بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وآله الطيبين الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين



مولاتنا أم البنين عليها السلام ليست كما يدَّعي صاحب الشبهة، بدلالة أنها زوجة أمير المؤمنين عليّ صلى الله عليه وآله وأنها والدة المولى أبي الفضل العباس عليه السلام الذي ناهزت عصمته وطهارته عصمة وطهارة الأنبياء عليهم السلام، وقد أطرى عليها أهل بيت العصمة والطهارة بإطراءات تجاوزت العادة، ولو لم يكن إلا قول أمير المؤمنين عليّ صلوات ربنا عليه وآله في حقها لمّا طلب من أخيه عقيل أن يختار له "إمرأة ولدتها الفحولة من العرب" لكفى به مفخرة لها ودلالةً على أنها فوق العادة هي وآبائها المؤمنين الطيبين وهم من أشجع فرسان العرب ولهم ذكريات مجيدة في المغازي والفروسية والبسالة مع الزعامة والسؤدد حتى أذعن لهم الملوك وهم الذين عناهم عقيل بن سيدنا أبي طالب عليهما السلام بقوله:" ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس" وهو ما أراده أمير المؤمنين صلوات ربي عليه وآله من البناء على إمرأة ولدتها الفحولة من العرب، لأن الآباء لا بد أن تعرق في البنين ذاتياتها وأوصافها، فإذا كان المولود ذكراً بانت فيه هذه الخصال الكريمة وإن كانت أنثى بانت في أولادها، وإلى هذا أشار صاحب الشريعة الغراء بقوله الشريف الخال أحد الضجيعين فتخيروا لنطفكم) .
الخلاصة: إن سيدتنا أم البنين صلوات الله عليها إمرأة فوق العادة وذلك للوجوه التالية:
الأول:
أنها زوجة أمير المؤمنين عليه السلام وأمُّ المولى العباس عليه السلام والشهداء من إخوته في كربلاء...ومن كانت ضجيعة أمير المؤمنين عليه السلام فلا ريب في أنها شعلة من أنواره، ولا أقل أنها تنورت بأنواره وربت في روضة أزهاره واستفادت من معارفه وتأدبت وتخلقت بأخلاقه، كيف لا وهو المعلم الأكبر والناموس الأعظم للإيمان واليقين وما تربى أحد في أحضانه إلا وصار كالكبريت الأحمر نادر الوجود وشعلة من قبسات سيد الوجود.
الثاني:
أنها صدّيقة عارفة بمقام أمير المؤمنين وسيدة نساء العالمين وأبناءهما المطهرين عليهم السلام...ولعظم فضلها ومنزلتها عند أهل البيت عليهم السلام فقد زارتها مولاتنا الصدّيقة الصغرى الحوراء زينب عليها بعد وصولها إلى المدينة تعزيها بأولادها الأربعة كما كانت تزورها أيام العيد، ولو لم تكن مولاتنا أم البنين عليه السلام على مرتبة سامية ومنزلة رفيعة لما صح لتلك العقيلة المعصومة والطاهرة الزكية أن تزورها وتعزيها وتظهر لها المودة واللطف والمحبة والرأفة..! كيف لا؟! وهي أمها بعد أمها، فإذا كان سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله قد أبنَّ والدة سيدنا الأعظم أمير المؤمنين عليه السلام لمَّا توفت والدته سيدتنا وملاتنا السيدة فاطمة بنت أسد عليها وعلى والديها السلام وقال عنها إنها أمي بعد أمي) فكذا الحال في مولاتنا السيدة الجليلة فاطمة بنت حزام أم البنين عليها السلام فلا ريب أنها بالنسبة لمولاتنا زينب عليها السلامأمها بعد أمها).
الثالث: إنها من أهل البيت تنزيلاً أسوة بمن صاروا كذلك بل هي أرقى منهم إعتقاداً وعرفاناً، فإذا كان سلمان من أهل البيت كما جاء في الخبر(سلمان منا أهل البيت) وكذا (أبو ذر منا وعمار منا والمقداد منا ويونس بن عبد الرحمان منا..) وهم لم يبيتوا عند أمير المؤمنين عليه السلام ولا لازموه ليله ولا نهاره كما لازمته مولاتنا أم البنين عليه السلام وتنورت بأنواره وأسراره.فهل يعقل بأن يكونوا من أهل البيت ولا تكون هي..؟؟! كلا ثم كلا!!.