ان من الامور التي امتازت بها عقيدة الشيعة عموما هو اعتقادهم بوجود الامام المهدي , وأن له كل الاثر في العالم باعتباره امام الزمان المعصوم الذي بيده الولاية التكوينية والتي لا تكون الّا لحجج الله على الخلق .
ومن الملفت للنظر ان اكثر الناس لا يلتفتون الى وجوده المبارك ولا يستفيدون من بركاته والطافه. وما ذلك الا لغفلة الناس عنه وانغماسهم في شؤون حياتهم الدنيوية اليومية.

فكيف يتسنى لنا الاستفادة من وجوده الشريف ؟..

يتسنى لنا ذلك اذا تمكنا من استحضار الامور التالية:-

1_ ان نستشعر الحاجة الى وجوده المبارك, وان وجودنا مرتبط ومتعلق به (عليه السلام) ولا يمكن لنا الحياة بدونه وهو حجة الله على خلقه.
فالذي يشعر انه لا يعاني من أية اعراض مرضية اكيداً انه لا يسعى الى طلب الطبيب, فانه لن يلتفت الى وجود الطبيب حتى وان كان واقفا امامه لأنه لا يشعر بالحاجة اليه.
وهكذا الولي الحق يشعر دائما بالحاجة الى مساعدة الله ووجود الامام .

2_ التوجه والانتباه الى ان الامام (عليه السلام) قادر فعلا على تغيير العالم بأجمعه لو اقتضت المصلحة ذلك,لا مجرد شفاء مريض او تسهل امر ما.
فالذي بيده الولاية التكوينية من الله سبحانه لا يقف شيء امامه اذا اراده باذن الله تعالى.

3_ السعي المستمر من قبلنا ان نغير ونحسن القابل عندنا وهو (باطن الانسان) الذي تلوث بالمعاصي والذنوب والرين حتى اصبح بسبب افعالنا غير قادر على الاحساس بوجود الامام.
فمتى عملنا على تنقية الباطن فان القدرة على التوجه اليه(عليه السلام) والاحساس به تكون اعلى . وحالنا كحال جهاز الاستقبال التلفازي الذي لا يعمل بشكل صحيح اذا كان عاطلا أو احدى الاسلاك بداخله قد قطعت , فانه اكيد سيعود الى عمله بمجرد اصلاح العطل وربط السلك.

4_ الاكثار من التوسل والالحاح فيه بتكراره حتى تشملنا عناية الامام .
وقديما قالوا (من لج ولج).
فالذي يريد الحصول على دفئ الشمس مثلا لا يغنيه البقاء داخل البيت,بل لا بد له من الخروج والحضور تحت الشمس حتى ينال من دفئها من يطرد عنه شر البرد.
وافضل حضور لنا في زمن الغيبة هو كثرة الدعاء للامام والتوسل به فانه من المنجيات.

منقول