بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين
نحن لا ندّعي أن سفرة أم البنين عليها السلام التي تعارف عليها بعض المؤمنين في أيام محرم قد ورد فيها نص مكتوب من أئمتنا الطاهرين عليهم السلام، ولكنها داخلة تحت عمومات ومستحبات إقامة العزاء على سيد الشهداء وأخيه المولى سيدنا أبي الفضل العباس عليهما السلام، فما الضير في أن تعقد سفرة حباً لها ولولديها الكريمين مولانا الإمام الحسين والعباس عليهما السلام ؟ فالإمام الحسين عليه السلام إبنها بالتربية والحضانة فهي(أمه بعدأمه) فالسفرة إنما تعقد حباً لها ولأولادها الطيبين الطاهرين عليهم السلام..؟!! ونحن نسأل الرافض للسفرة: لو أنك عقدت سفرة لضيفك المحبوب وعلى شرفه فهل كنت تستحي من دعوة الآخرين إليها لأجل محبوبك الغالي على قلبك؟! وهل كنت تستهزء بمن حضر إليها بحجة أنه لا نفع فيها ؟! أم أن السفرة لأجل المحبوب فيه نفع عظيم لمن حضر إليها وتزود من موادها كرامة لأجل المحبوب وتقرباً إليه زلفى..؟! .
إن سفرة مولاتنا أم البنين عليها السلام فيه نفعان: ماديُّ وهو الإطعام، ومعنويّ وهو المحبة لها ولأولادها وتذكير المؤمنين بمصابهم الأليم، لأن السفرة إنَّما عُقِدَتْ لأجل المحبة لها، فكان إطعام الفقراء والمؤمنين المجتمعين على مائدة سيد الشهداء وأخيه سيد الأوفياء عليهما السلام، فالسفرة نظير الإطعام في عاشوراء على حب محمد وآل محمد والتذكير بمصائبهم وظلاماتهم..وليت المنكر للسفرة ولكون أم البنين إمرأةفوق العادة أن يعلمنا عن وجه الحكمة من إقامة المآتم والموائد في أيام ظلامات أهل البيت والعصمة عليهم السلام لا سيّما في أيام محرم الحرام..؟!فإذا قال: بأنها لأجل التذكير بظلامات ومآسي عاشوراء فلتكن سفرة مولاتنا أم البني عليها السلام من هذا القبيل، وإن كانت الموائد العاشورائية لأجل المحبة لسيد الشهداء وإخوته وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام فلتكن سفرة مولاتنا أم البنين عليها السلام من هذا القبيل أيضاً..! ومهما كانت الأسباب والدواعي لإقامة الموائد والسفر في عاشوراء وغيرها من أيام الأحزان على سادة الورى ومصابيح الدجى فلتكن سفرة مولاتنا أم البني عليها السلام معنونة بنفس تلكم العناوين الحزينة المذكرة بأيام الله تعالى والمتضمنة للقربة إلى الله تعالى وإلى الحجج الطاهرين صلى الله عليهم أجمعين اللهم إلا إذا كان المنكر لفضل أم البنين وللسفرة المنسوبة إليها لا يعتبر القربة إلى الله تعالى بإطعام الطعام والتذكير بالمصاب شيئاً ذا قيمة وإعتبار..! فساعتئذ ننصحه بتجديد الإيمان والإعتقاد بمن لأجلهم قامت السماوات والأرضين وأوجب الله تعالى على العباد الأحكام والقوانين..! ونحن نذكره بقول مولانا وإمامنا زين العابدين عليه السلام في مناجاته مع الله تعالى في مناجاة المحبين يا منى قلوب المشتاقين ويا غاية آمال المحبين، أسألك حبَّك وحبَّ من يحبك وحبَّ كلّ عملٍ يوصلني إلى قربك..) فسفرة أم البنين عليها السلام التي انعقدت على إسمها وإسم أولادها هي مما توصلنا إلى قربه تعالى وإلى القرب منها ومن بعلها وأولادهما عليهم السلام..وصدق مجنون ليلى حينما قال:
أمُرُّ على الديار ديار ليلى أُقبّل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حبُّ الديار شغفن قلبي ولكن حبُّ من سكن الديارا
فنحن والمؤمنون الموالون لم نُشغف في المائدة والسفرة لأنها مائدة وسفرة بل لأنها منسوبة إلى من نحبهم ونعتقد بولايتهم وطهارتهم وهم أمير المؤمنين وسيدة النساء الصدّيقة الكبرى والسيد أم البنين وبقية أزواج أمير المؤمنين وأولاده الطيبين الطاهرين عليهم السلام تماماً كما لم يشغف مجنون ليلى بتقبل الجدار لأنه جدار بل لأن ليلى تسكن وراء ذلك الجدار وذاك الجدار..
.وسيعلم الذين ظلموا أيّ منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين، وهو حسبنا ونعم الوكيل، والسلام عليكم ورحمته وبركاته