حذرت منظمة الصحة العالمية، من المخاطر التي تشكلها الكائنات الناقلة للأمراض، بسبب أحوال البيئة في العراق والدول الآخرى، مؤكدة مساعيها للحد من إنتشار تلك الأمراض، يأتي ذلك خلال الإحتفالية التي أقامتها المنظمة في بغداد، بمناسبة يوم الصحة العالمي، تحت شعار (لدغة صغيرة تساوي خطرا كبيرا).
وسلط يوم الصحة العالمي لهذا العام 2014، الضوء على الخطر الذي تشكله الكائنات الناقلة للأمراض، بالتأكيد على أهمية السيطرة على هذه الأمراض بتوفير نظم مياه الشرب والصرف الصحي الآمنة.
وإستهدف موضوع يوم الصحة العالمي لهذا العام سبل الوقاية من الأمراض التي تسببها الكائنات الناقلة للامراض من خلال رفع الوعي بالتهديدات التي تسببها هذه الكائنات، واستنهاض سكان العالم لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بحماية مجتمعاتهم من تهديدات هذه الامراض.
وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في العراق الدكتور سيد جعفر حسين اثناء فعالية الاحتفال في مقر منظمة الصحة العالمية في بغداد ،ان" السكان الاكثر فقرا هم الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأمراض المتسببة من الكائنات الناقلة، نظرا لانعدام نظم مياه الشرب والصرف الصحي الامنة والسكن غير المناسب وسوء التغذية".
وأضاف ان"كل هذه العوامل تضعف قدرة هذه المجتمعات على المقاومة، مشيرا إلى ان" أكثر من %15 من العبء العالمي التقديري لجميع الأمراض المعدية هو تلك الامراض المنقولة بالنواقل فالملاريا وحدها تسببت في وقوع ما يقدر بـ 660000 وفاة في عام 2010".
وتشير تقارير منظمة الصحة العالمية الى ان نصف سكان العالم تحت خطر أمراض كالملاريا وحمى الضنك واللشمانيا والبلهارزيا والحمى الصفراء وغيرها من الامراض التي تحملها نواقل كالبعوض وذبابة الرمل والقراد وقواقع المياه العذبة والكثير غيرها من الكائنات الناقلة، الا ان منظمة الصحة العالمية توكد إمكانية الوقاية من هذه الأمراض بالكامل.
وتحظى الأمراض التي تسببها الكائنات الناقلة باهتمام عالمي اذ يواجه العاملون في الصحة العامة تحديات كبيرة في التعامل مع هذه الامراض وتحديد ما يجب القيام به من قبل الحكومات والسلطات المحلية ومؤسسات القطاع الخاص والافراد لغرض منع انتشارها والوقاية من الاصابة بها.
وقالت مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت تشان ، لوكالة (واب) ان"بإمكان جدول أعمال الصحة العالمية الذي يعطي أولوية متقدمة لمكافحة ناقلات الأمراض ان ينقذ العديد من الأرواح ويجنب الكثير من المعاناة، فقد تمكنت تدخلات بسيطة وفعالة من حيث التكلفة مثل الناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات ورش المبيدات داخليا" من انقاذ ملايين ألارواح".
وأضافت "لا ينبغي لأحد في القرن الحادي والعشرين أن يموت بسبب لدغة بعوضة أو ذبابة رمل او قرس او قراد".
من جهته اشار المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط الدكتور علاء الدين العلوان الى بعض التحديات الرئيسة المرتبطة بالأمراض التي تنتقل بالكائنات الناقلة للأمراض .
وقال العلوان لوكالة / واب/ ان" التدابير الوقائية المتاحة تعتمد بشكل رئيس على ضمان وعي الناس بوجوب المحافظة على نظافة البيئة، واتخاذ إجراءات وقائية شخصية، والاستخدام الرشيد لمبيدات الحشرات لرش المنازل والمواقع التي تتكاثر فيها الكائنات الناقلة للأمراض".
وأضاف "هناك إجراءات بسيطة وعالية المردود يمكنها أن تنقذ الأرواح، مثل توفير واستخدام الناموسيات، وتغطية حاويات المياه، والتخلُّص من المياه الراكدة في الأماكن التي يتكاثر فيها البعوض، مثل الحاويات غير المستخدمة، وأحواض الزهور والإطارات القديمة ".
يذكر ان يوم الصحة العالمي الذي يحتفل به في السابع من نيسان كل عام هو احياء لذكرى تأسيس منظمة الصحة العالمية عام 1948، ويتم كل عام تحديد مجال ذا اولوية للصحة العامة ليتم تشخيص المشاكل المنقذة للحياة وحث الحكومات وصانعي القرار على التعامل معها بالطرق المنهجية المناسبة.