صديق مؤسس
صاحبة الامتياز
تاريخ التسجيل: January-2010
الدولة: البصرة
الجنس: أنثى
المشاركات: 27,178 المواضيع: 3,882
صوتيات:
103
سوالف عراقية:
65
مزاجي: هادئة
أكلتي المفضلة: مسوية رجيم
موبايلي: Iphon 6 plus
آخر نشاط: 5/August/2024
قدسية النار في الديانات الكوردية القديمة و إنعكاسها في الديانات السماوية الأخرى
قدسية النار في الديانات الكوردية القديمة و إنعكاسها في الديانات السماوية الأخرى
الشعب الكوردي أحد الشعوب العريقة والذي تُشاهد بصماته على صفحات التأريخ، رغم محاولات أعدائه و محتلي وطنه لتشويه تأريخه المشرف في جميع مناحي الحياة، إلا أن ضياء الشمس لاتحجب بغربال. هذا الشعب الذي ساهم في بناء صرح الحضارة البشرية، حيث أنّ موطنه، كوردستان، الذي رسى فيه سفينة النبي نوح، أصبح بعد الطوفان مهد البشرية الثانية. جغرافية كوردستان في ذلك الزمان كانت أكبر بكثير مما عليها اليوم، حيث كانت تضم السهول و الوديان و الأراضي المنخفضة، وكانت تمتد في عمق الدول المحيطة بها، و التي تحتل كوردستان اليوم. إستناداً إلى هذا التاريخ العريق، فليس من الغرابة إذا قلنا بأن الحضارة إنطلقت منها إلى العالم، وهذا ليس إدعاءً، بل أنه مذكور في بواطن كتب التأريخ. إنّ المدنية وتشكيل المجتمعات المتحضرة، إنطلقت من هذه الأرض المعطاء، حيث بدأت الزراعة و حفر القنوات منها، و قام الإنسان في كوردستان بتدجين الحيوان. إكتشاف النحاس وعملية غزل الصوف و دباغة الجلود و بناء القرى المسوّرة و المساكن، كان للإنسان الكوردي أسبقية القيام بهذه المنجزات التي كانت اللبنة الأولى في تحضّر الإنسان و تطوره. هذا الشعب المثابر في التأريخ يُشكّل الأرومة الأصيلة للأمة الآرية. هذه الأمة العريقة تبدأ أراضيها من أقصى الهند إلى أقصى الشمال الأوروبي في القطب الشمالي، ولذلك عُرفوا أيضاً بالشعوب الهندو-أوربية. تسميتهم بالآريين جاءت من النار التي كانت ترافقهم أينما حلوا و إرتحلوا، وتيمّناً بتلك النار، عُرفوا بهذا الإسم المقدس ( آري)، والتي تُسمى باللغة الكوردية "آر" أي "النار" و الياء هي لل(نسبة)، على سبيل المثال كلمة "العرب" بإضافة ياء النسبة إلها تصبح "العربي".
النار لعبت دوراً أساسياً في حياة الإنسان، حيث إستخدم الإنسان النار منذ العصور القديمة للتدفئة و الإضاءة و الطبخ و معالجة الأمراض وغيرها، و إستُخدمت في التعدين و في صهر المعادن والحدادة وصنع السيوف والدروع و غيرها. يعتقد علماء الآثار أن الإنسان قد إستخدم النار منذ عصور سحيقة. في بداية الثورة الصناعية، كانت النار الديمومة الأساسية لتلك الحقبة، حيث كانت آلة البخار تدير عجلة الصناعة و بالإعتماد عليها وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من التطور و التقدم الصناعي. في الوقت الحاضر تُستخدم النار في مختلف المجالات، في وسائل النقل ومحطات الطاقة و الأسلحة و أصبحت النار شعاراً للحرية و الرقي و تقدم الأمم و رمزاً وهاجاً للأولمبياد التي تجمع الشعوب من جميع القارات على الأخوة و المحبة. إكتشف العلم في عصرنا أن النار ليست حالة أو مادة بل شكل من أشكال الطاقة الحرارية والضوئية.
من أسماء النار باللغة الكوردية هي أستير- أستاره – مَخ - آر– آير- آگر- آذر- آور- آهير- آهر. آهورامزدا في الديانة الزرادشتية هو إله الخير، و آذركته هي هيكل النار. إنّ تقديس وتبجيل النار، وإختيار يوم 21 آذار،عيداً قومياً للشعب الكوردي، لم يأتِ من فراغ، و إنما تمّ إختيارها وفق حساب دقيق، إختارتها الإمبراطورية الميدية، التي أسسها الميديون، أجداد الكورد قبل 27 قرناً، ليكون هذا اليوم رمزاً وطنياً و دينياً لهذه الأمة. توقد في هذا اليوم الأغر النار المقدسة، في كل سنة عرفاناً وشكراً لله، خالق السموات والأرض، و إعلاناً ببدأ السنة الجديدة، كتأريخ للتدوين و لتنظيم حياة المجتمع. الصلة بين النار والدين صلة وثيقة، لقد صنف أرسطو النار كأحد العناصر الأربعة. في الهندوسية، النار هي عنصر من العناصر المقدسة، كما قدست الديانة الزرادشتيه النار وكان الزرادشتيون لهم هياكل النار. يوجد إرتباط عند الزرادشتية بين قداسة النار وقداسة الشمس. في اليهودية، فأنّ للنار قدسية خاصة عند اليهود، حيث نرى أنّ الإسرائيليين قد إتخذوا الشموع السبعة كرمز للشعب اليهودي و لدولة إسرائيل. كما أنهم يوقدون شموع الأعياد في المناسبات الدينية. كانت النار إحدى المعالم البارزة داخل هيكل أورشاليم. النار في الديانة المسيحية هي رمز لروح القدس و في وصف جهنم. في الإسلام جاء في القرآن وعيد الله بنار جهنم. ذكر القرآن الكريم الأجرام السماوية، كالشمس التي هي عبارة عن حمم بركانية من النار، خلقها الله من أجل الإنسان لكي ينعم بضيائها و دفئها وما تحملها من فوائد أخرى للإنسان والحيوان و النبات .
زرادشت (avesta.org)
يستخدم الكتا ب المقدس للزرادشتيين " آفيستا" كلمة ( آتر) للدلالة على "النار". مدينة "آتروپاتگان" أصبحت فيما بعد "آذربايجان"، وهذه المقاطعة تحمل إسم "آذربايجان" و التي تقع في شرق كوردستان. "آتروپاتگان" و "آذربايجان" إسمان ذو مدلول و معنى واحد و الذي يعني "موضع النار الزرادشتي"، حيث كانت فيها إحدى مواقد النار السبعة المقدسة و التي كانت تُسمّى ب"آتر" أو "آذر". المواقد الستة الأخرى كانت منتشرة حينها في بلاد الآريين. الديانة الإزدية تشترك مع الديانة الزرادشتية في رباعيتها الذهبية التي تعتبر العناصر الأربعة طاهرة ومقدسة وهي: النار و الماء و التربة و الهواء. إذا جدولنا هذه العناصر على عدة مربعات، ستحتل النار بكل تأكيد المربع الأول منه لأنها من أكثر العناصر الأخرى قداسةً في الديانة الزرادشتية.
(مَخ) هو أحد أسماء النار أيضاً. في جنوب كوردستان، توجد مدينة إزدية قرب العاصمة هولير تحمل إسم (مَخمور). من المرجح أنّ إسم (مخمور) يعني (النار المقدسة) أي ( مدينة النار المقدسة)، حيث أنّ كلمة (مور) تعني (المقدس) و الكورد الإزديون، كما أسلفنا، يقدسون النار و يعبدون (خدا) أي (الله)، الخالق. من المفيد هنا أن نفرق بين (التقديس) و (العبادة)، حيث أنّه من المعلوم أن التقديس غير العبادة. التقديس عند الأديان و المذاهب الأخرى التي توجد فيها بعض المقدسات لا تدخل أيضاً في عبادتهم كما هو الحال في الديانة الإزدية. إنّ المعبود مقدس ولكن ليس بالضرورة أن يكون كل مقدس معبود. لنعد إلى تفسير و مدلول كلمة ( مَخ ) التي هي إحدى أسماء النار في اللغة الكوردية الفديمة وتستعمل هذه الكلمة عند الكورد في أمورعدة منها القداحة بالكوردية (چَوماخ)، (چَو) تعنی الحصى الصغيرة (راجع قاموس طاهر صادق، طبع سليمانية ص 161) و (ماخ) أو (مَخ)، كما اسلفنا، تعني (النار). القداحة قديماً كانت لا تعمل إلا بحصى خاصة بها، لذلك أطلقوا عليها (چَوماخ)، و التي تعني (حجر النار). البعض يتصور أن (چَوماخ) هي تحريف ل(چقماق) و هذا الإعتقاد يُجانب الحقيقة. جاءت في لغتنامه دهخدا (طبع جامعة طهران المجلد 13 ص 20466) بأنّ (مخ) هو إسم للنار. أما كلمة (مور) فأنها تعني (التقديس أو المناجات). عندما تنعي أو تناجي المرأة الكوردية لفقدان شخص عزيز لها، فنقول باللغة الكوردية ( مورتياري) أي تنعي أو تناجي. (مور) نجدها في تسمية الآلة الموسيقية الخاصة بالكورد الكاكائيين، حيث يعزفون عليها في مناسباتهم الدينية و تسمى عندهم، كما عند جميع الكورد (تموره)، حيث أن حرف (التاء) هو إختصار لإسم الآلة ثم (مور) و حرف (الهاء) الذي يأتي في نهاية الكلمة المذكور، هو لاحقة، و بذلك تعني كلمة (تموره) (آلة المناجات)، لأنها خاصة لأداء الطقوس الدينية عند الكاكائيين منذ زمن بعيد، ومن ثم إستعارتها الشعوب الأخرى من الشعب الكوردي، حيث أن الفرس يسمونها (تنبور) وهم يقولون أنّ الكلمة غير فارسية، و العرب يسمونها (طنبور)، حيث أنه جاء في كتاب (المعربات) للجواليقي بأن كلمة (طنبور) كلمة معربة. هكذا نرى أنّ الطنبور أصبح مع مرور الزمن آلة موسيقية مهمة تلعب دوراً في الأداء الموسيقي. يروي أبو حاتم عن الاصمعي بأن (الطنبور) هو مفردة دخيلة على اللغة العربية. في نقوش (تاق وسان) في كرمنشاه في شرق كوردستان، الذي يروي أيام حكم الساسانيين الكورد قبل الإسلام، يمكن ملاحظة عدة آلات، منها الچنگ (قيثارة) و الناي و التموره في هذه النقوشات.
إن الكورد، بعد إعتناقهم الدين الإسلامي، تمسكوا ببعض المفاهيم و المعتقدات والأسماء القديمة الراسخة في ضمائرهم و وجدانهم ولم يعتبروها من المحرمات أو المحذورات، فكلمة (مور) أي (المقدسة) هي واحدة من تلك المصطلحات التي يطلقونها على (تربة الصلاة) والتي عند الكورد تسمى (موره = مِهر). هناك أسماء كوردية مركبة كثيرة أخرى التي يدخل في تركيبها حرف (التاء) الذي يعني (آلة) و بتواجده مع كلمة أخرى، مُشكّلاً كلمة مركبة، حينئذ فأنّ الكلمة المركبة تدل على إسم و مدلول الآلة. مثلاً، الكلمة (تبر)، حرف (التاء) فيها يعني (آلة) و كلمة (بر) تعني بالكوردية (قطع) و بذلك تعني هذه الكلمة الكوردية المركبة (آلة القطع). قام العرب بإستعارة هذه الكلمة و تم تعريبها الى (طبر). (شك) أي (شكاندن) تعني بالكوردية (الكسر) لأن (الطبر) هي آلة للقطع فقط و (التيشك) التي تعني (الفأس) هي آلة للكسر فقط. مثال آخر هو الكلمة الكوردية المركبة (تَشي) (المغزل)، حيث أنّ حرف (التاء) يعني (آلة) و كلمة (شي) تعني (النفش) أي (آلة نفش الصوف) وماشابه. هناك المئات من هذه الكلمات التي يضيف لها الكورد حرف التاء للدلالة على (الآلة) لتؤدي الغرض المطلوب من معناها. الكلمة الكوردية (مَخ)، التي تعني (النار) دخلت اللاتينية و اليونانية ومن خلالهما إلى اللغات الأوربية الأخرى، حيث يظهر لنا مصطلح (مَخ) في أقاصي أوروبا. عند النهضة الصناعية و إختراع آلة البخار التي تعمل بالنار من خلال إستعمال الفحم الحجري قبل إكتشاف البترول، أطلق الأوروبيون على هذه الآلة البخارية إسم (ماخين)، حيث تم تحوير الكلمة الى (ماشين) عند بعض الشعوب الأخرى. مع مرور الزمن، بتطور الصناعة، إتسع نطاق إستعمال هذه التسمية، حيث تُطلق اليوم على الآلات من مولدات و محركات و غيرها. بعد تفوق العالم الغربي في جميع مناحي الحياة العلمية من زراعية و إقتصادية و صناعية و بدأوا بتصدير منتوجاتهم و تكنولوجياتهم إلى خارج القارة الأوربية، ومنها الشرق الأوسط الذي هو موطن عدة شعوب و منها العرب، الذين إقتبسوا هذه الكلمة (ماخين- ماشين) منهم وعرّبوها، كما يفعلون مع الكلمات والمصطلحات الأجنبية الأخرى التي تفتقر إليها اللغة العربية فأسموها (ماكنة - مكينة)، حيث أنهم قاموا بتبديل حرف (الخاء) الى (كاف)، ليناسب النطق و اللفظ العربي.
إسم المدينة الكوردية التاريخية، كركوك، التي بناها الكورد قبل حوالي 5 آلاف سنة، مستمد من النار. إسمها كان في الأصل (گِرکوک)، نسبة إلى نار (بابا گرگر) و بمرور الزمن تحوّل حرف ال(گاف) الكوردية الى (كاف) الإسلامية وهذا يحدث عند جميع الشعوب والأمم، حيث أنّ الأسماء تتحور و تتغير عادةً بمرور الوقت، حيث أنه بعد مضي آلاف السنين، قد لا تبقى كلمة دون أن يطالها التغيير والتبديل. (گرکوک) تعني (النار الأزلية). كلمة (گر) تعني في اللغة الكوردية (لهیب النار العالی) و كلمة (كوك) تعني (مستمر أو دائم). إذا سُئل الإنسان الكوردي عن صحته، فأن ّ السؤال يكون (چونى؟ كوكى؟) أي (كيف حالك؟ هل أنت نشيط؟). كما أنه عند نصب الساعة لتستمر في العمل، يُقال (كوُك الساعة). ذكر المؤرخون نار كركوك قبل آلاف السنين و وصفوا لهيبها وضياءها الأزلي. اليونانيون هم من الذين ذكروا هذه الشعلة الوهاجة قبل الميلاد. يشير الدكتور نوري الطالباني إلى (گرگر) في كتابه المعنون (منطقة كركوك ومحاولات تغيير واقعها القومي)، حيث يقتبس نص ورد في كتاب العالمَين، الدكتور طه باقر و فؤاد سفر، الذي يذكران فيه أنّ إسم (كركوك) ينحدر من كلمة (گرگر). يؤيد هذا الرأي أيضاً الدكتور جمال رشيد أحمد. ( گرگر) هي إسم بقعة النار الملتهبة التي تقع خارج مدينة كركوك. تمت الإشارة إليها أيضاً في كتاب (تاريخ إيران للمؤلف حسن پیرنیا، ص 7، حيث يذكر فی حاشية الصفحة المذكورة من كتابه ما يلي: حلوان كانت قلعة في جبال كوردستان بالقرب من گرکوک.
النار الإزدية
جاءت في صفحة الحقيقة الدولية بأنّ الإزدية تشعل النار إلى أيامنا هذه في الأماكن المقدسة و في منازل رجال الدين الإزديين أيام الأربعاء والجمعة والأعياد. بما أن الشمس و القمر والنجوم تبعث الشعاع و النور، لذلك فأنّ الإزديين يقدسونها أيضاً. إن الإزديين الذين هم من الكورد الذين حافظوا على هذه الديانة القديمة على مر التاريخ، كلفهم الإحتفاظ بدينهم التوحيدي الكثير من الدماء و الدموع خوفاً من من الإرهاب و الإضطهاد. كان الإزديون يتظاهرون في بعض الأوقات بالتخلي عن بعض الطقوس الدينية (ما يسمى عند الآخرين بالتقية)، إلا أنّ تلك الطقوس والمقدسات بقيت حية في ضمائرهم و وجدانهم و مارسوها في الخفاء، و منها النارالمقدسة، هذا العنصر المقدس نراه في (لالش)، حيث تنير المعبد 365 فتيلة (شمعة) في أيام الأربعاء و الجمعة و الأعياد و يرفض الإزدي إدخال المصابيح الى هذه البقعة المباركة. يقول الأستاذ زهير كاظم عبود بهذا الصدد: و لم يزل الإزدي حتى اليوم يرفد المكان المقدس في منطقة لالش بالزيتون و زيت الزيتون الذي يتم تصنيعه لإدامة اشتعال النار التي تضئ أروقة المكان المقدس بالرغم من كل التقنية الحديثة و دخول الكهرباء إلى المعبد. في المناسبات الدينية يوقدون النار نساءً ورجالاً ويقفون حولها كطقس من طقوسهم الدينية وهذا ما نشاهده في المناسبات التي تُنقل على شاشات التلفزة الكوردستانية. الإزدي يتوجه في كل يوم عند الطلوع و عند الغروب نحو الشمس لإداء فرائضه لأن الشمس هي آية من آيات الله وضعها في كبد السماء ليُحي بها الأرض وما عليها. إن الإزدي يبني قبة معبده على شكل قرص الشمس ثم قطر القبة على شكل أشعة الشمس وقاعدة القُبة رباعي الشكل يرمز إلى الجهات الأربعة.
الديانة الإزدية معروفة بالشمسانية أيضاً نسبة الى الشمس لتقديسهم إياها. يقول الأستاذ صباح كنجي في إحدى مقالاته بأنّ الشمس في الديانة الإزدية هي إحدى تجليات الله . لِما لا تكون النار أيضاً إحدى تجليات الله على الأرض كما هي الشمس في السماء؟ من المرجح جداً أنّ التقديس و التبجيل و التوقير في الديانة الإزدية، للأنبياء أو الأولياء أو المخلوقات غير البشرية، لا يتم فقط بسبب شخصهم أو منزلتهم الروحية، بل أنّ المحفّز الأكبر لهذا التقديس هو التكوين الناري للشخصيات التي يتم تقديسهم أو لَعب النار دوراً بارزاً في حياتهم، مثل الملك طاوس ( الشيطان) الذي توقرّه الإزدية لا لسبب كونه ملاكاً فقط، بل لذاته النارية لأنه مخلوق من هذه المادة المقدسة. كذلك إبراهيم الخليل الذي، بأمر الخالق، لم تمسه النار بسوء ولم تحرقه، لذلك فأنّ الإزديين يبجّلونه و للعلم بأنّ إسم والد النبي إبراهيم هو (آزر). (خدر ألياس) الذي حسب المعتقد اليهودي، صعد الى السماء بعربة نار و بسبب ذلك، فأنّ الإزديين ينظرون إليه بعين القداسة، و لذلك يحمل الكثير من الإزديين إسم (خدر) و (إلياس). حتى أنّ النبي نوح الذي رست سفينته على سفح جبل آرارات الذي هو جبل النار و إسمه يدل عليه حيث أنّ (آر) تعني (النار) باللغة الكوردية. قام العرب قديماً بتدوين إسم جبل آرارات في كتبهم بإسم (جبل النار) لأن العرب حتى بعد صدر الإسلام كانوا يقولون للبركان (جبل النار)، حيث أنّ جبل آرارات عليه مئات الفوهات البركانية التي قد خمدت قبل زمن ليس ببعيد تاريخياً. هناك من يتصور خطأً بأنّ إسم هذا الجبل إسم أرمني، بينما أنّ كلمة (آرارات) ليس لها وجود في اللغة الأرمنية، حيث أنّ الأرمن يسمّون هذا الجبل بإسم (ماسيس). هناك مَن يدّعي بأنّ هذه التسمية عبرية أو آشورية، إلا أنّ هذا غير صحيح، حيث أنّ إسم (آرارات) هو إسم كوردي، بالإضافة الى أنّ منطقة آرارات هي موطن الشعب الكوردي منذ أن سكنها الإنسان الى يومنا هذا والجبل المذكور يقع على أرض كوردستان. جاء في كتاب ملحمة گلگامش الذي تم طبعه في سنة 1975 (منشورات وزارة الإعلام— الجمهورية العراقية ص 141 لطه باقر) بأنّ إسم الجبل الذي استقرت عليه سفينة نوح البابلي هو جبل (كورديين) أي جبل ألاكراد، إستناداً الى رواية (بيروسوس) (برعوشا، الكاتب البابلي، القرن الثالث ق.م.)، حيث كما نرى يُسمّي (برعوشا) جبل آرارات بإسم جبل الكورد.
النار المقدسة: قبلة زرادشت
في مدينة إيلام في شرق كوردستان، توجد عدة مواقد للنار خاصة بالديانة الزرادشتية، وإنّ قسماً من هذه المواقد ترجع تأريخياً إلى زمن الساسانيين و قسم آخر منها تعود إلى زمن أبعد من هذا التأريخ. أحد هذه المواقد هو موقد (كلم) الذي يقع بالقرب من قرية (كلم) التابعة لإيلام، و إنه يقع داخل معبد زردشتي تبلغ مساحته 150 ألف متر مربع و بإرتفاع 6 أمتار. بالإضافة إلى هذا الموقد، توجد حول مدينة إيلام عدة مواقد أخرى التي أهميتها التأريخية لا تقل عن موقد (كلم).
موقد النار التاريخي، في قرية قجر، التي تبعد عن إيلام 10 كيلو مترات، وهذا الموقد
ذو ثلاث أضلاع، في الصورة الجزء المتبقي منه، حيث لعبت به يد الزمن، والعابثين.
ئاته ش كه ده ى گوندى قه جه ر، له ئيلام، كوردستانى روژهه لات
لا يمكن التحدث عن مواقد النار الزرادشتية، دون ذكر شيخ الآثاريين الكورد الأستاذ عبد الرقيب يوسف، أطال الله في عمره، الذي إكتشف لنا في السنين الأخيرة عدة مواقد للنار التي هي من بقايا الديانة الزرادشتية قرب دهوك، ولهذا الآثاري الجليل إكتشافات أخرى قيّمة في جنوب كوردستان.
يقول الأستاذ توفيق وهبي بأن الكورد كانوا يعبدون الشمس قبل أكثر من 4000 سنة. إن إله الشمس كان إله العدل والشرائع في سومر. مثل إله الشمس، إنتشرت عبادة إله القمر في أماكن كثيرة من الشرق الأدنى. في وقتنا الحاضر نرى الشمس السومري تتوسط عَلََم كوردستان، حيث لا يخفى أنّ الكورد هم أحفاد السومريين.
مكانة النار في الديانة اليهودية
جاء في الكتاب المقدس، العهد القديم، التكوين 1، ثم أمر الله: ( لتكن أنوار في جَلَد السماء لتفرق بين النهار و الليل، فتكون علاماتٍ لتحديد أزمنةٍ وأيامٍ وسنين وتكون أيضاً أنواراً في جَلَد السماءِ لتُضيءَ الأَرضَ). هكذا كان. وخلق اللهُ نورَينِ عظيمينِ، النور الأَكبر ليُشرقَ في النهار، والنورَ الأصغرَ ليُضيءَ في الليل، كما خلق النجوم أيضاً وجعلها اللهُ في جَلَد السماء لتُضيء الأرض، لتتحكمَ بالنهارِ و بالليلِ و لتُفرقَ بين النورِ والظلامِ. رأى اللهُ ذلك فاستحسنهُ. جاء مساءَُ ثمّ أَعقبه صباحُ فكانَ اليوم الرابع. لقدسية النارعندهم، تحرم الديانة اليهودية بعد غروب شمس السبت أي عمل أو أيقاد للنار. الشموع السبعة التي تُشاهَد في المناسبات اليهودية هي شعار دولة إسرائيل. يقول جورج حبيب في كتابه (اليزيدية بقايا دين قديم) (الطبعة الأولى ص 46) أنّ (الياس) هو (إيل)، وهو إسم عُرف عند العديد من الشعوب السامية القديمة، على أن إسمه يذكرنا بالنبي العبري (إيليا) وكانت آخرته إنه صعد إلى السماء بجسده دون وفاة في عربة من نار. كانت من واجبات الكهنة القيام بالذبائح اليومية والأسبوعية والشهرية والسنوية. عدا ذلك فإنهم كانوا يخدمون في الاحتفالات والتطهير ويعتنون بالآنية المقدسة والنار المقدسة والمنارة الذهبية وأثاث المقدس. كانوا يطلقون الصوت في الأبواق المقدسة ويحملون تابوت العهد ويقضون في دعاوي الغيرة ويقدرون المال للافتداء وينظرون في شأن البرص ويفسرون الناموس للشعب، ويقومون باستشارة الله بواسطة الاوريم والتميم (خر 28: 30 وعز 2: 63 وعد 16: 40 و 18: 5 و 2 أخبار 15: 3 وار 18: 18 وحز 7: 26 ومي 3: 11). جاء في القرآن الكريم سورة النمل آية 7 (إذ قال موسى لأهله إني آنست ناراً سآتيكم منها بخبر أو آتيكم بشهاب قبس لعلكم تصطلون). كانت منارة خيمة الاجتماع عند اليهود مصنوعة من الذهب الخالص النقي. وضع الرب تصميمها وأمر بها موسى. كانت ضخمة الحجم، يبلغ ارتفاعها ستة اقدام و مكوّنة من قاعدة و ساق و ست شُعَب، وتزينها كاسات و عجز و ازهار وملاقط و منافض، كلها من الذهب. المنارة كانت تحمل سبعة اسرجة، سراجاً فوق كل شعبة، وسراجاً فوق كل نهاية ساق. اما الزيت المستعمل للاضاءة فكان نقياً جداً. كانت الاسرجة تُضاء في المساء وتُطفأ عند الصباح (خر 25: 31و 37: 17 و لا 24: 4 و عد 8: 2). صنع سليمان عشر منائر من ذهب وضعها في هيكل الرب الذي شيده في القدس، وقد حُملت فيما بعد الى بابل مع باقي المحتويات المسبية (1مل 7: 49 و 2 اخبار: 7 و ار 52: 19).
تمت تسمية المنارة نسبةً إلى النار التي توقد فيها للإضاءة. هذه التسمية مأخوذة من عنصر النار التي تنعكس ضياؤها على الأشياء التي حولها، حينئذٍ يسمى "نور"، حيث أن النور مكتسب من جسم آخر، كما هو الحال في نور القمر الذي ما هو إلا إنعكاس لضوء الشمس على القمر.
وضع زربابل في هيكله منارة واحدة فقط، ثم وضعها (هيرودس) في هيكله الى أن سلبها (تيطس) الروماني و أمر أن تُحمل أمامه في مواكبه التي كان يقيمها في روما، ثم وضعها في هيكل السلم في تلك المدينة. في سنة 455، نُقلت المنارة الى قرطجنة، حتى سنة 533، حيث استرجعها (بليساريوس) وحملها الى القسطنطينية ومنها الى القدس حيث وضعت في كنيستها المسيحية، وضاعت المنارة بعد ذلك الحين. حمل ابراهيم النار حين صعد الجبل ليذبح ابنه (خر 22 :6). كانت النار من أهم ضرورات حياة الانسان (سي 39 :26)، فهي تُستعمل لطبخ الأكل (خر 12 :8-9)، وللتدفئة (إش 44 :16؛ أع 28 :2)، والانارة (يه 13 :13). النار عامل تدمير. كانت النار تُستعمل لتدمير كل ما يحمل مرضًا أو نجاسة (لا 13 :52، 55)، بل لإزالة الإنسان الذي اقترف ذنبًا جنسيًا خطيرًا (لا 20 :14؛ 21 :9)، وتدمير الأوثان (تث 7 :5؛ 12 :3). كانت النار سلاح حرب يتوخّى تدمير الاعداء (عد 31 :10؛ يش 6 :24). (ج). كانت النار ضروريّة من أجل نار الذبائح وفي خدمة الهيكل. لهذا، يجب المحافظة على نار مذبح المحرقات (لا 6 :5-6). في وقت السبي، أخفيت نار الهيكل (2مك 1 :19). إن عبارة "ذبيحة مقدّمة بالنار" خاصة بالتقليد الكهنوتي. قد حكمت التوراة حكما قاسيًا (لا 18 :21؛ تث 12 :31) على ذبح الاشخاص عامة و الاولاد خاصة بالنار (2مل 16 :3؛ 17 :17). 2) لاهوت النار. (أ) نار الظهورات (تيوفانيا، ظهور الله). في النار يُظهر الله مجدَه وعظمته (تث 5 :24؛ عب 12 :29). كانت النار تحيط بالربّ حين ظهر لموسى (خر 3 :2؛ 19 :18). خلال الليل، كان عمود من النار يقود شعب اسرائيل عبر بريّة سيناء (خر 13 :21؛ 14 :24). سمع (حزقيال) نداء الله الذي ظهر له في وسط النار (1 :4، 27-28). أما في حوريب، فالله ليس في النار (1مل 19 :12)، مع أنه تجلّى لإيليا على جبل الكرمل، مرسلاً النار على الذبيحة (1مل 18 :38). الروح القدس حلّ على الرسل بألسنة من نار (أع 2 :3). (ب) النار وسيلة تطهير أو عقاب. يصوَّر غضبُ الله مرارًا بشكل نار (مز 79 :5؛ 89 :47؛ إر 4 :4؛ صف 1 :18). فالنار تطهّر، تنقّي، تدمِّر ما هو نجس. لهذا، فالنار هي أداة عقاب الله ودينونته (مز 50 :3؛ 83 :15؛ إش 26 :11؛ مر 9 :49؛ يع 5 :3؛ رؤ 8 :8-9). النار هي إحدى العلامات التي تعلن مسبقًا مجيء الرب (يوء 3 :3). سوف تتمّ دينونة الله بالنار (إش 66 :16؛ حز 38 :22؛ ملا 3 :19) التي تمتحن نوعيّة أعمال البشر (1كور 3 :15). هناك من يرى علاقة بين الشعلة والسرافيم، والجامع بين الاثنين هو النار (س ر ف، أحرق) التي تدلّ على حضور الله. في العبرية س ر ف ي م. اسم أعطاه إش 6 :2، 6 لكائنات علويّة تشبه البشر، لها ثلاثة أزواج من الاجنحة وهي تقف فوق عرش الله في "هاكل" الهيكل. تفسير اسمهم : الحارقون. الشمس: في العبريّة : ش م ش. في اليونانيّة : هيليوس. الشمس إله لدى عبّاد الأوثان، لكن التوراة تعتبرها سراجًا في النهار، تعتبرها النيّر الأكبر تجاه النيّر الأصغر الذي هو القمر. في عدد كبير جدًّا من الحضارات القديمة، نعمت الشمس بعبادة واسعة جدًّا. ففي الشرق الأوسط، كثُرت العبادات الشمسيّة : الالاهة "ش ف ش" في أوغاريت ولدى العرب في الجنوب (( كان عند العرب قبل الإسلام إسم علم يسمون به، كعبد شمس)) . كانت الشمس إلهًا عند البابليّين (شمش) وعند الحثيّين وعند المصريّين. في وادي النيل، سيطر اللاهوت الشمسيّ لدى كهنة رع في أون (هليوبوليس)، على اللاهوت اللاحق، ولاسيّمَا لاهوت أمون. معظم الآلهة المصريّة ارتبطوا آجلاً أو عاجلاً بالإل?ه رع. والإله الصقر المحامي عن الملكيّة الفرعونيّة، حورس (ح ر)، كان هو نفسه من جوهر الشمس. وعرفت فلسطين هي أيضاً عبادات الشمس. وما يشهد على ذلك أسماء الأمكنة : بي شمش. عين شمش الذي هو حرس (جبل الشمس)، وحرس يقابل شمش وإن لم تكن مستعملة مثلها). وهناك أسماء علم مثل شمشون. نجد بعض العبارات الليتورجيّة في المدائح (مز 19). كما نجد كلام أي 31 :26-27 الذي يقول إنّه لم يرسل قبلة تدلّ على عبادته لكوكب النهار. مع أن التوراة تجعل من الشمس خليقة الله (تك 1 :14). و أن الشريعة اليهوديّة حرّمت كلّ عبادة للكواكب (تث 4 :19؛ 17 :3-4)، إلاّ أنّ تجربة عبادة الشمس قد تأثّرت بالأشوريّين، فوجدت لها مناخًا مؤاتيًا في بلاط بعض ملوك يهوذا (2مل :16؛ 21 :3-4). حاول (يوشيّا) ولكن عبثًا، أن يضع حدًّا لهذه العبادة (2مل 23 :6، 11)، فدمّر تماثيل الأفراس (الفرس هي حيوان مكرّس للشمس) التي نُصبت في الهيكل. حاول بعض الشرّاح أن يربطوا بين مونوتاويّة (عبادة الإل?ه الواحد) الفرعون امنحوتف الرابع (اخناتون، القرن الرابع عشر) المستندة إلى الشمس، ومونوتاويّة موسى، حيث أنّ ديانة أتون (القرص الشمسيّ) ليست شكلاً من أشكال المونوتاويّة، بل هي موقف جذريّ وعقلانيّ تجاه بعض نواحي اللاهوت الشمسيّ، بل ظاهراتيّة متسامية حيث يبدو الإله منظورًا بشكل مباشر، ردًّا على لاهوت كهنة أمون الذين شدّدوا على ديانة باطنيّة لا يصل إليها إلاّ عدد قليل من الناس. نعود إلى الكتاب المقدّس. فالله ثبّت الشمس في الفلك لتحدّد النهار وتشرف عليه (مز :16؛ إر 31 :35؛ 2صم 23 :4؛ حك 16 :28؛ تك 15 :12). الشمس هي سرّ الحياة (تث 33 :14 ] كما في النص الأصلي[؛ ملا 3 :20)، و الحرارة (خر 16 :21؛ سي 43 :21) التي تنمو بتقدّم النهار (نح 7 :3) و تحرق أكثر من النار (سي 43 :4). الشمس بقدرتها (قض 5 :31؛ سي 43 :3-4) تبدّد الضباب (حك 2 :4). و لكن قد تحمل الدمار للبشر وللطبيعة (إش 1 :5-6؛ يون 4 :8؛ مت 13 :6 وز؛ سي 43 :2-4. الجفاف وقلّة المطر). هذه الحرارة المخيفة التي تحملها الشمس، تشهد على قدرة الله (سي :5) الذي يستطيع إذا شاء أن يقطع مسيرتها المنظّمة (مز 19 :5؛ 7؛ أي 9 :7). في نظر جا 1 :5، انتظام هذا الكوكب الذي يُشرف على الكون كلّه، هو صورة عن رتابة في الكون تعود يومًا بعد يوم وتتكرّر فعلاً بعد فعل. وكان للنجوم سلطان على الوثنيين، وعلى عباد الاصنام من اليهود، ممن وجدوا فيها مظاهر غريبة تستحق العبادة نفسها بدل عبادة خالقها وصانعها وهكذا اصبحت النجوم معيودات للكثيرين (تث4:19 و 2 مل 17: 16) و بُنيت لها المعابد والمذابح و قُدمت التقدمات (2 مل 21: 5 و 23: 5) وكان عباد النجوم يؤمنون أنها تدير الكون والبشر أنفسهم (أي 38: 31). كان عباد الكواكب يعتقدون بأنها تنبؤهم بالمستقبل.
يقول الدكتور رشيد الخيون: إن الشيخ محمد جواد مغنية يقترب من الصواب عندما قال في الصابئين: " قوم يقرون بالله و بالميعاد و ببعض الأنبياء، ولكنهم يهتدون بتأثير النجوم في الخير و الشر، و الصحة والمرض، وعلى خلاف مَنْ اشتق تسمية الصابئة من صبأ العبرانية أي غطس و توضأ، وجد مغنية أن التسمية مشتقة من" صبأت النجوم أي طلعت"، و يعدهم بأقدم الأديان في التاريخ. (أقدم الأديان، فيه شيء من المغالات) و يضيف الدكتور رشيد الخيون، يبدو لي أن مغنية اطلع على سلسلة المقالات التي حبرها الأب أنستاس الكرملي في مجلة "المشرق" في سنة 1900- 1901، وذهب إلى اشتقاق تسميتهم من الضوء.
قداسة النار عند معتنقي الديانة اليهودية يُشير إليها الرب الذي يأمر اليهود أن يستريحوا في هذا اليوم، حيث جاء في الوصايا العشر أما اليوم السابع فتجعله سبتاً للرب إلهك فلا تقم فيه بأي عمل. ومن الأعمال التي يمتنعون القيام بها يوم السبت هو تحريم إيقاد النار. وجاء في الكتاب المقدس أنه عندما تاه شعب الرب في البرية كانوا يتبعون سحاباً في النهار و في الليل يتحول السحاب إلى النار فيتبعونه كدليل لهم في الصحراء. نراهم اليوم يضعون الشموع السبعة أمامهم أو خلفهم في كل المناسبات كرمز ديني و كشعار لهم كما تكلمنا بشيء من التفصيل عن بعض التقاليد الدينية لهم فيما يتعلق بقدسية بالنار.