"فرشاة شعر" تغير صفحات مهمة من تاريخ عدو اليهود
إيفا بروان وهتلر
الزعيم الألمانى النازى أدولف هتلر، هذا الرجل الذى سجله التاريخ كأكبر عدو لليهود، ولا يزال حتى الآن متهماً من قبل اليهود والعالم الغربى بأنه نفذ أكبر مذبحة ضدهم إبان الحرب العالمية الثانية بقتل الآلاف منهم فى أفران الغاز حتى وإن لم يثبت التاريخ نفسه صحة وقوع عمليات القتل بالغاز، إلا أن هذا لا ينفى مدى كراهية هتلر لليهود، واعتباره لهم بأنهم دماء غير نقية وخونة يجب التخلص منهم وتطهير العالم من شرورهم، هذا الرجل تاريخه الآن ينتظر مفاجأة مدمرة له ولمن عشقوا سياسته ونهجه، المفاجأة تتمثل فى أنه أحب وتزوج من فتاة يهودية الأصل وهى «إيفا براون»، وأنها عاشت معه، ورافقته حروبه ضد العالم وضد اليهود، وكانت معه حتى آخر لحظة فى حياته، إذ انتحرت معه كما انتحر هو عام 1945، ليموت زعيم النازية بجانب هذه الفتاة اليهودية، هذا ما تحاول قناة تليفزيونية بريطانية إثباته بالوثائق وتحاليل الـ «دى إن إيه» لتضع تاريخ هتلر على منعطف جديد غير متوقع.
الفيلم الوثائقي يحمل اسم «براون» والمقصود به «إيفا براون» زوجة هتلر، وهو ضمن برنامج وثائقى اسمه «Dead Famous DNA» أى الـ «دى إن إيه للمشاهير المتوفين»، وستبثّه قناة 4 البريطانية، وسيتم خلاله استخراج الحمض النووي (دي إن إيه) من رفات شخصيات تاريخية معروفة وتحليلها للمساعدة على حل الألغاز المحيطة بتلك الشخصيات، وتشير المعلومات حول فيلم «براون» أنه تم تحليل للحمض النووي على عيّنات شعر أُخِذَت من فرشاة شعر كُتِب عليها الحرفان E.B. (أي الحرفين الأولين من اسم إيفا براون)، وكان قد عثر عليها ضابط استخبارات أمريكي في مكان إقامة هتلر في جبال الألب في نهاية الحرب العالمية الثانية، وكانت المفاجأة حيث أظهرت تحاليل الحمض النووي أنها «تحتوي على شَعرات عائدة لشخص ينحدر من أصول يهودية أشكنازية».
وقد التقى هتلر بإيفا براون عام 1929 في داخل ستوديو مصوره الخاص «هاينريش هوفمان»، وبحسب ما ورد في كتاب «إيفا براون: الحياة مع هتلر» للمؤرّخ الألماني هايكه ب. غورتماكر، كان عمرها 17 عاماً، وهتلر فى الأربعين، وتقصّى هتلر عن عائلتها لمعرفة إذا كانت لديها صبغة يهودية، وتزوجها فى 29 أبريل 1945 عندما تأكد له فى حينه أنها من العرق الآري النقي، وتم الزواج فى غرفته المحصّنة تحت الأرض في برلين، وفي 30 أبريل 1945، بعد وصول نبأ اغتيال الديكتاتور الإيطالي بنيتو موسوليني، انتحر هتلر وبراون وقد حُرِقت جثّتاهما.
ووفقاً للفيلم ينتمي 80% من اليهود إلى العرق الأشكنازي، المنحدر من يهود القرون الوسطى الذين عاشوا في أوروبا الوسطى، واستقرّوا أولاً في راينلاند إبان القرن التاسع عشر، حيث اعتنق عدد كبير من اليهود الأشكناز في ألمانيا الديانة الكاثوليكية، ويرجح الفيلم أن «إيفا براون» لم تكن على دراية بأصولها وإلا تكون قد خدعت هتلر بإخفاء أصلها، وبالتالى لم يعلم هتلر بأصلها، وإلا قتلها، رغم أنه تقصّى عن نسبها وعرقها قبل الزواج بها.
وتشير الوثائق إلي أن نجل الضابط الأمريكي الذى عثر على الفرشاة، قام ببيعها إلى تاجر أثريات بعد وفاة والده، وبدوره باع التاجر الفرشاة وما بها من خصلات الشعر إلى تاجر آخر، وبادرت مؤخراً القناة التليفزيونية البريطانية بشراء ثماني خصلات من هذا الشعر بسعر ألفَي دولار أمريكي، وأجرت التحاليل عليها وأثبتت أنها تعود إلى إيفا بروان، كما أثبتت أن صاحبتها ذات أصول يهودية، وحاولت القناة أن تؤكد ما توصلتا إليه بصورة أكبر من خلال طلبها الحصول على حمض نووي من اثنتين من قريبات «إيفا» لا يزلن على قيد الحياة، إلا أن القريبتين رفضتا.
وتعرضت القناة لانتقادات شديدة الشهر الماضي بعد دفع آلاف الدولارات لديفيد إرفينج، مُنكِر المحرقة، من أجل الحصول على خصلة من شعر هتلر، ووفقاً لما قالته صحيفة «ميرور» البريطانية فإن هذه الخطوة والمحاولة تعد «تافهة» و«مقرفة»، رغم أنها ليست المرة الأولى التي تُثار فيها تساؤلات حول أصول براون، إلا أن القناة أنفقت عشرات الآلاف من الدولارات لضيف صفحات جديد فى تاريخ النازى هتلر، صفحات لو كان هتلر نفسه على قيد الحياة وقرأها لانتحر ألف مرة، وقتل محبوبته «براون» قبل أن تنتحر هى بجانبه حباً له ورغبة فى عدم مفارقته
المصدر