يبدو ان ليس جميع المرشحين الذين نشاهد صورهم في الحملات الدعائية للانتخابات البرلمانية المقبلة يطمعون بمقعد في مجلس النواب العراقي ، وانما لهم دوافع اخرى ، كما ان هناك من الحدادين والحرفيين في ذي قار من يسعى لتاجيل الانتخابات ليس بسبب الازمات الامنية في البلاد بل لغاية في نفس حداد .
كل تلك الاحاديث الطريفة والغريبة ، يمكن ان تسمعها في مقاهي الناصرية ، مدعومة بحجج وقرائن تجعل فطاحلة التحليل السياسي مجرد تلاميذ صغار في دنيا الفنطازيا الاجتماعية .
ويقول الحاج ابو عباس لمراسل شبكة اخبار الناصرية ، وهو يحتسي شايه المعطر بالهيل " صدقني ياولدي نصف الذين ترى صورهم اليوم في الحملات الدعائية لا يطمعون بمسمار في مقعد برلماني ، وعظيم غايتهم هو الدعاية الشخصية والبحث عن منزلة اجتماعية بين اهليهم واقرانهم".
ويستشهد بالمثل الشعبي القائل " عصفور بفلس احجارة ببلاش ، فان اصابت كان له مقعدا في البرلمان بكل مميزاته ومنافعه الشخصية ، وان خابت فها هو قد وجد من يعلق صوره في الشوارع ويجعله حديث الدواوين والمقاهي ، وكل ذلك على نفقة الاحزاب السياسية التي تتولى تمويل الحملات الدعائية من حسابها الخاص ".
واكد ان البعض يسعى الى مجرد لفت الانظار اليه ، اما لعقدة شخصية في نفسه ، او لهدف اجتماعي داخل اسرته او عشيرته او حتى الدائرة الحكومية التي يعمل فيها .
وبين ان البعض لا يطمع حتى بتعليق صوره ، بل دخل السباق الانتخابي على امل ان يحصل على الملايين التي سيمنحها الحزب له لتغطيته حملته الانتخابية ، ليقضي بها دينا برقبته ، او ليعزز مدخراته المالية ليس اكثر.
وحديث ابي عباس هذا ليس وحده الطرح الغريب في ملف الانتخابات ، فاخرون يتحدثون عن رغبة عارمة لدى حدادي الناصرية بتاجيل الانتخابات باي ثمن .
وهنا يخاطب ستار الحداد عبر شبكة اخبار الناصرية ، مجلس المفوضين في المفوضية العليا للانتخابات الى تاجيل الانتخابات لشهر واحد او شهرين على اقل تقدير ، لتجرى في حزيران او تموز .
غير ان دوافع حداد الناصرية هذا لا تتعلق بالوضع الامني في محافظة الانبار مثلا او عدم قناعته باستعدادات المفوضية ، بل لان التمديد يعني المزيد من فرص العمل في الحملات الدعائية والتي جنى منها الحدادون الكثير من المال مؤخرا .
واستدرك ، انه على الرغم من ان عدد من المرشحين احتالوا علينا ولم يمنحونا الاجور المستحقة عليهم ، الا ان التمديد سيعني المزيد من العمل في نصب قواعد اللافتات الدعائية ، وبالتالي مردود مالي اعلى .
وبين مرشح لا يطمع بمقعد برلماني ، وحداد يمارس ضغوط على مفوضية الانتخابات ، يبقى الشان الانتخابي حديث الشارع في الناصرية كما في بقية المحافظات العراقية الاخرى ، ومحور تندر اكثر من كونه محور بناء سياسي .
(ت ع ح)