تقييم لأداء الأفضل والأسوأ لمباراة نهائي كأس ملك إسبانيا على ملعب مستايا...

بقلم | محمود ماهر

رد ريال مدريد الصاع لبرشلونة بعد تعرضه للهزيمة في مباراة كلاسيكو البرنابيو نهاية الشهر الماضي في الليجا 4/3 بتحقيق فوز تاريخي في نهائي كأس ملك إسبانيا على ملعب المستايا بهدفين حملا توقيع جناحيه «أنخل دي ماريا وجاريث بيل» مقابل هدف للمدافع الإسباني الشاب «بارتارا»، ليعانق الريال أول ألقابه تحت إمرة المدرب الإيطالي «كارلو أنشيلوتي» الذي سبق له التتويج بكأسي إيطاليا وإنجلترا مع ميلان وتشيلسي.

الهدف الافتتاحي حمل توقيع أنخل دي ماريا بعد سلسلة من التمريرات الجميلة بين جاريث بيل وكريم بنزيمة، وفشل الفريق الملكي في استغلال الهجمات المضادة التي أتيحت له لأكثر من 40، بينما استفاد برشلونة من ركلة ركنية لعبها تشافي هيرنانديز على رأس بارتارا مطلع الشوط الثاني ليسجل منها هدف التعديل، لكن الدقائق الخمس الأخيرة من اللقاء حملت هدف فوز الريال بعد انطلاقة صاروخية من النفاثة الويلزية «جاريث بيل» ليعطي العنان لنفسه بالاحتفال بلقبه الأول في مسيرته الكروية.

هذه كانت الحكاية باختصار، والآن مع تقييم جول للرجل الرائع والمخيب لهذا اللقاء:

رجل رائع: أنخل دي ماريا - ريال مدريد





الأرجنتيني لعب مباراة عمره في الدفاع والوسط والهجوم بنفس المستوى وبنفس الجودة والسرعة، جُل تمريراته كان لها معنى وشكلت خطورة على مرمى البرسا.

سجل الهدف الأول بعد دقائق قليلة من ضربة البداية، وكاد يضيف الهدف الثاني في عدة مرات، ووضع أكثر من كرة على طبق من ذهب أمام كريم بنزيمة وجاريث بيل، بخلاف انطلاقاته التي لم تنته على الرواقين. ولعل أكثر ما ميزه عن جاريث بيل وإيسكو لنيل لقب الرجل الرائع مساندته الدائمة للدفاع وللوسط الدفاعي في قطع الكرات.

ربما لقب نجم المباراة يظلم ريال مدريد اليوم، فالفريق كله لعب مباراة في القمة، ربما تشابي ألونسو وكريم بنزيمة كانا أقل عنصرين، لكن عدد لا بأس به من لاعبي الفريق يستحقون حقاً لقب الرجل الرائع على مجهوداتهم في هذه المباراة التكتيكية الكبيرة. ربما للمرة الأولى يلفت نظري أداء رباعي خط الظهر بهذه الصورة. فراموس قد قاتل بكل شراسة ولم يدخر نقطة عرق واحدة من أجل فريقه، ولم يسقط في نفس الأخطاء التي أدت لخسارة كلاسيكو الليجا الشهر الماضي، وكارفاخال لم يستطع أحد تجاوزه سواء إنييستا أو بعد تحول نيمار إلى جهة اليسار أو حتى بعد نزول آدريانو. الكل عجز عن التصرف معه، وكوينتراو قدم مباراة جيدة جداً وكذلك بيبي، ما هذه العظمة يا دفاع الريال؟؟

رجل مخيب: ليونيل ميسي - برشلونة





عندما تكون الفرصة الحقيقية الوحيدة لبرشلونة بعد أكثر من 50 دقيقة ومن تسديدة للمدافع الشاب بارتارا من خارج منطقة الجزاء وفي منتصف المرمى، وعندما يكون هدف برشلونة الوحيد في نهائي كأس الملك من رأسية للمدافع ذاته بعد ركلة ركنية، فإعلم أن هناك ما أصاب ميسي.

ظهر ميسي الليلة كالعاجز أمام التكتيك المتبع في ريال مدريد بغلق منطقتي العمق والطرف الأيمن، ولم يحاول تغيير أسلوبه بالتعاون مع فابريجاس ونيمار بطريقة أو بأخرى فمعظم تمريراته كانت سيئة واختفى وسط الزحام الدفاعي للريال مع استسلامه الغريب، في الحقيقة كان الغائب الأكبر عن هذه المباراة وليس رونالدو الذي لفت الأنظار أكثر منه بذلك الكاب !.

معظم عرضيات ألفيش ذهبت أدراج الرياح لضعف ارتكاز ميسي داخل المنطقة ما سهل عمل بيبي وراموس في تمشيط الكرات الحائرة داخل المنطقة. وكان كل من إنييستا وتشافي يحاولان مساعدته بتمريرات مستمرة في العمق لكنها ضاعت بسبب عدم تحركه من دون كرة داخل منطقة الجزاء بتلك الانسيابية والمرونة التي تميزه. وفي الوقت الذي انتظر فيه الجميع هروبه من الرقابة بالعودة إلى الخلف لبدء الهجمات كان يصر على البقاء في أحضان راموس وبيبي.. كذلك نيمار يستحق النقد على مردوده، تسلمه سيء جداً للكرة ولا تزال خصلة الاستعراضية في دمه.