ان الرسائل القصيرة في الانترنت ... من الواضح انها كانت فعالة جدا لاسباب تفوق الحصر كدورها في ثورة مصر وغيرها ان الناس صاروا يتواصلون بهذه التقنية ولكني بصراحة لم اعجب بها كثيرا..لسبب واحد..وهو ان نتيجة استخدام هذه التقنية هي : تحويل الافكار الى شيئ تافه..ركزا على كلمة تافه...الاشياء لا تستطيع قولها في 140 حرف ...لان الحقيقة لايمكن ان يعبر عنها بهذه الطريقة..اي فكرة مهمة حول اي موضوع تتطلب قدرا من التفكير و التركيز و الكفاءة وتناول الموضوع من جوانب متعددة...الى اخره وكل هذا مستبعد في هذه البيئة الانترنتية فهذا يسبب وجود نزعة تستطيع ان تراها في الحركات الناشطة التي تستخدم هذه الوسائل الانترنتية بفعالية ..نزعة و كأنها ضغط عليهم نحو التحول الى ما يشبه اسلوب الطوائف الدينية.. بحيث
[لتعاليم الاساسية]...افكار تقولها بشكل مختصر وسريع ولا تملك أي كفاءات ولا تأخذ باعتبارها وجهات النظر المختلفة المؤثرة في النتيجة و.. و..وهكذا...وهذا خطر جدا على الادراك العقلي عند من يقتني هذه الاجهزة وهي بمثابة الة لاعادة هيكلة الادراك عند من يقتنيها وجعله جاعلة منه حيوانا يشبه الانسان..ضعيف الادراك الى اقصى حد ويمكن لنا ان نجعل احدا من الذين انغمسوا في استخدام هذه الاجهزة وامضوا اوقاتا طويلة جدا خلاف المعتاد ان يشرب البول برضا من نفسه
دون ادنى جهد في اقناعه وهذا المثال لاجل تقريب الصورة وليس الاساءة ابدا...
ولاحظوا ان استخدام هذه التقنية لن يقتصر فقط على مدة زمنية محدودة...بل تعامل وكأنها دائمة الاستخدام ومسلمات العصر...فقيسوا مدى الضرر الذي
ستحدثه هذه التقنية بعد مدة طويل تنحدر فيها الاجيال اجيال تالفة وكل جيل يصاب بالتلف الادراكي اكثر من الجيل الذي قبله.
ولذالك وانا كأستاذ لاحظت ان الطلاب لم يعودوا يقراون كالسابق قبل وجود هذه التقنية....وصار تعليمهم اصعب من ذي قبل لبلادة اذهانهم وسطحية
تفكيرهم الملحوظ على احصاء واسع جدا ومخيف.
وانا لدي اصدقاء يقولون انهم لم يعودوا يستطيعون استخدام المراجع التي استخدموها قبل ثلاثين سنة وكذالك طلابهم لايفهمون عليهم.
لانهم يشاهدون الفقرات الطويلة بعيون مشدوهة وغير معتادين على التعامل معها...وهذا يدل على ان التقنية بات تاثيرها قد وصل الى طريقة عمل خلايا الدماغ
وليست المسألة حالة مزاجية..
واما بالنسبة الى الانترنت...
الانترنت تقنية محايدة تم تطويرها خلال الثلاثين سنة الاخيرة وسمح باستحدامها للاغراض الشخصية في التسعينات الى ان وصل الى ماهو عليه اليوم كطاع اقتصادي ومالي ولكن ام ارى اي دراسة تاكد على ان الانترنت ايجابي بل العكس فقد ساهم الانترنت في تضييق افق الناس وجعلهم افرادا يظن الواحد منهم انه يعيش في عالم ومعتقاد خاصة به وام الذي يقول هذا من حقهم ويعرفون ما يفعلون ..فانا اقول لهم ان هؤلاء يقعون في حلقة شيطانية مفرغة وفي احابيل التطرف بصورة متزايدة والتقديس لاشياء بلا وعي ولا مبرر حقيقي
واما الحل فهو بسيط....ايقاف هذا الخطر بترك استخدامه وايجاد البديل السليم.
القائل: نعوم تشومسكي..عالم نفس في فرع المعرفة والادراك.
الكاتب والمفصل: جبل الجليد ... طالب جامعي وباحث في شؤون الانسان الطبية والصحية.