فوتبول - معارك جانبية أفسدت "الحرب الشاملة" على مورينيو
شخصية جوزيه مورينيو مثيرة للجدل، وربما ساهمت في اصدار كتاب عنه.
14 نيسان 2014
لا يزال صدى المرور الصاخب للمدرب البرتغالي جوزيه مورينيو على فريق ريال مدريد الاسباني لكرة القدم يتردد حتى الساعة، على رغم انقضاء موسم كامل تقريباً على رحيله من "سانتياغو برنابيه" وعودته الى "ستامفورد بريدج"، لتولي المقدرات الفنية لفريق تشلسي الانكليزي مجدداً.
صحيفة "التايمس" البريطانية نشرت قبل اسبوعين مقتطفات مثيرة من كتاب "الجانب المظلم من جوزيه مورينيو" الذي نزل الى الأسواق في 10 نيسان الجاري، وتضمن تحديداً اتهام المدرب البرتغالي للاعبي ريال مدريد بخيانته.
لم يكن "ذا سبيشال ون" كما اراد ان يكون عليه في العاصمة الاسبانية، الحاكم المطلق، علماً أن رئيس النادي فلورنتينو بيريز، منحه بعد وصوله كل الصلاحيات.
كان لزاماً عليه إقصاء برشلونة عن عرشه المحلي والقاري، وهذا ما لم يتحقق الا نسبياً. فقد اكتفى البرتغالي بلقبين مهمين مع "الملكي" خلال ثلاثة مواسم تمثّلا بالدوري الاسباني وكأس الملك، في وقت كان منتظراً منه تحقيق "العاشرة" اي اللقب العاشر في مسابقة دوري ابطال أوروبا.
افتقد مورينيو دون شك الدعم المطلق من اللاعبين، والذي عرفه على نطاق واسع في كل من بورتو البرتغالي وتشلسي خلال فترتيه الاولى والحالية وانترناسيونالي ميلانو الايطالي.
كشف الكتاب نفسه ان ثمة "خائناً" في ريال مدريد اثار قلق "مو" في شكل كبير بين 2011 و2012، وكان المدرب يوجه تعليمات دائمة الى العاملين في النادي بضرورة البحث عن ميكروفونات أو وسائل اتصال مخبأة في غرف الفندق الذي ينزل فيه الفريق قبل أي مباراة، لكن التحقيقات كانت دائماً تصاب بالفشل.
تثبت الوقائع أن مورينيو كان منهمكاً ليس فقط باللاعبين والخطة والملعب، بل انشغل بأمور بعيدة جداً من طبيعة عمله الاساسي. دأب على جمع المعلومات معتمداً على مجموعة من الاشخاص المولجين تحليل كل ما يرد عنه عبر وسائل الإعلام المختلفة، على ان يتلقى في الثامنة من صباح كل يوم خلاصة عن كل ذلك في مكتبه، فيقوم عندها بدراسة أشرطة الفيديو والمقالات والبرامج الإذاعية.
لم تكن الامور تسير بشكل مثالي على ارض الملعب بالنسبة الى مورينيو، على رغم دقته في العمل واتقانه كل ما له علاقة بوظيفته، لذا صوّب ناظريه نحو اكتشاف الاسباب التي افضت الى فشله النسبي خارج الاطار الفني لواجباته مدرباً.
أدرك تماماً أنه لم يكن وافراد الجهاز الفني المصدر الوحيد للمعلومات التي تتناولها وسائل الإعلام. من هذا المنطلق بدأ الشك يتغلغل فيه، وتأكد حدسه قبل مباراة الـ"كلاسيكو" امام برشلونة، بأن ثمة من يسرب كل شيء تقريباً إلى الصحف الإسبانية وبشكل مستمر.
أدت التسريبات إلى طلب مورينيو من إدارة "الملكي" إعداد دراسة شاملة عن سجلات هواتف اللاعبين والعاملين في النادي والتدقيق في المكالمات الصادرة والواردة، وحذر عدداً من اللاعبين بعينهم من الأمر بشكل غير رسمي، ودعاهم إلى توخي الحذر الشديد خلال استخدام الهواتف النقالة، وهذا ما كان يردده خلال كل تدريب.
في الساعة الخامسة من مساء 16 نيسان 2011، قبل المباراة امام برشلونة على ملعب "سانتياغو برنابيه" في الدوري المحلي، أشار الكتاب الى ان صحيفة "ماركا" كشفت في موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت ان ريال مدريد سيزج بالبرتغالي من اصل برازيلي بيبي في خط الوسط، إلى جانب الالماني سامي خضيرة وكزابي ألونسو، قبل أن تعرض التشكيلة الرسمية التي ضمت ايكر كاسياس، سيرجيو راموس، راوول ألبيول، البرتغالي ريكاردو كارفاليو، البرازيلي مارسيلو، بيبي، خضيرة، ألونسو، الارجنتيني انخل دي ماريا، البرتغالي كريستيانو رونالدو والفرنسي كريم بنزيمة.
بعد انتهاء المباراة بالتعادل (1-1) واقتراب برشلونة من حسم الصراع على لقب الـ"ليغا"، انتظر مورينيو لاعبيه في غرفة تبديل الملابس، حسبما أكد الكتاب، لينهال عليهم بسيل من الاتهامات والشتائم المتلازمة مع عصبية مجنونة، قائلاً: "أنتم خونة، طلبت منكم عدم التحدث الى أحد بخصوص التشكيلة لكنكم قمتم بخيانتي. هذا يشير الى أنكم لستم بجانبي، أنتم (شتم أمهات اللاعبين)".
واضاف: "صديقي الوحيد في غرفة تبديل الملابس هو استيبان غرانيرو. لست متأكداً ما إذا كنت قادراً على الوثوق به أكثر من ذلك. الجميع تركوني بمفردي. إنهم لاعبو الفريق الأكثر غدرا في حياتي، لا شيء أكثر".
يضيف الكتاب ان حارس المرمى الكابتن كاسياس لم ينتظر انتهاء فورة غضب مورينيو، حتى أنّه تصرف وكأن شيئا لم يكن، فاستدار وتوجّه إلى دورات المياه.