ﺣﺴﺎﻡ ﺳﺎﻟﻢ
ﺻﺪﺭ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ, ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ,
ﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ, ﻟﻤﺆﻟﻔﻪ ﺳﻌﺪ ﺳﻠﻮﻡ ﺍﺳﺘﺎﺫ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻓﻲ
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮﻳﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ, ﺣﻴﺚ ﺻﺪﺭ ﻋﻦ ﻣﺆﺳﺴﺔ
ﻣﺴﺎﺭﺕ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻻﻋﻼﻣﻴﺔ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺑﺎﻟﻐﺘﻴﻴﻦ
ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻻﻧﻜﻠﻴﺰﻳﺔ, ﻭﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﺔ ﺑﻌﺾ ﻣﺤﺎﻭﺭ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﺑﻨﺎﺀ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻻﻛﺎﺩﻳﻤﻴﻴﻦ
ﺍﻳﻀﺎ. ﻭﻗﺒﻞ ﺍﻥ ﺍﻧﺘﻬﻲ ﻣﻦ ﻗﺮﺍﺀﺓ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻣﻠﻜﺘﻨﻲ ﺭﻏﺒﺔ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻨﻪ ﻟﻤﺎ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻣﻦ ﻗﻴﻤﺔ ﻋﻠﻤﻴﺔ ﻭﺍﻧﺴﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﻌﺮﻓﻴﺔ
ﺗﻤﺲ ﻭﺍﻗﻌﻨﺎ ﺍﻟﻴﻮﻣﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺵ ,ﻟﺬﺍ ﺍﺗﺼﻠﺖ ﺑﺎﻟﺰﻣﻴﻞ ﺳﻌﺪ
ﺳﻠﻮﻡ ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻓﻮﺍﻓﻖ ﻣﺸﻜﻮﺭﺍ ﻭﺫﻟﻚ ﻟﺘﻌﻤﻴﻢ
ﺍﻟﻔﺎﺋﺪﺓ.
ﺧﺘﻢ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺣﻴﺚ ﻛﺘﺐ “ ﺍﻥ ﻫﺪﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ
ﺗﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﻏﻠﺒﻴﺎﺕ ﻭﺍﻗﻠﻴﺎﺕ, ﺑﻞ ﺍﻃﻼﻕ
ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻣﻦ ﻣﻼﻣﺢ ﺍﻟﻜﺎﺭﺛﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﻴﻖ ﺑﻨﺎ ,ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ
ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ,ﻭﻣﺎ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻈﺮﻱ ﺳﻮﻯ ﻧﻬﺎﻳﺔ
ﻓﻜﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﺤﺪ ﺫﺍﺗﻪ, ﺑﻮﺻﻔﻪ ﻣﻴﺮﺍﺛﺎ ﺣﻀﺎﺭﻳﺎ ﻭﺩﻳﻨﻴﺎ
ﻭﺛﻘﺎﻓﻴﺎ ﺗﻌﺪﺩﻳﺎ ﻏﻴﺮ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ , ﻭﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﻧﻄﻠﻖ ﻓﻲ ﻋﺸﺮﻳﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ
ﻇﻞ ﺗﻌﺎﻳﺶ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﻭﺗﺎﺧﻴﻬﺎ. ﺍﻱ ﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻤﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻻﻋﺘﺰﺍﺯ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﻟﺠﻤﻴﻊ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﻟﺒﻼﺩ ﻣﺎﺑﻴﻦ ﺍﻟﻨﻬﺮﻳﻦ .” ﺍﻥ ﻫﺬﻩ
ﺍﻟﺨﺎﺗﻤﺔ ﻟﻬﻲ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻻﻧﺴﺎﻧﻲ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺴﻌﻰ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺘﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻓﺼﻮﻟﻪ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﻋﻦ ﻳﻬﻮﺩ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺍﻃﻠﻖ ﻋﻠﻴﻬﺎ ” ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ: ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻘﺴﺮﻳﺔ
ﻭﺗﻼﺷﻲ ﺣﻠﻢ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ,” ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ
ﻭﺿﻌﻬﻢ ﻛﺄﻗﻠﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻻﻻﻑ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ
ﻭﺍﻧﺪﺣﺮﺕ ﻭﻫﺎﺟﺮﺕ ﻓﻲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ,
ﻭﻳﺘﻄﺮﻕ ﺍﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺎﻫﻤﺖ ﺑﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻗﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻌﻴﺪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻱ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ
ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ ﺑﺎﻟﻤﺴﺎﻫﻤﺔ ﺑﺘﺸﻜﻴﻞ ﺍﻭﻝ ﺣﻜﻮﻣﺔ
ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻭﺻﻮﻝ ﺍﻭﻝ ﻭﺯﻳﺮ ﻳﻬﻮﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻭﻝ
ﺣﻜﻮﻣﺔ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺣﺴﻘﻴﻞ ﺳﺎﺳﻮﻥ ﻭﺯﻳﺮ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻧﺬﺍﻙ
ﻭﻣﺆﺳﺲ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﻤﺎﻟﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ,
ﻭﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﻳﻨﺎﻗﺶ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﻭﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻫﺬﻩ
ﺍﻻﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻋﺎﺷﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻟﺴﻨﻴﻦ ﻃﻮﺍﻝ ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺍﻧﺪﺛﺮﺕ. ﻭﻳﺘﻄﺮﻕ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻰ ﺍﻭﺿﺎﻉ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻦ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ
” ﺍﻧﺤﺴﺎﺭ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ” ﺣﻴﺚ ﻳﺮﺑﻂ ﺍﺳﺘﻤﺮﺍﺭ
ﻫﺠﺮﺓ ﻣﺴﻴﺤﻴﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺍﻟﻰ ﺗﺒﺪﻝ ﻫﻮﻳﺔ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﺗﺤﻮﻟﻬﺎ ﻣﻦ
ﺑﻠﺪ ﺗﻤﻴﺰ ﺑﺘﻨﻮﻋﻪ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﻭﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﺍﻟﻰ ﺍﺣﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ,
ﻭﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺩﻓﻌﺘﻬﻢ ﻭﺗﺪﻓﻌﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ
ﻭﻫﻲ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻣﻨﻲ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺎﺱ ﺍﻟﺘﻤﻴﻴﺰ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺳﺒﺎﺏ ﻭﺍﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﻃﻮﺍﺋﻔﻬﻢ ﻭﺩﻭﺭ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ ﻭﺑﻘﺎﺋﻬﻢ .ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻻﺻﻠﻴﻴﻦ ﻟﻠﻌﺮﺍﻕ ﻭﻫﻢ ﻳﻨﻘﺴﻤﻮﻥ
ﺍﻟﻰ ﻛﻠﺪﺍﻥ ﻭﺍﺷﻮﺭﻳﻮﻥ ﻭﺳﺮﻳﺎﻥ ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻻﻗﻮﺍﻡ ﻛﺎﻥ ﻟﻬﺎ ﺩﻭﺭ
ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺣﻀﺎﺭﺓ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .ﻭﻛﻤﺎ ﺳﺎﻫﻢ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻮﻥ ﻓﻲ
ﺑﻨﺎﺀ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ, ﻣﻦ ﻓﻦ ,ﻭﻏﻨﺎﺀ, ﻭﺷﻌﺮ,ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ .
ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ ﻣﻦ ﻛﺘﺎﺑﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻐﻮﺹ
ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻧﺎﺓ ﻭﺗﺎﺭﻳﺦ ﺍﻗﻠﻴﺎﺕ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﻭﻋﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﺒﺤﺚ
ﻋﻦ ﺫﻭﺍﺗﻬﺎ ﺍﻟﺠﺮﻳﺤﺔ ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﻻﻳﺰﻳﺪﻳﺔ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ”
ﺟﻤﺎﻋﺔ ﻋﺮﻳﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﻮﺍﺟﻬﺔ ﺣﺎﺿﺮ ﻗﻠﻖ ” ﻓﻘﺪ ﺟﺎﺀ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ
ﺍﻟﻔﺼﻞ ﻋﻦ ﺍﺻﻞ ﺍﻻﻳﺰﻳﺪﻳﺔ ﻭﺗﺴﻤﻴﺘﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﻣﺎﻫﻴﺘﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ
ﻭﻛﺘﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ. ﻭﻳﺘﻄﺮﻕ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻟﻰ ﻃﺒﻘﺎﺗﻬﺎ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ
ﻭﺗﻮﺯﻳﻌﻬﻢ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﻭﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺼﻠﺖ ﻟﻬﻢ ﺑﻌﺪ
2003 ﺣﻴﺚ ﺗﻢ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻛﺰ ﺛﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﻬﻢ ﻭﺻﺪﻭﺭ
ﺟﺮﺍﺋﺪ ﻣﺘﺨﺼﺼﺔ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻗﺸﺔ ﻭﺍﻗﻌﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺑﺪﻳﺎﻧﺘﻬﻢ
ﻭﺫﻟﻚ ﻟﻤﺎ ﻋﺎﻧﻮﻩ ﻣﻦ ﺗﺸﻮﻳﻪ ﻭﻃﻤﺲ ﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻬﻢ ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ
ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﻣﻮﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺨﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﻮﻥ.ﻭﻓﻲ ﺹ 105
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﺪﺍﺋﻴﻮﻥ “ﺍﻟﻤﻨﺪﺍﺋﻴﻮﻥ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻔﻴﺔ ﺗﺤﺖ
ﺧﻄﺮ ﺍﻟﺘﻼﺷﻲ ” ﻭﻳﺘﻄﺮﻕ ﺍﻟﻰ ﻟﻐﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ
ﻟﻬﺠﺎﺕ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﺭﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﺸﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﺻﻞ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ , ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻌﺘﺒﺮ ﻣﺸﺘﻘﺔ ﻣﻦ ﺍﺻﻞ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻻﺭﺍﻣﻲ )ﺻﺒﺎ ( ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻨﻲ
ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﺭﺍﻣﻴﺔ ﺍﻟﻤﻨﺪﺍﺋﻴﺔ ﺍﺻﻄﺒﻎ ﺍﻭ ﺗﻌﻤﺪ, ﻭﻟﻬﺬﺍ ﺩﻻﻟﺔ
ﻋﻠﻰ ﺍﺭﺗﺒﺎﻁ ﻃﻘﻮﺳﻬﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺠﺎﺭﻱ ﻭﺗﻌﻤﺪﻫﻢ ﺑﻪ.
ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻰ ﻣﻮﻃﻨﻬﻢ ﺍﻟﺠﻐﺮﺍﻓﻲ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ
ﺍﻻﻧﻬﺎﺭ ﻓﻲ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻣﻨﺎﻃﻖ ﺍﻻﻫﻮﺍﺯ ﻓﻲ
ﺍﻳﺮﺍﻥ,ﻭﻳﺸﻴﺮﺍﻟﻰ ﻣﻌﺘﻘﺪﺍﺕ ﺍﻟﺼﺎﺑﺌﺔ ﺍﻟﻤﻨﺪﺍﺋﻴﺔ , ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺘﺒﺮ
ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﻣﻨﺘﺸﺮﺓ ﻓﻲ
ﻓﻠﺴﻄﻴﻦ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﺑﻼﺩ ﺍﻟﻨﻬﺮﻥ, ﻭﺍﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ
ﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﻭﺣﺪﺍﻧﻴﺘﻪ , ﻭﺗﺆﻣﻦ ﺑﺎﻥ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻓﺎﻥ , ﻭﺍﻥ
ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺧﺎﻟﺪﺓ ﺗﻌﻮﺩ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻤﺎﺕ ﺍﻟﻰ ﺧﺎﻟﻘﻬﺎ.ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮ
ﻛﺘﺎﺑﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ) ﺍﻟﻜﻨﺰﺍ ﺭﺑﺎ ( ﻭﺍﻟﻤﻜﺘﻮﺏ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ ﺍﻻﺭﺍﻣﻴﺔ
ﺍﻟﻤﻨﺪﺍﺋﻴﺔ, ﻭﺍﻳﻀﺎ ﺍﻟﻰ ﺭﻣﻮﺯﻫﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ )ﺍﻟﺪﺭﺍﻓﺸﺎ ( ﻭﺍﻟﺬﻱ
ﻳﻮﺍﺯﻱ ﺭﻣﺰ ﺍﻟﺼﻠﻴﺐ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﻦ.ﻫﺬﺍ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻼﻗﻠﻴﺎﺕ
ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺜﻼﺙ ﺍﻟﻤﻌﺘﺮﻑ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﻟﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻓﻲ ﻣﺤﺎﻭﺭ ﺍﺧﺮﻯ ﻳﺘﻄﺮﻕ ﺍﻟﻰ ﺍﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﺧﺮﻯ
ﺣﻴﺚ ﻳﻜﺘﺐ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻴﻮﻥ ” ﺍﻗﻠﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ ﺗﻌﻴﺶ ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻞ”
ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻗﻠﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮﺓ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ, ﻭﻫﻢ ﻳﻌﺘﻨﻘﻮﻥ ﺍﺣﺪﻯ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ
ﺍﻟﻤﻌﺎﺻﺮ , ﻭﻋﻦ ﺗﻮﺍﺟﺪﻫﻢ ﻓﻬﻢ ﻳﺴﻜﻨﻮﻥ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺍﻧﺤﺎﺀ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻳﺘﺮﻛﺰﻭﻥ ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺴﻠﻴﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ
ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻻﻣﻨﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻫﻨﺎﻙ, ﻭﻫﻢ ﻻ ﻳﺤﻀﻮﻥ
ﺑﺎﻋﺘﺮﺍﻑ ﺭﺳﻤﻲ, ﻭﻋﻘﻴﺪﺗﻬﻢ ﻫﻲ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﻭﻛﻞ ﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ
ﺣﻴﺚ ﻇﻬﺮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﻋﻮﻯ ﻻﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻳﺮﺍﻥ ﻓﻲ ﻋﺎﻡ
,1844ﻭﻣﻦ ﺍﺑﺮﺯ ﻣﻌﺎﻟﻤﻬﻢ ﺍﻟﻤﻘﺪﺳﺔ ﺍﻟﺒﻴﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺳﻜﻨﻪ
ﺍﻟﺒﻬﺎﺀ ﻓﻲ ﺑﻐﺪﺍﺩ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻜﺮﺥ ﺑﻌﺪ ﻧﻔﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﻳﺮﺍﻥ , ﻭﺣﺪﻳﻘﺔ
ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺎﻡ ﺑﺎﻋﻼﻥ ﺍﻟﺪﻋﻮﺓ ﻓﻴﻬﺎ , ﻭﻛﻤﺎ ﻳﺤﺘﻔﻞ
ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻴﻮﻥ ﺑﻌﻴﺪ ﺍﻟﺮﺿﻮﺍﻥ ﺗﻤﺠﻴﺪﺍ ﻟﺬﻛﺮﻯ ﺍﻋﻼﻥ ﺑﻬﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ
ﺩﻋﻮﺗﻪ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﺪﻳﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺪﻯ 12 ﻳﻮﻣﻴﺎ ﻣﻦ ﺷﻬﺮﻱ
ﻧﻴﺴﺎﻥ ﻭﺍﻳﺎﺭ. ﻭﺗﻘﻮﻡ ﺍﻟﺒﻬﺎﺋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺛﻼﺙ ﺍﻧﻮﺍﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺣﺪﺓ
ﺗﺮﺗﺒﻂ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﺍﺭﺗﺒﺎﻃﺎ ﻭﺛﻴﻘﺎ ﻭﻫﻲ: ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺨﺎﻟﻖ,
ﻭﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺪﻳﺎﻧﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﺻﻠﻬﺎ ﻭﻣﻨﺒﻌﻬﺎ ﻭﺍﻫﺪﺍﻓﻬﺎ, ﻭﻭﺣﺪﺓ
ﺍﻟﺠﻨﺲ ﺍﻟﺒﺸﺮﻱ,ﻭﻳﺆﻣﻨﻮﻥ ﺑﺎﻥ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﺟﻤﻴﻌﺎ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ.
ﻳﺘﻄﺮﻕ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻳﻀﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻗﻠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻮﺩ ) ﺍﻟﺰﻧﻮﺝ( ”
ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺟﺮﻳﺤﺔ ﻭﻫﻮﻳﺔ ﻣﺴﺘﻌﺎﺩﺓ ” ﺣﻴﺚ ﻳﻔﺘﺘﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺤﻮﺭ
ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻘﻮﻟﺔ ﻟﻌﻤﺮ ﺍﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ
ﻟﻠﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ” ﻣﺘﻰ ﺍﺳﺘﻌﺒﺪﺗﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻗﺪ ﻭﻟﺪﺗﻬﻢ ﺍﻣﻬﺎﺗﻬﻢ
ﺍﺣﺮﺍﺭﺍ ” ﻭﻳﺤﻜﻲ ﻋﻦ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺴﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺣﻴﺚ
ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﺘﺎﺭﻳﺦ ﺍﻟﺤﺮﻭﺏ ﻭﺍﻟﻐﺰﻭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺳﺘﻬﺪﻓﺖ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ “ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ” ﻭﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺍﻟﻔﻴﻠﻴﺔ
“ ﺷﻘﺎﺀ ﺍﻟﻬﻮﻳﺔ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ, ﻭﺟﺮﺍﺡ ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ ” ﻓﻴﺘﺤﺪﺙ
ﻋﻦ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺍﻟﻔﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﺘﺒﺮﻭﻥ ﺷﻴﻌﺔ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ ﻭﻛﺮﺩﺍ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ ﻭﺍﻟﻘﻮﻣﻴﺔ ﻭﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﻮﺟﺪﻭﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ
ﻭﺑﻐﺪﺍﺩ ﻭﻗﺪ ﺗﻌﺮﺿﻮﺍ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻤﻼﺣﻘﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﺒﻌﻴﺘﻬﻢ ﺍﻻﻳﺮﺍﻧﻴﺔ
ﻭﻟﻴﺴﺖ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻛﺒﻘﻴﺔ ﺍﻟﻜﺮﺩ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺘﻤﺬﻫﺒﻮﻥ ﺑﺎﻟﻤﺬﻫﺐ
ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ, ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ ﻳﻄﺮﻕ ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺑﺎﺑﺎ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﺍﻻ ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﻜﺎﻭﻟﻴﺔ “ﺍﻟﻐﺠﺮ ” ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ” ﺗﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﺎﻗﻠﻢ ﻣﻊ ﻭﺍﻗﻊ
ﻣﺘﻐﻴﺮ ” ﻭﻫﻮ ﻳﺼﻒ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻌﺮﺿﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﺔ
ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻭﺍﻟﻤﻼﺣﻘﺔ ﻭﻋﺪﻡ ﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻟﻤﺎ
ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺑﻤﻬﻨﺘﻬﻢ ﻭﻭﺍﻗﻌﻬﻢ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﻤﺘﺮﺩﻱ ﻭﺑﻌﺪﻫﺎ
ﻳﺘﺤﺪﺙ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﻴﺨﻴﺔ ” ﺍﻗﻠﻴﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﺬﻫﺒﻴﺔ ”
ﻭﺳﻤﻴﺖ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻟﻰ ﺷﻴﺨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺆﺳﺲ ﺍﺣﻤﺪ ﺯﻳﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺍﻻﺣﺴﺎﺋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﻟﺪ ﺳﻨﺔ )1752 ﻡ( ﻓﻲ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻻﺣﺴﺎﺀ
ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ , ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺌﻴﺔ ﻭﻣﻌﺎﻧﺘﻬﻢ
ﻭﻫﺠﺮﺗﻬﻢ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻌﻮﺩﻳﺔ, ﻭﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﻌﺪﻫﺎ
ﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺘﺮﻛﻤﺎﻥ ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ “ﺛﺎﻟﺚ ﺍﻟﺠﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ” ﻭﺩﻭﺭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ
ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ , ﻭﻋﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻭﺟﻮﺩﻫﻢ
ﻭﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻧﻴﻞ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ . ﻭﻟﻴﺎﺗﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺸﺒﻚ
ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ ” ﻫﻮﻳﺔ ﺻﻐﺮﻯ ﺗﺼﺎﺭﻉ ﻫﻮﻳﺎﺕ ﻛﺒﺮﻯ ” ﻭﺍﻟﺘﻲ
ﺗﻮﺟﺪ ﻓﻲ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺳﻬﻞ ﻧﻴﻨﻮﻯ ﻭﻫﻲ ﺍﻗﻠﻴﺔ ﻟﻐﻮﻳﺔ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ
ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻗﻮﻣﻴﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺑﺬﺍﺗﻬﺎ ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻻﺧﺮ ﻣﻦ
ﺍﻟﻌﺸﺎﺋﺮ ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﺍﻟﻌﺮﻗﻴﺔ, ﻭﺗﻨﺘﻤﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻻﻗﻠﻴﺔ
ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻻﺳﻼﻣﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺬﻫﺒﻴﻦ ﺍﻟﺸﻴﻌﻲ
ﻭﺍﻟﺴﻨﻲ ,ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻻ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮﻳﻦ ﻳﻌﺘﺒﺮﻫﺎ ﺍﻗﻠﻴﺔ ﺩﻳﻨﻴﺔ, ﻭﻫﺬﺍ
ﺧﻼﻑ ﻟﻠﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ. ﻭﻳﺨﺘﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻦ ﺍﻗﻠﻴﺔ ﺍﺧﻴﺮﺓ ﺍﻻ
ﻭﻫﻢ ﺍﻟﻜﺎﻛﺌﻴﻮﻥ ” ﺳﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﻘﺪ ﻭﺭﻣﺰﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ” ﻭﺗﻌﺘﺒﺮ
ﺍﻟﻜﺎﻛﺌﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺘﺸﺮ ﻓﻲ ﺷﻤﺎﻝ
ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﺗﻤﺘﺎﺯ ﺑﺎﻟﺴﺮﻳﺔ ﻭﺍﻟﻐﻤﻮﺽ ﻓﻲ ﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﺷﻌﺎﺋﺮﻫﺎ
ﺍﻟﺪﻳﻨﻴﺔ, ﻓﻀﻼ ﻋﻦ ﺗﺪﺍﺧﻞ ﺍﻻﺩﻳﺎﻥ ﻭﺍﻟﻌﻘﺎﺋﺪ ﻓﻲ
ﻋﻘﺎﺋﺪﻫﻢ ,ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻰ ﺍﺻﻞ ﺗﺴﻤﻴﺘﻬﻢ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻫﻲ ﻣﺸﺘﻘﺔ
ﻣﻦ )ﻣﻔﺮﺩﺓ ) ﻛﺎﻛﺎ( ﺍﻟﻜﺮﺩﻳﺔ, ﻭﺗﻌﻨﻲ ﺍﻻﺥ ﺍﻻﻛﺒﺮ, ﻭﺍﻳﻀﺎ ﻋﻦ
ﻃﺒﻴﻌﺔ ﺍﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﺍﻟﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﺘﺎﺯ ﺑﻬﺎ
ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻜﺎﻛﺌﻲ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﻘﺴﻢ ﺍﻟﻰ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ.
ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻘﻴﻢ ﻻ ﻳﻐﻔﻞ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﺍﺓ ﻓﻲ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ
ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻨﻬﺎ ﻭﻋﻦ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻬﺎ ﻭﻫﻤﻮﻣﻬﺎ , ﻭﺍﻳﻀﺎ ﻋﻦ ﺩﻭﺭ
ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﻣﺸﺎﺭﻛﺘﻬﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ
ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ, ﻭﻳﺘﻄﺮﻕ ﺍﻟﻰ ﺍﻫﻤﻴﺔ ﺗﻌﺪﻳﻞ ﺍﻟﻤﻨﺎﻫﺞ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﻴﺔ
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﺑﻤﺎ ﻳﺘﻼﺋﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﺘﻌﺪﺩﻳﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﻛﺘﺎﺑﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﺑﺮﺅﻳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺗﺘﻼﺋﻢ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﺍﻟﻐﻨﻲ ﺑﺎﻟﺘﻨﻮﻉ. ﻭ
ﻻﻳﻜﺘﻔﻲ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪ ﺑﻞ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﻓﻲ
ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ ﺍﻟﻤﻮﺳﻴﻘﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﺍﻳﻀﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻨﻤﺎ
ﺗﺤﺖ ﻋﻨﻮﺍﻥ “ﻧﺤﻮ ﺳﻴﻨﻤﺎ ﻟﻼﻗﻠﻴﺎﺕ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻴﺔ ” ﻭﻳﻨﺘﻬﻲ
ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺑﻤﺴﺘﻘﺒﻞ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻗﺪ ﺗﻤﺮ ﺑﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺴﺘﻘﺒﻞ “ ﻧﺤﻮ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﺗﻌﺪﺩﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ” ﻭ
“ ﻧﺤﻮ ﻣﻘﺎﺭﺑﺎﺕ ﺗﻜﺎﻣﻠﻴﺔ ﻟﺤﻞ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﺍﻻﻗﻠﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ .”
ﺍﻥ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﺤﻖ ﻛﺘﺎﺏ ﺷﺎﻣﻞ ﻭﺟﺎﻣﻊ ﻟﻼﻗﻠﻴﺎﺕ
ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﺍﻗﻲ ﻭﻫﻮ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ
ﻭﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻧﺜﺮﻭﺑﻮﻟﺠﻴﺔ ﻭﺗﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻗﻴﻤﺔ ﺗﻨﺎﻭﻟﺖ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﻋﺪﻳﺪﺓ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﺮﻗﻲ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺍﻻﻭﻝ ﻭﺍﻟﻔﺮﻳﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ,
ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺧﻠﻖ ﻣﻮﺍﻃﻨﺔ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺗﺤﺘﺮﻡ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ
ﻭﺍﻟﺘﻌﺪﺩ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻪ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺸﻤﻞ ﻛﻞ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ
ﻟﺘﺸﻜﻴﻞ ﺫﺍﻛﺮﺓ ﻋﺮﺍﻗﻴﺔ ﻭﻋﻘﻞ ﺟﻤﻌﻲ ﻋﺮﺍﻗﻲ ﻭﺍﻋﻲ ﺑﺘﺮﺍﺛﻪ
ﺍﻟﻤﺘﻨﻮﻉ ﻭﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩ, ﻟﺒﻨﺎﺀ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﻣﻮﺍﻃﻨﺔ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻓﻲ ﻇﻞ
ﺍﻟﺬﺍﻛﺮﺓ ﺍﻟﻤﺠﺮﻭﺣﺔ ﻟﻠﻔﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻬﻤﺸﺔ ﺍﻟﺨﺎﺭﺟﺔ ﻋﻦ ﺩﻭﻟﺔ
ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ , ﻭﺍﻧﻤﺎ ﺗﺸﻜﻴﻞ ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻮﻉ , ﺩﻭﻟﺔ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ.
2014/02/12