السلام عليكم
ان نظرية المؤامرة العظيمة لم تكن من انتاج الانسان بل من عطاء الانبياء وعلمهم...لانهم في طول مسارهم يصارعون ابليس واتباعه من الجن والانس..فكان الانبياء يحذرون المؤمنين من شره والابتعاد عن اتباعه والاستعاذة بالله من وساوسه.
من هنا كان للبشرية خبرة اخذوها عن انبيائهم وهي امؤامرة...المؤامرة هي اهم اصل يفسر بها التاريخ..وليس الصراع والذي يدل على حالة حياد يستفيد منها اهل الشر واصحاب الزوايا المظلمة.
ابليس هو جائن جني وكان كحاله من الجن مكلف بعبادة الله وبعد ذالك صار من خيرة عباد الله وافضلهم فصار الله يعطيه من فضله وصار مقامه يعلو عند الله اكثر فاكثر..وقيل انه سجد لله سجدة عمرها ستة آلاف سنه ...ثم جعله الله في صف الملائكة بل في مقدمتهم..وحدث ماحدث من قصة آدم...فغضب ابليس..وصار حاقدا على هذا الكائن آدم وبنيه...لانه امر وهو في نظره افضل منه ان يسجد له...فصار شيطانا.
الشيطان هو الشر المحض اي ان كلمة شيطان لا تعني جني ولا كن تعني الشرير الذي لا خير فيه وقد محص الكفر والشر تمحيصا.
فله اتباع من شياطين الجن من جهة ومن شياطين الانس من جهة اخرى.
ان ابليس لا يقتصر في وسوسته على العبادات والشهوات..بل يتدخل في كل شيئ..ان ابليس لايعنيه شيئ ولا يهمه ما هو الحق وما هو الباطل..
كل مايهمه هو ايذاء الانسان بما هو انسان..يكره الانسان حتى الشياطين منهم ولكنهم حمقى ويسهل على ابليس ان يخدعهم..ويصور نفسه بانه
حليفهم.
ان اول مايبدا به ابليس في ايذاء الانسان هو ابعاده عن امام زمانه اولا..ثم ابعاده عن نهج امام زمانه ثانيا..ثم خلط الحق بالباطل باسم البحث عن الحق ثالثا.
فتعيش الامم في حاة توهان وبعدها تتمزق كل ممزق وهنا يدعم ابليس الفرق الاكثر بطلانا ثم الاقل ثم الاقل...واما المحقة فيجعل كل تلك الفرق
المتقاتله تتفق في سحق هؤلاء اهل الحق ومحو ذكرهم عن اذان الناس.
فكل نبي ول وصي هذه احواله مع ابليس...ينشر الحق فترة ..ثم لايلبث هذا الاحق حتى يشوه ويضيع ويستبدل بجهل مركب واوهام.
اهل الحق طول الخط في صراع مع ما مزقه ابليس من الناس..لا لاجل عداوتهم ولاكن لايقاظهم..ولكن مشكلة عوام الناس في تلك الفرق انهم لا يظنون الا السوء على اهل الخير...لانهم تربوا على هذا ويخافون ان ماقد تربوا عليه ان يكون خاطئا فحينما تشير له على اهل الح وتقول انهم
على باطل فانه يفرح ويرتاح...ولكن حينما تقف في وجهه حينما يتعدى عليهم وتصدمه بكلام لايشوبه شائب يبين مظلومية اهل الحق وانه ظلم لهم
فانه يغضب..وتأخذه العزة بالاثم لما لديه من الشعور بالانس مع باقي الناس وليس كاهل الحق وشعورهم بالوحشة لقلتهم.
ولذالك لايعرف الحق بما عليه الناس...اعرف الحق تعرف اهله..ولن تعرف الحق حتى تعرف الذي تركه.
وهذا صعب على من كان قد ولد في زمن غارق في الباطل غارق في بحر الاجرام والكذب...غارق في السفالة والغباء والنكتة والاستهتار والهزل .
عالم يملأه الضحك على الجراح والايتام...مملوء بالشواذ والانتكاسات ....خالي من الفطرة والهدوء والوضوح...ظلام سرطاني قاتل يتلف الادراك في الناس منذ طفولتهم...ويتربون على السموم وتنمو لحومهم على كره الحق والفطره.
نحن كل مانفعله هو مهاجمة رجال الدين وجعل المسؤلية كلها عليهم وكل خطأ منهم...اسألك اليس رجل الدين من اهلك ومن نفس البلد الذي تربيت فيه..هم اخطأو لانك انت جلبتهم فهم مرىتك وهم من رحم المجتمع الذي لم تبالي بمصيره.
لو انك حريص على الدين وعلى الوطن لما اكتفيت باللوم والكلام والخصام...بل كان عليك ان تعرف من الذي يضمر في قلبه قحدا وعداوة عليك
ثم تتجنبه...حتى تتمكن من معرفة الطريق الذي يخلو من الاشواك التي وضعها عدوك حتى تتعثر فيه.
اذا بنيت بلدا طاهرا هادئا آمنا...هنا ترى رجال الدين الذين تقر بهم عينك..وترى اهل الغيرة والحمية..انسى مسالة الزمن الزمن لا يصنع شيئا الا
الليل والنهار..ولكننا حملناه اوزارنا.
وان رايت انك لا تقدر تفعل اي شيئ.. فقط تحدث بهذا الحديث لمن يجهله...حتى تبرئ ذمتك امام الله وتظهر انك ماتركت وسيلة لفعل الحق او تبليغه
الا واخذت بها.
ايها الانسان قد كنت انسانا...فارجع على ماكنت عليه.......ارجع.