أسماء المحمد
إنني فخورة بأن في بلادي فارسات يتبارزن بجسارة مع السرطان في شكل عام وسرطان الثدي خاصة، إذ حطمت السعوديات الرقم القياسي العالمي لأكبر سلسلة بشرية حملت رسائل مهمة للمرأة المعرضة لسرطان الثدي في بلادنا وهو قاتل صامت بكل ما تحمل الكلمة من معنى، إن كان على مستوى إزهاق الروح نتيجة الاكتشاف المتأخر للإصابة أو إزهاق المعنويات.
السلسلة السعودية المكونة من 3.952 سيدة عندما اكتملت يوم الخميس الماضي في جدة في «وقفة النساء» المهمة لتحجيم المرض وحماية المرأة من الجهل بأعراضه أرسلت رسالة مفادها إن هذا الحراك ضمن حملة محلية ذات بعد عالمي يكافح سرطان الثدي بما يجسد إرادة النساء في التعبير عن رفض الاستسلام لفكرة تفشي المرض والخجل من مواجهته.
من المعروف أن أول خطوط الدفاع عن المرأة الاكتشاف المبكر للورم من خلال ممارسة أهم الخطوات وهي (الفحص الذاتي). ولمن لا يلتفت لهذه المعلومة والتي تعد الأخطر يشكل التصالح مع فكرة الكشف الذاتي لدى المرأة أزمة حقيقية علينا الاعتراف بها وبوجود نساء لا يجهلن فقط أنهن تحت احتمالات طائلة سرطان الثدي بل لا يرغبن ولسن مقتنعات بلمس الذات نتيجة الثقافة الاجتماعية السائدة والتربية المتزمتة،
وهذه الخطوة على خطورتها وأهميتها لا تتم التوعية بها كما يجب ولا تفهمها الكثيرات عند الشرح السريع لها، وإن فهمتها النساء لا يوجد قناعة في تطبيقها رغم التعليمات الطبية التي تضعها في أول القائمة...!
مع كامل التقدير وأهمية الإشادة بخطوة «وقفة النساء»، يوجد في ثنايا الحملات التي عرفتها وتابعتها وتعمدت تخصيص صفحات أشرف عليها لإبراز خطورة هذا المرض إلا أنه يلحظ الخجل الواضح في طرق التوعية التي يفترض أن ترتكز خطتها على تبسيط أسلوب الكشف الذاتي لأن غالبية ما يطرح يتحدث عن المرض ولا يكرس التوعية بأهمية أساليب المكافحة وأهمها أول الخطوات «الكشف الذاتي»...
بالتالي أهيب بالمهتمين بمكافحة المرض إيلاء مزيد من الجهود لهذه الخطوة وتطوير أساليب شرحها وبالصور، مع نشر ذلك وبثه في الإعلام الرسمي حتى يصل إلى شرائح النساء ... لتحقيق الإرادة الحقيقية للمكافحة بما يخفض معدلات المرض.
*نقلا عن "عكاظ" السعودية.