بابل تحظر دخول علب الـ "ميك آب" في الجامعات
بغداد/ نور علي
أصدرت جامعة بابل أوامرا تقضي بمنع دخول علب المكياج الى داخل الحرم الجامعي لدواعٍ أمنية حيث قالت انها "تخشى تسرب مواد متفجرة عبر علب الـ (ميك آب)"، وفيما ساندت لجنة التربية في المحافظة القضاء على ظاهرة "التبرج" في المنشآت التعليمية، انتقدت مجموعة من الطالبات تلك الأوامر ووصفنها بـ "مصادرة وتقييد للحرية الشخصية".
ونشر مدونون على موقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك) صورة لبوابة جامعة بغداد كتب عليها "ممنوع دخول علب المكياج"، ولاقت ردود أفعال متباينة بين مؤيد ورافض لمنع تلك التوجيهات .
ويذكر رئيس لجنة التربية في مجلس النواب العراقي علي جبر لـ "المدى"، انا "أؤيد هذا القرار واعتبره خطوة بالاتجاه الصحيح وهو قرار صائب لمن اتخذه"، معتبرا مثل هذه الأوامر بانها "جاءت لمصلحة العراق والعراقيين والجامعة على وجه خاص، لأنها مكان محترم ومقدس وله قوانين محددة يجب الالتزام بها فهي وجدت للعلم وليس للتبرج ويجب على الطالبات ان يفكرن بدراستهن والمادة العلمية لا بأدوات التجميل".
وابدى جبر مساندته "لمنع التبرج ولكل قرار يأتي خدمة للمصلحة العامة للبلد".
بدورها قالت رئيسة لجنة التربية والتعليم في مجلس محافظة بابل (ختام داود) ، ان "هذا القرار صادر من رئاسة الجامعة بسبب كثرة أدوات التجميل المستخدمة من قبل الطالبات في الجامعة، اذ ان بعض الطالبات يأتين من منازلهن ولا توجد أية آثار لمواد التجميل على وجوههن وبمجرد وصولهن الجامعة يقمن بوضع المساحيق وبشكل ملفت للنظر وبدون علم أهاليهن ، فمنع دخول هذه الأدوات الى الجامعة سيقلل من هذه الحالات وسيشكل رقابة على الطالبات".
الى ذلك علل مدير إعلام جامعة بابل الدكتور نعمان ،أوامر منع دخول علب المكياج الى داخل الحرم الجامعي بانه "إجراء احترازي لتعزيز الأمن بسبب وجود معلومات تفيد بإمكانية تسريب مواد متفجرة الى الجامعة من خلال علب المكياج".
هذا وجاء رأي الأستاذ التدريسي في الجامعة عبد الأمير نايف مساندا لإلغاء استخدام مساحيق التجميل في الجامعات، حيث قال، "منع دخول الـ ميك آب الى الجامعة قرار صائب لان الجامعة أصبحت مكانا للتبرج وعرض الأزياء من قبل الطالبات وليس مكانا للعلم والدراسة وانا أشاهد الطالبات في الجامعة وكأنهن ذاهبات الى حفلة عرس او ما شابه وهن يستعرضن مكياجهن وأزيائهن وانا شخصيا انصح المتبرجات مرات عديدة من خلال محاضراتي بعدم التبرج وعدم وضع المكياج الصارخ"، داعيا الطالبات الى تقليل "استخدام المكياج الصارخ والالتزام بالزي الموحد والنظام وانا أؤيد ان يطبق هذا القرار في كل جامعات العراق".
هذا وتكشف احدى الطالبات التي رفضت الكشف عن اسمها، ان "هذا القرار مطبق في الجامعة والسبب هو تسريب احدى طالبات الجامعة مواد مخدرة من خلال علب المكياج الى احدى الكليات في الجامعة وبالتعاون مع بعض الأساتذة في الجامعة مما دفع برئاسة الجامعة الى اتخاذ هذا القرار".
أما الطالبة زينب علي فعدت " هذا القرار غير صائب وغير حضاري وهو تقييد للحريات الشخصية"، داعية "المسؤولين وأصحاب القرار الى الاهتمام بالعلم وتطوير الجامعة وليس إصدار هكذا قرارات لأنها لا تضيف شيئا ولا تقدم خدمة للبلد".
بينما أشار الموظف محمد فاضل الى ان "الجامعة هي مكان يرتاده كل القوميات والطوائف والطبقات وهي ليست بمسجد او مكان للعبادة حتى تتخذ فيها هكذا قرارات وإنما هي مكان للحرية الشخصية والتعبير عن الراي ومن حق البنت ان تضع مساحيق التجميل لأنها في مرحلة تتميز فيها بالوعي والنضج وهي ادرى بمصلحتها وهل ان منع علب المكياج سينهض بالجامعة؟"
وكانت إدارة جامعة الكوفة اتخذت في 3/3/2014 قرارا مماثلا لما اتخذته جامعة بابل اذ "قام رئيس الجامعة للشؤون العلمية اسعد الجنابي، خلال جولة له في أروقة كليتي الصيدلة والآداب بطرد الطالبات اللاتي يضعن الماكياج او يرتدين تنورة وقميص، وقام بإخراجهن من قاعات الدراسة بطريقة مهينة"، ما أثار انتقادات وصفت تلك الإجراءات بـ "الاجتهادات الشخصية التي لا ترقى الى تكريس القانون".