصد ونقل وما شابه. في يوم من الأيام إختفى الحصان. بحثوا عنه في كل الأماكن الممكنة فلم يجدوه. جاء جيران التاوي لمواساته فقالوا له: كاننت الالهة في عونك فلقد أصابتك مصيبة، فأجاب : " لا أدري، سنرى."
    رجع الحصان لصاحبه ومعه عدد من الأحصنة البرية ودخلت جميعها إلى حظيرة التاوي. جاء الجيران ليهنئوه فقالوا له: " هنيئا لك لقد أصابك خير كثير." فقال:" لست أدري سنرى."
    بعد أيام وحين كان إبن التاوي الوحيد يروض الأحصنة الهجينة رفسه حصان فكسر رجله. جاء جيران التاوي لكي يواسوه فقالوا : نشعر معك فلقد أصابتك مصيبة كبيرة". أجاب التاوي:" لست أدري، سنرى."
    بعد أيام جاء ضباط من الجيش الصيني وأخذوا كل شباب القرية للإشتراك في الحرب إلا إبن التاوي بسبب رجله المكسوره.
    هذه الحكاية تدل على أن مفهوم الأقطاب في الفكر اتاوي يختلف عن مفهوم الأضداد في الأديان الشرق أوسطية أو المسماة سماوية، أي اليهودية والمسيحية والاسلام . في مفهوم الأديان السماوية المذكورة، هناك صراع أبدي بين الأضداد، فالخير يصارع الشر، والحياة ضد الموت، والظلام ضد النور وهكذا صراع على السيادة بين كل نقيض ونقيضه. أما في مفهوم الفكر التاوي فإن الأقطاب لا تتصارع ولكنها في حركة تعاونية، وتوازن الكون هو نتيجة لتعاون هذا الأقطاب على كل صعيد . الأقطاب في الفكر الصيني لا تتصارع على السيادة وعلى إلغاء الآخر،لأن كل ضد يأخذ معناه ووجوده من ضده، فلا نور بدون ظلام ولا معنى للخير بدون وجود الشر ولا للحياة بدون الموت وهكذا فالخير قد ينتج شرا والشر قد يتحول إلى خير.

    يحكى أن لصا جاء ليسرق حكيما تاويا كان يعيش في عزلته التأملية في كوخ على رأس جبل. كبل اللص الحكيم بعد أن فتشه تفتيشا دقيقا فلم يجد معه ما يستحق السرقة ووضعه خارج الكوخ ودخل إلى داخل الكوخ يبحث عن أي شيء ذي قيمة لسرقته فلم يجد. عندما لم يجد اللص ما يسرقه نزع عن الحكيم ملابسه القديمة شبه البالية وسرقها حتى لا يخرج خال الوفاض وتركه غاضبا. صاح التاوي وقال: " نسيت يا بني أن تأخذ الكنز." ظن اللص أن هناك كنزا مخفيا في مكان ما فرجع إلى الحكيم وقال له: " أين هو الكنز وأين خبأته؟ فأشار الحكيم إلى الجبال والوديان التي حوله المليئة بالأشجار والزهور والنباتات وقال: " ها هو الكنز أمامك يا بني، فتمتع به كما تريد."
    هذه الحكاية تدل على الحكمة التاوية التي تقول أن قيمة الأشياء تقدر بقدر تقدير الإنسان لها، فإن قال أن الذهب لا يعني لي شيئا وإنما هو تراب بلا قيمة يصبح الذهب بالنسبة للإنسان بلا قيمة. كما أن ذلك يدل على أن الغنى والجمال موجود حولنا ويمكننا أن نتمتع به وبالتلائم مع الطبيعة حولنا نصل إلى الرضى والسعادة.

    يحكى أن رجلا جاء لحكيم تاوي وطلب منه أن يعلمه الحكمة. قال الحكيم: " سنشرب الشاي معا أولا." أحضر الحكيم إبريق الشاي ووضع أمام الرجل فنجانا فارغا وأخذ في صب الشاي فيه حتى إمتلأ ولكنه تابع في صب الشاي حتى تدفق من الفنجان وسال على الطاولة ومن ثم على الأرض. صاح الرجل:" كفى! ألا ترى أن الفنجان قد إمتلأ وأنت لا تزال تصب الشاي حتى سال على الأرض وذهب سدى." قال الحكيم: " أنت يا بني مثل هذا الفنجان مليء بالفكر المسبق وكل ما سيصب فيك سيذهب سدى. لقد جئتني وأنت مليء بالأفكار المسبقة وتريد مني أن أعلمك الحكمة وهو أمر غير ممكن لأن تعاليمي ستذهب سدى كهذا الشاي. إذهب وإفرغ نفسك من الأفكار المسبقة ثم تعال إلي."
    الحكمة من هذه الحكاية أنه إن كنت ترغب في تعلم شيء جديد عليك أن تترك فراغا لها فإنك إن كنت مليء بالأفكار المسبقة فلن تتعلم شيئا جديدا.

  2. #2
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    تاريخ التسجيل: January-2010
    الدولة: البصرة
    الجنس: أنثى
    المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
    صوتيات: 103 سوالف عراقية: 65
    التقييم: 5826
    مزاجي: هادئة
    أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
    موبايلي: Iphon 6 plus
    آخر نشاط: 5/August/2024
    مقالات المدونة: 77
    هذه اني قارية عنها بالموسوعة الي عندي
    وعجبني رمزهم بصراحة .... شكرا على على الموضوع
    لك تقديري وتقيمي

  3. #3
    مؤسس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Daleen مشاهدة المشاركة
    هذه اني قارية عنها بالموسوعة الي عندي
    وعجبني رمزهم بصراحة .... شكرا على على الموضوع
    لك تقديري وتقيمي
    شكرا دالين وتسلمين على التقيم كتلتني موسوعة الملل و النحل راح ادور عليها بلمكتبات بلكي اشوفها

  4. #4
    صديق مؤسس
    صاحبة الامتياز
    اذا عندك سفرة لبغداد اكو مكتبة مقابل السفارة الهندية
    بالاعظمية بيها العجب العجاب من الكتب...
    احتمال تحصلها هناك

  5. #5
    صديق مشارك
    تاريخ التسجيل: June-2013
    الجنس: ذكر
    المشاركات: 146 المواضيع: 94
    صوتيات: 0 سوالف عراقية: 1
    التقييم: 144
    آخر نشاط: 7/August/2023
    تسلم يدك

  6. #6
    مؤسس
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد عبدالعظيم الشويلي مشاهدة المشاركة
    تسلم يدك
    شكرا عزيزي محمد

تم تطوير موقع درر العراق بواسطة Samer

قوانين المنتديات العامة

Google+

متصفح Chrome هو الأفضل لتصفح الانترنت في الجوال