توصلت دراسة علمية إلى أن الطيور لديها قدرة تعلم طريقة اختيار أفضل المواد لبناء أعشاشها.
وكان الاعتقاد السائد أن اختيار الطيور لمواد بناء الأعشاش يتحدد بناء على جيناتها نظرا لاحتواء كل نوع من الطيور على "نموذج عش غريزي".
لكن التجربة العلمية أظهرت أن هذا النشاط يعتبر أكثر تعقيدا من الناحية المعرفية.
ونشرت نتائج الدراسة في دورية (Royal Society journal Proceedings B).
واتيح خلال الدراسة للطيور فرصة الاختيار من بين مجموعة قش مرنة وصلبة لبناء أعشاشها.
وقالت إيدا بايلي، من جامعة سانت أندروز والمشرفة على الدراسة :"وجدنا أن العصافير زيبرا تفضل القش الأكثر صلابة".
وأضافت :"يعتبر (القش الصلب) أكثر كفاءة للبناء بالنسبة لهذه العصافير، إذ يمكنها بناء عشها بمواد أقل".
كما بحثت بايلي وزملاؤها قدرة الطيور على التعلم بهدف تحديد ما إذا كانت تلك الطيور بإمكانها التمييز بين المواد بالاعتماد على خصائصها.
ولاجراء هذا الاختبار أعطى الباحثون مجموعة من العصافير قشا مرنا لبناء أعشاش، فيما أعطوا مجموعة أخرى قشا أكثر صلابة.
بعد ذلك أتيح لمجموعتي العصافير الاختيار بين القش المرن والصلب. واختارت العصافير التي دأبت على بناء أعشاشها بالقش المرن على الفور تلك المواد الأكثر صلابة.
وقالت بايلي :"هناك تنوع هائل للأعشاش في العالم الطبيعي".
وأضافت :"نظرا لأن الطيور ليست بنفس قدر الذكاء الذي يتمتع به الإنسان، الذي يمكنه بسهولة بالغة معرفة استخدام المواد المختلفة، راجت فرضية وجود نموذج جيني في دماغ الطيور".
ويشير ذلك إلى أن التعلم بالفعل بالغ الأهمية بالنسبة لقرارات الطيور، بحسب بايلي.
من جانبه قال مايك تومز، من مجلس الأمناء البريطاني لعلم الطيور، إن البحث أتاح الكثير من المعلومات.
وقال لبي بي سي :"قد يساعد (البحث) في شرح تنوع المواد التي يمكن أن تستخدم من جانب الطيور من نفس النوع التي تبني أعشاشها في نفس المنطقة".
وأضاف :"هذه المعرفة الجديدة تزيد بالطبع احترامي لمهارات الطيور في البناء مثل العصفور طويل الذيل، الذي يستخدم آلاف الأنواع من المواد لبناء عشه المقبب المبني من الطحالب والأشنيات وخيوط العنكبوت والريش".