فيسك: تورط أردوغان بالأزمة في سورية حوله إلى دكتاتور من القصدير

أكد الكاتب البريطاني روبرت فيسك أن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المقرب من الرئيس الأمريكي باراك أوباما باعتباره يشكل الرجل الأمثل للبيت الأبيض والبنتاغون لتوجيه يد واشنطن في العالم العربي والوسيلة التي استخدموها في محاولاتهم لتقويض الحكومة السورية والتخلص منها تحول بسبب ممارساته في سورية ودعمه للمجموعات المسلحة من "نموذج للرجل القوي" في الشرق الأوسط كما كانت تروج له الدوائر الغربية إلى دكتاتور من القصدير.


وأضاف فيسك في مقال نشرته صحيفة الاندبندنت أمس تحت عنوان أردوغان.. من نموذج للرجل القوي إلى دكتاتور من القصدير "إن المؤسسات البحثية الأمريكية الدجالة التي تتلقى الاشارات وكالعادة من المسؤولين الاميركيين وصل بها الأمر إلى اعتبار تركيا بقيادة اردوغان قدوة تحتذيها الدول العربية في مرحلة مابعد الدكتاتورية".

وتابع فيسك "إن المزيد من الادلة بات يتكشف بشان الدور التركي وخصوصا تورط أردوغان فيما يحدث في سورية وارتباط هذا الدور بشكل حساس بعلاقته باوباما.. وقد كانت الحكومة السورية بالطبع هي أول من قال إن غاز السارين الذي استخدم في هجوم الغوطة بريف دمشق في آب الماضي مصدره تركيا واستخدمته الجماعات الاسلامية على أمل أن يعمد الغرب الى تحميل الحكومة السورية المسؤولية".

وكان الصحفى الأمريكي سيمور هيرش أكد أمس في مقابلة صحفية أجراها مع تولكا تانيش ممثل صحيفة حرييت التركية في واشنطن نقلها موقع تى24 عدم تطابق غاز السارين المستخدم في الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية مع الموجود لدى الجيش السورى مشيرا إلى تكون قناعة لدى أعضاء فريق لجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في مزاعم استخدام السلاح الكيميائي في سورية بشأن احتمال ارتكاب الهجوم الكيميائي على يد/المجموعات المعارضة/.

ونقل هيرش عن مسؤول استخباراتي موثوق قوله "لقد خدعنا والآن نعلم بأنه اعتداء سرى خطط له رجال أردوغان لدفع أوباما إلى الخط الاحمر"ز وأشار فيسك إلى أن "مصادر رفيعة في الجيش السوري أبدت استياءها من أنه في الوقت الذي أصرت فيه الولايات المتحدة وحلفاؤها على إلقاء اللوم على الحكومة السورية في الهجوم ومسارعتها إلى القيام بذلك تعمدت تجاهل الدلائل على أن غاز السارين نقل من تركيا إلى المسلحين في شمال سورية".

وأضاف فيسك في مقاله إن مسؤولين في الحكومة السورية أشاروا إلى لائحة اتهام طويلة من/130/صفحة وجهها الادعاء التركي لعشرة أشخاص من"جبهة النصرة"لمحاولتهم تهريب غاز السارين من جنوب تركيا الى سورية ومن بين هؤلاء قائد للجماعة يدعى"هيثم القصاب"طالب الادعاء بسجنه 25 عاما قبل أن تطلق سلطات اردوغان سراح هؤلاء الأشخاص ويختفى كل أثر لهم.

وذكر فيسك بالمقال الذي أعده الكاتب الاميركي هيرش حول الدور التركي الخطر في هجوم الغوطة الذي كان اثار//غضبا اميركيا كبيرا//واتخذوه ذريعة للتهديد بشن عدوان على سورية وكيف ان المختبر العسكري البريطاني بورتون داون أجرى تحاليل على عينات من الغاز المستخدم في الهجوم وأكد أنه لايطابق نوعية المواد الكيميائية التي يمتلكها الجيش السوري ليعود اوباما ويصدر قرارا غير مفهوم بالعودة الى الكونغرس للتصويت لصالح الضربة الاميركية وهو الامر الذي كان يعلم تماما انه لن يتم وان الكونغرس سيرفض الهجوم.

وكان هيرش لفت أمس إلى أن تركيا لم تعلن//جبهة النصرة//تنظيما إرهابيا على الرغم من إعلان حليفتها الولايات المتحدة هذا التنظيم إرهابيا في عام 2012 وبين أن تركيا كانت بمثابة عنصر إشراف على نقل الأسلحة عبر خط سري إلى سورية.

وتساءل فيسك ساخرا "هل يمكن لهذه الحكومات التركية وآخرها حكومة أردوغان التي لاتزال تعامل الأكراد معاملة سيئة ولاتزال ترفض الاعتراف بجرائم الابادة التي ارتكبت بحق الارمن عام 1915 ان تكون مراة يجب على العالم الاسلامي النظر اليها باحترام.. لقد سقط القناع الآن".

وتابع الكاتب البريطاني ان اردوغان هو الرجل الذي أرسل شرطته لقمع المظاهرات التي خرجت ضده العام الماضي كما أنه الرجل الذي ارتبط اسمه وأسماء أقاربه في قضايا فساد وأخيرا قيامه بحجب وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب واطلاقه الوعيد بالاطاحة بوسائل الاعلام الاجتماعية.

وكان زعيم حزب العمل التركي دوغو برينجك أكد أمس أن خلاص تركيا من حكومة أردوغان يأتى من خلال انتصار سورية مشيرا الى وجود رفض عام لتسمية تركيا باسمها طالما بقى أردوغان على رأس السلطة فيها وهو ما دفعهم لاختيار اسم ساخر بديل وهو"طيب ستان".

وختم فيسك بالإشارة إلى أن محاولات التدخل التركية في الأزمة في سورية لصالح المجموعات المسلحة سيستمر رغم الفضائح الكثيرة وآخرها التسجيل الصوتي لكبار مسؤولي حكومته بشأن خلق الحجج للهجوم على سورية على موقع يوتيوب وهو الكشف الذي آثار سخط أردوغان بشكل لا مثيل له لافتا إلى أن الرئيس الأميركي نفسه بات يعتقد أن المجموعات المسلحة في سورية غير جديرة بالثقة وهناك خوف من انقلابها على الغرب وهي خطرة وباتت تعاني الهزائم.